بعد وفاته: أبرز الادعاءات المضللة والزائفة التي طاولت البابا فرنسيس

أعلن الفاتيكان عن وفاة البابا فرنسيس، اليوم الأحد 21 إبريل/نيسان 2025، عن عمر ناهز 88 عامًا، الذي انتُخب بابا للكنيسة الكاثوليكية في 13 مارس/آذار 2013، خلفًا لبنديكتوس السادس عشر، ليصبح أول بابا من الأميركيتين، وأول يسوعي يتولى هذا المنصب، وأول من يحمل اسم "فرنسيس". 

وُلد باسم خورخي ماريو برغوليو في بوينس آيرس بالأرجنتين عام 1936، وسبق له أن شغل منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس.

خلال فترة بابويته، أجرى البابا فرنسيس عددًا من التعديلات الإدارية داخل الفاتيكان، وأطلق مبادرات تتعلق بالإصلاح المالي، والحوكمة، والتعامل مع قضايا الاعتداء الجنسي في الكنيسة. كما شارك في عدة زيارات دولية، شملت دولًا في آسيا، وأفريقيا، وأوروبا، وأميركا اللاتينية، وألقى خطابات في الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبي. 

ركزت سياساته على قضايا البيئة، الفقر، والهجرة، كما دعم الحوار بين الأديان. سيُعلن عن مراسم التشييع في وقت لاحق من قبل الكرسي الرسولي.

خلال السنوات الفائتة، فند "مسبار" ادّعاءات مضللة وزائفة طاولته، وفي هذا التقرير نقدم لكم أبرزها.

لم يتورط البابا فرنسيس في وثائق إبستين الجنسية

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي في الخامس من يناير/كانون الثاني مطلع العام الفائت، منشورات زعمت ورود اسم البابا فرنسيس في وثائق جيفري إبستين التي كُشف عنها، إذ ربط بعض الناشرين تشريع كنيسة الفاتيكان زواج المثليين بممارسات البابا في جزيرة إبستين، بينما ادّعى آخرون أنّ البابا يوحنا بولس الثاني هو الذي شوهد في الجزيرة، بالإضافة للادعاء بأنه كان مع فتاة صغيرة، وآخرون قالوا إنه كان مع غيسلين ماكسويل (شريكة إبستين) وهي عارية الصدر.

تحقق مسبار من الادعاء المتداول ووجد أنه مضلل، إذ لم يرد اسم أي من البابوين فرنسيس ويوحنا بولس في الوثائق المكشوف عنها كمُتّهمين في الجرائم الجنسية الموجهة لإبستين وماكسويل وشركائهما.

وقد ارتبط الادعاء بشهادة أدلت بها فرجينيا جوفري خلال المحاكمة، وتحديدًا في الصفحة 270 من الجزء الأول من الوثائق. وفي تلك الشهادة، سألتها القاضية عن الصور المعلّقة على جدران جزيرة إبستين، فأجابت بأن صور نساء عاريات الصدر كانت منتشرة في كل مكان، لكنها تذكرت بشكل خاص "صورة لغيسلين مع البابا"، دون أن تحدد من هو، ودون أن تحتفظ بذاكرة واضحة عن باقي الصور.

وتعود الصورة الوحيدة التي تظهر غيسلين ماكسويل مع البابا يوحنا بولس الثاني إلى عام 2003، حيث نشرتها صحيفة ذا صن البريطانية بشكل حصري. وتُظهر الصورة البابا وهو يمنح بركته لكل من غيسلين وإبستين خلال مقابلة بابوية خاصة أُجريت في الفاتيكان.

البابا فرنسيس لم يرفع علم الأرجنتين بعد فوز منتخبها بكأس العالم عام 2022

انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي في ديسمبر عام 2022، صورًا للبابا فرنسيس وهو يرفع علم وقميص منتخب الأرجنتين، زاعمة أنها جاءت بعد تحقيق المنتخب الأرجنتيني بطولة كأس العالم قطر عام 2022، عقب الفوز على منتخب فرنسا في المباراة النهائية للمونديال.

لكن تبيّن أنّ الصور قديمة وليست بعد فوز الأرجنتين بكأس العالم قطر 2022. وتعود الصورة الأولى إلى 25 يونيو/حزيران 2014، وتُظهر البابا فرنسيس وهو يرتدي قميص منتخب الأرجنتين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان، وذلك تزامنًا مع مباراة منتخبه الوطني أمام نيجيريا ضمن منافسات كأس العالم في البرازيل لعام 2014.

أما الصورة الثانية والثالثة فتعودان إلى تاريخ 25 يوليو/تموز عام 2013، وتُظهران البابا فرنسيس وهو يلوّح بعلم الأرجنتين خلال زيارته إلى البرازيل.

الرئيس الأميركي السابق جو بايدن لم يقل للبابا فرنسيس إنه أفضل لاعب بيسبول

كما انتشرت ادعاءات في إبريل عام 2022 على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعت أنها تظهر الرئيس الأميركي السابق جو بايدن وهو يقول للبابا فرنسيس؛ أنت أفضل لاعب بيسبول أفريقي أميركي، في إشارة من الناشرين إلى ضعف القوى العقلية للرئيس الأميركي السابق. 

بالتحقق وجد مسبار أنّ الادعاء مضلّل، إذ تبيّن أن مقطع الفيديو مُجتزأ من سياقه، ويَظهر في المقطع الأصلي الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، وهو يتحدّث مع البابا فرنسيس عن لاعب البيسبول الأميركي من أصول إفريقيّة سيتشل بيج، وأضاف بايدن أن "معظم ممارسي لعبة البيسبول يفقدون قدرتهم على اللعب في سنّ الـ 35، إلّا أنّ سيتشل حقّق أهم إنجازاته في سنّ الـ 47".

البابا فرنسيس لم يقل لشيخ الأزهر أنه لا يحتفل بالكريسماس

تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في ديسمبر/كانون الأول من عام 2021، تصريحًا نسب لبابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، يقول فيه "شكرًا على تهنئتك وتمنياتك الطيبة ولكنّي لا أحتفل بالكريسماس". وادّعت الحسابات أنّ التصريح تزامن مع نشر شيخ الأزهر أحمد الطيب تغريدة، هنأ فيها البابا فرنسيس والطوائف المسيحية بأعياد الميلاد.

لكن تبين أنّ الادعاء مفبرك، إذ لم يُدلِ البابا فرنسيس بتصريح فحواه إنّه لا يحتفل بأعياد الميلاد. ولم تنشر صفحة الجزيرة مصر الخبر.

فيديو قديم وليس لانتظار مقتدى الصدر للبابا فرنسيس

تناقلت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في السادس من مارس/آذار عام 2021، مقطع فيديو ادعت أنه يظهر انتظار مقتدى الصدر للبابا فرنسيس خلال زيارة الأخير إلى العراق، لكن البابا اعتذر عن زيارته.

لكن الفيديو قديم، ومنشور منذ 23 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2018، من استقبال مقتدى الصدر لرئيس كردستان مسعود برزاني في الحنانة، في مدينة النجف العراقية.

ويُذكر أن البابا فرنسيس كان قد وصل إلى العاصمة العراقية بغداد يوم الخامس من مارس عام 2021، في زيارة تُعد الأولى من نوعها لبابا الفاتيكان إلى العراق. وخلال الزيارة، عقد اجتماعات مع الرئيس العراقي ورئيس الوزراء، كما زار كنيسة سيدة النجاة التابعة للسريان الكاثوليك في بغداد.

صورة البابا فرنسيس مع السيستاني مفبركة وليست للقاء جمع بينهما

كما تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حينها، صورة ادعت أنها جمعت بين البابا فرانسيس والمرجع الأعلى للشيعة علي السيستاني بالعراق. وزعم المستخدمون أن مكتب السيستاني نشر الصورة بالخطأ، قبل أن يحذفها.

وبالبحث تبين أنّ الصورة مفبركة، إذ تعود الأصلية إلى لقاء جمع بين رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري مع المرجع الأعلى للشيعة علي السيستاني، بمدينة النجف العراقية. وسبق أن نُشرت الصورة في العديد من المواقع الإخبارية في الأول من مارس 2019.

بابا الفاتيكان لم يصرح بأن الاحتفال بأعياد الميلاد يعد من الجاهلية

تصريح تداولته حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي، ومواقع وإعلامية غير موثوقة مثل موقع شؤون إسلامية، ادعت أن البابا الفاتيكان فرنسيس، يقول فيه إن الاحتفال بأعياد الميلاد جاهلية.

لكن تحققًا لمسبار أظهر أن التصريح مضلل، إذ انتشر للمرة الأولى في ديسمبر عام 2013، وبعد الرجوع إلى الخطاب الأصلي الذي ألقاه البابا حينها، اتضح أن سبب الادعاء كان نتيجة ترجمة خاطئة لكلمته في الصحف والمواقع العربية.

اقرأ/ي أيضًا

البابا فرنسيس: الأخبار الزائفة عن كورونا انتهاكٌ لحقوق الإنسان

البابا فرنسيس يُحذّر من تأثير الأخبار الزائفة على حياة الأبرياء