دعاية إسرائيلية تروّج الأكاذيب للتعتيم على معاناة الأسير نادر حسين
في خضم عملية تبادل الأسرى الأخيرة بين إسرائيل وحركة حماس، نشر المروجون للدعاية الإسرائيلية ادعاءات كاذبة حول الأسير المحرر نادر حسين للتقليل من معاناته والتنصل من مسؤولية إسرائيل عن تدهور حالته الصحية.
سادس عملية تبادل أسرى: إسرائيل تفرج عن 369 أسيرًا فلسطينيًا
في سادس عملية تبادل أسرى بتاريخ 15 فبراير/شباط الجاري، أفرجت إسرائيل عن 369 أسيرًا فلسطينيًا، من بينهم 36 أسيرًا محكومًا بالسجن المؤبد و333 معتقلًا إداريًا دون تهم، حيث تم إطلاق سراحهم في غزة.
وفقًا لمكتب إعلام الأسرى الفلسطيني، فإن معظم الأسرى المفرج عنهم كانوا معتقلين دون توجيه أي تهم أو صدور أحكام بحقهم. ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار في غزة، تعد هذه الدفعة الأكبر من الأسرى الفلسطينيين الذين أُفرج عنهم. في المقابل، أفرجت المقاومة الفلسطينية عن ثلاثة أسرى إسرائيليين في غزة. كما أجبرت مصلحة السجون الإسرائيلية الأسرى على ارتداء زي يحمل نجمة داود وعبارة باللغة العربية: "لن ننسى ولن نسامح".
ووفقًا للهلال الأحمر الفلسطيني، فإن أربعة أسرى فلسطينيين من الذين أفرج عنهم كانوا في حالة حرجة وتم نقلهم إلى المستشفى في رام الله بالضفة الغربية المحتلة.
الدعاية الإسرائيلية تشكك في اعتقال الأسير نادر حسين
بعد إفراج إسرائيل عن الأسير نادر حسين بحالة صحية حرجة بسبب الجوع والتعذيب، استغل ناشطون إسرائيليون مقاطع فيديو وصورًا له لإنكار تعرضه للاعتقال والمعاناة.
نشر مستخدم على منصة إكس، معروف بنشر الدعاية الإسرائيلية، مقطع فيديو لنادر بعد إطلاق سراحه، مدعيًا زورًا أن تدهور حالته الصحية ناتج عن إصابته بمرض السرطان في مراحله المتقدمة. كما زعم أن نادر قد تم الإفراج عنه عدة مرات من قبل، في محاولة لصرف الأنظار عن سوء معاملة إسرائيل للأسرى الفلسطينيين.
وكتب في منشوره: "هذا فلسطيني مصاب بالسرطان في مرحلة متقدمة. في كل مرة تطلق إسرائيل سراح أسرى، ينشر هؤلاء الحمقى صوره. إذا صدقتهم، فلتعلم أنه تم الإفراج عنه ست مرات خلال الشهرين الماضيين".
تتبع فريق "مسبار" حسابًا دعائيًا إسرائيليًا آخر، نشر معلومات مضللة بهدف التلاعب بمأساة الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وادعى الحساب أن اسم نادر حسين لم يكن مدرجًا في قائمة الأسرى الذين أُفرج عنهم في 15 فبراير/شباط الجاري، زاعمًا أنه أُطلق سراحه الأسبوع الماضي. كما كرر الادعاء بأن نادر مصاب بالسرطان.
كما كررت حسابات أخرى على إكس الادعاءات ذاتها ضد الأسير المحرر.
راجع فريق "مسبار" القائمة الأخيرة للأسرى المفرج عنهم، والتي نشرها مكتب إعلام الأسرى في 14 فبراير الجاري، ووجد أن اسم نادر حسين كان مدرجًا ضمنها.
ظهر اسم نادر في القائمة تحت الرقم 303 بين الأسرى المفرج عنهم في غزة، بعد اعتقاله عقب أحداث السابع من أكتوبر.
كما يشير الملف إلى أن نادر ينحدر من شمال غزة، مما يفسر عدم ظهور اسمه على موقع الحكومة الإسرائيلية، وعلى عكس مزاعم الإسرائيليين، فإن الموقع الإسرائيلي أدرج فقط 736 أسيرًا فلسطينيًا من خارج قطاع غزة تم الإفراج عنهم أو سيتم إطلاق سراحهم.
علاوة على ذلك، روّج ناشطون مؤيدون لإسرائيل لمزاعم كاذبة بأن نادر حسين قد تم الإفراج عنه في وقت سابق، إذ ضللوا الجمهور بربطه بالأسير إبراهيم محمد خليل الشاويش، الذي استهدفته إسرائيل بحملة دعائية عقب الإفراج عنه في الثامن من فبراير الجاري. ولكن "مسبار" كان قد كشف زيف هذه الادعاءات المنحازة ضد الأسرى الفلسطينيين.
تقارير إعلامية عن الحالة الصحية لنادر حسين
شارك الصحفي الفلسطيني حسن إصليح، المقيم في غزة، مقطع فيديو لنادر حسين بعد وصوله إلى مستشفى غزة الأوروبي في خان يونس. يظهر الفيديو التدهور الشديد في حالته الصحية وعلامات الجوع على جسده الهزيل. وفي المشهد، بدا نادر يعاني لنطق اسمه بسبب حالته الصحية المتدهورة.
كما نشرت قناة الجزيرة مقطع فيديو يوثق لحظة وصول نادر حسين إلى المستشفى عبر سيارة إسعاف.
إضافة إلى ذلك، أفادت وكالة الأناضول، نقلًا عن الأطباء الذين عالجوا نادر، بأن جسده يحمل آثار تعذيب حديث وقديم.
إسرائيل تجوّع الأسرى الفلسطينيين
وفي تقرير مفصل، كان "مسبار" قد تحقق من الادعاءات الإسرائيلية حول الطعام المقدم للأسرى موضحًا أن إسرائيل اتبعت سياسة التجويع ولم تلبي أدنى احتياجاتهم للغذاء، ومشيرًا إلى أن هذه الادعاءات تم الترويج لها بالتزامن مع الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين بموجب اتفاق الهدنة.
أظهرت حالات الأسرى المفرج عنهم تدهورًا صحيًا حادًا، مما يكشف عن الممارسات القاسية التي تعرضوا لها داخل السجون، خاصة سياسة التجويع والحرمان من الطعام، والتي أثرت بشدة على صحتهم الجسدية.
وفي الوقت الذي تستمر فيه وسائل الإعلام الغربية في الانحياز لمصلحة الأسرى الإسرائيليين، متجاهلة معاناة الأسرى الفلسطينيين، يتعرض الفلسطينيون لشتى أنواع التعذيب والتجويع.
اقرأ/ي أيضًا
ما حقيقة فيديو إنشاء إيرلندا مخيمات لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين من قطاع غزة؟
شهادات وتقارير تكشف تجويع إسرائيل للأسرى الفلسطينيين وتدحض المزاعم بتلبية احتياجاتهم الغذائية