تحقيق لشبكة بي بي سي يكشف تقييد فيسبوك لصفحات إخبارية فلسطينية خلال الحرب على غزة

كشفت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تحقيق نشرته يوم 18 ديسمبر/كانون الأول الجاري، أنّ موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قيّد بشكل كبير قدرة وسائل الإعلام الفلسطينية على الوصول إلى جماهيرها خلال الحرب الإسرائيلية على غزة. وفي المقابل، وجد التحليل أنّ تفاعل الجمهور مع وسائل الإعلام الإسرائيلية زاد بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول.

موقع فيسبوك يقيد صفحات إخبارية فلسطينية خلال الحرب

وفق تحقيق بي بي سي، وبتحليل بيانات المشاركة والتفاعل مع صفحات فيسبوك خاصة بعشرين مؤسسة إخبارية فلسطينية، ومقارنتها ببيانات العام السابق لعملية السابع من أكتوبر، تبين أنّها شهدت انخفاضًا مفاجئًا في التفاعل.

من بين هذا الصفحات، صفحة تلفزيون فلسطين، ووكالة وفا للأنباء، وصحيفة الوطن الإخبارية الفلسطينية، والتي تعتبر مصادر إخبارية أساسية لملايين الأشخاص في جميع أنحاء العالم.

تقول الشبكة إنّه خلال فترات الحرب، من المتوقع أن ترتفع نسبة تفاعل الجمهور. ومع ذلك، أظهرت البيانات انخفاضًا بنسبة 77 في المئة بعد السابع من أكتوبر 2023.

يتابع صفحة تلفزيون فلسطين 5.8 مليون متابع على موقع فيسبوك. لكن صحفيين في غرفة الأخبار أطلعوا بي بي سي على إحصائيات، تُظهر انخفاضًا بنسبة 60 في المئة في عدد الأشخاص الذين يشاهدون منشوراتهم.

وقال طارق زياد، وهو صحفي في القناة إنّ "التفاعل كان مقيدًا تمامًا، وتوقفت منشوراتنا عن الوصول إلى الناس".

تقول الشبكة، إنّ الصحفيين الفلسطينيين خلال العام الفائت، عبروا عن مخاوفهم من تعرض محتواهم لما يُعرف بـ "حظر الظل" من قِبل شركة ميتا - أي تقييد عدد الأشخاص الذين يمكنهم رؤية المحتوى.

في المقابل وجدت بمراجعة بيانات المشاركة والتفاعل لأكثر من 20 وسيلة إخبارية إسرائيلية على فيسبوك، بما في ذلك يديعوت أحرونوت، وإسرائيل اليوم، والقناة 13 الإسرائيلية، والتي شاركت أيضًا محتوى متعلقًا بالحرب، ارتفاعًا بنسبة 37 في المئة في مشاركة وتفاعل الجمهور معها. 

وفي السياق ذاته، فحصت بي بي سي بيانات من 30 مصدرًا إخباريًّا عربيًّا بارزًا خارج فلسطين، مثل سكاي نيوز عربية والجزيرة، وعلى عكس المنصات الفلسطينية، شهدت هذه الصفحات زيادة في المشاركة بلغت في المتوسط ​​نحو 100%.

وثائق مسربة تكشف عن تغيير خوارزمية انستغرام بعد السابع من أكتوبر 2023

وأجرت شبكة بي بي سي مقابلات مع خمسة موظفين حاليين وسابقين في شركة ميتا حول آثار سياسات الشركة على المستخدمين الفلسطينيين.

وشارك أحد المصادر، الذي تحدث إليها دون الكشف عن هويته، وثائق داخلية مسربة توضح بالتفصيل تغييرًا في خوارزمية انستغرام، الذي عكس تشديدًا في الإشراف والرقابة على تعليقات الفلسطينيين في المنصة.

وكشف أنّه "تم تغيير التعليمات البرمجية لتصبح أكثر عدوانية تجاه الفلسطينيين".

وأكدت ميتا أنها اتخذت هذا الإجراء، لكنها قالت إنه كان ضروريًّا للرد على ما أسمته "ارتفاعًا في المحتوى المُحرض على الكراهية" القادم من الأراضي الفلسطينية.

وأشارت بحسب بي بي سي، إلى تخليها عن هذه التغييرات دون أن تذكر متى حدث ذلك.

اتهامات لميتا بالرقابة على المحتوى الفلسطيني

واجهت شركة ميتا اتهامات من فلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان بالفشل في إدارة المحتوى عبر الإنترنت بشكل عادل.

يقول المنتقدون إنّ سياسات وممارسات ميتا قمعت بشكل غير متناسب الأصوات الداعمة لفلسطين والمدافعة عن حقوق الإنسان الفلسطينية على موقعي إنستغرام وفيسبوك، خاصة وسط الرقابة المكثفة بعد السابع أكتوبر 2023.

من جهتها وثقت هيومن راتيس ووتش بين أكتوبر ونوفمبر/تشرين الثاني 2023، أكثر من 1050 مثالًا على إزالة المحتوى أو قمعه على إنستغرام وفيسبوك. وشملت هذه المنشورات التي كتبها فلسطينيون ومؤيدون محتوى سلط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان.

من بين الحالات التي تمت مراجعتها، تضمنت 1049 حالة قمع أو رقابة على المحتوى السلمي المؤيد للفلسطينيين، بينما تضمنت حالة واحدة فقط محتوى يدعم إسرائيل. نشأت المنشورات الخاضعة للرقابة من أكثر من 60 دولة، باللغة الإنجليزية في المقام الأول، وعبرت عن الدعم السلمي لفلسطين بطرق مختلفة.

ولاحظت المنظمة أنّ العدد الإجمالي لحالات الرقابة المبلغ عنها تجاوز بكثير 1050 حالة، حيث استمرت العديد من التقارير في الظهور حتى بعد انتهاء التحليل.

اقرأ/ي أيضًا

شبكة حسابات مشبوهة تعزز خطاب الكراهية والانقسامات بعد سقوط النظام في سوريا

كيف ساهمت ميتا في جمع تمويلات لجيش الاحتلال الإسرائيلي عبر إعلاناتها؟