أبرز الادعاءات المضللة المرتبطة بالمعارك الجارية في السودان
في ظل احتدام المعارك الجارية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وتقدّم الجيش في عدد من الجبهات خصوصًا في العاصمة الخرطوم، وقّعت جماعات سياسية وحركات مسلحة متحالفة مع قوات الدعم السريع، ليلة 23 فبراير/شباط الجاري، ميثاقًا سياسيًا في العاصمة الكينية نيروبي، لتشكيل "حكومة سلام ووحدة" في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع.وينص الميثاق على أن يكون السودان "دولة علمانية وديمقراطية وغير مركزية".
في المقابل، تتجه الحكومة السودانية التي يقودها الجيش، لتكوين حكومة جديدة إذ أدخلت الحكومة تعديلات على الدستور الانتقالي للبلاد (الوثيقة الدستورية) لتعزيز سيطرة الجيش، وحُذفت الإشارة إلى الشركاء المدنيين السابقين وقوات الدعم السريع، وهي أول تعديلات شاملة على الوثيقة منذ اندلاع الحرب في منتصف إبريل/نيسان 2023، وجاءت بعد أيام من إعلان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان الاستعداد لتشكيل "حكومة تصريف أعمال أو حكومة حرب" خلال المرحلة المقبلة لاستكمال مهام المرحلة الانتقالية.
من جهة أخرى، استؤنفت المعارك التي وصفتها وسائل الإعلام بأنها الأشرس على الإطلاق بين الطرفين، منذ بدء الحرب، في محيط القصر الرئاسي بالعاصمة السودانية الخرطوم، إذ يسعى الجيش للسيطرة على القصر الجمهوري الذي تتحصن فيه قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب.
رافقت هذه التطورات في السودان انتشارًا للمعلومات المضللة التي تنوعت بين مشاهد نُسبت إلى المعارك الجارية، وأخبار مرتبطة بأحوال السوادنيين في مصر.
الحكومة السودانية تُصدر بطاقة عافية لمواطنيها في مصر
انتشر خبر على مواقع التواصل الاجتماعي، مفاده توفير الحكومة المصرية بطاقة "عافية" للمقيمين من الجنسية السودانية، يحصلون بموجبها على خصومات تصل إلى 70 بالمئة في المستشفيات والأماكن الأخرى لتقديم الرعاية الصحية، ولكن بالنظر في الادعاء وجد "مسبار" إذ إن الحكومة السودانية هي التي وقعت اتفاقًا مع شركة تأمين مصرية، من أجل توفير بطاقة عافية الطبية للمقيمين السودانيين في مصر، وليست وزارة الصحة المصرية.
مشاهد مضللة مرتبطة بالمعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع
تداول مستخدمون مقطع فيديو على أنه يُظهر أسلحة متطورة دخلت الخدمة لدى قوات الدعم السريع في السودان، ولكن تبيّن بالتحقق أن الفيديو قديم ويعود إلى كشف الصين عن طائرة مسيّرة متقدمة خلال معرض الصين الدولي للطيران والفضاء في نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
كما انتشر مقطع ادعى متداولوه أنه لظهور قائد الجيش السوداني، عبد الفتاح البرهان، وسط الجماهير، يوم أمس الثلاثاء 25 فبراير، في مدينة الأبيض، بالتزامن مع المعارك الدائرة في المدينة.
إلا أن تحقق مسبار أوضح أن الفيديو يعود إلى مطلع فبراير الجاري، ويُظهر مشاهد من مدينة تندلتي، وليس لظهور البرهان في مدينة الأبيض أمس الثلاثاء، بالتزامن مع المعارك الجارية.
وفي السياق، تداول مستخدمون مقطع فيديو على أنه لاستعداد الحركة الشعبية لتحرير السودان في جبال النوبة، للسيطرة على جنوب كردفان والتوجه نحو شمال كردفان، بالتنسيق الكامل مع قوات الدعم السريع، ولكن تبيّن أن مقطع الفيديو نُشر على منصة يوتيوب في 23 يناير/كانون الثاني 2020، ويُظهر تجمعًا لمجموعة من المسلحين التابعين لجيش الحركة الشعبية (قطاع الشمال)، بقيادة عبد العزيز الحلو، يعبّرون فيه عن استعدادهم لبناء السودان الجديد، وفقًا لوصف الفيديو.
وانتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، على أنها توثق تدمير سلاح الطيران التابع للجيش السوداني طائرة إمداد لقوات الدعم السريع، في مدرج مطار نيالا، ولكن اتضح أن الصورة تعود إلى مايو/أيار عام 2007، لاشتعال النيران في طائرة شحن من طراز إليوشن 76 على الأرض، أثناء تحميلها استعدادًا لرحلة إلى برازافيل في الكونغو، حينها.
الجيش السوداني يعلن استهداف تجمعات الدعم السريع في الفاشر والخرطوم
وقد أعلن الجيش السوداني، أمس الثلاثاء 25 فبراير الجاري، أن قواته، مدعومة بالقوة المشتركة وسلاح الجو، استهدفت تجمعات وتحركات لقوات الدعم السريع في محيط مدينة الفاشر، مشيرًا إلى أن العمليات أسفرت عن تدمير وتعطيل خمس مركبات قتالية، بالإضافة إلى قتل وإصابة العشرات من عناصر الدعم السريع.
وقال الجيش في بيان "كما نجحت قواتنا في تشتيت قوة قادمة من الجنوب الشرقي للمدينة، حيث أصابت وحيدت عددًا منها، ودمرت مركبة قتالية".
وأضاف البيان أن قائد قوات العمل الخاص أعلن "اكتمال عمليات التمشيط وتأمين المنازل المشبوهة في جنوب شرق محيط المدينة، والتأكد من خلوها من أي تهديدات، مع تأمين جميع الطرق المؤدية إلى داخل المدينة".
وأشار البيان إلى أن محيط مدينة الفاشر شهد "فرار أعداد كبيرة من عناصر في اتجاهات مختلفة عبر مركبات قتالية ومدنية، إضافة إلى انسحاب بعضهم سيرًا على الأقدام، مما قلّل بشكل ملحوظ من محاولات التسلل وأعمال النهب والسرقة في الأحياء الطرفية"، وفقًا للبيان.
من جهة أخرى، وثقت وسائل الإعلام توجيه الجيش السوداني ضربات صاروخية من أم درمان استهدف فيها تجمعات قوات الدعم السريع وسط العاصمة. وسُمع دوي أصوات انفجارات عنيفة وسط العاصمة الخرطوم، في حين أعلن الجيش السوداني تصديه لمسيرات قوات الدعم السريع التي استهدفت بها مطار مروي الدولي شمالي البلاد.
اقرأ/ي أيضًا
أبرز الادعاءات المضللة عن الاشتباكات الجارية في السودان
فيديو طرد مراسلة قناة الحدث في السودان من عام 2021 وليس حديثًا