دحضًا للرواية الإسرائيلية: غالانت يعترف بتطبيق الاحتلال بروتوكول هانيبال في السابع من أكتوبر
في مقابلة حديثة، كشف وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، يوآف غالانت، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي ربما تلقت أوامر بتطبيق "بروتوكول هانيبال" في مناطق معينة، والذي بدوره يقضي بإطلاق النار وقتل الأسرى الإسرائيليين "المدنيين" منهم إلى جانب خاطفيهم الفلسطينيين يوم السابع من أكتوبر من العام 2023.
ما هو بروتوكول "هانيبال" الإسرائيلي؟
وفقًا لصحيفة ذا غارديان البريطانية وتقارير صحافية وأممية أخرى، طبّق جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم السابع من أكتوبر بروتوكول "هانيبال"، ردًا على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة حماس بمساندة حركات مقاومة مسلحة فلسطينية أخرى، وهو توجيه يسمح باستخدام القوة المسلحة لمنع اختطاف الجنود، حتى لو أدى ذلك إلى مقتل الرهائن والمستوطنين الإسرائيليين.
وتشير التقارير إلى أنّ الاحتلال طبّق هذا الإجراء على ثلاث قواعد عسكرية استهدفتها المقاومة الفلسطينية، ما عرّض المستوطنين الإسرائيليين للخطر.
في الساعة 11:22 صباحًا، أي بعد نحو خمس ساعات من بدء عملية "طوفان الأقصى"، أصدرت قيادة غزة العسكرية الإسرائيلية أمرًا جاء فيه حرفيًا "يُمنع عودة أي مركبة إلى غزة".
ونقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مصدر في القيادة الجنوبية قوله في يوليو/تموز من عام 2024، إنه بحلول ذلك الوقت "كان الجميع يعلم أنّ هذه المركبات قد تحمل مدنيين أو جنودًا مختطفين.. الجميع فهم ما يعنيه منع أي مركبة من العودة إلى غزة".
وتُظهر الوثائق وشهادات الجنود والضباط العسكريين الإسرائيليين من مختلف المستويات، أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي طبقت هذا البروتوكول بشكل واسع يوم السابع من أكتوبر، وسط ارتباك ناجم عن نقص المعلومات الاستخباراتية الواضحة لما كان يحدث آنذاك في غلاف غزة المحتل.
تحقيق أممي أفاد بأنّ إسرائيل استخدمت بروتوكول "هانيبال" يوم السابع من أكتوبر
خلُص محققو الأمم المتحدة، بقيادة نافي بيلاي، رئيسة لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة، إلى أنّ "القوات الأمنية الإسرائيلية" ربما قتلت ما لا يقل عن 14 مستوطنًا إسرائيليًا، بينهم شقيقان توءم يبلغان من العمر 12 عامًا، وجدة تبلغ 68 عامًا.
كما اتهمت اللجنة إسرائيل بارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" خلال الحرب.
ورفضت إسرائيل، التي امتنعت عن التعاون مع التحقيق، التقرير وأدانته بشدة، متهمةً لجنة التحقيق الأممية "بالتحيز المنهجي ضد إسرائيل".
وقالت ميراف إيلون شاحار، المندوبة الإسرائيلية الدائمة لدى الأمم المتحدة "لقد أثبتت لجنة التحقيق مرة أخرى أنها تعمل وفق أجندة سياسية ضيقة ضد إسرائيل. تؤّكد تقارير اليوم ما كررناه مرارًا، وهو أنّ لجنة بيلاي لن تنصف ضحايا الإرهاب الفلسطيني"، حسبما قالت.
وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي السابق يعترف بتطبيقه بروتوكول "هانيبال"
لم تؤكد قوات الاحتلال الإسرائيلي رسميًا تطبيق البروتوكول يوم السابع من أكتوبر عام 2023، لكنها لم تنفه أيضًا، مشيرةً إلى أنه "أحد جوانب التحقيق فيها".
وقال متحدث عسكري إسرائيلي إنّ التحقيقات الداخلية جارية بشأن الأحداث والفترة التي سبقتها، ردًا على الأسئلة عن تطبيق البروتوكول بشكل رسمي. ومع ذلك، اعترف وزير الدفاع الأسبق، يوآف غالانت، الأسبوع الفائت، بأنّ قوات الاحتلال تلقت أوامر بإطلاق النار وقتل الأسرى الإسرائيليين "المدنيين" يوم السابع من أكتوبر 2023.
إذ قال غالانت خلال مقابلة له مع القناة 12 الإسرائيلية يوم الخميس الموافق السادس من فبراير/شباط الجاري، أنّ ما يُسمى بـبروتوكول "هانيبال" قد طُبّق "تكتيكيًا" "في عدة أماكن" قرب غلاف غزة، بعدما سأله المذيعين ما إذ طبق البروتوكول أم لا في خضّم أحداث عملية طوفان الأقصى.
مضيفًا أنه "في أماكن أخرى، لم يتم تطبيقه، وهذه مشكلة". وكان هذا أول ظهور له على التلفزيون الإسرائيلي منذ إقالته في نوفمبر/تشرين الثاني من العام 2024 الفائت. وأوضح الصحفي الإسرائيلي أميت سيغال قبل رد غالانت أنّ بروتوكول "هانيبال" يقضي بإطلاق النار لقتل أي مركبة تحمل رهينة إسرائيلية".
غالانت يعترف بأنّ "الحكومة لم تفعل كل ما في وسعها لتحرير الرهائن"
وفي السياق ذاته، اعترف يوآف غالانت أيضًا بأنه دفع باتجاه شن هجوم عسكري على غزة، رغم التحذيرات من أنّ الهجوم قد يُعرّض الرهائن الإسرائيليين للخطر.
وقال غالانت خلال المقابلة أنه "بعد أحداث السابع من أكتوبر عام 2023 وقبل بدء الاجتياح البري في 27 أكتوبر من العام نفسه، تلقيت تحذيرات بأنّ الرهائن في غزة قد يُقتلون إذا واصلنا الهجوم".
ورغم المخاطر، أصّر على تنفيذ العملية العسكرية، قائلًا "لكنني أصريت على القتال وتنفيذ العملية البرية لاحقًا". كما أقرّ بأنّ الحكومة الإسرائيلية، حتى خلال فترة توليه منصبه، "لم تفعل كل ما في وسعها لتحرير الرهائن".
وانتقد الوزير المُقال تعامل الحكومة مع اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى مع حماس، قائلًا "كان بإمكاننا استعادة المزيد من الرهائن في وقت مبكر وبكلفة أقل".
وفي حين تحمّل بعض المسؤولين الإسرائيليين المسؤولية عن الإخفاقات الأمنية، يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القيام بذلك، متجاهلًا الدعوات إلى إجراء تحقيق رسمي فيما وصف بأنه أكبر فشل استخباراتي وأمني في تاريخ إسرائيل.
صفقة تبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل
وفقًا لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أفرجت كتائب القسام عن 21 إسرائيليًا، بينما أطلقت إسرائيل سراح 566 أسيرًا فلسطينيًا منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني العام الجاري.
ويوم السبت الموافق للثامن من فبراير الجاري، أطلقت كتائب القسام سراح ثلاث رهائن إسرائيليين في غزة، بينما أفرج الاحتلال الإسرائيلي من معتقلاته عن 183 أسيرًا فلسطينيًا ضمن أحدث تبادل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم بوساطة دولية.
واستقبلت الحشود في رام الله، في الضفة الغربية المحتلة، الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم باحتفالات، فيما أكدت جهات معنية أن جميع المفرج عنهم بحاجة إلى رعاية طبية.
وبحلول نهاية المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار خلال ثلاثة أسابيع، من المتوقع أن يفرج الطرفان عن 33 رهينة و1,900 أسير. فيما تدّعي إسرائيل أنّ ثمانية من أصل 33 رهينة قد لقوا حتفهم.
تحقيق لصحيفة أميركية مستقلة أفاد بتنفيذ الاحتلال بروتوكول "هانيبال" في السابع من أكتوبر
يفيد تحقيق مطول للصحيفة الأميركية المستقلة "ذا إليكترونيك انتفاضة" أنه في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، فعّلت القوات الإسرائيلية بروتوكول "هانيبال"، وهو بروتوكول عسكري يسمح باستخدام القوة المميتة لمنع اختطاف الجنود حتى لو أدى ذلك إلى مقتلهم. وفقًا للتقرير، استهدفت إسرائيل مئات المركبات التي اشتُبه في أنها تقلّ مختطفين، ما أسفر عن مقتل عدد كبير من المستوطنين الإسرائيليين بنيران قوات إسرائيلية.
وبحسب شهود عيان وتقارير عسكرية، أطلقت إسرائيل قذائف مدفعية وصواريخ على مواقع يُعتقد أنّ رهائن إسرائيليين كانوا محتجزين فيها، ما تسبب في مقتل المئات. وأشارت تقارير لاحقة إلى أن الجيش الإسرائيلي تلقى أوامر بعدم السماح لأي مركبة بالعودة إلى غزة، رغم احتمال وجود أسرى بداخلها، وهو ما يؤكده تصريح وزير الدفاع السابق يوآف غالانت في المقابلة التي أجراها.
من ناحيتها لم تعترف إسرائيل رسميًا بتنفيذ التوجيه، لكن شهادات جنود ومسؤولين عسكريين أكدت تطبيقه في أكثر من موقع. فيما تواصل الحكومة الإسرائيلية التعتيم على تفاصيل الحادثة، وسط انتقادات دولية ومطالبات بتحقيق مستقل.
متى ظهر بروتوكول هانيبال؟
تم تقديم بروتوكول "هانيبال" في الجيش الإسرائيلي عام 1986، بعد سلسلة عمليات اختطاف الجنود في لبنان وما تلاها من صفقات تبادل أسرى مثيرة للجدل. صاغ هذا التوجيه الجنرال أوري أور، وجابي أشكناي، وعمرام ليفين، ويعقوب عامي درور. يهدف البروتوكول إلى منع أسر الجنود بأي وسيلة، حتى لو أدى ذلك إلى تعريض حياتهم للخطر.
كان النص الكامل للتوجيه سريًا، ومنعت الرقابة العسكرية الإسرائيلية مناقشته في الصحافة حتى عام 2003. في يونيو 2016، ثم ألغى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي أيزنكوت، هذا التوجيه رسميًا.
اقرأ/ي أيضًا
تقرير أممي يُرجّح مقتل مستوطنين بنيران الجيش الإسرائيلي بعد تطبيقه برتوكول هانيبال في 7 أكتوبر
ازدواجية أفيخاي أدرعي في تقييم التطرف: تشويه التعليم العربي وتجاهل التطرف الإسرائيلي