سياسة

جيش الاحتلال استهدف مدنيين في غاراته الجوية على الضفة الغربية خلافًا للادعاءات الإسرائيلية

فريق تحرير مسبارفريق تحرير مسبار
date
11 فبراير 2025
آخر تعديل
date
10:24 ص
12 فبراير 2025
جيش الاحتلال استهدف مدنيين في غاراته الجوية على الضفة الغربية خلافًا للادعاءات الإسرائيلية
يدعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه يستهدف فقط "عناصر إرهابية مسلحة"

منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في الضفة الغربية، عبر الغارات الجوية، والاقتحامات البرية، وعمليات الهدم، والاعتقالات واسعة النطاق. وأدت هذه العمليات إلى وقوع ضحايا وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة.

ووفقًا لأحدث الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، أسفرت هذه الهجمات عن مقتل 905 فلسطينيين، بينهم أطفال ونساء، وإصابة نحو سبعة آلاف آخرين، بالإضافة إلى اعتقال 14 ألفًا و300 آخرين.

في المقابل، يدّعي جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّه يستهدف فقط "عناصر إرهابية مسلحة". إذ أفاد في بيان صادر يوم 11 يناير/كانون الثاني الفائت، بأنّه نفّذ نحو 110 غارات جوية في مناطق مختلفة من الضفة الغربية، زاعمًا أنّها "قتلت 165 إرهابيًّا شكّلوا خطرًا على قواته".

كما شدّد البيان على أنّ الهجمات نُفّذت مع "الحرص على تجنب إيذاء المدنيين، وبما يتماشى مع القانون الدولي"، وهو ادّعاء يتناقض مع بعض الحالات التي وُثّق فيها سقوط أعداد من الضحايا المدنيين، بما فيهم الأطفال والنساء. 

في هذا التقرير، يستعرض "مسبار" أبرز الادّعاءات التي أوردها جيش الاحتلال في بياناته الرسمية، والتي زعم فيها أنّ الغارات الجوية التي استهدفت مناطق الضفة الغربية كانت موجهة ضد "مسلحين"، ونُفّذت مع الحرص على تجنب إيذاء المدنيين. غير أنّ المعطيات الميدانية والتقارير الصحفية تفنّد هذه المزاعم، إذ أسفرت تلك الهجمات عن سقوط ضحايا مدنيين، بينهم أطفال ونساء.

خلافًا للمزاعم الإسرائيلية: القصف على جنين أسفر عن مقتل طفل

يوم 21 يناير الفائت، أطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي عملية عسكرية تحت اسم "السور الحديدي" في مخيم جنين للاجئين شمالي الضفة الغربية. وفقًا لبيانه، فإن العملية تهدف إلى إحباط ما وصفه بـ "الأعمال الإرهابية" في المنطقة.

جيش الاحتلال يطلق عملية "السور الحديدي" في مخيم جنين
جيش الاحتلال يطلق عملية "السور الحديدي" في مخيم جنين

في تمام الساعة الخامسة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي، مطلع فبراير الجاري، استهدفت طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي مجموعة من المواطنين في الحي الشرقي من مدينة جنين.

وبعد دقائق من الهجوم، نشر الجيش الإسرائيلي بيانًا عبر حساباته الرسمية، جاء فيه: "في إطار العملية شمال الضفة الغربية، هاجمت طائرة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، مؤخرًا، مسلحين في منطقة جنين من لواء منشيه".

جيش الاحتلال يزعم استهداف مسلحين بالقصف على جنين
جيش الاحتلال يزعم استهداف مسلحين بالقصف على جنين

إلا أنّه بالتحقّق وبمراجعة التقارير الميدانية، تبيّن أنّ ادعاء جيش الاحتلال بشأن استهداف مسلحين بالقصف كان مضللًا. ووفقًا لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فقد قامت طواقمها بنقل ضحية (14 عامًا) وإصابتين إلى مستشفى الشهيد الدكتور خليل سليمان الحكومي، جرّاء القصف الإسرائيلي.

وبحسب شهادات شهود عيان نقلتها صحيفة "الأيام" الفلسطينية، فإن الطائرة المسيّرة استهدفت تجمعًا للمواطنين قرب ديوان آل السعدي في الحي الشرقي، ما أسفر عن ارتقاء الطفل أحمد السعدي وإصابة عدد من المواطنين الذين تم نقلهم إلى المستشفى. كما أفادت مصادر صحفية لـمسبار أنّه لم يكن هناك أيّ مسلحين برفقة الطفل لحظة الاستهداف.

استهداف طمون: بين ادعاءات الاحتلال وشهادات العائلات

استهداف طمون: بين ادعاءات الاحتلال وشهادات العائلات 

اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم السابع من يناير/كانون الثاني الفائت، بلدة طمون جنوب شرقي مدينة طوباس، شمالي الضفة الغربية، حيث انتشرت في عدة أحياء من البلدة وشرعت في مداهمة العديد من المنازل. وأفادت مصادر محلية بأن الطائرات الحربية الإسرائيلية استهدفت عدة مواقع في طمون، وسط تحليق مكّثف ومنخفض لطائرات الاستطلاع المسيّرة في أجواء المدينة.

وفي اليوم التالي، شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية بطائرة مسيّرة استهدفت حي المشماس، غربي بلدة طمون، ما أسفر عن ارتقاء ثلاثة فلسطينيين، بينهم طفلان.

في السياق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أنّ الشهداء هم رضا علي أحمد بشارات (9 أعوام)، حمزة عمار أحمد بشارات (10 أعوام)، وآدم خير الدين أحمد بشارات (23 عامًا)، مضيفة أنّ قوات الاحتلال اختطفت جثامينهم عند انسحابها من البلدة.

استشهاد 3 فلسطينيين أبناء عمومة بينهم طفلان داخل منزلهم في طمون إثر قصف إسرائيلي

عقب الاستهداف، ادّعى جيش الاحتلال في بيانه أنّ طائرة مسيّرة استهدفت "خلية إرهابية"، بينما زعمت إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ الضحايا الثلاثة كانوا يحاولون زرع عبوة ناسفة. غير أنّ شهادات العائلات والتقارير الميدانية تكشف زيف هذه المزاعم، حيث أكّد ذوو الضحايا أنّ الطفلين كانا يلهوان في فناء منزل العائلة، بينما كان الشاب آدم بشارات يحتسي قهوته لحظة القصف، وهو ما ينفي أيّ علاقة لهم بأي نشاط عسكري.

من جهته، أكّد جد الضحايا، خير شلبي، في تصريح لوكالة الأناضول، أنّ الغارة الجوية استهدفت ثلاثة من أفراد عائلته، بينهم طفلان، مشددًا على أن الاستهداف وقع في منطقة خالية من أيّ مواقع عسكرية. وعبّر عن استنكاره قائلًا: "هل من المنطقي أنّ تستهدف أطفالًا في سن التاسعة والعاشرة؟"

وأشار خال الضحايا، يوسف بشارات، إلى أنّ العائلة فقدت طفلين انتظر الوالدين مدة عشر سنوات لإنجابهما، مضيفًا أنّ آدم "لم يكن مطلوبًا للاحتلال وكان قد عاد قبل يومين فقط من أداء العمرة".

ووفقًا للصحفي سليمان بشارات، وهو أحد أقارب الضحايا، فإن الاستهداف وقع داخل ساحة المنزل المحاطة بسور، حيث تعيش العائلة في منازل متجاورة، مؤكدًا أنّ الطائرة المسيّرة استهدفتهم بشكل مباشر رغم عدم تشكيلهم أيّ تهديد، فيما كانت قوات الاحتلال تتمركز على بعد مئات الأمتار من الموقع.

في سياق متصل، أفادت وسائل إعلام بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت موقع القصف عقب استهدافه، وذكر مدير الإسعاف والطوارئ في محافظة طوباس، بأن قوات الاحتلال اعترضت طريق مركبتي إسعاف توجهتا إلى موقع القصف ومنعت الطواقم من الاقتراب، إذ رفع الجنود السلاح صوب الطواقم.

كما احتجزت قوات الاحتلال جثامين الضحايا الثلاثة، وأبلغت عائلاتهم عبر الارتباط الفلسطيني بنبأ ارتقائهم. وأفادت المصادر لاحقًا، بتسلم طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني في طوباس جثامين الضحايا الثلاثة، ونقلها إلى المستشفى التركي بمدينة طوباس.

من جانبه، قال جيش الاحتلال إنّه فتح تحقيقًا في "ملابسات غارة جوية استهدفت سيارة في قرية طمون شمالي الضفة الغربية وأسفرت عن مقتل رجل وطفلين فلسطينيين".

هل حرصت إسرائيل على تجنب إيذاء المدنيين في غارتها على طولكرم؟

مساء يوم الثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2024، شنّت طائرة حربية إسرائيلية غارة استهدفت مقهى شعبي في مخيم طولكرم بمدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، مما أسفر عن ارتقاء عدد كبير من المواطنين وإصابة آخرين بجروح متفاوتة.

في السياق، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن الطائرات قصفت حي الحمام في المخيم بصاروخ واحد على الأقل، مضيفة أنّ مركبات الدفاع المدني والإسعاف هرعت إلى مكان الهجوم، حيث تم نقل الشهداء والجرحى إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي في المدينة.

وذكرت المصادر أنّ الغارة استهدفت مبنى مكونًا من ثلاث طبقات بصاروخ اخترق الطابقين الأول والثاني قبل أن يصل إلى الطابق الأرضي، حيث كان يوجد مقهى يرتاده عدد من الشبان والأهالي. وأضافت أنّ القصف أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من المبنى، محدثًا فتحات في السقف والفواصل الخرسانية بين الطوابق، قبل أن ينفجر داخل الطابق الأرضي، الذي يضم المقهى ومحلاً تجاريًا.

من جهتها، نقلت إذاعة جيش الاحتلال عن مصدر عسكري قوله إنّ طائرات سلاح الجو الإسرائيلي قصفت "منزل مسلحين" في طولكرم بالضفة الغربية لأول مرة منذ الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.

في السياق، أصدر جيش الاحتلال بيانًا قال فيه إنّ "مقاتلة لسلاح الجو الإسرائيلي شنّت غارة في منطقة طولكرم، أسفرت عن مقتل سبعة مسلحين على الأقل". وأوضح البيان أنّ الغارة "استهدفت رئيس الشبكة الإرهابية لحركة حماس في طولكرم، بالإضافة إلى تصفية المدعو غيث رضوان، أحد أبرز عناصر حركة الجهاد الإسلامي في المنطقة".

وأشار الجيش إلى أنّ "المسلحين كانوا جزءًا من شبكة إرهابية كانت تقوم بإنتاج العبوات الناسفة وتنفيذ عمليات إرهابية ضد إسرائيل". وذكر البيان أنّ الهجوم وقع أثناء "اجتماع للمسلحين كانوا يخططون لتنفيذ عملية إرهابية على المدى الفوري ضد إسرائيل".

بيان جيش الاحتلال حول القصف في مخيم طولكرم
بيان جيش الاحتلال حول القصف في مخيم طولكرم

بدوره، وصف رئيس اللجنة الشعبية لمخيم طولكرم فيصل سلامة ما حصل بأنّه "مسلسل إجرامي ومجازر ترتكب بحق أبناء شعبنا، نفذتها طائرات حربية استهدفت حي سكني وسط المخيم، ما أدى لاستشهاد العشرات وإصابات خطيرة جدًا نقلت للمستشفى".

أسفر القصف الإسرائيلي على المخيم عن ارتقاء 18 فلسطينيًا، بينهم أطفال وامرأتان، وإصابة عدد آخر، وفقًا لما أفادت به وزارة الصحة الفلسطينية. كما خلّف الهجوم دمارًا واسعًا في المنطقة المستهدفة. 

تحديث وزارة الصحة الفلسطينية

ويتعارض هذا العدد الكبير من الضحايا والدمار مع الادّعاءات التي وردت في بيانات جيش الاحتلال، والتي زعم فيها أنّ هذه الهجمات نُفّذت مع "الحرص على تجنب إيذاء المدنيين، وبما يتماشى مع القانون الدولي".

كما أنّ الجيش استهدف مبنى سكنيًا كاملًا يضم عدة طوابق تسكن فيها عائلات، ويقع المبنى ملاصقًا للمباني والبيوت المجاورة. ومن المؤكّد أنّ استهداف أيّ مكان في هذه المنطقة المكتظة بالمواطنين من الممكن أنّ يؤدي إلى وقوع أعداد كبيرة من الضحايا، خاصة مع استخدام طائرة حربية في القصف وليس مسيّرة إسرائيلية، مما يزيد من خطر وقوع ضحايا مدنيين.

ووفقًا للمصادر الصحفية، أسفرت الغارة عن ارتقاء أفراد عائلة أبو زهرة بالكامل، بينهم طفلان هما شام محمد أبو زهرة (7 أعوام) وكرم محمد أبو زهرة (8 أعوام).

غارة إسرائيلية تخلف دمارًا كبيرًا في مخيم طولكرم بالضفة الغربية
خلفت غارة إسرائيلية دمارًا كبيرًا في مخيم طولكرم بالضفة الغربية

حسابات تشكّك في مقتل الطفلة شام بالقصف على طولكرم

بعد عدة أيام من القصف الإسرائيلي على مخيم طولكرم، نشرت حسابات داعمة لإسرائيل، مقطع فيديو يُظهر لحظة وداع الطفلة شام أبو زهرة التي قُتلت بالغارة، وزعمت أنّ المشهد مفبرك، وأنّ الطفلة مجرد دمية.

مقتل الطفلة شام في طولكرم

إلا أنّه بعد التحقّق، تبيّن أنّ الادّعاء مضلل، إذ إنّ الفيديو يوثّق بالفعل لحظات الوداع الأخيرة الطفلة شام وللضحايا الذين قتلوا جرّاء الغارة التي شنّها جيش الاحتلال، آنذاك.

وأكّدت الصحفية مشاعل أبو الرُّب، التي التقطت الفيديو، لمسبار أنّ الطفلة شام أبو زهرة كانت في منزلها الواقع في الطابق الثاني من المبنى لحظة القصف، ما أدى إلى تعرضها لحروق في وجهها وجسدها، وهو ما يفسر مظهرها في الفيديو، دحضًا للادّعاءات التي زعمت أنّها دمية.

جدير بالذكر أنّه منذ بدء الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تحت وسم "Pallywood"، روجتها حسابات مؤيدة لإسرائيل. وزعمت هذه الحسابات أنّ الفلسطينيين في القطاع يفبركون مشاهد إصاباتهم، وأن روايات المعاناة التي يتم تداولها مفتعلة أو تأتي في سياق حملات دعائية.

وقد استندت هذه الادّعاءات إلى مقاطع قديمة أو معدلة، وأخرى مجتزأة من سياقها الأصلي، حيث قامت حسابات إسرائيلية بإعادة نشر محتوى مضلل بهدف تشويه الرواية الفلسطينية. وقد فنّد مسبار العديد من تلك الادّعاءات عبر عشرات التحقيقات.

الأمم المتحدة: معظم الضحايا بالقصف الإسرائيلي لم يكونوا مسلحين أو مطلوبين للاحتلال

من جهة أخرى، أدان مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بشدة القصف الجوي الذي شنّه الاحتلال على مخيم طولكرم. مؤكدًا على أنّه جاء في إطار "نمط مقلق من الاستخدام غير القانوني للقوة من قبل القوات الإسرائيلية في الضفة الغربية".

وذكر المكتب أنّ الجيش الإسرائيلي ادّعى أنّه استهدف قائدًا محليًا في حركة حماس، كان يخطط لتنفيذ هجمات على المستوطنات الإسرائيلية، إضافة إلى "إرهابيين مهمين". مضيفًا "وفقًا للمعلومات التي جمعها المكتب، تبيّن أن معظم القتلى لم يكونوا مسلحين أو مطلوبين من قوات الأمن الإسرائيلية، وأنهم قُتلوا في منازلهم أو أثناء مرورهم في الشارع".

الأمم المتحدة تدين القصف الإسرائيلي على مخيم طولكرم بالضفة الغربية

من ناحيته، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه العميق إزاء تصاعد العنف في الضفة الغربية، بما في ذلك الغارة على مخيم طولكرم. داعيًا إلى الالتزام الصارم بالقانون الدولي وحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، مشددًا على "ضرورة معالجة العنف بشكل عاجل وعودة العملية السياسية إلى مسار حل الدولتين".

جيش الاحتلال يوسّع عمليته العسكرية إلى مخيم نور شمس

وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد العاشر من فبراير، عمليته العسكرية التي بدأها منذ 21 يناير الفائت في شمالي الضفة الغربية، لتشمل مخيم نور شمس شرقي مدينة طولكرم.

قال جيش الاحتلال في بيانه، إنّ العملية العسكرية التي بدأها شمالي الضفة الغربية في 21 يناير الفائت، توسّعت لتشمل مخيم نور شمس. مضيفًا أنّ العملية أسفرت عن مقتل من يصفهم بـ"الإرهابيين" واعتقال من يسميهم "مشتبهًا بهم" على حد وصفه.

أفادت المصادر أنّ قوات الاحتلال اقتحمت المخيم فجر يوم أمس، وفرضت عليه حصارًا مشددًا من جميع الجهات والمداخل. كما نفّذت عمليات دهم وتفتيش واسعة للمنازل داخل المخيم ومحيطه، وأجبرت سكانها على مغادرتها، وحولتها إلى ثكنات عسكرية.

وتواصل قوات الاحتلال تعزيز قواتها في المنطقة، حيث شهد المخيم عمليات اقتحام واسعة للمنازل، وسط إطلاق الرصاص الحي وسماع انفجارات ضخمة. كما دمرت البنية التحتية والممتلكات الخاصة بالمواطنين، مما أدى إلى المزيد من الدمار في المنطقة.

من جانبها، قالت فصائل المقاومة الفلسطينية، إنّها تمكّنت من إيقاع قوات الاحتلال في كمائن، واستهداف آلياته العسكرية في المخيم، مؤكدة وقوع إصابات بين صفوفه.

هدم وتهجير في طولكرم والاحتلال يواصل عملياته شمال الضفة

عملية "السور الحديدي" شمالي الضفة الغربية

منذ ثلاثة أسابيع، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في شمالي الضفة الغربية، مستهدفًا مدنًا ومخيمات عدة. بدأت العملية في جنين ومخيمها، حيث استخدم الجيش الإسرائيلي الطائرات المسيّرة والجرافات العسكرية، مما أدى إلى تدمير واسع للبنية التحتية وتهجير آلاف العائلات الفلسطينية، بالإضافة إلى تفجير العديد من المنازل في مخيم جنين.

ووفقًا لتقارير إعلامية، بلغ عدد النازحين من مخيم جنين آلاف الأشخاص، مع تدمير 180 منزلًا. من جهته، أكّد محافظ جنين كمال أبو الرُّب أنّ أكثر من 15 ألف مواطن نزحوا من المخيم، مؤكدًا أنّ الاحتلال مستمر في هدم وحرق المنازل داخل المخيم.

ويوم 27 يناير الفائت، وسّع الجيش الإسرائيلي عمليته العسكرية لتشمل مدينة طولكرم ومخيمها، حيث نفّذ الجيش عمليات دهم واقتحام للمنازل واعتقال عدد من الفلسطينيين. كما شملت العملية تدمير الطرق الرئيسية والمرافق العامة، إلى جانب هدم عدة المنازل، ما أسفر عن نزوح نحو 10 آلاف و500 مواطنًا من مخيم طولكرم.

في الثاني من فبراير الجاري، بدأ جيش الاحتلال عملية عسكرية في بلدة طمون ومخيم الفارعة جنوبي محافظة طوباس، حيث قام بإجبار العائلات على إخلاء مساكنها وتحويلها إلى ثكنات عسكرية.

كما نفّذ الجيش مداهمات لعدد من المنازل، مما أدى إلى تخريب محتوياتها واعتقال عدد من المواطنين. بالإضافة إلى تجريف الشوارع وتدمير البنية التحتية، ما أسفر عن انقطاع خطوط المياه الرئيسية والكهرباء عن أجزاء واسعة من طمون والمخيم. بعد سبعة أيام، انسحب الجيش من بلدة طمون، واستمر في عملياته العسكرية بمخيم الفارعة.

وبحسب آخر الإحصائيات الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية، فقد ارتقى نحو 70 فلسطينيًا في الضفة الغربية منذ بداية العام الجاري، جرّاء الهجمات العسكرية المستمرة التي يشنّها جيش الاحتلال. وقد أسفرت الهجمات عن مقتل مدنيين، من بينهم أطفال، إضافة إلى إصابة العشرات.

الهجمات الإسرائيلية تودي بحياة 80 في الضفة الغربية وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية

اقرأ/ي أيضًا

جيش الاحتلال يستخدم المدنيين كدروع بشرية خلافًا للادعاءات الإسرائيلية

الاحتلال استهدف النازحين والطواقم الطبية في مجمع الشفاء خلافًا للمزاعم الإسرائيلية

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar