سياسة

خطة ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن وأبرز الادعاءات المضللة

لانا عثمانلانا عثمان
date
29 يناير 2025
آخر تعديل
date
4:27 ص
30 يناير 2025
خطة ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن وأبرز الادعاءات المضللة
انتشرت ادعاءت مضللة حول خطة ترامب لتهجير سكان من غزة إلى مصر والأردن

بعد أقل من أسبوع على عودته للبيت الأبيض لبدء فترة ولايته الثانية، طرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، خطة لما سمّاها "تطهير غزة"، قائلًا إنّه يسعى لنقل سكان القطاع إلى دول مجاورة كجزء من جهوده لتحقيق السلام في الشرق الأوسط. جاءت هذه التصريحات يوم السبت 25 يناير/كانون الثاني الجاري، خلال حديثه مع الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" في طريقه من لاس فيجاس إلى ميامي.

وقال ترامب إنّ الخطة تشمل نقل نحو 1.5 مليون فلسطيني إلى دول مثل مصر والأردن، وصرّح بأنّه ناقش الفكرة مع ملك الأردن عبد الله الثاني، كما يعتزم بحثها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وأضاف "أود أن تستقبل مصر بعض الفلسطينيين، وأود أن يستقبل الأردن أيضًا بعض الفلسطينيين".

ووصف ترامب غزة بأنّها "مكان مدمر"، مشيرًا إلى أن نقل سكان القطاع قد يكون حلًا "مؤقتًا أو طويل الأجل". مضيفًا أنّ "كل شيء هناك مدمر والناس يموتون. لذلك أفضّل التواصل مع دول عربية أخرى لبناء مساكن لهم في أماكن يمكنهم العيش فيها بسلام".

ترامب يطرح خطة تشمل تهجير فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن

أثارت الخطة جدلًا واسعًا وانتقادات من جهات دولية، وسط مخاوف من أنها قد تُعد انتهاكًا صارخًا لحقوق الفلسطينيين ومحاولة لتغيير التركيبة السكانية للمنطقة. وفي الأثناء، انتشرت العديد من الادعاءات المضللة حول تفاصيل الخطة، بالإضافة إلى موقفي ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، يستعرض هذا المقال أهم تلك الادّعاءات التي فندها "مسبار".

ألبانيا تنفي وجود خطة لتهجير أهالي قطاع غزة إليها

نشر الصحفي الإسرائيلي أميت سيغال وحسابات أخرى على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الاثنين 27 يناير الجاري، خبرًا ادّعى فيه أنّ إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجري محادثات مع الحكومة الألبانية في تيرانا، بشأن استضافة ما يصل إلى 100 ألف من سكان غزة، تنفيذًا لـ"خطة التطهير" التي اقترحها ترامب يوم السبت الفائت.

وأفاد بأن المصادر الإسرائيلية تشير إلى أنّ مصر والأردن من المرجح أن ترفضا استضافة اللاجئين الفلسطينيين، معلقًا بأنّ "خيارات مثل ألبانيا وإندونيسيا تبدو أكثر جدوى وقابلة للتنفيذ".

ادعاء سيغال بأن إدارة ترامب تجري محادثات مع الحكومة الألبانية لاستضافة 100 ألف من سكان غزة

بالتحقّق من الادّعاء، تبيّن أنّ رئيس الوزراء الألباني، إيدي راما، نفى وجود خطة لتهجير 100 ألف فلسطيني من قطاع غزة إلى ألبانيا بعد محادثات مع الإدارة الأميركية الجديدة.

وقال إيدي راما، عبر حسابه على منصة إكس، أول أمس الاثنين 27 يناير، إنّه "لم يسمع شيئًا مزيفًا كهذا منذ فترة طويلة"، مؤكدًا أنّ "هذا غير صحيح على الإطلاق". وأضاف أنّه "كان هناك الكثير من الأخبار المزيفة مؤخرًا". مضيفًا إلى أنّه "لم يطلب أحد من ألبانيا، ولا يمكننا حتى التفكير في تحمل أيّ مسؤولية من هذا القبيل".

