أبرز الادعاءات المضللة المرتبطة بأحداث جرمانا الأخيرة

وفقًا لمدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان، قُتل عنصر من قوات الأمن في السلطات السورية الجديدة، وأصيب آخر، مساء الجمعة 28 فبراير/شباط الفائت، بنيران مسلحين عند نقطة تفتيش في مدينة جرمانا جنوبي دمشق، في حادثة وقعت عقب اشتباكات مع مسلحين محليين في الدينة ذات الأغلبية الدرزية، 

أسفرت هذه الأحداث عن انتشار عناصر الأمن في المدينة، إذ أوضح طحان، في تصريح أوردته وكالة سانا، أن "قواتنا بدأت بالانتشار داخل جرمانا"، مشيرًا إلى أنها ستضع حدًا لـ"الفوضى" والحواجز غير الشرعية التي تقيمها مجموعات "خارجة عن القانون" تمارس الخطف والقتل والسطو المسلح.

نقلت وسائل الإعلام عن مشايخ جرمانا، ليل السبت، بيانًا أعلنوا فيه "رفع الغطاء" عن جميع المخالفين والخارجين عن القانون، ملوحين بتسليم كل من تثبت مسؤوليته إلى الجهات المختصة. فيما تعهد المقدم طحان، الأحد، بملاحقة "المتورطين" وتقديمهم إلى القضاء، مؤكدًا عدم السماح ببقاء أي بقعة جغرافية سورية خارج سيطرة مؤسسات الدولة.

من جهة أخرى، أكدت وسائل إعلامية وجود مساع للتهدئة في جرمانا يقودها مشايخ ووجهاء المدينة مع الحكومة السورية، إذ وصلت قيادات بارزة من فصائل محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية إلى مدينة جرمانا بريف دمشق بهدف قيادة مفاوضات التهدئة.

إسرائيل تتعهد بحماية الدروز في جرمانا

وعلى الجانب الآخر، أعلنت رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أصدر تعليمات للجيش بحماية سكان جرمانا بريف دمشق.

وذكر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، أصدرا تعليمات للجيش بحماية سكان جرمانا جنوبي دمشق.

وقال المكتب في بيان: "لن نسمح للنظام الإسلامي المتطرف في سوريا بالمساس بالدروز، وسنضرب النظام السوري في حال اعتدائه على الدروز في جرمانا".

“نحن ملتزمون تجاه إخواننا الدروز في إسرائيل ببذل كل ما في وسعهم لمنع الأذى عن إخوانهم الدروز في سوريا، وسنتخذ كل الخطوات المطلوبة للحفاظ على سلامتهم”.

الجزيرة ترصد انتشارًا إسرائيليًا في سوريا بالتزامن مع أحداث جرمانا

في الثاني من مارس/آذار الجاري، نشرت شبكة الجزيرة مشاهد جوية حصلت عليها، تُظهر تحركات الجيش الإسرائيلي في ثلاثة مواقع داخل الأراضي السورية، شهدت توغلات سابقة.

تكشف المشاهد موقعًا عسكريًا إسرائيليًا في تلول حمر في محافظة القنيطرة، حيث تنتشر الآليات العسكرية وسط أعمال تجريف واسعة، مع تعزيزات تشمل مستودعات ومرافق لمبيت الجنود.

كما توثق اللقطات إنشاء حاجز عسكري في القحطانية في ريف القنيطرة. وفي الحميدية بالقنيطرة، تظهر مشاهد لموقع عسكري جديد أُنشئ خلال الشهرين الفائتين وسط أعمال تجريف مكثفة.

إثر هذه الأحداث انتشرت مجموعة من الادعاءات المضللة التي تنوعت بين تصريحات ومشاهد مصوّرة، رصدها مسبار، ويقدمها لكم في هذا المقال.

وليد جنبلاط لم يتهم حكمت الهجري بتنفيذ أجندات إسرائيلية

تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي، تصريحًا منسوبًا إلى زعيم الطائفة الدرزية في لبنان، وليد جنبلاط، ينتقد فيه حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في سوريا، ويصف ما يقوم به في سوريا بالخطير ويتهمه بتنفيذ أجندات إسرائيلية. ويضيف في التصريح المزعوم "لا مستقبل للدروز إلا من خلال الحاضنة السنية".

وجد "مسبار" أن التصريح المنسوب إلى وليد جنبلاط مفبرك ولم يُدل به، ولم يرد في أيّ مصادر إعلامية أو رسمية موثوقة، كما أن حسابات موقع "صوت بيروت انترناشونال" على مواقع التواصل الاجتماعي لم تنقل التصريح.

الفيديو ليس لحملة اعتقالات نفذتها السلطات السورية الجديدة في جرمانا

وانتشر مقطع فيديو عبر صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعت أنه صُور حديثًا لاعتقالات في مدينة جرمانا في ريف دمشق بعد دخول قوات الأمن العام إلى المدينة، ولكن تبيّن بالتحقق أن مقطع الفيديو قديم ونشره مستخدمون منذ 28 ديسمبر/كانون الأول 2024، على أنه لاعتقال مدير فرع المخابرات السابق في محافظة حمص، حينها.

الفيديو ليس لآليات عسكرية إسرائيلية تتجول في شوارع دمشق

كما انتشر مقطع فيديو ادعى متداولوه أنه يوثق تجول آليات عسكرية إسرائيلية في شوارع العاصمة السورية دمشق، فيما تبيّن أن الفيديو يوثق تجول آليتين عسكريتين إسرائيليتين في شارع أبو بكر في مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وليس من دمشق.

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو من جنين في الضفة الغربية وليس لآليات عسكرية إسرائيلية في شوارع دمشق
الفيديو لمظاهرات قديمة في سوريا وليس من جرمانا بعد الأحداث الأخيرة