مشاهد قديمة لهجمات 11 سبتمبر ولم تُرفع السرية عنها حديثًا
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع إلكترونية، حديثًا، مشاهد ادّعت أنّها تعود لهجمات 11 سبتمبر عام 2001، رُفعت عنها السرية مؤخرًا، وأشار ناشروها إلى أنّها لم تُعرض سابقًا.
هل رُفعت السرية عن المشاهد حديثًا؟
بالتحقّق من الادّعاء تبيّن لـ"مسبار" أنّه مضلل، إذ إنّ المشاهد التي توثّق هجمات 11 سبتمبر عام 2001 قديمة، ولم تُرفع عنها السرية، بعد تنصيب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مؤخرًا.
مشاهد منشورة منذ سنوات لهجمات 11 سبتمبر 2001
تعود المشاهد الواردة في مقطع الفيديو الأول إلى لقطات أرشيفية من أحداث 11 سبتمبر 2001، وقد عُرضت ضمن وثائقي لقناة ناشيونال جيوغرافيك عام 2021 بعنوان "9/11 يوم واحد في أميركا". وقد استغرق إعداد الوثائقي ثلاث سنوات من البحث في الأرشيف والعثور على لقطات لم تُنشر مسبقًا عن الحدث.

عثر مسبار على مقطع الفيديو الثاني منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي منذ عام 2023. كما عثر على صور منشورة ضمن تقارير نُشرت عام 2021.

يعود المقطع الثالث إلى 27 سبتمبر عام 2005، ويُظهر رجلين من رجال الإطفاء يرويان لحظات الهجوم. قال أحدهما "كنا في الردهة عندما وقع الانفجار الثالث، وفجأة انهارت الردهة بأكملها فوقنا. كان المشهد مرعبًا، ثم انهار المبنى بأسره بينما كنا داخله، كان ذلك انفجارًا ثانويًا. كنا ننتظر الصعود إلى الطابق العلوي، لكن قبل أنّ نتمكن من ذلك، انفجرت الطائرة بالكامل".

أما الفيديو الرابع فهو منشور منذ عام 2021، ويُظهر لقطات لتوم كانافان، أحد الناجين من انهيار البرج الشمالي في هجمات 11 سبتمبر. وبحسب التقارير، دُفن كانافان حيًا تحت الأنقاض، لكنه نجا بعدما وفّر له جدار إسمنتي جيبًا آمنًا، حيث بدأ في الحفر والزحف عبر الركام حتى تمكّن من الخروج.

ويوثّق المقطع الخامس اللحظات الأولى لانهيار البرج الجنوبي، وقد عُرض ضمن فيلم وثائقي بعنوان "11/9" عام 2016، ويظهر فيه رئيس الإطفاء جوزيف فيفر، الذي كان أول من استجاب للهجوم في ذلك اليوم.

والمقطع السادس منشور منذ نحو عام على مواقع التواصل الاجتماعي، ويُظهر لحظة اصطدام طائرة الرحلة 175 بالبرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي.

ويعود المقطع السابع إلى عام 2012، ويوثّق لحظة انهيار برج مركز التجارة العالمي الأول.
والمقطع الثامن يعود إلى عام 2012، ويوثّق محاولة رجل، النزول من الطابق العاشر من البرج الشمالي قبل أن يسقط.

أما الفيديو التاسع منشور منذ عام 2010، ويُظهر لحظة اصطدام الطائرة رقم 175 بالبرج الجنوبي لمركز التجارة العالمي.

أما الفيديو الأخير فيعود إلى عام 2022، ويوثّق لحظة هجوم الطائرة الثانية على أحد البرجين.

هجمات 11 سبتمبر 2001
في 11 سبتمبر 2001، استولت مجموعات صغيرة من الخاطفين على أربع طائرات ركاب أقلعت من نيويورك وبوسطن وواشنطن، واستخدموها لاستهداف مبانٍ بارزة في نيويورك وواشنطن. ضربت طائرتان برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، بينما دمرت طائرة ثالثة الواجهة الغربية لمبنى وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في واشنطن.
أما الطائرة الرابعة، فتحطمت في حقل بولاية بنسلفانيا، ويُعتقد أنّ الخاطفين كانوا يعتزمون استخدامها في مهاجمة مبنى الكابيتول في واشنطن. عقب الهجمات، أعلنت الولايات المتحدة إغلاق مجالها الجوي لمنع المزيد من الهجمات المحتملة.

أسفرت الهجمات عن مقتل نحو ثلاثة آلاف شخص، بينما تعرض نحو 400 ألف شخص لسحابة غبار مسرطنة، بينهم العديد من رجال الإطفاء والشرطة الذين شاركوا في عمليات الإنقاذ.
بعد الهجمات، بدأت الولايات المتحدة حملة دولية للقضاء على تنظيم "القاعدة"، الذي تبنى الهجوم، وأي دول توفر ملاذًا آمنًا للجماعات المتشددة. في خطاب له أمام الكونغرس بعد تسعة أيام من الهجمات، أعلن الرئيس الأميركي السابق، جورج بوش، أنّ أي دولة تدعم الإرهاب ستكون "نظامًا معاديًا"، مؤكدًا أنّ الولايات المتحدة في "حالة تأهب للحرب".
رفع السرية عن مذكرة "إف بي آي" تكشف عن اتصالات بين الخاطفين وسعوديين
في 12 سبتمبر 2021، رفعت إدارة الرئيس الأميركي السابق، جو بايدن، السرية عن مذكرة لمكتب التحقيقات الفيدرالي "إف بي آي" تتعلق بالتحقيق في هجمات 11 سبتمبر 2001.
رصدت المذكرة "اتصالات" بين الخاطفين وسعوديين داخل الولايات المتحدة، لكنها لم تَخْلُص إلى أيّ استنتاجات تؤكد علاقة الحكومة السعودية بمنفذي الهجمات. من جهتها، رحبت الرياض بالكشف الوارد في المذكرة، معتبرة أنّه "تأكيد آخر على عدم تورط المملكة بأيّ صورة".
وكان الرئيس بايدن قد وقع، حينها، أمرًا تنفيذيًا يقضي بتوجيه وزارة العدل ووكالات أخرى للإشراف على "مراجعة رفع السرية" عن الوثائق المتعلقة بتحقيقات "إف بي آي" في هجمات 11 سبتمبر.
وأظهرت المذكرة، التي يعود تاريخها إلى 4 إبريل/نيسان 2016، وجود ارتباطات بين عمر البيومي، الذي كان طالبًا سعوديًا في الولايات المتحدة، وعنصرين في تنظيم القاعدة شاركا في الهجمات. وقد جرى حجب أجزاء من الوثيقة تتضمن أسماء أشخاص وتفاصيل طلب "إف بي آي" أو وكالات حكومية أخرى عدم الكشف عنها، أو تعارض إعلانها مع قوانين الخصوصية.

اقرأ/ي أيضًا
ترامب لم يتهم الحكومة الأميركية بتنفيذ هجمات 11 سبتمبر
مشاهد قديمة لهجمات 11 سبتمبر ولم تُنشر حديثًا بعد تسلم ترامب مهام الرئاسة