أخبار

إسرائيل تروّج لادعاءات مضللة حول ضحايا الفريق الإغاثي في بيت لاهيا

فريق تحرير مسبارفريق تحرير مسبار
date
18 مارس 2025
آخر تعديل
date
7:02 م
19 مارس 2025
إسرائيل تروّج لادعاءات مضللة حول ضحايا الفريق الإغاثي في بيت لاهيا
إسرائيل تروج لادعاءات مضللة حول ضحايا الفريق الإغاثي في بيت لاهيا

في 15 مارس/آذار الجاري، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية مرتين تجمعًا للمواطنين في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان مقتضب أنّ الاستهداف أودى بحياة تسعة فلسطينيين، بالإضافة إلى عدد من الجرحى، بينهم حالات خطيرة، نُقلوا إلى المستشفى الإندونيسي شمالي القطاع لتلقي العلاج، ولاحقًا تم الإعلان عن استشهاد آخر.

بيان وزارة الصحة الفلسطينية حول الاستهداف

ووفقًا للمصادر، كان الفريق المستهدف يقوم بتوثيق مركز للإيواء تم إعداده للنازحين في بيت لاهيا باستخدام طائرة مسيّرة (درون)، إذ تولى الصحفي محمود إسليم عملية التحكم بالدرون، برفقة الصحفي بلال أبو مطر وفريق آخر. وذكرت المصادر أنّ الجيش الإسرائيلي استهدف أولًا المصور محمود إسليم أثناء تحكمه بالدرون، ثم تبع ذلك توجيه ضربات أخرى لبقية أفراد الفريق الذين كانوا داخل السيارة.

جيش الاحتلال يزعم استهداف مسلحين بالقصف 

عقب الاستهداف، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في بيان عن رصد عنصرين قاما بتفعيل "طائرة مسيّرة شكّلت تهديدًا لقوات الجيش الإسرائيلي في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة"، مما استدعى استهدافهما من قبل القوات، وفق زعمه.

وأضاف البيان "بعد ذلك قام عدد آخر من المخربين بجمع وسائل تفعيل الدرون في منطقة الهجوم ودخلوا إلى سيارة حيث قام جيش الدفاع بمهاجمة المخربين".

في اليوم التالي، أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بيانًا مرفقًا بقائمة تضم ستة أشخاص، زاعمًا أنهم ينتمون إلى فصائل فلسطينية مسلّحة. وأفاد البيان بأنّ الجيش الإسرائيلي استهدف خلية في منطقة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، من ضمنها أحد الفلسطينيين الذين شاركوا في اقتحام غلاف غزة خلال يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وادّعى الجيش الإسرائيلي أنّ المستهدفين قاموا بتشغيل طائرة مسيّرة بهدف "تنفيذ عمليات ضد قواته المنتشرة في القطاع"، مشيرًا إلى أنّ المعلومات الاستخبارية المتوفرة تؤكّد استخدام هذه الطائرة بشكل متكرر من قبل حركة الجهاد الإسلامي، الجناح العسكري لسرايا القدس، بما في ذلك خلال العملية التي تم استهدافها.

وبحسب البيان، أسفرت الغارة عن مقتل عدد من الأفراد، بينهم أشخاص زعم الجيش الإسرائيلي أنهم استتروا بغطاء العمل الإعلامي، وهم: مصطفى محمد شعبان حماد، محمد يحيى رشدي السراج، بلال محمود فؤاد أبو مطر، محمود عماد حسان إسليم، صهيب باسم خالد النجار، ومحمد علاء صبحي الغفير.

الاحتلال يزعم استهداف مسلحين بالقصف

جيش الاحتلال ينشر ادعاءات مضللة حول ضحايا الاستهداف

من خلال التحقيق في الأسماء والصور التي أوردها جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيانه الرسمي، يتّضح وجود مغالطات وتناقضات تشير إلى عدم دقة المعلومات المقدَّمة، ما يعكس محاولة لتضليل الرأي العام والتغطية على استهدافه للمدنيين.

حيث أدرج جيش الاحتلال صورة على أنها تعود إلى المواطن بلال محمود فؤاد أبو مطر، وادّعى أنه كان عنصرًا في حركة حماس ويعمل تحت غطاء "مُصوّر صحفي". 

