أبرز الادعاءات المضللة والزائفة حول أحداث الساحل السوري
منذ السادس من مارس/آذار الجاري، شهدت سوريا تطورات متسارعة على الصعيدين السياسي والأمني، عقب اندلاع اشتباكات عنيفة في مناطق الساحل السوري، خاصة في محافظتي طرطوس واللاذقية، بين فصائل مسلحة تابعة للنظام السابق لبشار الأسد وبين قوات الأمن التابعة للسلطات السورية الحالية. مما أدى إلى سقوط العديد من القتلى والجرحى من الطرفين، وسقوط ضحايا من المدنيين.
وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، اليوم العاشر من مارس، إنّ 973 مدنيًا قد قتلوا أو أعدموا في 39 مجزرة في بانياس، وجبلة، واللاذقية وقرى مصياف السورية حتى الآن.
وبالتزامن مع هذا التصعيد، انتشرت العديد من الادّعاءات المضللة والزائفة، التي طاولت السلم العام، وهددت بدورها سلامة المدنيين السوريين وخاصة الأقليات، وفي هذا التقرير يفرد لكم "مسبار" أهم تلك الادعاءات التي رصدها وعمل على تفنيدها.
فيديو قديم وليس لتعزيزات عسكرية لقوات الجيش على الساحل السوري مؤخرًا
تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم السابع من مارس الجاري، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يوثق تحرك تعزيزات عسكرية للجيش السوري تجاه مناطق الساحل، بعد كمين لفلول النظام السابق، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الأمن العام.
بالتحقق من الادّعاء وجد مسبار أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وليس لتعزيزات عسكرية للجيش السوري باتجاه مناطق الساحل، عقب كمين لقوات تابعة النظام السابق. واتضح بالبحث أنّ الفيديو يعود إلى تعزيزات لجيش النظام السوري السابق خلال اشتباكات بينه وبين فصائل مسلحة في 17 أكتوبر/تشرين الأول عام 2024 الفائت، أرسل على إثرها بتعزيزات عسكرية إلى مناطق عفرين وأعزاز في محافظة حلب.
فيديو قديم وليس لاستهداف قوات النظام السابق بمسيّرات شاهين حديثًا
نشرت صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، حديثًا، مقطع فيديو ادّعت أنه يوثق لحظة هجوم مسيّرات نفذته قوات الأمن العام السوري الحالية، ضد قوات تابعة لنظام بشار الأسد في منطقة جبلة، بمحافظة اللاذقية شمال غربي البلاد.
بالتحقق من الادّعاء تبين أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو يعود لشهر ديسمبر/كانون الأول من عام 2024، ولا صلة له بالتصعيدات الأمنية الجارية في منطقة جبلة السورية.
وكانت قد تداولت وسائل إعلام وحسابات على موقع إكس المقطع الأصلي منذ الخامس من ديسمبر الفائت، مشيرةً إلى أنه يُوثق هجومًا نفذته فصائل غرفة عمليات ردع العدوان بواسطة طائرات شاهين المسيرة، مستهدفة قوات نظام بشار الأسد في منطقة جسر المزراب بمحافظة حماة، وسط سوريا.
صورة قديمة للشرع وليست خلال تفقده العمليات العسكرية الأخيرة بسوريا
وقد نشرت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة، زعمت أنها لمتابعة الرئيس السوري أحمد الشرع سير عمليات تمشيط الساحل السوري مرتديًا الزي العسكري. إلا أن الادعاء مضلل، إذ اتضح أنّ الصورة قديمة وتعود لعام 2024.
فيديو قديم وليس لتعزيزات عسكرية تركية إلى سوريا خلال الأحداث الأخيرة
انتشر مقطع فيديو على صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، ادّعى ناشروه أنه يُظهر وصول تعزيزات عسكرية تركية إلى سوريا، عقب التوترات الأمنية في محافظة اللاذقية.
لكن تحققًا لمسبار أظهر أنّ الادعاء مضلل، إذ نشرت وكالة الأناضول التركية الرسمية المقطع الأصلي على موقعها الإلكتروني في الثامن من أكتوبر 2019، موضحةً أنه يُظهر رتلًا عسكريًا يضم 130 مركبة متجهًا إلى منطقة أكشاكالي بولاية شانلي أورفة، لتعزيز الحدود مع سوريا.
الفيديو لا يظهر استخدام مسيّرات الشاهين ضد قوات تابعة للأسد
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو زعمت أنه لاستهداف مسيّرة من كتائب شاهين التابعة للنظام السوري، فلول النظام السابق خلال الاشتباكات الأخيرة في محاور الساحل السوري.
نشر مقطع الفيديو في السادس من ديسمبر عام 2024، ويُظهر استهداف طائرة مسيّرة تابعة لكتائب شاهين، إحدى فصائل المعارضة السورية آنذاك، عناصر من قوات النظام السوري السابق في محافظة حمص، وذلك خلال عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها الفصائل وأسفرت عن إسقاط نظام بشار الأسد.
فيديو لقصف إسرائيلي على لبنان وليس لقصف مدنيين على يد قوات الأمن السورية
انتشر مقطع فيديو متداول يوم الثامن من مارس الجاري، على مواقع التواصل الاجتماعي، ادّعى مروجوه أنه لقصفٍ نفّذته قوات الإدارة السورية الجديدة، مستهدفة منازل مدنية في الساحل السوري عبر إلقاء قنابل من طائرات هليكوبتر. وادّعت حسابات أخرى أنّ القوات استخدمت براميل متفجرة، تزامنًا مع اشتباكات عنيفة جرت بين قوات الأمن التابعة للإدارة الجديدة ومسلحين موالين للنظام السوري السابق.
بالتحقق من الادّعاء، اتضح أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وليس لقصف جوي نفذته الإدارة السورية الجديدة لمنازل مدنية في الساحل السوري.
وقد نشرت وسائل إعلام لبنانية مقطع الفيديو المتداول في 26 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، مشيرةً إلى أنه يُوثق غارة جوية عنيفة شنها الطيران الإسرائيلي على منطقة البقاع شرقي لبنان.
وأفادت وسائل إعلام، حينها، بأن سلسلة غارات وانفجارات عنيفة استهدفت منطقة السلسلة الشرقية في جرود قوسايا، ورُصدت في البقاع شرقي لبنان.
فيديو لتظاهرة قديمة وليست لمسيرة خرجت في لبنان دعمًا للحملات الأمنية للإدارة السورية
وانتشر مقطع فيديو آخر يوم الثامن من مارس الجاري أيضًا، نشرته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعت فيه أنه لخروج مسيرة احتفالية في لبنان يوم الجمعة الفائت تأييدًا للحملات الأمنية للقوات السورية في منطقة الساحل.
بالتحقق وجد مسبار أنّ الادّعاء مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم، ولا يوثق خروج مسيرة في لبنان احتفالًا بالحملة الأمنية التي شنتها السلطات السورية الحالية على قوات نظام الأسد في الساحل السوري.
وقد تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع الفيديو في 10 فبراير/شباط الفائت، ويُظهر مسيرة في لبنان رُفعت خلالها الأعلام السورية، وذلك قبل اندلاع الاشتباكات الأخيرة في منطقة الساحل السوري.
الشرع لم يعلن القبض عن حوثيين في الاشتباكات الأخيرة بالساحل السوري
وشاركت حسابات وصفحات أخرى مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، زعمت فيه أنه لتصريح للرئيس السوري أحمد الشرع، معلنًا فيه القبض على أفراد من جماعة الحوثي اليمنية، تسللوا إلى سوريا عبر لبنان، وشاركوا في محاولة الانقلاب الفاشلة في الساحل السوري.
لكن الادعاء زائف، ومقطع الفيديو مفبرك ومولد بأدوات الذكاء الاصطناعي، ولم يعلن الرئيس السوري إلقاء القبض على عناصر حوثية، تسللت إلى سوريا عبر لبنان، لتشارك في افتعال الأحداث الأخيرة بمنطقة الساحل السوري.
بل يُظهر مقطع الفيديو الأصلي كلمة مصورة ألقاها الرئيس السوري أحمد الشرع مساء الجمعة، الموافق للسابع من مارس الجاري، في أعقاب التوترات الأمنية التي تشهدها منطقة الساحل السوري.
إذ أكّد الرئيس السوري في خطابه عزمه محاسبة كل من يتجاوز على المدنيين العزّل، موضحًا "أهلنا في الساحل في مناطق الاشتباك جزء من مسؤوليتنا والواجب علينا حمايتهم".
مقابلة مع أحد عناصر تنظيم داعش وليس لفرد أمن سوري يهدد بقتل الشيعة حديثًا
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو في التاسع من مارس الجاري، زعمت أنه يظهر مقاتلًا ألماني الجنسية في صفوف قوات الأمن في الإدارة السورية الجديدة، معلقا بأنه يجب على الشيعة اعتناق الإسلام السني أو يقتلوا.
بعد البحث تبيّن أنّ الادعاء مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم ولا يوثق مقاتلًا ألماني الجنسية في قوات الأمن في الإدارة السورية الجديدة يُهدّد بقتل الشيعة إذا لم يعتنقوا الإسلام السني.
يعود مقطع الفيديو إلى ديسمبر 2014، حيث أجرى الصحفي الألماني يورغن تودنهوفر مقابلة في مدينة الموصل بالعراق مع مقاتل من تنظيم داعش يحمل الجنسية الألمانية.
أثناء المقابلة، صرّح المقاتل الألماني بأنّ تنظيم داعش سيغزو أوروبا، مشيرًا إلى أنه في ذلك الوقت "سيتم قتل كل من لا يعتنق الإسلام، وبالأخص المسلمين الشيعة". وأضاف قائلًا "سواء كان هناك 150 ألف شيعي أو 500 ألف، إذا لم يتحولوا، فسيتم قتلهم جميعًا".
فيديو يعود للهند وليس لقطع رأس سوري علوي خلال اشتباكات الساحل الأخيرة
كما انتشر مقطع فيديو، حديثًا، بزعم أنه يوثق قطع رأس شاب على يد قوات الأمن السورية، لأنه من الطائفة العلوية، وذلك خلال الأحداث الأخيرة في منطقة الساحل السوري.
بالتحقق من الادعاء وجد مسبار أنه مضلل، إذ نشر مقطع الفيديو على موقع يوتيوب في مارس عام 2022 عبر قناة معبد كاشتبهانجان بالاجي دهام في الهند، تحت عنوان "كاشتابهانجان: هجوم شرس على الأشباح في بهاجوانبور بالاجي دهام". وتعرض القناة مقاطع مشابهة توثق طقوسًا تُقام داخل المعبد الهندوسي. إلا أنّ المقطع المتداول خضع للتعديل، حيث أُضيفت إليه أصوات صراخ وإطلاق نار.
الصورة ليست لطفلة قتلت على يد قوات الإدارة السورية الجديدة خلال الاشتباكات الأخيرة
نشرت مواقع إلكترونية صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة، ادّعى ناشروها أنها لطفلة تُدعى دهب منير علو، قُتلت على يد قوات الإدارة السورية الجديدة، تزامنًا مع الاشتباكات المستمرة بين قوات الأمن التابعة للإدارة ومسلحين موالين للنظام السوري السابق.
بالتحقق من الادّعاء، تبين أنه مضلل، إذ إنّ الصورة ليست لطفلة تُدعى دهب منير علو قُتلت على يد قوات الإدارة السورية الجديدة، تزامنًا مع الاشتباكات المستمرة في الساحل السوري.
ونُشرت الصورة يوم 11 ديسمبر 2024 على حساب يحمل اسم "STARROOM-East China General Agent" على منصة ريد الصينية.
صورة قديمة وليست لطفلين علويين قُتلا في اشتباكات الساحل الأخيرة
وفي السياق ذاته، انتشرت صورة تداولتها حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس الموافق للتاسع من مارس الجاري، زعم ناشروها أنها تظهر مقتل طفلين من الطائفة العلوية على يد عناصر الأمن السوري خلال الأحداث الأخيرة في منطقة الساحل السوري.
بالتحقق من الادّعاء وجد مسبار أنه مضلل، إذ إنّ الصورة قديمة وتعود لعام 2013 وليست لطفلين علويين قُتلا على يد عناصر الأمن خلال الأحداث الأخيرة في منطقة الساحل السوري.
وترجع الصورة المتداولة إلى شهر مايو/أيار 2013، وتُظهر جثث أطفال ملقاة في أحد شوارع مدينة بانياس بمحافظة طرطوس، وذلك عقب مجزرة راح ضحيتها عشرات المدنيين، ارتكبتها القوات الموالية لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد في بانياس والبيضاء، آنذاك.
اقرأ/ي أيضًا
مؤيدو الأسد يقودون حملة تضليل واسعة قد تعزز الانقسامات في سوريا
مشاهد مضللة منشورة على أنها لأعمال انتقام من مقاتلين تابعين لنظام الأسد