تجدد الاتهامات لمايكروسوفت بتزويد الجيش الإسرائيلي بتقنيات ذكاء اصطناعي أثناء الحرب على غزة
في السابع من إبريل/نيسان الجاري، وأثناء احتفالات الذكرى الخمسين لتأسيس شركة مايكروسوفت في مقرها بواشنطن، قاطع عدد من الموظفين الحدث احتجاجًا على تورط الشركة في بيع تقنيات الذكاء الاصطناعي لجيش الاحتلال الإسرائيلي. إذ كان من بين الحضور المؤسسون الحاليون والسابقون للشركة، بما في ذلك بيل غيتس، ستيف بالمر، والرئيس التنفيذي الحالي للذكاء الاصطناعي، مصطفى سليمان.
بدأ الاحتجاج عندما كان سليمان يستعرض تحديثات حول منتج الشركة المولد بالذكاء الاصطناعي "كوبايلوت"، لتقاطعه المهندسة البرمجية إبتِهال أبو سعد، متهمة مايكروسوفت بالتربح من الحرب وتزويد جيش الاحتلال بتقنيات تُستخدم في الإبادة الجماعية داخل قطاع غزة. وقالت أبو سعد "تدّعون أنكم تهتمون باستخدام الذكاء الاصطناعي للخير، لكن مايكروسوفت تبيع أسلحة ذكاء اصطناعي للجيش الإسرائيلي. لقد قُتل خمسون ألف شخص، ومايكروسوفت تدعم هذه الإبادة في منطقتنا". وذلك قبل أن يرافقها رجال الأمن، ملقية وشاح الكوفية على المنصة، وهو رمز معروف للتضامن مع فلسطين.
وفي وقت لاحق من الاحتفالية، قاطعت أيضًا موظفة أخرى، اسمها فانيا أغراوال، فعاليات الاحتفال، معربةً عن مخاوف مشابهة بشأن دور مايكروسوفت في التطبيقات العسكرية للذكاء الاصطناعي.
من هي ابتهال أبو سعد مهندسة البرمجيات المغربية؟
إبتِهال أبو سعْد، مهندسة برمجيات مغربية الأصل، تعمل في فريق الذكاء الاصطناعي في شركة مايكروسوفت منذ أكثر من ثلاث سنوات. درست علوم الكمبيوتر وعلم النفس في جامعة هارفارد، وهي خريجة ثانوية مولاي يوسف في الرباط، المغرب.

أعربت أبو سعْد في رسالة وجهتها إلى زملائها في مايكروسوفت، عن خيبة أملها من استخدام عملها في تطوير تقنيات تُباع للجيش الإسرائيلي، وتُستخدم في التجسس على المدنيين واستهدافهم. وقالت "لم أوقّع للانضمام إلى هذه المنظمة والمساهمة في الإبادة الجماعية. لم أوافق على كتابة رموز برمجية تنتهك حقوق الإنسان".

ابتِهال أبو سعد تواجه انتقادات من مؤيدي لإسرائيل
واجهت ابتِهال أبو سعد، الموظفة السابقة في مايكروسوفت، موجة من الانتقادات إثر موقفها من عقود الشركة في مجال الذكاء الاصطناعي مع جهات عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما اعتبرته بعض الجماعات الموالية لإسرائيل تصرفًا "غير مناسب في بيئة عملٍ مؤسسية"، ووصفت موقفها بأنه "منحاز أو يفتقر إلى المعلومات الدقيقة".
وتباينت ردود الفعل على تصرّف أبوسعد، إذ أشاد بها البعض لطرحها قضايا أخلاقية تتعلق بعقود مايكروسوفت مع مؤسسات عسكرية إسرائيلية وغيرها، بينما رأى آخرون أنّ الاحتجاج داخل الشركة كان يجب أن يتم عبر قنوات داخلية وليس عبر تحركات علنية. ووصلت بعض الانتقادات إلى حد اتهامها بـ"معاداة السامية" والمطالبة بترحيلها.
وقد فجّرت هذه الواقعة نقاشًا أوسع حول دور شركات التكنولوجيا في التطبيقات العسكرية، والطُرُق الأنسب التي يمكن للموظفين من خلالها التعبير عن مخاوفهم الأخلاقية.
مايكروسوفت تعلق على احتجاج ابتهال وزملائها
ردًّا على هذه الاحتجاجات، صرّحت مايكروسوفت بأنها تشجع الموظفين على التعبير عن آرائهم، لكنها تتوقع منهم تجنب تعطيل الأعمال. وأضافت الشركة "نوفر العديد من الوسائل لسماع جميع الأصوات. نطلب أن يتم ذلك بطريقة لا تسبب اضطرابًا في العمل. إذا حدث ذلك، نطلب من المشاركين الانتقال. نحن ملتزمون بضمان أن تلتزم ممارساتنا التجارية بأعلى المعايير".
وقد أفادت وكالة الأنباء الأميركية أسوشييتد برس يوم الثامن من إبريل/نيسان الجاري، أنّ شركة مايكروسوفت قد فصلت الموظفتين ابتهال وفانيا، إثر احتجاجهما على تعاون الشركة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتوفيرها أدوات ذكاء اصطناعي تستخدم في الإبادة الجماعية الجارية في غزة ورفح، حسب تقارير إخبارية عالمية.
مايكروسوفت متهمة بمساندة الاحتلال الإسرائيلي في إبادته الجماعية في غزة
تأتي هذه الاحتجاجات بعد تحقيقات كشفت عن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التي طورتها مايكروسوفت وأوبن إيه آي من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، في عمليات استهداف خلال حربها على غزة ولبنان. ويثير هذا الحدث نقاشًا أوسع حول دور شركات التكنولوجيا في التطبيقات العسكرية والأخلاق المرتبطة بها.
ومن أبرز المخاوف المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الحروب هو ميل المشغلين إلى الثقة العمياء في البرامج، والاعتماد عليها لوضع خطط الهجوم دون رقابة كافية. وقد أشارت تقارير إلى أنّ جنودًا إسرائيليين استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف بسرعة، أحيانًا دون التحقق الكامل من دقتها.
بالإضافة إلى ذلك، كشفت الاتصالات المسرّبة في فضيحة "سيغنال غيت" كيف يمكن للقادة العسكريين تنفيذ ضربات عشوائية دون محاسبة تُذكر، كما في حادثة وقعت خلال إدارة ترامب، إذ سُمح بقصف مبنى سكني مدني فقط، لأن صديقة الهدف كانت تعيش فيه، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني.
شركات التكنولوجيا الكبرى بحثت عن تطبيقات للذكاء الاصطناعي ووجدتها في المجال العسكري. ومع ذلك، عبّر بالمر لوكي، الرئيس التنفيذي لشركة "أندريل" المتخصصة في الطائرات المسيّرة والتقنيات الدفاعية، عن تعاطفه مع موظفي شركات التكنولوجيا الذين التحقوا بها بهدف تطوير تطبيقات استهلاكية، ليكتشفوا لاحقًا أنّ أعمالهم تُستخدم في تطبيقات عسكرية.
اقرأ/ي أيضًا
أسوشييتد برس: عمالقة التكنولوجيا الأميركية يدعمون الجيش الإسرائيلي في حروبه
كيف وظّفت إسرائيل التكنولوجيا في حربها على غزة وقمع المحتوى الفلسطيني عام 2024؟