الاحتلال يدرج صورة غير صحيحة للشهيد أبو مطر
جيش الاحتلال يدرج صورة غير صحيحة للشهيد أبو مطر

غير أنّ مراجعة مسبار للصور المنشورة عبر حساب أبو مطر الشخصي على فيسبوك، إلى جانب منشورات أصدقائه وأفراد عائلته الذين نعوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت أنّ الصورة التي أوردها الجيش الإسرائيلي لا تعود إليه.

صور لبلال أبو مطر نشرها عبر حسابه على فيسبوكصور لأبو مطر نشرها أقاربه على فيسبوك

وفي السياق ذاته، نشر مرصد شيرين، المختص بتوثيق الانتهاكات بحق الصحفيين، صورة لبلال أبو مطر تتطابق مع الصور التي تداولها أصدقاؤه وعائلته، على عكس الصورة التي أوردها جيش الاحتلال في بيانه.

صورة لأبو مطر نشرها مرصد شيرين

وفي لقاء صحفي مع منصة ساحات، عبّرت والدة بلال أبو مطر عن حزنها العميق واستنكارها لاستهدافه، قائلة "ابني رايح يعمل عمل خير، مع ناس يساعدهم، اللي بده خيمة واللي داره مهدّمة واللي معندوش قوت بده أكل. يضربوهم بصاروخين بسيارة، إيش عملوا همي؟".

من جهة أخرى، صرّح سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، بأنّ الصورة التي نشرها جيش الاحتلال على أنها تعود إلى بلال أبو مطر ليست صحيحة، مشيرًا إلى "عشوائية الاحتلال في جمع المعلومات، واختلاقه لمبررات كاذبة لتبرير استهدافه للضحايا". موضحًا أنّ هذه الأخطاء تطرح تساؤلات جوهرية حول مدى مصداقية بقية المعلومات التي يوردها الجيش الإسرائيلي، مضيفًا "فإذا كانت الصورة الشخصية لا تعود للشخص، فكيف هي المعلومات المفترضة عنه".

كما أدرج الجيش الإسرائيلي في قائمته صورة لشاب زعم أنه يُدعى محمود عماد حسان إسليم، ويعمل عنصرًا في كتيبة الزيتون التابعة لحماس متخفيًا بزي الصحافة. إلا أنّ التحقيق كشف أنّ الاسم الحقيقي له هو محمود سمير مصباح إسليم (البسوس)، وفقًا لنعي نشرته عائلته عبر فيسبوك ومصادر محلية أخرى.

في المقابل، أكّد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أنّ الاسم الكامل الذي ورد في بيان الجيش الإسرائيلي لا يعود للشهيد محمود إسليم، بل لشخص آخر لا يزال على قيد الحياة.

الجيش الإسرائيلي في قائمته يضع صورة لشاب زعم الجيش أنه يُدعى محمود عماد حسان إسليم
نشر الجيش في قائمته صورة لشاب زعم أنه يُدعى محمود عماد حسان إسليم
الاسم الحقيقي يختلف عن الاسم الذي أورده الجيش في بيانهالاسم الحقيقي للشهيد يختلف عما ورد في بيان الجيش

من جهته، أوضح الصحفي فايز قريقع، الذي كان يقلّ الشهيد محمود سمير إسليم في سيارته لتشييعه، أنّ الاحتلال الإسرائيلي يستهدف الصحفيين والمصورين بشكل متعمد. وأكد أنّ محمود إسليم، المصور الصحفي ومصور طائرة الدرون، كان يوثّق معاناة النازحين في خيام بيت لاهيا والدمار الذي خلفته الحرب، قبل أن تستهدفه القوات الإسرائيلية مع ابن عمه محمود خالد إسليم (البسوس).

إلى جانب ذلك، تضمّنت قائمة الجيش الإسرائيلي صورة لشاب زعم أنه يُدعى مصطفى محمد شعبان حمّاد، مدّعيًا أنه أحد مقاتلي كتائب القسّام الذين شاركوا في اقتحام غلاف غزة خلال عملية طوفان الأقصى. إلا أنه لم يكن ضمن الطاقم المستهدف، وليس له أي صلة بالعمل الإغاثي أو الإعلامي، وفقًا لما أكّده المكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

في السياق ذاته، شدد رئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده، على أنّ مصطفى حمّاد، الذي وصفته الرواية الإسرائيلية بـ"الناشط"، لم يكن له أي ارتباط بالفريق المستهدف.

