ما حقيقة توقيف الإمارات إصدار تأشيرات دبي للمواطنات الجزائريات حديثًا؟

تداولت مواقع إخبارية وحسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، خبرًا مفاده أنّ الإمارات العربية المتحدة أوقفت إصدار تأشيرات دبي للمواطنات الجزائريات إلى أجل غير معلوم.

بالتحقق من الادعاء لم يعثر "مسبار" على أي إعلان رسمي من دولة الإمارات العربية المتحدة يقضي بتوقيفها إصدار التأشيرات للمواطنات الجزائريات. وأكدت سفارتها أن التأشيرات لا زالت تُمنح عن طريق مكاتب السياحة والسفر، التي فنّدت بدورها الادعاء.

سفارة الإمارات في الجزائر تنفي شائعة وقف إصدار تأشيرات دبي للمواطنات الجزائريات

ردًّا على استفسار قدّمه "مسبار"، نفت سفارة الإمارات العربية المتحدة في الجزائر، خبر توقيف إصدار تأشيرات دبي السياحية للمواطنات الجزائريات، مؤكّدة أنّها لا زالت تُمنح عن طريق مكاتب السفر والسياحة، "ضمن ضوابط وشروط يجب توفّرها للمتقدم على التأشيرة".

وأوضحت السفارة أن قنصلية الإمارات لا تمنح التأشيرات بشكل مباشر إلاّ للوفود الرسمية الجزائرية، و"بكتاب رسمي من وزارة الخارجية الجزائرية"، فيمَا تُمنح التأشيرات السياحية للمواطنين عن طريق مكاتب السفر والسياحة.

وعثر مسبار على تكذيب للادعاء في صفحة إحدى مكاتب السفر والسياحة على فيسبوك، جاء فيه أن خدمة إصدار "تأشيرات النساء والأطفال متوفرة بشكل عادي للإمارات" وأّا صحة للأخبار المتداولة بشأن توقيفها.

لا قيود على سفر الجزائريات إلى الإمارات منذ عام 2014

أشار تقرير نشرته صحيفة الشروق الجزائرية، في 18 سبتمبر/أيلول عام 2014، إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تفرض قيودًا على سفر المواطنات الجزائريات تحت سن الأربعين إليها. وبحسب الصحيفة، فإن الإمارات تشترط مرافقة كفيل، أو دفع مبلغ مالي قدره 10 ملايين سنتيم لوكالة السفر، واسترداده بعد العودة، على أن تستخدم الإمارات المبلغ لتغطية تكاليف مقاضاة الوكالة السياحية والمسافرة، في حال عدم عودتها إلى البلاد بانتهاء صلاحية تأشيرتها.

وفي وقت سابقٍ من الشهر ذاته، كشفت صحيفة الخبر الجزائرية، أن الإمارات أصدرت قرارًا يمنع السيدات دون سن الثلاثين من السفر إليها دون مرافق. وجاءت القيود حينها في سياق تعليق مصالح الهجرة الإماراتية منح تأشيرات السفر إلى الإمارات للجزائريين من الجنسين، ومنع من هم دون سن الأربعين ممن لديهم تأشيرات من السفر إليها. وشمل المنع، آنذاك، مواطني دولتي تونس ومصر ولم تقدّم له أيّ تفسيرات رسمية، فيمَا رجّحت الصحيفتان أن تكون دوافعه "احترازات أمنية".

ونقلت صحيفة الشروق الجزائرية، آنذاك، عن الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الجزائرية، أن الوزارة استدعت سفير الإمارات لدى الجزائر "من أجل تقديم تفسير حول تجميد منح التأشيرة للجزائريين"، وكلفته بطلب توضيحات من الخارجية الإماراتية بشأن القرار المتخذ. ولم يوضّح الناطق باسم الوزارة، تاريخ استدعاء السفير الإماراتي.

وفي 20 أكتوبر/تشرين الأول 2014، كشفت قناة البلاد الجزائرية، نقلًا عن المكلف بالإعلام في النقابة الوطنية الجزائرية للوكالات السياحية، إلياس سنوسي، أن مكاتب السياحة والسفر في الجزائر تلقت، في 25 سبتمبر 2014، مراسلة من مصالح الهجرة الإماراتية تشترط فيها أن يكون سن المتقدمين الرجال بطلبات تأشيرات السفر إلى الإمارات فوق الأربعين، وأن يكون سن السيدات فوق 25 سنة.

وبحسب المكلف بالإعلام، فإن الوكالات تلقت في 29 من الشهر ذاته، مراسلة ثانية ألغت بموجبها مصالح الهجرة الإماراتية الشروط التي نصّت عليها المراسلة الأولى.

هل علقت الإمارات إصدار تأشيرات السفر للجزائريين عام 2020؟

في 25 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2020، قالت وكالة رويترز، إنها اطّلعت على وثيقة أصدرها مجمع أعمال حكومي إماراتي، تشير إلى منشور من إدارة الهجرة، يعلّق طلبات تأشيرات العمل أو الزيارة لمواطني 13 دولة، بينها الجزائر، بدءًا من 18 نوفمبر 2020 وحتى إشعار آخر. ونقلت الوكالة عن مصدر مطلع، أن الإمارات قررت تعليق إصدار التأشيرات لاعتبارات أمنية.

وأكّدت الخارجية الباكستانية، آنذاك، توقف الإمارات عن إصدار التأشيرات لمواطنيها ومواطني عدّة دول أخرى، مطالبة بتوضيحات. فيما نفت الخارجية الجزائرية الخبر، وأكّدت أن "الوثيقة المروجة التي أُدرج فيها اسم الجزائر مزورة وتقف وراءها جهات مشبوهة".

غير أن تصريحًا أدلى به وزير خارجية الإمارات، عبد الله بن زايد، في ديسمبر من العام ذاته، أثناء لقائه بنظيره الباكستاني، شاه محمود قريشي، في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، اعتُبر من قبل وسائل إعلام إقرارًا بصحة أنباء تعليق إصدار التأشيرات لمواطني 13 دولة، بينها باكستان.

وقالت وكالة أنباء الإمارات، حينها، إن بن زايد أكّد لقريشي "أن القيود التي فرضت على بعض التأشيرات مؤقتة بسبب تفشي جائحة كوفيد-19".

إقرأ/أيضًا

الترجمة مفبركة ولم يتحدث ترامب في الفيديو عن تطبيع الجزائر مع إسرائيل

الفيديو ليس لرشيدة داتي وهي تمتدح الجزائر في برنامج إذاعي فرنسي