ادعاءات مضللة طاولت موقف مصر من مخطط تهجير سكان غزة
في أوائل فبراير/شباط الجاري، أثار الرئيس الأميركي الجمهوري دونالد ترامب جدلًا واسعًا بإعلانه عن خطة تقضي بتهجير سكان قطاع غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، بهدف ما أسماه إعادة تطوير المنطقة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" تحت إدارة أميركية. تضمنت الخطة تهجير نحو مليوني فلسطيني من القطاع، مع عدم السماح لهم بالعودة، وتوطينهم في مجتمعات دائمة خارج غزة.
قوبل المقترح بانتقادات حادة من قبل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، التي وصفت الخطة بأنها "تطهير عرقي" غير قانوني وغير أخلاقي.
من جانبها، أعربت مصر عن رفضها القاطع لهذه الخطة. وأكّد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أنّ القاهرة ترفض أي محاولات لتوطين الفلسطينيين خارج أراضيهم، مشددًا على أنّ مثل هذه الخطط تهدد الاستقرار الإقليمي وتنتهك الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني. كما أشار عبد العاطي إلى أنّ مصر ملتزمة بدعم إعادة إعمار غزة، ولكن دون المساس بسيادة ووحدة الأراضي الفلسطينية. هذا الموقف المصري يأتي في سياق رفض عربي واسع لهذه الخطة، حيث أكدت دول مثل السعودية والأردن على ضرورة احترام حقوق الفلسطينيين ورفض أي محاولات لتهجيرهم قسريًا.
وبالتزامن مع هذه التطورات، انتشرت معلومات مضللة وزائفة حول الموقف المصري، عمل فريق مسبار على تفنيدها، وفي هذا المقال نعرض لكم أبرزها.
فيديو قديم وليس لعرض عسكري مصري يكشف أحدث الصواريخ
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في الثامن من فبراير الجاري، مقطع فيديو، ادعى ناشروه أنه التقط ضمن عرض عسكري مصري، يكشف أحدث طراز الصواريخ لدى الجيش المصري، ردًا على تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة حول تهجير الفلسطينيين.
بالتحقق من الادّعاء وجد مسبار أنه زائف، إذ نشرته قناة "Power Of China" على يوتيوب، وهي متخصصة في إنشاء مقاطع فيديو مولدة بالذكاء الاصطناعي حول القوة العسكرية الصينية، بعنوان "قوة الصواريخ العابرة للقارات الصينية والأسلحة المتطورة".
تحشيد عسكري في ليبيا وليس لعرض عسكري مصري حديثًا
ونشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو زعمت أنه لحشد قوات مصرية تزامنًا مع الخلافات الأخيرة مع إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية.
وبالتحقق وجد مسبار أنّ الادّعاء مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم ومجتزأ من فيديو يوثق عرضًا عسكريًّا للقوات المسلحة التابعة لشرقي ليبيا، أقيم في مدينة بنغازي الليبية يوم 16 مايو/أيار 2024، خلال الاحتفالات بالذكرى العاشرة لعملية الكرامة، آنذاك.
الفيديو ليس لظهور السيسي بالزي العسكري عقب مقترح ترامب بشأن غزة
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، زعمت أنه يظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حديثًا، وسط الجنود مرتديًا الزي العسكري.
وبعد التحقق من الادّعاء توضح لـ"مسبار" أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو المتداول يعود إلى عام 2018، التقط خلال تفقّد الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، إحدى القواعد الجوية في سيناء، آنذاك.
فيديو قديم لتأكيد الرئيس المصري رفضه تهجير الفلسطينيين وليس مؤخرًا
انتشر مقطع فيديو يوم 27 يناير/كانون الثاني الفائت، زعم ناشروه أنه يوثق رد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عقب تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخيرة، بشأن نيته تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر والأردن ومناطق أخرى من العالم.
تحقق لمسبار أظهر أنّ الادعاء المتداول مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم، وليس لرد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على مقترح ترامب لتهجير الفلسطينيين خارج قطاع غزة، إلى مصر والأردن.
يعود مقطع الفيديو إلى 23 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، وهو مقتطع من كلمة ألقاها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال فعالية "تحيا مصر.. استجابة شعب تضامنًا مع فلسطين"، التي أُقيمت في استاد القاهرة الدولي في ذلك الوقت.
وأكد السيسي في خطابه، آنذاك، أن "الرفض المصري للتهجير القسري للفلسطينيين ليس نابعًا من غياب المواقف الإيجابية، بل من موقف نبيل وإنساني"، مشيرًا إلى أن الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية تختلف، حيث إن "من يغادر أرضه قد لا يتمكن من العودة إليها مجددًا، لذلك فإن التهجير بالنسبة لمصر خط أحمر لا يمكن القبول به أو السماح به".
وأضاف أن مصر كثفت اتصالاتها مع القادة والمسؤولين الإقليميين والدوليين، مؤكدة موقفها الحاسم والرافض لأي مخططات تهدف إلى تهجير الفلسطينيين قسريًا، سواء من قطاع غزة أو الضفة الغربية، إلى مصر أو الأردن.
الفيديو ليس لمصريين يتطوعون للخدمة العسكرية حديثًا
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، فيديو ادعى ناشروه أنه لمصريين يحاولون التطوع للخدمة العسكرية بعد فتح باب مصر الاستدعاء للجنود، الذين أتموا خدمتهم العسكرية في الأعوام الفائتة، وفتح باب التطوع لمن تم إعفاؤهم من الخدمة العسكري، مؤخرًا.
بالتحقّق من الادّعاء وجد "مسبار" أنه مضلّل، إذ يعود الفيديو إلى 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، ويوثق لحظة انطلاق النسخة التاسعة من ماراثون زايد الخيري في العاصمة الإدارية الجديدة بمصر، والذي شهد مشاركة آلاف المتسابقين من مختلف الفئات.
فيديو قديم وليس لمناورات عسكرية للجيش المصري عقب تصريحات ترامب
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم 16 فبراير الجاري، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يوثق مناورات عسكرية للجيش المصري، عقب تصريحات إسرائيلية وأميركية لتهجير فلسطينيي غزة من القطاع إلى مصر والأردن.
بعد التحقق من الادّعاء وجد مسبار أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم ولا يتعلق بمناورات للجيش المصري ردًا على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن مصر. ويعود مقطع الفيديو إلى عام 2012، حيث يُظهر طائرات F-16 التابعة لسلاح الجو الأميركي أثناء تنفيذ تشكيل "مشية الفيل" خلال مناورات عسكرية في قاعدة كونسان الجوية في كوريا الجنوبية، آنذاك.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو من مزار عيون موسى وليس لاستعدادات الجيش المصري داخل الأنفاق