جيش الاحتلال يضع صورة لشخص لم يكن ضمن الطاقم المستهدف
جيش الاحتلال يضع صورة لشخص لم يكن ضمن الطاقم المستهدف

كما تضمّنت قائمة الجيش الإسرائيلي أيضًا صورة لشاب ادّعت أنه يُدعى صهيب باسم خالد النجار، وزعمت أنه أحد عناصر حركة الجهاد الإسلامي، وقد أُطلق سراحه خلال عملية تبادل الأسرى الأخيرة بين حركة حماس وإسرائيل.

الجيش يضع صورة لشخص لا ينتمي إلى الطاقم المستهدف

 

إلا أنّ الفحص أظهر تناقضًا مع الادّعاءات، إذ تبيّن أنّ الشخص المذكور في القائمة باسم صهيب النجار لا ينتمي إلى الطاقم المستهدف ولم يكن بين ضحايا الاستهداف، وهو ما أكّده كل من المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ورئيس المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، رامي عبده.

بالإضافة إلى ذلك، جاء في قائمة الجيش الإسرائيلي صورة لشاب زُعم أنه يُدعى محمد علاء صبحي الغفير، وأُشير إلى أنه ينتمي إلى حركة حماس. إلا أنّ البحث كشف عدم دقة هذه المعلومات، إذ تبيّن أنّ الاسم الصحيح هو محمد وصفي الغفير.

الجيش يضع اسم غير صحيح للشهيد الغفير
الجيش يضع اسماً غير صحيح للشهيد الغفير
الاسم الصحيح للشهيد محمد وصفي الغفير.

وعثر مسبار على مجموعة من الصور توثّق مشاركة الغفير في توزيع وجبات غذائية على أهالي شمالي غزة، في الرابع من مارس/آذار الجاري، ضمن مشروع "إفطار صائم" التابع للمنظمة غير الربحية (AZZAM AID). وهو ما يعزز أنه كان ضمن الفريق الإغاثي الذي تواجد في مركز الإيواء ببيت لاهيا وقت الاستهداف، الأمر الذي يتطابق مع شهادات ميدانية حول طبيعة وجوده في الموقع المستهدف.

صور للغفير توثق مشاركته في توزيع وجبات غذائية ضمن فريق إغاثي في شمالي غزة
صور للغفير توثق مشاركته في توزيع وجبات غذائية ضمن فريق إغاثي في شمالي غزة

الصحفي أبو شنب يدحض ادعاءات الجيش الإسرائيلي بشأن استهداف الفريق الإغاثي

في تصريح لمسبار، أكّد الصحفي والمتحدث الإعلامي في "مؤسسة الخير"، علي أكرم أبو شنب، وصديق الضحايا، أنّ الادّعاءات التي وردت في بيان الجيش الإسرائيلي حول استهداف الفريق الإغاثي "باطلة ولا أساس لها من الصحة".

وأوضح أبو شنب أنّ الضحايا كانوا جزءًا من عمل إغاثي خيري، بينهم صحفيون مهمتهم توثيق عمل المؤسسة، وتضمّنت قائمة الجيش الإسرائيلي أسماء لأشخاص لا صلة لهم بالفريق المستهدف، بينما تم تضمين آخرين تم استهدافهم ولكن لم يُذكروا في البيان.

وأشار إلى أنّ محمد علاء الغفير، الاسم والصورة التي وردت في البيان لا يتصلان بالشهيد محمد وصفي الغفير، بينما كان بلال أبو مطر اسمه صحيحًا ولكن صورته غير صحيحة. وأضاف أنّ حازم غريب وبلال عكيلة تم استهدافهما في نفس الحدث، لكن لم يُذكر اسمهما في البيان، بينما كانت صورة محمود إسليم صحيحة لكن اسمه غير صحيح. مشددًا على أنّ جميع المستهدفين لا ينتمون لأي فصيل مسلح.

سائق في المؤسسة يروي تفاصيل استهداف فريقه في بيت لاهيا

قال الفلسطيني إبراهيم إحسان علي مصطفى سرداح، الناجي الوحيد من الاستهداف "كنت أعمل سائقًا في مؤسسة تطوعية، وكان فريقنا في الميدان لإفتتاح مخيم للنازحين في شمال بيت لاهيا".  مشيرًا إلى  أنه "بعد افتتاح المخيم، تعرضنا للقصف لأول مرة، مما أسفر عن استشهاد زميلين لنا. توجهنا بعد ذلك إلى السيارة الثانية التابعة لنا، وكانت وجهتنا المستشفى الإندونيسي لنقل الشهداء".

وأضاف "بينما كنا في طريقنا، تعرضنا للقصف مرة ثانية من قبل الطائرة الإسرائيلية المسيرة، وأسفر الهجوم عن استشهاد جميع أفراد الطاقم في السيارة، وأنا كنت الناجي الوحيد. الصاروخ الثاني لم يترك لنا فرصة للقيام بأي شيء. كنا نقوم بعمل إنساني نبيل، نوزع المساعدات على النازحين الذين فقدوا بيوتهم في شمال قطاع غزة".

مؤسسة الخير ترفض مزاعم ربط الضحايا بفصائل مسلحة وتؤكّد أنهم كانوا يؤدون مهامهم الإنسانية

بدورها، أكّدت مؤسسة الخير رفضها القاطع لأي "مزاعم تربط الضحايا بأي فصيل مسلح"، مشددة على أنهم كانوا يؤدون مهامهم الإنسانية لإنقاذ الأرواح.

واعتبرت المؤسسة أنّ استهداف عمال الإغاثة انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، داعية المجتمع الدولي إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة. كما شددت على أنّ تصاعد الهجمات على العاملين الإنسانيين يعيق إيصال المساعدات، مؤكدة أنّ حماية فرق الإغاثة ضرورة لا تحتمل التأجيل.

وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة واشنطن بوست عن محمد أبو حسنة، مدير المكاتب الدولية لمؤسسة الخير، أنّ العاملين في المجال الإنساني كانوا بصدد افتتاح مخيمات لإيواء النازحين في القطاع، عندما تعرضت إحدى سياراتهم للقصف يوم السبت الفائت، ما أدى إلى مقتل مُصورين كانا يوثّقان العمل.

وأوضح أبو حسنة أنّ المؤسسة أرسلت مركبة أخرى لإجلاء الناجين، إلا أنها تعرضت للاستهداف فور صعود الفريق إليها، مما أسفر عن مقتل جميع من كانوا على متنها. مؤكّدًا أنّ الهجوم أودى بحياة  سبعة من العاملين في المؤسسة، بالإضافة إلى شخص من المخيم.

ووصف أبو حسنة المزاعم الإسرائيلية التي تدّعي أنّ الفريق كان يُشكل تهديدًا للجيش بأنها "هراء وغير واقعية"، مشيرًا إلى عدم وجود أي قيود على إقامة المخيمات في المنطقة. كما أكد أنّ المؤسسة توثّق أنشطتها بشكل دوري، لافتًا إلى أنّ قوات الاحتلال كانت متمركزة على بعد لا يقل عن أربعة كيلومترات من موقع الاستهداف. وأضاف "هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها استهداف العاملين في المجال الإنساني، ثم تُوجَّه ضدهم اتهامات باطلة".

جيش الاحتلال قتل ثمانية عمال في المجال الإنساني في غزة
جيش الاحتلال قتل ثمانية عمال في المجال الإنساني في غزة (واشنطن بوست)

المكتب الإعلامي الحكومي: رواية الاحتلال مفبركة وتضليل للرأي العام

في أعقاب الاستهداف، أصدر المكتب الإعلامي الحكومي بيانًا دحض فيه الرواية الإسرائيلية التي حاولت تبرير الجريمة، مؤكدًا أنّ الجيش الإسرائيلي يعمد إلى فبركة الاتهامات بحق الضحايا لتضليل الرأي العام.

وأوضح المكتب أنّ بيان الجيش الإسرائيلي تضمن أسماء غير دقيقة وصورًا لا تعود إلى الشهداء المستهدفين، ما يعكس "ارتباك الاحتلال ومحاولته تضخيم إنجازاته الوهمية". كما أكّد البيان أنّ استهداف الفريق الإغاثي والإعلامي كان متعمدًا، إذ جرى قصفهم مرتين بعد ملاحقتهم، رغم أنّ الجيش الإسرائيلي كان على دراية بطبيعة عملهم، الذي وثّقته طائراته المسيّرة وكاميرات التجسس المنتشرة في المنطقة.

