مشاهد مضللة منشورة على أنها لأعمال انتقام من مقاتلين تابعين لنظام الأسد
انتشرت العديد من الادعاءات المضللة التي زعم ناشروها أنها لأعمال انتقامية أو اعتقالات ضد عناصر ومعاونين للنظام السوري المخلوع، منذ سقوطه على يد فصائل المعارضة المسلحة وهروب بشار الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول الفائت.
تنوعت هذه الادعاءات بين مقاطع فيديو وصور، راجت على مواقع التواصل وتضمنت مشاهد إعدام وفرار وتعذيب واستجواب، نسبت للإدارة السورية الجديدة.
مقاطع مضللة وليست لتعامل الإدارة السورية الجديدة مع عناصر النظام السابق
انتشر مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي إكس، ادّعى ناشروه أنّه يوثق لحظة إعدام الفصائل العسكرية المعارضة لابن عم رئيس النظام السوري المخلوع بشار الأسد، عمار الأسد في حمص. كما تداوله آخرون على أنه لإعدام سليمان هلال الأسد في اللاذقية.
لكن بالتحقق، وجد "مسبار" أن الفيديو منشور من قبل ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي في السابع من ديسمبر، أي قبل الإطاحة بحكم الأسد، على أنه لإعدام الفصائل العسكرية المعارضة لعمار الأسعد وديانا بطيح في بلدة خربة غزالة في محافظة درعا، بعد إدانتهما بجريمة قتل زوج الأخيرة، محمد زياد الحاج علي.
كما تداول مستخدمون مقطع فيديو ادعوا أنه يوثّق لحظة القبض على أمجد يوسف، الضابط السابق في استخبارات النظام السوري، المتورط في ارتكاب مجزرة حي التضامن في إبريل/نيسان 2013، ولكن تبيّن أن وكالة الأناضول التركية، نشرت الفيديو في 23 من سبتمبر/أيلول 2024، وأرفقته بتعليق "المشتبه فيه في قتل الشرطية شيدا يلماز يمثل أمام المحكمة في العمرانية، إحدى بلديات مدينة إسطنبول التركية".
وانتشر مقطع فيديو، ادّعى ناشروه أنه يوثق لحظة إلقاء القبض على العقيد في جيش النظام السوري السابق، حسيب المعلا بمنطقة القرداحة في سوريا، إلا أنّ المشهد للحظة اعتقال قوات المعارضة السورية لأحد ضباط النظام السابق يُدعى حسيب معلا، في جسر الشغور في إبريل عام 2015.
كما نشرت صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، فيديو، ادّعت أنه حديث يُظهر إعدام فصائل غرفة العمليات العسكرية لشخص من الطائفة العلوية بعد الإطاحة بحكومة بشار الأسد، إلا أن مقطع الفيديو لإعدام ضابط في قوات النظام السوري السابق عام 2015، وليس بعد إسقاط حكومة بشار الأسد.
ومؤخرًا، شارك مستخدمون مقطع فيديو على موقع التواصل الاجتماعي إكس، حديثًا، ادّعت أنّه يوثق لحظة إعدام أوس سلوم الملقب بعزرائيل صيدنايا، لكن تبيّن أن الفيديو يوثق لحظة إعدام أحد عناصر نظام الأسد في مدينة الباب شمالي حلب، في الثاني من يناير/كانون الثاني الجاري، على خلفية قتله قياديًا في "الجبهة الشامية" التابعة للجيش الوطني السوري أثناء هروبه من السجن.
صور مضللة وليست لاعتقال عناصر النظام المخلوع
انتشرت صورة عبر مواقع إلكترونية وموقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، مع مزاعم بأنّها تُظهر ضابطًا في قوات النظام السوري السابق، يُدعى منذر مهيوب، اعتقل متنكرًا في زي نسائي. بالتحقق وجد مسبار أنّها من كواليس تصوير إحدى حلقات برنامج "المفتاح" العراقي، ويظهر فيها الفنان سنان العزاوي متنكرًا بشخصية “أم كاظم”.

وفي نفس السياق، انتشرت صورة أخرى ادعى ناشروها أنها لقبض العمليات المشتركة في سوريا على أحد سجاني سجن صيدنايا، المدعو غزوان محسن، متنكرًا بزي نسائي وهو يحاول الفرار إلى لبنان.
بالبحث، وجد مسبار أنّ الصورة توثق إلقاء القبض على مواطن عراقي يدعي "سعدون محسن خلف"، متنكرًا بزي النساء لغرض قيامه بعمليات النشل والسرقة في الأماكن المزدحمة في قضاء الرمادي مركز محافظة الأنبار، في السادس من يونيو/حزيران 2023.
حكومة تصريف الأعمال في سوريا تلاحق عناصر من النظام السابق
أعلنت حكومة تصريف الأعمال في سوريا، عن تنفيذ عملية أمنية لملاحقة “فلول” النظام” المتهمين بتنفيذ هجمات بهدف إثارة الفوضى.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية أن إدارة العمليات العسكرية بالتعاون مع وزارة الداخلية، أطلقت عملية لضبط الأمن والاستقرار والسلم الأهلي، وملاحقة عناصر وميليشيات نظام الأسد في عدة محافظات في البلاد.
وفي السابع من يناير الجاري، وثقت وسائل الإعلام حملة تمشيط أطلقتها إدارة الأمن العام بالتعاون مع إدارة العمليات العسكرية، في منطقة الزبداني بريف دمشق بحثًا عن “فلول” نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، وجاء ذلك بعد يوم من بداية عملية أخرى في اللاذقية.
ونقلت قناة الجزيرة، أن الحملة تهدف إلى مصادرة مستودعات ذخيرة مخبأة، بالإضافة لاعتقال عدد من عناصر نظام الأسد، ممن رفضوا تسليم سلاحهم وتسوية أوضاعهم خلال المهلة التي منحتها إدارة العمليات العسكرية.
بالتزامن، نقلت وكالة الأنباء السورية “سانا”، يوم أمس الثامن من يناير، مجموعة صور تظهر تسليم عناصر النظام المخلوع الأسلحة والعهد بأحد مراكز التسوية في حمص.
اقرأ/ي أيضًا
ادعاءات مضللة متعلقة بدور وحقوق المرأة تحت الإدارة السورية الجديدة
غياب المصادر الرسمية في سوريا يزيد فوضى المعلومات بعد سقوط نظام الأسد