سياسة

وثائق جديدة عن اغتيال كينيدي تعيد إلى الواجهة مزاعم مقتله على يد سائقه

محمد عبد اللطيف خرواط محمد عبد اللطيف خرواط
date
17 فبراير 2025
آخر تعديل
date
2:09 م
18 فبراير 2025
وثائق جديدة عن اغتيال كينيدي تعيد إلى الواجهة مزاعم مقتله على يد سائقه
اغتيل الرئيس الأميركي جون كينيدي عام 1963

في 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1963، اغتيل الرئيس الأميركي جون كينيدي أثناء مرور موكبه في ديلي بلازا بمدينة دالاس في ولاية تكساس، في حادثة هزّت العالم وأثارت جدلًا استمر لعقود. 

خلصت التحقيقات الرسمية إلى أن لي هارفي أوزوالد الذي أطلق ثلاث طلقات من نافذة الطابق السادس في مستودع الكتب المدرسية هو القاتل الوحيد. ومع ذلك، ظهرت لاحقًا نظريات تشكك في هذه الرواية، مدعيةً تورط مسلح ثانٍ، ما عزّز انتشار نظريات المؤامرة وساهم في تداول ادعاءات مضللة. من بين أكثر هذه الادعاءات انتشارًا، تلك التي تستند إلى مقاطع من فيلم زابرودر وهو تسلسل صور متحركة ملونة صامتة تم تصويره بواسطة أبراهام زابرودر بكاميرا منزلية أثناء مرور موكب كينيدي موثقًا بالصدفة لحظة اغتياله، إذ زعم بعض المؤيدين لهذه الفرضية أن السائق التفت إلى الخلف وأطلق النار. 

لقطة من فيلم زابرودر حول حادثة اغتيال كينيدي

ماذا تقول الأدلة الرسمية عن هوية قاتل كينيدي؟

تؤكد الأدلة الرسمية، بما في ذلك تحقيق لجنة وارن، وشهادات الشهود، والأدلة الجنائية، عدم وجود أي دليل على تورط السائق ويليام غرير في إطلاق النار على الرئيس كينيدي. 

  • تحقيق لجنة وارن: صدر التقرير النهائي للجنة في 24 سبتمبر 1964، وجاء في 888 صفحة، متضمنًا آلاف الوثائق والمقابلات والتحقيقات. وخلص التقرير إلى أن لي هارفي أوزوالد كان القاتل الوحيد، حيث أطلق ثلاث طلقات من نافذة الطابق السادس في مستودع الكتب المدرسية في دالاس. أصابت الطلقة الأولى الرئيس جون كينيدي وحاكم تكساس جون كونالي، بينما كانت الطلقة الثالثة قاتلة، حيث أصابت رأس كينيدي مباشرة. 

  • تحقيق لجنة وارن حول حادثة اغتيال كينيدي
  •  زاوية إطلاق النار والمسارات الباليستية: أكدت الفحوصات الباليستية أن الطلقات جاءت من الخلف ومن موقع مرتفع، وهو ما يتناسب مع موقع أوزوالد. لو كان غرير هو من أطلق النار، لكانت زاوية دخول الرصاصة واتجاهها مختلفين تمامًا، وهو ما لم يظهر في تشريح جثة كينيدي. 

    الأدلة الباليستية في مقتل كينيدي

  •  تحليل فيلم زابرودر: عند تحليل لقطات فيلم زابرودر بإطاراته البطيئة، يتضح أن السائق غرير كان يلتفت إلى الخلف للحظات، لكنه لم يكن يحمل سلاحًا. 

  •  شهادة الشهود الحاضرين: كانت جاكي كينيدي تجلس إلى جوار الرئيس في السيارة، وكذلك الحارس الشخصي روي كيلوغ. لم يذكر أي منهما، ولا أي شاهد آخر، رؤية السائق يطلق النار أو حتى أنه كان يحمل سلاحًا. 

    جاكي كينيدي وهي تجلس جانب زوجها لحظة اغتياله

  •  مطابقة السلاح وطلقات الرصاص: أثبتت الأدلة الجنائية أن الرصاص المستخدم في الجريمة كان مطابقًا لبندقية أوزوالد من نوع 6.5×52 ملم كاركانو، وهو نوع مختلف تمامًا عن أي سلاح صغير كان من الممكن أن يمتلكه السائق. 

    السلاح الذي قُتل فيه جون إف كينيدي

هل تحمل الملفات الجديدة إجابات إضافية؟ 

في تطور جديد قد يعيد إشعال الجدل حول اغتيال الرئيس جون كينيدي، أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن العثور على نحو 2400 وثيقة غير معروفة سابقًا، تتعلق بالقضية. جاء هذا الإعلان بعد إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرًا برفع السرية عن المزيد من الملفات الاستخباراتية والجنائية المرتبطة بالاغتيال، في خطوة تهدف إلى تحقيق قدر أكبر من الشفافية أمام الرأي العام. 

وثائق جديدة حول اغتيال جون إف كينيدي

 تشير بعض التقارير إلى أن الوثائق الجديدة قد تحتوي على معلومات حساسة حول تحركات لي هارفي أوزوالد قبل حادثة الاغتيال، خاصة خلال الفترة التي قضاها في المكسيك قبل أسابيع من الجريمة. يعتقد بعض الباحثين أن وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) كانت تراقب أوزوالد عن كثب، لكنها لم تشارك هذه المعلومات مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ما أثار تكهنات حول وجود إهمال استخباراتي أو حتى تعتيم متعمد. 

ووفقًا لمحللين، مثل جيرالد بوسنر، مؤلف كتاب "القضية مغلقة: لي هارفي أوزوالد واغتيال جون كينيدي", فإن الوثائق قد تقدم أدلة إضافية على أن الـCIA كانت تتابع تحركات أوزوالد منذ زيارته للسفارة السوفييتية في المكسيك، لكنها لم تتخذ أي إجراء استباقي لمنعه أو التحقيق معه بشكل أعمق. كما أن بعض الوثائق قد تحتوي على تفاصيل جديدة حول علاقة أوزوالد المحتملة بجهات أجنبية، وخاصة الاتحاد السوفييتي وكوبا، وهو ما قد يلقي الضوء على فرضيات أخرى حول دوافعه أو الجهات التي ربما كانت تدعمه. 

ترامب يعتزم رفع السرية عن وثائق جديدة في حادثة مقتل جون إف كينيدي

من جهة أخرى، يؤكد فريدريك لوجفال، أستاذ التاريخ في جامعة هارفارد، أن الملفات الجديدة قد لا تقدم "معلومات دراماتيكية" تنسف الرواية الرسمية، لكنها قد تحتوي على تفاصيل لم تكن معروفة سابقًا، ما قد يعيد فتح النقاش حول بعض الجوانب غير الواضحة في القضية. مع ذلك، ما تزال هناك بعض الملفات التي لم يتم الإفراج عنها بالكامل، ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت الحكومة الأميركية تخفي معلومات حساسة حول الجريمة.

اقرأ/ي أيضًا

ترامب والمعلومات المضللة: حذر وترقب من انتشار الأكاذيب في عهد ترامب المقبل

خطة ترامب لتهجير فلسطينيي غزة إلى مصر والأردن وأبرز الادعاءات المضللة

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar