ما حقيقة فيديو إنشاء إيرلندا مخيمات لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة؟

نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، بينها حساب الناشط الإسرائيلي إيدي كوهين وحسابات أخرى مؤيدة لإسرائيل، ادعاءً مرفقًا بمقطع مصور مفاده أن إيرلندا تبني مساكن لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة.

وتزامن انتشار الادعاء مع صدور تصريحات حديثة للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عن وجود نية أميركية للاستحواذ على قطاع غزة بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي منه، بموجب اتفاق الهدنة الموقع بين حركة حماس وإسرائيل. ويحاول ترامب إقناع دول الجوار، الأردن ومصر، باستضافة مليون لاجئ فلسطيني بعد ترحيلهم من غزة.

انتشر الادعاء في البداية باللغة الإنجليزية، وحصد المقطع المصور المرفق به أكثر من مليون مشاهدة خلال يوم واحد. لكن، وبعد التحقق، تبين أن قصة مقطع الفيديو تختلف عما ورد في نص الادعاء.

ما القصة الحقيقية وراء فيديو المخيم في إيرلندا؟

من خلال البحث العكسي عن مصدر المقطع المصور، تبين لمسبار أن الفيديو حديث، وأنه صُوّر في شارع هيوود في مدينة كلونمل بمقاطعة تيبيراري جنوبي جمهورية إيرلندا. ويوثق الفيديو عملية بناء مخيم كبير وسط حقول زراعية.

وبالبحث، وجد مسبار على الموقع الرسمي لحكومة إيرلندا، أن الموقع مخصص لاستقبال اللاجئين الأوكرانيين في إيرلندا. ومنحت إيرلندا رقم خدمة عامة شخصي لـ 109 آلاف و56 شخصًا من مستفيدي الحماية المؤقتة من أوكرانيا، بين عامي 2022 و2024.

وتشمل الخدمات التي توفرها إيرلندا دورات لغة إنجليزية وخدمات دعم التوظيف، وخدمات للأسر والشباب والأطفال. بالإضافة إلى ذلك، بُنيت مساكن متنقلة أنيقة بها وسائل ترفيه ويصل عمرها إلى ستين عامًا، وخُصصت للاجئين الأوكرانيين.

وتبين بمراجعة صور الأقمار الصناعية، أن المخيم هو الوحيد للاجئين المتواجدين في مدينة كلونمل في مقاطعة تيبيراري، وسيتكون من 82 وحدة سكنية، بحسب أرقام الحكومة الإيرلندية. واستغرق بناء المخيم نحو ثلاث سنوات، لكنه لم يكتمل بعد. وواجه المشروع معارضة شعبية ومحلية على شكل مظاهرات، منذ بدء استقبال المدينة للاجئين الأوكرانيين في عام 2022.

هل ستستقبل جمهورية إيرلندا لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة؟   

لم تعلن جمهورية إيرلندا نيتها استقبال لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة، الذي شهد حربًا مدمرة شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وإلى غاية 19 يناير/كانون الثاني 205. ورفضت وزارة الخارجية الإيرلندية، مطلع فبراير/شباط الجاري، المقترح الذي قدمه يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، بشأن استضافة جمهورية إيرلندا لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة. 

ولم تُشر أي مصادر أيرلندية أو وسائل الإعلام عالمية أو وكالات الأنباء أن إيرلندا تعتزم استضافة لاجئين فلسطينيين من قطاع غزة في المستقبل. 

 الحرب الأوكرانية الروسية منذ الغزو الروسي 

تحول الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدء في 24 فبراير 2022، والذي أطلق عليه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اسم "عملية عسكرية خاصة وسريعة"، إلى حرب استنزاف دامية. وحصدت الحرب أرواح عشرات الآلاف من الطرفين، وهي على أبواب دخول عامها الثالث.

وفي الآونة الأخيرة، ومنذ تولي الرئيس الأميركي دونالد ترامب زمام الرئاسة، أعلن أنه بصدد بحث سبل لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية. ووعد ترامب بالتواصل مع فلاديمير بوتين إلى اتفاق لإنهاء الحرب.

السعودية ترحب بعقد قمة بين ترامب وبوتين على أراضيها

في 14 فبراير الجاري، أعلنت السعودية ترحيبها باستضافة قمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين على أراضيها، لمناقشة حل للنزاع في أوكرانيا. وجاء الإعلان بعد اتصال هاتفي بين الرئيسين أفضى إلى إمكانية عقد لقاء بينهما في السعودية بعد بضعة أشهر.

من جانبها، حذرت أوكرانيا من أنها لن توافق على أي اتفاق محتمل لا تشارك في المباحثات حوله، مقترحةً تبادل أراضٍ سيطرت عليها أوكرانيا داخل الأراضي الروسية بأراضٍ سيطرت عليها روسيا داخل أوكرانيا. وتسعى أوكرانيا إلى الانضمام إلى حلف الناتو منذ سنوات، كما تسعى حديثًا إلى نشر قوات عسكرية أوروبية وأميركية على أراضيها، لضمان تطبيق اتفاق سلام مع روسيا وتأمين الحماية لها. 

وتعارض روسيا انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وكانت إحدى أهداف الغزو المعلنة منع أوكرانيا من الانضمام إلى الحلف ونزع سلاح الجيش الأوكراني، بحسب تصريحات المسؤولين الروس.

مساعي ترامب للسيطرة على قطاع غزة

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في العاشر من فبراير الجاري، عزمه "شراء وتملّك" قطاع غزة، مضيفًا أن الفلسطينيين لن يتمتعوا بحق العودة إلى القطاع بموجب الخطة، وهو ما يتعارض مع تصريحات مسؤولين آخرين ذكروا أن الخطة تتضمن إعادة توطين مؤقتة. وجاءت تصريحات ترامب في وقت رحب فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالمشروع، الذي وصفه بالثوري، بينما رفضت دول عربية الخطة ووصفتها بالخطيرة.

ويسعى ترامب إلى الضغط على مصر والأردن من أجل استقبال اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة، لكن لم تظهر أي بوادر رسمية أو إعلانات عن موافقة أي من الدولتين. وتعرضت خطة ترامب لموجة انتقادات حادة من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس الأميركي. 

ومنذ توليه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني الفائت، طرح ترامب فكرة سيطرة واشنطن على قطاع غزة، واعدًا بتحويله إلى منطقة سياحية وتأمين سكن أفضل للفلسطينيين، لكن دون توضيح الأساس القانوني لهذه الخطة.

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو ليس لعبور حاملة طائرات أميركية من قناة السويس بعد خطة ترامب لتهجير الفلسطينيين

فيديو ظهور تركي الفيصل في سيارة والده قديم وليس بعد خطة ترامب لتهجير أهالي غزة