ترامب والمعلومات المضللة: حذر وترقب من انتشار الأكاذيب في عهد ترامب المقبل
تسلم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب سلطاته الدستورية يوم الإثنين 20 يناير/كانون الثاني الجاري، ليصبح الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأميركية.
ومنذ اليوم الأول له كرئيس، انتشرت العديد من الادعاءات المضللة والزائفة التي ارتبطت بشكل أساسي بمواقف له من بعض الدول أو بمواقف اتخذتها بعض الدول تجاهه.
وبالنظر إلى حقيقة أن عهد دونالد ترامب السابق كان مليئًا بالادعاءات الكاذبة، يتخوف عدد من من الخبراء في اضطراب المعلومات من عودة الانتشار الكثيف للمعلومات المضللة في عهده الحديث. وفي السياق، نشرت صحيفة ذا واشنطن بوست الأميركية، تقريرًا أحصت فيه عدد الادعاءات الكاذبة التي كررها خلال فترة حكمه التي امتدت منذ عام 2016 حتى نهاية عام 2020، مشيرة إلى أنه قدم ما مجموعه 30573 ادعاءً كاذبًا أو مضللًا خلال فترة حكمه.
أوضحت الصحيفة في تقريرها، آنذاك، أنه من بين أكثر الادعاءات الكاذبة التي نشرها ترامب مرارًا وتكرارًا أنه كان مسؤولًا عن أعظم اقتصاد في التاريخ، مفيدة بأن الرؤساء السابقون أيزنهاور وجونسون وكلينتون كانوا مسؤولين عن نمو اقتصادي أكبر من التي حققها، وفقًا للمقاييس الاقتصادية الحديثة.
من جهة أخرى، أفاد التقرير بأن أكاذيب ترامب زادت بشكل كبير في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020، مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التي خسرها في النهاية.
وألقى العديد من الخبراء والسياسيين اللوم على ادعاءاته التي لا أساس لها بشأن تزوير الانتخابات، في تأجيج أعمال الشغب التي أسفرت عن اختراق مبنى الكابيتول في السادس من يناير عام 2021.
في هذا المقال، نستعرض لكم أبرز الادعاءات المضللة التي انتشرت فور تسلم ترامب سلطاته الدستورية، والتي تحقق منها مسبار خلال الأيام القليلة الفائتة.
تصريح زائف نُسب لترامب حول خسائر الولايات المتحدة في حرائق كاليفورنيا
انتشر تصريح نُسب لترامب، ادّعى ناشروه أنه قال فيه إن "تخصيص مواردنا لحماية الأنظمة الحاكمة في الخليج هو ما أدى إلى تفاقم خسائر الحرائق" ، ولكن بالتحقق وجد مسبار أنه زائف، إذ لم يُدلِ الرئيس الأميركي بهذا التصريح أو بأي تصريح مماثل، ولم يُنشر في أي وسيلة رسمية أو إعلامية موثوقة.
العراق لم يسحب مذكرة التوقيف بحق ترامب
كما انتشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعى ناشروه أن العراق سحب مذكرة التوقيف الصادرة عام 2021 بحق دونالد ترامب، وذلك بعد ساعات من تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة. وأشارت حسابات أخرى بأن العراق أقر مؤخرًا قانون العفو العام، الذي شمله بعد إدانته من القضاء العراقي بالقتل العمد.
إلا أن تحقق مسبار أوضح أن الادعاء زائف، إذ لم يصدر أي إعلان رسمي، ولم تنشر أي وسيلة إعلام عراقية موثوقة، بما في ذلك وكالة الأنباء الرسمية أو مجلس القضاء الأعلى، أي قرارات بشأن سحب مذكرة التوقيف الصادرة بحق الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد ساعات من تنصيبه.
مشاهد قديمة من هجوم 11 سبتمبر
ونشر مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة ومقطع فيديو على أنهما لمشاهد رُفعت عنها السرية حديثًا، عقب تنصيب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، تعود لهجمات 11 سبتمبر 2001، بالتحقّق من الادّعاء وجد مسبار أنّه مضلّل، إذ إنّ المشاهد قديمة، ومتداولة منذ سنوات.
ادعاءات مضللة حول موقف ترامب من الإدارة الجديدة في سوريا
وتداول مستخدمون مقطع فيديو، ادعوا أنه لتصريح نقلته قناة الجزيرة عن ترامب، يعلن فيه عدم مشاركة القوات الأميركية في القتال إلى جانب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ضد تركيا في شمال شرقي سوريا.
وانتشر ادعاء مفاده أن وكالة رويترز للأنباء نشرت تقريرًا يفيد بالتوصل لاتفاق بين وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وقائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع، بتوجيه شديد اللهجة من دونالد ترامب.
ولكن بعد التحقّق من الادّعاء وجد مسبار أنه زائف، إذ لم تنشر وكالة رويترز أو أي وسيلة إعلام موثوقة، بما في ذلك وسائل الإعلام السورية أو السعودية الرسمية أي رسائل موجهة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى قائد الإدارة السورية الجديدة الشرع.
وفي نفس الإطار، انتشر مقطع فيديو على أنه من خطاب لترامب، قال خلاله إنّه تحدث مع مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بخصوص الأحداث والاشتباكات الأخيرة في سوريا.
ولكن تبيّن أنّ مقطع الفيديو من عام 2019، وليس من خطاب حديث للرئيس الأميركي، قال خلاله إنه تحدث مع السيد مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بخصوص الأحداث والاشتباكات الأخيرة التي يخوضها في سوريا.
تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر
طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم السبت 25 يناير الجاري، مقترحًا لما أسماه "تطهير غزة"، دعا فيه مصر والأردن لاستقبال فلسطينيي القطاع من أجل "إحلال السلام في الشرق الأوسط".
وأشار ترامب، حينها، إلى أنّه ناقش الفكرة مع ملك الأردن عبد الله الثاني، ومن المقرر بأن يبحثها أيضًا مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأحد. قائلًا "أرغب بأن تستقبل مصر سكان غزة، والأردن كذلك".
إثر ذلك، انتشر مقطع فيديو على أنه لخطاب لملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين أدلى به يوم الأحد 26 يناير، يؤكد به رفضه تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر ردًا على تصريحات ترامب الأخيرة حول الموضوع.
وفي السياق ذاته، تداول مستخدمون مقطع فيديو ادعوا أنه لرد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تصريحات ترامب حول خطة ترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن، ولكن تبيّن أن الفيديو يعود إلى 23 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، وهو مجتزأ من كلمة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال فعالية "تحيا مصر.. استجابة شعب تضامنًا مع فلسطين"، التي عُقدت في استاد القاهرة الدولي، حينها.
البيت الأبيض ينشئ حسابًا على مواقع التواصل لتتبع "الأخبار الزائفة"
أطلق البيت الأبيض يوم الإثنين 27 يناير الجاري، حسابًا جديدًا على مواقع التواصل الاجتماعي يهدف إلى "محاسبة مروجي الأخبار الزائفة" والرد السريع عليها.
وجاء في التغريدة الأولى لهذا الحساب:
" مرحبًا بكم في حساب الاستجابة السريعة الرسمي للبيت الأبيض ترامب 47". وأضاف "سندعم أجندة الرئيس دونالد ترامب ‘أميركا أولًا’ وسنحمل مروجي الأخبار الكاذبة المسؤولية عن أكاذيبهم. دعونا نجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى".
ومن الجدير بالذكر، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب الأولى، كانت قد صنفت بعض وسائل الإعلام على أنها "أخبار كاذبة" لنشرها ما زعم ترامب آنذاك أنه "محتوى متحيز يهدف إلى تقويض زعامته". ومؤخرًا، انتقد ترامب في منشور له على منصته "Truth Social" صحيفة ذا واشنطن بوست لزعمها أن سياسة التعريفات الجمركية "سيتم تقليصها"، ورد على ذلك بأن الصحيفة تنشر "أخبارًا مزيفة". الأمر الذي يثير تساؤلات حول دور حساب Rapid Response في الفترة المقبلة، على الرغم من أن إدارة ترامب السابقة خلال عهدته السابقة كانت قد أنشأت هذا الحساب، ولكن ركزت على الأخبار العاجلة والتحديثات بدلًا من تسليط الضوء على ما تعدّه الإدارة "أكاذيب" تروج لها وسائل الإعلام.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو ليس لتوقيع ترامب على أمر تنفيذي يحظر ارتداء الرجال للجينز الضيق