وأوضح راما أنّ ألبانيا "فخورة بصداقاتها القوية مع إسرائيل والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر والكويت"، مشيرًا إلى أنّ بلاده تدعم الشعب الفلسطيني، الذي اعترفت ألبانيا بدولته منذ فترة طويلة.

رئيس وزراء ألبانيا ينفي وجود خطة لتهجير فلسطينيي غزة إلى ألبانيا

تصريحات قديمة للعاهل الأردني عن رفضه تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر 

قوبلت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة برفض حكومي وشعبي في الأردن، إذ شدّد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، على موقف بلاده الثابت الرافض لتهجير الفلسطينيين.

وخلال مشاركته في مؤتمر صحفي مشترك مع القائم بأعمال المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط وكبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاخ، أكّد الصفدي أنّ "حل القضية الفلسطينية في فلسطين والأردن للأردنيين وفلسطين للفلسطينيين". 

وأضاف الصفدي أنّ موقف الأردن من حل الدولتين "ثابت لا يتغير"، معتبرًا أنّ هذا الموقف ليس فقط "موقفًا ثابتًا راسخًا لا تحيد عنه المملكة، ولكنه أيضًا ضرورة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة". وتابع بأن "حل القضية الفلسطينية على الأسس العادلة التي تضمن حق الشعب الفلسطيني، هو السبيل لتحقيق الأمن والاستقرار الذي حُرمت منه المنطقة، والذي يشكّل حقًا لكل شعوب المنطقة".

مؤخرًا، نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو زعموا أنّه جزء من خطاب لملك الأردن عبد الله الثاني بن الحسين، أدلى به يوم الأحد 26 يناير/كانون الثاني الجاري، يؤكد فيه رفضه تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر ردًا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة حول الموضوع.

لكن بالتحقّق تبيّن أنّه مضلّل، فالمقطع يعود إلى 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، وهو جزء من كلمة للعاهل الأردني خلال محادثات مع المستشار الألماني أولاف شولتس في برلين، استكمالًا للقاءات كان يجريها في جولة أوروبية لحشد موقف دولي لوقف الحرب على غزة آنذاك.

في تلك الكلمة، أكّد الملك عبد الله الثاني أن "تهجير الفلسطينيين خط أحمر"، مشيرًا إلى أنّه لا يمكن قبول وجود لاجئين في الأردن أو مصر. مضيفًا "يجب إنهاء الوضع المأساوي والخطير في غزة وتوفير المساعدات الإنسانية على الفور وحماية المدنيين".

فيديو تأكيد السيسي على رفضه تهجير الفلسطينيين قديم من 2023

كما نشرت حسابات وصفحات على موقعي إكس وتيك توك، مقطع فيديو ادعت أنّه لرد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، بشأن طرحه خطة لترحيل الفلسطينيين إلى مصر والأردن.

أظهر تحقق مسبار أنّ الادّعاء مضلّل، فقد تبيّن أنّ مقطع الفيديو يعود إلى يوم 23 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، وهو جزء من كلمة للرئيس السيسي خلال فعالية "تحيا مصر.. استجابة شعب تضامنًا مع فلسطين"، التي أُقيمت في استاد القاهرة الدولي. 

وفي خطابه آنذاك، أكّد الرئيس المصري رفضه القاطع لتهجير الفلسطينيين، قائلًا "إننا عندما نقول لن نقبل بتهجير قسري للفلسطينيين، إنّ مصر ليس لديها مواقف سلبية، بل مواقف نبيلة وإنسانية، لكن الأمر في قطاع غزة والضفة الغربية مختلف. إذا تركها أهلها فلن يعودوا لها مرة أخرى. لذلك، نقول إنّ التهجير بالنسبة لمصر خط أحمر لن نقبل به أو نسمح به".

وأضاف السيسي أنّه تم تكثيف الاتصالات الدولية مع القادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين، ما أدى إلى تبلور الموقف المصري الرافض والمحدد لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسريًا من قطاع غزة أو الضفة الغربية إلى مصر أو الأردن.

مصدر مصري ينفي إجراء اتصال هاتفي بين السيسي وترامب

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تأييده لفكرة نقل سكان غزة إلى دول مجاورة، معتبرًا أن مصر والأردن هما وجهات محتملة أكثر أمانًا لهم.

في تصريحاته التي أدلى بها مساء الاثنين 27 يناير، على متن الطائرة الرئاسية، قال ترامب إنّه يرغب في نقل الفلسطينيين من غزة إلى منطقة يستطيعون العيش فيها "دون اضطرابات وثورة وعنف". 

وقال ترامب "عندما تنظر إلى قطاع غزة، فقد كان جحيمًا لسنوات عديدة". موضحًا بأنّه "كانت هناك حضارات مختلفة على هذا القطاع، لم تبدأ هنا، لقد بدأت قبل آلاف السنين، وكان هناك دائمًا عنف مرتبط بها. يمكنك أن تجد أشخاصًا يعيشون في مناطق أكثر أمانًا وربما أفضل بكثير وربما أكثر راحة".

وبحسب وسائل إعلام أميركية، فإنّ ترامب قال إنه تحدث مع نظيره المصري لمناقشة إمكانية استقبال الفلسطينيين من غزة، لكنه رفض أن يقول بشكل مباشر ما إذا كان للسيسي رأي في استقبال المزيد من اللاجئين الفلسطينيين. مضيفًا "أود أن أفعل ذلك، أتمنى أن يأخذ بعضًا منهم، فنحن نساعدهم كثيرًا، وأنا متأكد من أنه يستطيع مساعدتنا، إنه صديق لي".

ترامب يكرر تأييده لفكرة نقل سكان غزة إلى مصر والأردن

عقب ذلك، نفى مصدر مصري مسؤول، أمس الثلاثاء، ما تداولته بعض وسائل الإعلام الأميركية بشأن إجراء اتصال هاتفي بين الرئيسين المصري والأميركي.

ونقلت قناة "القاهرة الإخبارية" عن مصدر مسؤول رفيع المستوى قوله إنّ "أيّ اتصال هاتفي للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتم الإعلان عنه وفقًا للمتبع مع رؤساء الدول". كما شدد المصدر على ضرورة "تحري الدقة عند تداول مثل هذه الأخبار، خاصة في ظل الظروف الحساسة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط حاليًا".

مصر ترفض تهجير الفلسطينيين بعد تصريحات ترامب الأخيرة

من جهتها، شددت وزارة الخارجية المصرية في بيان نشرته يوم الأحد الفائت، على تمسك مصر بثوابت ومحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية، مؤكدة "أنّها تظل القضية المحورية في الشرق الأوسط، وأن التأخر في تسويتها وفي إنهاء الاحتلال وعودة الحقوق المسلوبة للشعب الفلسطيني، هو أساس عدم الاستقرار في المنطقة". 

 وزارة الخارجية المصرية ترفض تهجير الفلسطينيين بعد تصريحات ترامب

وأضاف البيان أنّ مصر ستستمر في دعم صمود الشعب الفلسطيني في أرضه، وتثبيت حقوقه المشروعة، مشددًا على أهمية احترام مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وأكّدت الوزارة رفضها القاطع لأي محاولة للمساس بتلك الحقوق غير القابلة للتصرف، سواء من خلال الاستيطان أو تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، سواء كان ذلك مؤقتًا أو طويل الأجل، محذرة من أن هذه السياسات تهدد الاستقرار الإقليمي وقد تؤدي إلى تمدد الصراع في المنطقة، مما يقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.

حماس ترفض دعوة ترامب لتهجير فلسطينيي غزة

أكّدت حركة حماس، رفضها القاطع لأي مخططات تهدف إلى ترحيل الفلسطينيين من قطاع غزة، وذلك ردًا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة. 

