مشاهد مضللة وزائفة انتشرت بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
في 19 يناير/كانون الثاني 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، بعد 15 شهرًا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وجاء الاتفاق بوساطة قطرية ومصرية وأميركية، وتضمن ثلاث مراحل أساسية.
تبدأ المرحلة الأولى بوقف القتال لمدة ستة أسابيع، تتبعها عمليات تبادل تشمل 33 أسيرًا إسرائيليًا مقابل مئات الأسرى الفلسطينيين. في المرحلة الثانية، يسعى الطرفان لتحقيق "هدوء مستدام"، يتضمن إطلاق سراح باقي الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. أما المرحلة الثالثة، فتركز على تبادل جثامين الضحايا وإعادة إعمار القطاع.
ومنذ بداية الإعلان عن وقف إطلاق النار، انتشرت ادعاءات مضللة وزائفة رصدها مسبار، وفي هذا التقرير نعرض لكم أبرزها.
فيديو قديم ولا يظهر أسيرة إسرائيلية أسلمت بعد معاملة فصائل المقاومة لها
مقطع فيديو تداولته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 29 يناير الجاري، زعم ناشروه أنه لأسيرة إسرائيلية أفرج عنها من غزة، وأعلنت اعتناقها الإسلام تأثرًا بمعاملة فصائل المقاومة الفلسطينية الجيدة لأسرى الحرب الإسرائيليين.
بالتحقق وجد "مسبار" أنّ الادعاء مضلل، إذ إنّ الفيديو قديم، أضيفت إليه ترجمة زائفة. ويوثق المقطع الأصلي مقابلة أجريت مع الصحفية البريطانية لورين بوث، ضمن بودكاست "The Thinking Muslim". نُشرت الحلقة في سبتمبر/أيلول 2023 تحت عنوان "الحرب على المرأة المسلمة مع لورين بوث - حظر العباءات والأوهام الأوروبية".
الفيديو ليس لسيدة غزاوية تعيد بناء بيتها المهدم
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، مقطع فيديو يُظهر سيدة ترمّم أحد الجدران باستخدام الطين. وادّعى ناشروه أنه يعود لسيدة من قطاع غزة تعمل على ترميم منزلها عقب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
بالتحقّق من الادّعاء اتضح أنّه مضلّل، إذ إنّ الفيديو قديم وتم تداوله منذ عام 2024، ولا يظهر سيدة من غزة تقوم بترميم منزلها بعد تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع.
وتداول مستخدمون على موقع إنستغرام الفيديو منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2024، مرفقًا بعدة وسوم تحتفي بالمرأة وتسلط الضوء على مدينة ماردين التركية ومنطقة الأناضول.
مقطع فيديو من ممر نتساريم وليس لتمهيد مصر طريق عودة النازحين
نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادّعى ناشروه أنه لتمهيد مصر طرقًا للنازحين من غزة العائدين للشمال، وذلك بعد تهجيرهم إلى الجنوب قسرًا إثر الحرب التي شنها الاحتلال الإسرائيلي على القطاع.
بالتحقق من الادعاء وجد "مسبار" أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو يوثق التوسعات التي أدخلها جيش الاحتلال الإسرائيلي على ممر نتساريم (صلاح الدين) خلال الحرب، وليس لقيام مصر بإنشاء طريق مُمهَّد لأهالي شمالي قطاع غزة العائدين، مؤخرًا، من الجنوب.
نشر المصور الفلسطيني أنس عياد مقطع الفيديو المتداول في حسابه على إنستغرام، في 27 يناير 2025، ضمن سلسلة مشاهد توثق رحلة عودته إلى شمالي قطاع غزة، مشيرًا في الوصف إلى أنّ التصوير جرى على طريق نتساريم. وفي الفيديو، ظهر عياد موضحًا أنّ الطريق جُهّز حديثًا، قبل أن يعلق ساخرًا بأنّ الإسرائيليين أنشأوا هذه الشوارع لتسهيل عودة سكان الشمال.
صورة مفتش عام الجيش المغربي داخل إسرائيل قديمة
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مؤخرًا، صورة زعم ناشروها أنها لرئيس أركان الجيش المغربي، لواء بلخير الفاروق، خلال تفقده وحدات عسكرية مغربية، أرسلت لتساند حرب إسرائيل على غزة.
ولكن تحققًا لمسبار أظهر أنه مضلل، إذ إنّ صورة اللواء المغربي بلخير الفاروق داخل إسرائيل قديمة، وتعود للعام 2022، وليست خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة.
في سبتمبر 2022، أي قبل أكثر من عام على اندلاع الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، تداولت حسابات على فيسبوك صورة للواء بلخير الفاروق برفقة مسؤول عسكري إسرائيلي، مع ادعاءات تفيد بأنها التُقطت خلال زيارته لجنود إسرائيليين على الحدود مع قطاع غزة.
صورة لسيدة حامل قديمة وليست أسيرة لدى الفصائل الفلسطينية
انتشرت، مؤخرًا، صورة سيدة حامل على مواقع التواصل الاجتماعي، وزعم مروجوها أنها تعود لأسيرة إسرائيلية كانت محتجزة لدى المقاومة الفلسطينية في غزة، وعادت إلى إسرائيل وهي حامل بعد صفقة تبادل الأسرى الأخيرة.
أظهر تحقق لمسبار من الادعاء بأنه مضلل، إذ إنّ الصورة قديمة، وليست لمحتجزة إسرائيلية كانت لدى فصائل المقاومة الفلسطينية وخرجت في الصفقة الأخيرة.
نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي الصورة في 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، أي قبل أن يدخل اتفاق تبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ في 19 يناير/كانون الثاني 2025.
ترامب يدعو للتهجير القسري للغزيين من القطاع
اقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مطلع شهر فبراير/شباط الجاري، خطة تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن، وتحويل المنطقة إلى منتجع سياحي فاخر. ووصف ترامب غزة بأنها "موقع هدم ودمار"، وأعرب عن رغبته في أن تستقبل مصر والأردن سكان القطاع، مشيرًا إلى أن ذلك قد يكون "مؤقتًا أو طويل الأمد". كمترح تحويل غزة إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، مع توفير مساكن جديدة ومرافق سياحية.
لاقى هذا الاقتراح رفضًا واسعًا من الدول المعنية والمجتمع الدولي. وأعلنت مصر والأردن رفضهما تهجير الفلسطينيين من غزة، مشددين على ضرورة تمكين السلطة الفلسطينية من إدارة القطاع. كما رفضت المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى هذا المقترح، معتبرةً إياه تهديدًا لاستقرار المنطقة.
من جانبها، علقت الأمم المتحدة على المقترح بأنه بمثابة "تطهير عرقي"، وأكدت على ضرورة احترام حقوق الفلسطينيين في العودة إلى وطنهم.
اقرأ/ي أيضًا
ادعاءات مضللة وزائفة حول موقف مصر من الإدارة السورية الجديدة
ازدواجية أفيخاي أدرعي في تقييم التطرف: تشويه التعليم العربي وتجاهل التطرف الإسرائيلي
المصادر


