سياسة

إيلون ماسك: اتهامات بنشر معلومات مضللة والتأثير على الانتخابات والاستحواذ على تيك توك

محمود سمير حسنينمحمود سمير حسنين
date
1 فبراير 2025
آخر تعديل
date
7:46 ص
3 فبراير 2025
إيلون ماسك: اتهامات بنشر معلومات مضللة والتأثير على الانتخابات والاستحواذ على تيك توك
اتهامات لإيلون ماسك رجل الأعمال الأميركي بنشر معلومات مضللة

ارتبط اسم إيلون ماسك بالمعلومات المضللة والزائفة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، عقب عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حماس وحركات مقاومة فلسطينية أخرى. بينما ازدادت موجات التضليل المعلوماتي المرتبطة باسمه بالتزامن مع بدء الانتخابات الأميركية وإعلانه المباشر لدعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إذ وصل تمويل ماسك لحملة ترامب الجمهوري إلى 20 مليون دولار أميركي، كما صرح ترامب حينها أنه ينوي تعيين الأخير في إدارة "الكفاءة الحكومية" في البيت الأبيض. 

خبر زائف حول ماسك

وفي السياق ذاته، شنّ رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، هجومًا لاذعًا على الملياردير الأميركي إيلون ماسك، بعد أن أثار الأخير جدلًا واسعًا حول قضية قديمة تتعلق بجماعات "تحرش بالأطفال" في المملكة المتحدة. واتهم ستارمر ماسك بنشر "الأكاذيب والمعلومات المضللة"، مؤكدًا أنّ مثل هذه الادعاءات لا تهدف سوى إلى خلق فوضى وإثارة الجدل.

جاءت تصريحات ماسك عبر منصته "إكس"، إذ زعم أنّ بريطانيا تواجه أزمة غير مسبوقة في حماية الأطفال من الاعتداءات، مطالبًا الملك تشارلز الثالث بحل البرلمان وإجراء انتخابات عامة جديدة. لم تتوقف تصريحات ماسك عند هذا الحد، فقد دعا إلى سجن وزيرة حماية الأطفال في حكومة ستارمر، جيس فيليبس، واصفًا إياها بأنها "شريرة" و"عديمة الضمير"، وطالب بالإفراج عن الناشط اليميني المتطرف تومي روبنسون.

ماسك يوجه اتهامات مضللة لرئيس الوزراء البريطاني

وردًا على هذه الاتهامات، قال ستارمر في بيان رسمي إنّ "نشر الأكاذيب بهذا الشكل لا يخدم قضية الضحايا، إذ تُستخدم لأغراض شخصية وسياسية بحتة". مضيفًا "لقد شهدنا هذه الأساليب من قبل، حيث يتم استغلال المنصات الرقمية لإثارة التوترات وتأجيج العنف". وأكّد ستارمر أنّ النقاش السياسي يجب أن يستند إلى الحقائق لا الادعاءات الكاذبة، مُشيرًا إلى أنّ حكومته تعمل على تعزيز حماية الأطفال ومحاسبة المتورطين في هذه الجرائم.

كما دافع ستارمر عن سجله المهني خلال فترة عمله كمدير للنيابات العامة، مؤكدًا أنه قاد إصلاحات كبيرة أدت إلى محاكمة أعلى عدد من القضايا المتعلقة بالاعتداء الجنسي على الأطفال في تاريخ المملكة المتحدة.

ردود فعل أوروبية غاضبة تجاه تصريحات ماسك

تجاوزت تداعيات تصريحات ماسك حدود بريطانيا لتثير موجة من الانتقادات في أوروبا. فقد أعرب قادة أوروبيون عن قلقهم من تدخل ماسك في الشؤون السياسية لدولهم. في ألمانيا على سبيل المثال، وجهت الحكومة انتقادات حادة بعد أن أعلن ماسك دعمه لليمين المتطرف في الانتخابات المقبلة. وقالت الحكومة الألمانية إنّ تأثير ماسك على الناخبين محدود، مؤكدة رفضها لأي محاولات للتدخل الخارجي في السياسة الوطنية.

من جهته، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن قلقه من الدور المتزايد الذي يلعبه ماسك في دعم الحركات الرجعية حول العالم. وقال ماكرون "من كان يتصور أن شخصًا مثل إيلون ماسك، مالك واحدة من أكبر المنصات الاجتماعية، سيصبح داعمًا لحركة رجعية عالمية ويتدخل بشكل مباشر في انتخابات دولية، بما في ذلك ألمانيا".

كما أبدى رئيس وزراء النرويج، يوناس غار ستوره، تحفظه على تدخلات ماسك، مشيرًا إلى أنّ مثل هذه الأفعال قد تُحدث تأثيرًا سلبيًا على استقرار الديمقراطيات الأوروبية.

أوروبا تقيم حملة ضد إيلون ماسك تتهمه فيها أنه يقوض الحريات في أوروبا

تيك توك تنفي بيع عملياتها في الولايات المتحدة لإيلون ماسك

أفادت وسائل إعلامية بارزة، بما في ذلك بلومبيرغ، سي إن إن، وول ستريت جورنال، بأنّ مسؤولين صينيين بدؤوا خوض محادثات أولية حول احتمال بيع عمليات تيك توك في الولايات المتحدة الأميركية للملياردير إيلون ماسك. ومع ذلك، رفضت تيك توك هذه التقارير، ووصفت هذه الادعاءات بأنها "خيال محض".

قضية حظر تيك توك أمام المحكمة العليا الأميركية

من جهتها، نظرت المحكمة العليا الأميركية في قانون قد يجبر مالك تيك توك الصيني، بايت دانس، على بيع عملياته في الولايات المتحدة بحلول 19 يناير/كانون الثاني الجاري أو مواجهة حظر، ما قد يؤثر على 170 مليون مستخدم أمريكي.

إذا حكمت المحكمة العليا لصالح القانون، كما فعلت محكمة أدنى الشهر الفائت بخصوص الأمر، فقد تتوقف عمليات تيك توك في الولايات المتحدة. وهو موقف قد تجمد عقب استلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب البيت الأبيض في 20 يناير الفائت.

وفي السياق ذاته، يحذر مسؤولو تيك توك أنّ المستخدمين قد يواجهون رسالة تفيد بأنّ الخدمة غير متاحة في الولايات المتحدة أو يواجهون مشكلات مثل الأداء البطيء والتعطل المتكرر عند استخدام التطبيق.

فاينانشال تايمز يدعي أنّ ماسك سيستحوذ على تيك توك

رفضت تيك توك التقارير التي تزعم أنّ الصين تفكر في السماح ببيع عملياتها في الولايات المتحدة لإيلون ماسك، ووصفت هذا الادّعاء بأنه "خيال محض".

إذ قال متحدث باسم تيك توك لشبكة بي بي سي إنه "لا يمكننا التعليق على خيال محض". وقد أكدت الشركة باستمرار أنها لن تبيع عملياتها في الولايات المتحدة.

تيك توك ينفي تليقه عروض من ماسك لشراء عملياته الداخلية بالولايات المتحدة الأميركية

النزاع بين الجمهوريين والديمقراطيين حول مصير تيك توك

جادلت إدارة بايدن بأنه بدون بيع، يمكن استخدام تيك توك من قبل الصين للتجسس والتلاعب السياسي. ومع ذلك، نفت الشركة مرارًا أي تأثير من الحزب الشيوعي الصيني على تطبيق تيك توك. كما رفضت تيك توك وبايت دانس المزاعم المتعلقة بتشكيل التطبيق خطرًا على الأمن القومي الأميركي.

وبخصوص قضية الأمن القومي، انتقد التطبيق زاوية القانون الممرر وقال إنه إذا سُمح للقانون بالاستمرار "سيكون للكونغرس الحرية في حظر أي أميركي من التحدث بمجرد تحديد بعض المخاطر التي قد يكون فيها الخطاب متأثرًا بكيان أجنبي".

أما في الشهر الفائت، حثّ الرئيس دونالد ترامب المحكمة العليا على تأجيل قرارها حتى يتولى منصبه، ما يسمح له بالسعي إلى "حل سياسي".

ترامب يطالب بتأجيل النظر في قضية تيك توك

إذ قدّم محامي ترامب مذكرة قانونية تفيد بأنّ ترامب "يعارض حظر تيك توك" و"يسعى إلى حل القضايا المطروحة بالوسائل السياسية بمجرد توليه المنصب". وهو ما عارضه العديد من حلفاء ترامب الجمهوريين، حسب وكالة رويترز البريطانية.

قال تيموثي إدغار، المسؤول السابق في الأمن القومي والاستخبارات الأميركية الذي عمل تحت إدارات جمهورية وديمقراطية "هذه هي أهم قضية تتعلق بحرية التعبير على مدار جيل كامل".

وأضاف إدغار، الذي يدرس الآن الأمن السيبراني في جامعة براون، والذي أظهر دعمه لتيك توك في القضية "إذا اعتبرنا أنّ هناك 170 مليون مستخدم نشط شهريًا لتيك توك في الولايات المتحدة، فإنّ حجم حرية التعبير المعرضة للخطر هو الأكبر في أي قضية للمحكمة العليا في التاريخ الأميركي".

إيلون ماسك والتضليل المعلوماتي

نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2023، خبرًا مفاده أنّ إيلون ماسك أعلن من جهته نية موقع إكس إيقاف أي حساب داعم لفلسطين

وبعد التحقق وجد "مسبار" أنّ الادعاء مضلل، إذ لم يعلن ماسك إيقاف أي حسابات تدعم القضية الفلسطينية على موقع إكس، بل أعلن أنّ أنه يمكن أن يعلق حسابات تستخدم مصطلحات مثل "إنهاء الاستعمار"، بزعم أنها تدعو للإبادة الجماعية في لليهود.  

إيلون ماسك لم يعلن إيقافه حسابات تدعم فلسطين

وفي وقت لاحق من نفس الشهر انتشرت شائعات مغلوطة ادّعى مروجوها أنّ رجل الأعمال إيلون ماسك يدعم القضية الفلسطينية، على خلفية إدانة المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض لتصريحات أعلن عنها ماسك، ادعى فيها أندرو بايتس بأنها تُعادي السامية وتحض على كراهية اليهود.

إيلون ماسك لم يعلن دعمه القضية الفلسطينية

وعقب تصريحات ماسك حول اليهود وإسرائيل، تداولت حسابات عربية تصريحاته على أنها دعم للقضية الفلسطينية، وازدادت تلك الادعاءات مع عرض ماسك لتوفير خدمة ستارلينك لقطاع غزة، بعد انقطاع الكهرباء وخدمات الإنترنت في خضم الحرب الإسرائيلية على القطاع. 

إيلون ماسك يعلن نيته مساعدة غزة بخجمة ستارلينك

وفي مقابلة أجراها الإعلامي ليكس فريدمان مع إيلون ماسك في التاسع من نوفمبر عام 2023، خصّص فريدمان جزءًا من الحوار للحديث عن الحرب الإسرائيلية على غزة، وسأل ماسك عن الحل الأفضل برأيه لتخفيف المعاناة الحالية، كما سأله عن توقعاته للطريقة التي ستنتهي بها الحرب.

إذ وضّح ماسك في إجابته أنّه "من الصعب تقديم إجابة سهلة عن هذا السؤال، لكن في رأيي هدف حماس هو استفزاز إسرائيل لإخراج أسوأ رد فعل عسكري والقيام بالكثير من أعمال العنف ضد الفلسطينيين، وذلك من أجل إعادة توجيه العالم الإسلامي إلى غزة وفلسطين، وهو أمر نجحت فيه حماس بالفعل". 


إيلون ماسك ونشر المعلومات المضللة عبر موقع التواصل الاجتماعي إكس

رصد فريق مسبار تحولًا جذريًا في منصة إكس، فبعدما أشادت تقارير عدة بجهودها المستمرة في مكافحة خطاب الكراهية ومحاربة الأخبار المضللة، أصبحت بحسب تقارير إعلامية تميل نحو انفتاح أكبر على نشر محتوى مضلل وزائف، ما أثار قلقًا بشأن دورها في التضليل وما يترافق معه من تأجيج للنزاعات وتعزيز الانقسامات الاجتماعية.

إذ يعبّر ماسك، مالك عن آرائه حول مختلف القضايا بشكلٍ ساخر، وقد يستخدم أحيانًا هذه الوسيلة كطريقة لنشر التضليل أو إهانة الآخرين. فيما يرى ماسك في السخرية أداة تقدمية لممارسة حق التعبير عن الرأي بطرق غير تقليدية.


كما تشير تقارير متزايدة إلى أنّ ماسك لا يكتفي بنشر أو مشاركة منشورات مضللة على منصته، بل يتسامح أيضًا مع مستخدمي المنصة ممن ينشرون المحتوى نفسه. ففي شهر مايو/أيار من عام 2024 خسر إيلون ماسك معركة قضائية في أستراليا، حيث أُدينت منصته بالمسؤولية عن السماح لمنشورات صادرة عن مجموعة يمينية متطرفة معادية للإسلام، احتوت مزاعم مغلوطة بأنّ المسلمين يشكلون "تهديدًا وجوديًا للعالم".

ماسك والانتخابات الأميركية

وفي إطار تأثير ماسك ومنصته "إكس" على الانتخابات الأميركية، نشر ماسك رقمًا مثيرًا للجدل حول 1.2 مليون سجل غير نشط من المقرر إزالتها من قوائم الناخبين في ولاية ميشيغان، إذ أشار في منشوره إلى أنّ عدد الناخبين المسجلين في الولاية قد يفوق عدد المواطنين المؤهلين للتصويت رسميًا، مستشهدًا بمنشور من حساب معروف بدعمه للرئيس المنتخب دونالد ترامب.


وفي السياق ذاته، أفادت شبكة سي بي إس في تحقيق استقصائي نشرته العام الفائت، أنّ إيلون ماسك قد استغل نفوذه لإثارة الشكوك حول نزاهة وأمن الانتخابات الأميركية لعام 2024. ويستنتج التحقيق أنّ منشوراته ومداخلاته حول هذا الموضوع منذ بداية العام الانتخابي قد جمعت ما يقرب من 3.3 مليار مشاهدة، ما جعله أحد أبرز الأصوات المؤثرة على الساحة الانتخابية في خضم حملة انتخابات 2024. وقد تضمن حضوره الرقمي مشاركة مكثفة في الترويج للعديد من نظريات المؤامرة التي أثارت قلق المسؤولين الساعين للحفاظ على ثقة الأميركيين في النظام الانتخابي.

كما يروّج ماسك لنظريات المؤامرة على منصة إكس بشكل متزايد، لا سيما تلك التي تدّعي سعي الحزب الديمقراطي لزيادة عدد المهاجرين غير الشرعيين بهدف توسيع قاعدته الانتخابية، إذ حظي منشور له حول هذه النظرية في يوليو الفائت بنحو 45.8 مليون مشاهدة. وتوصلت تحقيقات سي بي إس إلى أنّ 55% من منشورات ماسك حول موضوع الانتخابات تحتوي على معلومات مضللة، في حين تمثّل المنشورات المؤيدة لنظريات التلاعب في الانتخابات 40 حسابًا من بين الحسابات التي تفاعل معها ماسك مباشرة.


اقرأ/ي أيضًا

هل ازداد خطر دخول منصة إكس في دوامة التضليل الإعلامي بعد تولي إيلون ماسك إدارتها؟

الاتحاد الأوروبي يحقّق مع منصة إكس للاشتباه في خرقها قواعد مكافحة التضليل

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar