ادعاءات مضللة طاولت فولوديمير زيلينسكي منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا
في سياق الوساطة الأميركية لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، شهد البيت الأبيض يوم أمس 28 فبراير/شباط الجاري، لقاءً متوترًا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، انتهى بمشادة كلامية حادة أدت إلى إنهاء الاجتماع بشكل مفاجئ وإلغاء مؤتمر صحفي مشترك.
خلال اللقاء، انتقد ترامب زيلينسكي علنًا، متهمًا إياه بتعريض العالم لخطر "حرب عالمية ثالثة" ومشيرًا إلى أنّ أوكرانيا في موقف تفاوضي ضعيف. في المقابل، دعا زيلينسكي الولايات المتحدة إلى عدم الثقة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مطالبًا بضمانات أمنية غربية.
بعد الاجتماع، أعلن ترامب عن مراجعة شاملة للمساعدات العسكرية المقدمة لأوكرانيا، ما أثار قلقًا بشأن مستقبل الدعم الأميركي لكييف في صراعها المستمر مع روسيا. في الوقت نفسه، أكدت دول أوروبية دعمها لأوكرانيا. كما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى اجتماع عاجل لبحث تداعيات الموقف، بينما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن تضامنه مع زيلينسكي.
ومنذ بداية الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية عام 2022، انتشرت معلومات مضللة وزائفة طاولت الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، عمل فريق مسبار على تفنيدها وتصحيحها، نعرض عليكم أبرز تلك الادعاءات المضللة في هذا المقال.
زيلينسكي لم يقدّم عروضًا للأجانب الراغبين في القتال مع أوكرانيا
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في فبراير/شباط عام 2022، أي بعيد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، خبرًا ادعى فيه مروجوه إعلان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، منح بلاده لكلّ مواطن أجنبي يتطوع للدفاع عن أوكرانيا، سلاحًا وزوجةً ومنزلًا.
لكن تحقّقًا لمسبار من الادعاء المتداول حينها وضّح أنه مضلّل، إذ إنّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لم يعرض تقديم سلاح وزوجة ومنزلٍ لكلّ أجنبي يتطوّع للقتال إلى جانب الجيش الأوكراني.
بل تبيّن بعد البحث أنّ زيلينسكي دعا الأجانب، في تصريح له بتاريخ 27 فبراير/شباط الفائت، للتوجّه إلى السفارات الأوكرانية في دول العالم المختلفة والانضمام إلى ما سماه "لواء دولي من المتطوعين"، بهدف القتال ضد الجيش الروسي في حربه على أوكرانيا.
تصريح زيلينسكي إنّ أوكرانيا ليست بلدًا ناميًا ومتخلفًا كسورية والعراق زائف
نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس/آذار 2022، تصريحًا نُسب إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مفاده أنّ "أوكرانيا ليست بلدًا ناميًا ومتخلفًا مثل سورية أو العراق اللذان تعوّدا على القتل والحرب".
بعد التحقق وجد "مسبار" أنّ الادّعاء المتداول زائف، إذ لم يصدر عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أيّ تصريح بخصوص سوريا أو العراق يصفهما فيه بـ"البلاد المتخلفة التي تعودت على القتل والحرب".
وبالرجوع إلى الصفحات الرسمية الأوكرانية تبيّن عدم وجود التصريح المتداول، كما لم تنقله أي وسيلة إعلام ذات صدقيّة.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لم يُرشّح رسميًّا لجائزة نوبل للسلام
تداولت مواقع إخبارية وصفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في 18 مارس عام 2022، خبرًا زعم ترشيح الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لجائزة نوبل للسلام.
تحقق مسبار من الادّعاء ووجد أنه ينطوي على إثارة، إذ إنّ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لم يُرَشّح لجائزة نوبل السلام.
والادعاء المضلل جاء بالتزامن مع أنباء عن أنّ مجموعة من السياسيين الأوروبيين، أرسلت "طلب استرحام" إلى لجنة نوبل، من أجل إعادة فتح باب التقدّم بالترشيحات وتمديده من 31 يناير إلى 31 مارس/آذار عام 2022، بهدف السماح لترشيح الرئيس الأوكراني لجائزة نوبل للسلام لعام 2022.
مشاهد منتشرة على أنها لسخرية زيلينسكي من بوتين قبل الحرب
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، في مارس/آذار 2022، مقطع فيديو زعمت أنّه يُظهر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ساخرًا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وينثر الأوراق في مشهد آخر، وادعت أنّ المشاهد كانت سبب بداية الحرب الجارية بين البلدين.
تحقق "مسبار" من الادعاء واتضح أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو مُركّب من ثلاثة مشاهد، اثنين منهما يعودان لقمة نورماندي التي عقدت في العاصمة الفرنسية باريس عام 2019، لبحث تسوية النزاع في أوكرانيا.
أما المشهد الثالث فهو مقتطع من فيلم أوكراني يُدعى "خادم الشعب 2" أنتج عام 2016، وكان الرئيس زيلينسكي ممثلًا وبطلًا للفيلم.
حسابات تستخدم التزييف العميق لفبركة مشاهد لبوتين وزيلينسكي
نشر "مسبار" تقريرًا في شهر مارس عام 2022، يغطي فيه ظاهرة تقنية التزييف العميق كأداة للدعاية السياسية بين روسيا وأوكرانيا في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا. ففي منتصف مارس من العام ذاته، انتشر مقطع فيديو مفبرك للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، يُعلن فيه استسلام بلاده، رغم أنّ ذلك لم يحدث في الواقع، وقد تم تعديل الفيديو باستخدام تقنية التزييف العميق، ما أثار جدلًا واسعًا حول تأثير هذه التقنيات على الحرب الإعلامية بين الطرفين.
وأوضح مسؤولون في مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ويوتيوب وإكس، أنّ مقطع الفيديو المزيف المنسوب لزيلينسكي، قد أُزيل لانتهاك السياسات التابعة لها.
وبعد بضع ساعات من انتشار الفيديو الأول الخاص بالرئيس الأوكراني، انتشر مقطع فيديو آخر مفبرك، منسوب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعلن فيه إلقاء السلاح والسلام مع أوكرانيا.
وادّعى متداولو الفيديو أنّ بوتين يقول في الفيديو "لقد تمكنّا من التوصل إلى سلام مع أوكرانيا"، كما أعلن أنّ شبه جزيرة القرم هي جمهورية داخل أوكرانيا.
تصريح مفبرك عن لسان الرئيس بوتين حول معاملة زيلينسكي في حال القبض عليه
نشرت مواقع إخبارية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس 2022، تصريحًا نسب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوجه فيه كلمة للولايات المتحدة مفادها "لا تحدثونا عن القانون الدولي الذي نعرفه، إذا تم القبض على الرئيس الأوكراني بالزي العسكري ستتم معاملته معاملة أسرى ولن يتم قتله كالقذافي وصدام حسين".
لكن تحقق مسبار أظهر أنّ الادّعاء زائف، إذ إنه لا وجود للتصريح الذي نسب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أي وسيلة إعلامية عربية أو غربية أو روسية ذات صدقية.
معلومات زائفة عن صلة قرابة بين زيلينسكي ورجل الأعمال الأميركي جورج سوروس
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي شهر إبريل عام 2022، ادعاءً مفاده أنّ تسريبًا لمسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، قال فيه إنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو ابن عم رجل الأعمال جورج سوروس.
بعد تحقق "مسبار" من الادّعاء وجد أنه مضلل، إذ بعد البحث تبيّن أنه لا وجود لأي علاقة قرابة بين زيلينسكي ورجل الأعمال الأميركي سوروس.
لم يتحدث زيلينسكي عن التدخل الروسي في سوريا خلال كلمته في القمة العربية
أما في شهر مايو/أيار من عام 2023 فانتشر خبر زعم مروجوه أنّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قال خلال كلمة ألقاها كضيف على اجتماع القمة العربية في مدينة جدّة عن جرائم روسيا في سوريا والدول العربية. وادّعى بعض الناشرين أنّ ذلك تسبب في إزالة أعضاء وفد النظام السوري لسماعات الترجمة أثناء خطابه.
لكن بالتحقق من الادّعاء المتداول حينها وجد فريق مسبار أنه زائف، إذ بالرجوع إلى كلمة الرئيس زيلينسكي أثناء القمة العربية، تبيّن أنه لم يتحدث عن التدخل الروسي في سوريا.
اقرأ/ي أيضًا
مكالمة مزعومة بين ترامب وبوتين: تضارب في الأنباء وغياب للمعلومات الموثوقة
أشكال البروبغندا المختلفة في الحرب الروسية الأوكرانية بعد مرور شهر على بدئها