وفي بيان صحفي، شددت الحركة على أن "الشعب الفلسطيني، الذي صمد أمام واحدة من أبشع عمليات الإبادة في العصر الحديث ورفض جرائم التهجير القسري، لن يقبل بأي محاولات لإجباره على مغادرة أرضه".

حماس ترفض تصريحات ترامب بشأن تهجير فلسطينيي القطاع إلى الأردن ومصر

ودعت حماس الإدارة الأميركية إلى التراجع عن هذه الطروحات، وطالبتها بدلًا من ذلك بالعمل على تمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. مشددة على ضرورة الضغط على إسرائيل للإسراع في إعادة إعمار غزة، وإعادة الحياة إلى طبيعتها بعد الدمار الذي خلّفته الحرب الإسرائيلية.

خطة ترامب لـ"تطهير غزة": تطور في سياسة إقصاء الفلسطينيين عبر صفقة القرن

خطة ترامب لتطهير غزة لم تكن المرة الأولى التي يظهر فيها الرئيس الأميركي رغبة في تغيير التركيبة الديموغرافية للمنطقة. فبعد أسابيع من فوزه بانتخابات عام 2016، تعهد ترامب بما سماه "صفقة القرن"، مؤكدًا أنّه بصدد تحقيق السلام في الشرق الأوسط عبر إبرام صفقة ستكون للإنسانية جمعاء. 

وفي يناير 2020، أطلق ترامب خطته التي تضمنت إعادة رسم الحدود في الضفة الغربية، مع ضم المستوطنات الكبرى ومنطقة غور نهر الأردن لإسرائيل. كما كان من المفترض أن توفر الخطة للفلسطينيين حكمًا ذاتيًا محدودًا في الضفة الغربية ومناطق شرق القدس.

تضمنت الخطة أيضًا إجراءات لتوسيع الحكم الذاتي للفلسطينيين على مدار أربعة أعوام، إذا وافقوا على تدابير سياسية جديدة وتخلوا عما وصفته الولايات المتحدة بـ"العنف". كما نصت الخطة على أن الدولة الفلسطينية ستكون "منزوعة السلاح"، مع إقرار بأن إسرائيل ستبقى مسؤولة عن الأمن ومراقبة المجال الجوي في منطقة غرب غور الأردن.

وأكدت الخطة أنّ القدس ستكون "عاصمة غير مقسمة لإسرائيل"، في حين أن العاصمة الفلسطينية ستقع في مناطق القدس الشرقية، مثل كفر عقب وشعفاط وأبو ديس، مع إمكانية تسميتها بـ "القدس" أو أي اسم آخر. وفيما يخص اللاجئين الفلسطينيين، لم تنص الخطة على حق العودة إلى الأراضي التي هُجروا منها في عام 1948، بل قدمت ثلاثة خيارات لهم، وهي العودة إلى الدولة الفلسطينية أو الاندماج في الدول المضيفة لهم، أو التوزيع على دول ترغب في استقبالهم ضمن إطار منظمة التعاون الإسلامي.

أما بالنسبة للحرم القدسي الشريف في القدس، فقد نصت الخطة على استمرار الوضع كما هو عليه، مع تأكيد أن إسرائيل ستبقى تتولى حماية الأماكن المقدسة في القدس، بما في ذلك ضمان حرية العبادة للمسلمين والمسيحيين واليهود. كما نصت على أن الأردن سيبقى مسؤولًا عن الوصاية على المسجد الأقصى.

تتبع خطط ترامب في "صفقة القرن" و"تطهير غزة" نهجًا متكاملًا يعزز الوجود الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية ويقلص الحقوق الفلسطينية. بينما سعت "صفقة القرن" إلى ضم الأراضي الفلسطينية الكبرى في الضفة الغربية لصالح إسرائيل، فإن "تطهير غزة" يهدف إلى إفراغ القطاع من سكانه.


اقرأ/ي أيضًا

ترامب والمعلومات المضللة: حذر وترقب من انتشار الأكاذيب في عهد ترامب المقبل

ادعاءات مضللة وزائفة حول موقف مصر من الإدارة السورية الجديدة

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar