حملة تضليل إسرائيلية تستهدف الأسير المحرر إبراهيم الشاويش
أثار ظهور الأسير الفلسطيني المحرر إبراهيم محمد خليل الشاويش، بعد الإفراج عنه من سجن إسرائيلي، موجة غضب واسعة. في المقابل، نشر مروجون للدعاية الإسرائيلية ادعاءات كاذبة تزعم أنه لم يكن معتقلًا في إسرائيل أو أنه تلقى علاجًا للسرطان هناك. في المقال التالي، يفند مسبار هذه الدعاية الإسرائيلية التي تستهدف الأسرى الفلسطينيين المحررين.
مستخدمون مؤيدون لإسرائيل يروّجون لادعاءات كاذبة بشأن اعتقال الشاويش
بعد الإفراج عن الأسير الفلسطيني إبراهيم الشاويش، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عديدة توثّق بوضوح آثار التعذيب وسوء التغذية في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي الشاويش، وهو معلم في مدرسة ثانوية ببلدة بيت حانون، في العاشر من ديسمبر/كانون الأول 2023، أثناء وجوده في مركز إيواء شمالي غزة، قبل أن يُفرج عنه في الثامن من فبراير/شباط الجاري.
تابع مسبار عن كثب محاولات مروجي الدعاية الإسرائيلية لتضليل الرأي العام بشأن قضيته، في محاولة للتهرب من المسؤولية عن الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال.
وأطلقت حسابات إسرائيلية حملة واسعة لإنكار الجرائم المرتكبة بحق الأسرى الفلسطينيين والتشكيك في رواية الشاويش. وزعمت أن إسرائيل لم تعتقل الشاويش من الأساس، حيث شارك مستخدمون مؤيدون لإسرائيل قائمة تضم 736 أسيرًا فلسطينيًا أُفرج عنهم أو من المقرر إطلاق سراحهم ضمن المرحلة الأولى من صفقة التبادل، مشيرين إلى غياب اسمه عنها في محاولة لنفي اعتقاله وإطلاق سراحه.


وزعم مستخدمون آخرون أن إبراهيم الشاويش كان أسيرًا، لكنه كان مصابًا بسرطان المعدة وتلقى العلاج في إسرائيل.


بالإضافة إلى ذلك، استغل بعض المستخدمين على منصة إكس خدمة "Community Notes" لإنكار أن الشاويش كان أسيرًا، مضيفين رابطًا لقائمة تضم 736 أسيرًا أُفرج عنهم أو من المتوقع الإفراج عنهم في المرحلة الأولى، والتي نُشرت على الموقع الإلكتروني للحكومة الإسرائيلية، كمصدر.

مسبار يتحقّق في قائمة الحكومة الإسرائيلية للأسرى المفرج عنهم
أجرى مسبار تحقيقًا حول قائمة الحكومة الإسرائيلية التي تضم أسماء الأسرى الفلسطينيين الذين أُفرج عنهم أو من المقرر الإفراج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة تبادل الأسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل.

وجد مسبار أن قائمة الحكومة الإسرائيلية تستثني آلاف المعتقلين من غزة الذين اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وتقوم بالإفراج عنهم تدريجيًا ضمن عملية التبادل.
وتُظهر القائمة أن أماكن إقامة الأسرى المُدرجين فيها، تقع في الضفة الغربية ومناطق فلسطينية محتلة أخرى خارج غزة.

اسم الشاويش مُدرج في قوائم مؤسسات الأسرى الفلسطينيين
راجع مسبار قوائم الأسرى المُفرج عنهم، التي نشرتها مؤسسات الأسرى الفلسطينيين، ووجد أن اسم إبراهيم محمد خليل الشاويش مدرج ضمن قائمة تضم 111 أسيرًا اختطفتهم إسرائيل منذ السابع من أكتوبر، وأُفرج عنهم في الثامن من فبراير الجاري.
وتظهر قائمة مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، التي نُشرت في السابع من فبراير، اسم إبراهيم محمد خليل الشاويش في المرتبة 108 ضمن الأسرى الذين تم الإفراج عنهم.

وأصدرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية أيضًا قائمة بالأسرى الذين أفرجت عنهم إسرائيل في الثامن من فبراير الجاري، مؤكدة أن إبراهيم محمد خليل الشاويش من بينهم.
وجاء اسمه في المرتبة 59 ضمن قائمة تضم 111 أسيرًا فلسطينيًا من غزة اعتقلتهم إسرائيل بعد السابع من أكتوبر 2023.

الشاويش يكشف عن تعذيب شديد عقب الإفراج عنه
بعد الإفراج عنه في الثامن من فبراير، تحدّث إبراهيم محمد خليل الشاويش إلى وكالة صفا الإخبارية المحلية، عن الانتهاكات الجسيمة والتعذيب الذي تعرّض له خلال أسره في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وقال "طوال 45 يومًا، أبقوني معصوب العينين، وأجبروني على الركوع مقيد اليدين، وجعلوني أنام وأنا مكبل". وأضاف "ثم نقلوني إلى سجن النقب، حيث تعرضت للصعق الكهربائي وهجمات الكلاب".
تبادل أسرى ضمن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
أجرت فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، خامس عملية تبادل للأسرى في إطار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.
في الثامن من فبراير الجاري، أطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية سراح ثلاثة أسرى إسرائيليين، بينما أكدت مصلحة السجون الإسرائيلية الإفراج عن 183 أسيرًا فلسطينيًا، عاد 111 منهم إلى قطاع غزة.
الزغاري: الأسرى المحررون يعانون أوضاعًا صحية خطيرة بسبب وحشية الاعتقال
صرّح عبد الله الزغاري، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، بأن جميع الأسرى المحررين بحاجة إلى رعاية طبية نتيجة للانتهاكات الوحشية التي تعرضوا لها خلال اعتقالهم. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني أن المستشفيات استقبلت سبعة أسرى محررين عقب الإفراج عنهم.
في وقت سابق، أعلنت وزارة العدل الإسرائيلية عن خطتها للإفراج عن 736 أسيرًا فلسطينيًا مقابل الدفعة الأولى من الأسرى الإسرائيليين ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق. كما يشمل الاتفاق 1,000 قاصر فلسطيني دون سن 19 عامًا، اختطفتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة.
من جهته، أكد قدورة فارس، رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين، أن إسرائيل ستفرج عن 1,737 أسيرًا فلسطينيًا خلال المرحلة الأولى من عملية التبادل.

اقرأ/ي أيضًا