ادعاءات مضللة انتشرت مع مراسم تشييع حسن نصر الله في بيروت

شُيّع الأمينين العامين السابقين لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله وهاشم صفي الدين، اليوم الأحد، في المدينة الرياضية في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بمشاركة آلاف المشيعين وسط إجراءات أمنية مشددة وتدابير استثنائية فُرضت في العاصمة والطرقات المؤدية إلى مكان المراسم.

وجاء ذلك بعد قرابة خمسة أشهر على اغتيالهما في غارتين إسرائيليتين منفصلتين على الضاحية الجنوبية لبيروت، كما يمثل التشييع أول حدث جماهيري لحزب الله منذ الحرب التي اندلعت بين الحزب والاحتلال الإسرائيلي وانتهت بوقف لإطلاق النار.

وكان حزب الله قد دفن نصر الله في مكان سري مؤقت بعدما أعلن عن اغتياله بغارة جوية إسرائيلية استهدفت مكانه في حارة حريك في الضاحية الجنوبية يوم 27 سبتمبر/أيلول 2024، بينما أعلن عن اغتيال صفي الدين يوم 23 أكتوبر/تشرين الأول من العام نفسه، نتيجة غارة إسرائيلية أخرى على الضاحية الجنوبية.

وشارك في التشييع آلاف المشاركين من مناصري حزب الله من لبنان، إضافة إلى وفود جاءت من دول عدة للمشاركة في الحدث. وبالتزامن مع الاستعدادات للتشييع، انتشرت ادعاءات مضللة على مواقع التواصل الاجتماعي ارتبطت بالتشييع، وعمل "مسبار" على التحقق منها وتفنيدها.

الصورة ليست لازدحام مروري لوفود تشارك في تشييع نصر الله 

قبل بدء التشييع، نشرت صفحات وحسابات صورة ادعت أنها لازدحام مروري عقب توجه وفود للمشاركة في تشييع جثماني الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. 

لكن وجد "مسبار" أن الادعاء مضلل، لأن الصورة الأصلية قديمة ونشرها المصور الفوتوغرافي اللبناني ماهر بركة مع مجموعة صور أخرى على صفحته في موقع فيسبوك، يوم العاشر من فبراير/شباط 2023، وكتب في وصفها أنها لازدحام مروري على طريق ضهر البيدر الذي يقع ضمن سلسلة جبال لبنان نتيجة تراكم الجليد والثلوج، آنذاك.

هل الفيديو لطائرة عراقية تقل عراقيين للمشاركة في تشييع نصر الله.

وبالتزامن مع سفر مواطنين عراقيين إلى لبنان للمشاركة في تشييع نصر الله، تداولت حسابات وصفحات مقطع فيديو يُظهر لحظة إقلاع طائرة، ادعت أنها تقل عراقيين للمشاركة في التشييع.

وكشف "مسبار" أن مقطع الفيديو قديم وليس لطائرة عراقية تستعد للسفر إلى لبنان للمشاركة في تشييع الأمين العام السابق لحزب الله، وقد نُشر مقطع الفيديو الأصلي في نوفمبر 2015، ويُظهر لحظة إقلاع طائرة من طراز إيرباص "A320" تابعة للخطوط الجوية العراقية من مطار أتاتورك في إسطنبول بتركيا، حينها.

صورة لوالد حسن نصر الله وهو يودّع ابنه قبيل تشييعه؟

صورة نشرتها صفحات وحسابات قبل تشييع الأمين العام السابق لحزب الله، ادّعت أنها تُظهر عبد الكريم نصر الله، والد حسن نصر الله، وهو يودّع ابنه قبيل تشييعه.

ووجد "مسبار" أن هذا الادعاء مضلل، إذ إن الصورة الأصلية نشرتها صحفية لبنانية تدّعى "زينب عواضة" عبر حسابها على منصة إكس، يوم 11 نوفمبر 2024، وذكرت في وصفها أنّها لوداع ابن خالتها محمد. وبعد انتشار الادعاء المضلل، أعادت عواضة نشر الصورة، موضحةً أنها تعود لوداع ابن خالتها محمد فحص، وليست لحسن نصر الله.

صورة قديمة وليست لوصول وفد يهودي إلى لبنان للمشاركة في تشييع نصر الله

صورة وفد يهودي أعضاؤه من المناهضين للصهيونية، نشرتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وادعت أنها لقدوم هذا الوفاء إلى لبنان حديثًا، للمشاركة في مراسم تشييع الأمين العام السابق لحزب الله حسن نصر الله.

لكن في الأصل، الصورة نشرتها وسائل إعلام في عام 2012 وقالت إنها تُظهر أعضاء من حركة ناطوري كارتا اليهودية المناهضة للصهيونية في لبنان، أثناء زيارتهم قبر القائد العسكري لحزب الله، عماد مغنية، حيث وضعوا إكليلًا من الزهور ورفعوا أعلامًا فلسطينية. وجاءت زيارة الوفد على هامش مشاركة أعضاء الحركة اليهودية في مسيرة تضامنية مع حزب الله والفصائل الفلسطينية في "المسيرة العالمية إلى القدس"، إحياءً ليوم الأرض، بالقرب من قلعة الشقيف في قرية أرنون في جنوبي لبنان، يوم 30 مارس/آذار عام 2012.

الفيديو ليس لحالات اختناق قبل بدء المراسم 

مقطع فيديو نشرته حسابات، ادّعت أنه يُظهر حالات اختناق وإغماء قبل بدء مراسم تشييع حزب الله حسن لحسن نصر الله وهاشم صفي الدين. 

وبالتحقق من المشهد، تبين أن الادعاء مضلل، إذ نشر موقع ليبانون أون المحلي مقطع الفيديو على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي يوم 15 فبراير/شباط الجاري، وأشار إلى أنه لحالات اختناق في صفوف المتظاهرين على طريق مطار بيروت بعد أن أطلق الجيش اللبناني الغاز المسيل للدموع لتفريقهم. 

وجاء ذلك بعد إطلاق الأجهزة الأمنية اللبنانية قنابل غاز مسيلة للدموع لتفريق متظاهرين من أنصار حزب الله اللبناني على طريق مطار بيروت، حينها.

تشييع حسن نصر الله وهاشم صفي الدين

وفي كلمة له خلال تشييع نصر الله، شدد الأمين العام الحالي لحزب الله نعيم قاسم على أن "إسرائيل لا تستطيع أن تستمرّ في احتلالها وعدوانها، والمقاومة موجودة وقوية عددًا وعدّة". 

وأشار قاسم إلى أن "الموافقة على وقف إطلاق النار في لحظة مناسبة كانت نقطة قوة، ونحن أصبحنا الآن في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وكيفية التعامل معها"، مشيرًا إلى أن "أبرز خطوة اتخذناها أن تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولياتها". 

وأوضح قاسم قائلًا "سنمارس عملنا في المقاومة نصبر أو نطلق متى نرى مناسبًا، ولن تأخذوا بالسياسة ما لم تأخذوه بالحرب، ولن نقبل باستمرار قتلنا"، مشيرًا إلى أن "حجم الإجرام غير مسبوق لإنهاء المقاومة في غزة ولبنان، ولكن في المقابل حجم الصمود والاستمرارية كان غير مسبوق"، مشددًا على أن "العدو الإسرائيلي لم يستطع التقدّم بسبب المقاومة وصمودها وعطاءاتها".

وعقب كلمة قاسم تم أداء صلاة الجنازة على نصر الله وصفي الدين، ثم انطلقت مسيرة باتجاه مرقد نصر الله الذي استُحدث على طريق المطار القديم، بعدما دفن في مكان سري منذ اغتياله في 27 سبتمبر الفائت، على أن يُدفن صفي الدين يوم الاثنين في مسقط رأسه في بلدة دير قانون النهر جنوبي لبنان.

وكان "مسبار" قد نشر في تقرير سابق أبرز الادّعاءات والأخبار المضللة التي انتشرت عن الأمين العام السابق لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، منذ اندلاع المواجهات بين حزب الله وإسرائيل منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حتى إعلان اغتياله.

اقرأ/ي أيضًا

هذه الصورة ليست لحسن نصر الله في لبنان خلال الحرب الأهلية

صورة مفبركة لحسن نصر الله وزعيم البوليساريو إبراهيم غالي