بدوره، قال إسماعيل الثوابتة، مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إنّ المجزرة الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي تُشكل انتهاكًا صارخًا لكل المواثيق الدولية والإنسانية. وأكد أنّ استهداف المتطوعين الإغاثيين الذين يعملون لإنقاذ المدنيين يعكس إصرار الاحتلال على مواصلة جرائمه ضد الأبرياء.

وأشار الثوابتة إلى أنّ "القصف المدفعي الذي أعقبه قصف جوي وحشي أدى إلى استشهاد هؤلاء المتطوعين الذين كانوا يؤدون رسالتهم النبيلة في ظل ظروف مأساوية، لا سيما خلال شهر رمضان المبارك".  معتبرًا أنّ هذه الجريمة تأتي في سياق التصعيد الإسرائيلي المتواصل، الذي يعكس وحشية الاحتلال وانتهاكه المتعمد للقانون الدولي الإنساني.

كما حمل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة، داعيًا المجتمع الدولي، وعلى رأسه الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية، إلى اتخاذ موقف حازم تجاه هذه الانتهاكات، وفتح تحقيق دولي محايد وشفاف لمحاسبة مرتكبيها.

حماس: مجزرة بيت لاهيا تصعيد خطير وخرق لاتفاق وقف إطلاق النار

من جهتها، أدانت حركة حماس المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في بلدة بيت لاهيا، معتبرة أنها "جريمة حرب جديدة تعكس إصرار الاحتلال على مواصلة عدوانه واستهتاره بالقوانين والمواثيق الدولية".

أوضحت الحركة، في بيان صحفي، أنّ استمرار الاحتلال في ارتكاب المجازر وقتل المدنيين يُمثل انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، ومحاولة لتعطيل تنفيذ بنوده، لا سيما ما يتعلق بتبادل الأسرى.

وأكّدت أنّ التصعيد الإسرائيلي، الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 150 فلسطينيًا منذ بدء سريان الهدنة في يناير الفائت، يضع المجتمع الدولي والأطراف الضامنة أمام مسؤولياتهم، داعية إلى تدخل عاجل لوقف الاعتداءات ومحاسبة مرتكبيها.

كما طالبت حماس الوسطاء بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لإلزامه بتنفيذ الاتفاقات المبرمة، مشيرة إلى أنّ حكومته تتحمل مسؤولية تعطيل المفاوضات وإطالة معاناة الأسرى وعائلاتهم. مؤكدة أنّ "المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم، وأنّ الاحتلال سيدفع ثمن عدوانه المتكرر".

نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين استهداف الاحتلال لصحفيين شمال غزة

من جهة أخرى، أدانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، في بيان لها، "الجريمة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم السبت، والتي أسفرت عن استشهاد أربعة صحفيين خلال عملهم الميداني في توثيق الأوضاع الإنسانية شمال قطاع غزة"، وذلك بعد استهداف مباشر لسيارة تابعة لمؤسسة الخير الإغاثية.

وأكدت النقابة أنّ "هذه الجريمة تأتي في إطار سياسة ممنهجة تستهدف الصحفيين الفلسطينيين"، الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة وتوثيق جرائم الاحتلال بحق المدنيين. كما شددت على أن استمرار عمليات القتل العمد بحق الإعلاميين يشكّل انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية، بما في ذلك اتفاقيات جنيف التي تكفل حماية الصحفيين أثناء النزاعات.

ودعت النقابة المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية إلى التدخل العاجل لمحاسبة الاحتلال على جرائمه، مؤكدة أنّ الصحافة ليست جريمة، وأنها ستواصل فضح الانتهاكات حتى ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال.

نقابة الصحفيين الفلسطينيين تدين استهداف الاحتلال لصحفيين شمال غزة

اقرأ/ي أيضًا

جيش الاحتلال استهدف مدنيين في غاراته الجوية على الضفة الغربية خلافًا للادعاءات الإسرائيلية

ازدواجية المعايير الإسرائيلية: اتهام الصحفيين الفلسطينيين بالإرهاب وتجاهل انتهاكات الصحفيين الإسرائيليين

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar