نمط الحياة

تيك توك كساحة تجارية: مصانع صينية تبيع منتجات مُقلدة بعد فرض الرسوم الأميركية

محمد عبد اللطيف خرواط محمد عبد اللطيف خرواط
date
21 أبريل 2025
آخر تعديل
date
3:08 م
22 أبريل 2025
تيك توك كساحة تجارية: مصانع صينية تبيع منتجات مُقلدة بعد فرض الرسوم الأميركية
مصانع صينية تستغل الجدل حول الرسوم الأميركية لبيع "نسخ مقلدة" | مسبار

مع تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، برز تطبيق تيك توك كساحة جديدة لترويج منتجات مقلدة تُعرض على أنها مطابقة لسلع تحمل علامات تجارية فاخرة. عبر مقاطع فيديو منشورة من داخل مصانع في الصين، يسوّق بعض البائعين منتجاتهم مباشرة للمستهلكين في الغرب، متجاوزين القيود الجمركية وأسعار السوق.

هذا النشاط، الذي يتزامن مع تشديد الرسوم الأميركية على البضائع الصينية، يثير مخاوف جدية تخص انتهاك حقوق الملكية الفكرية وتنامي سوق التقليد عبر منصات التواصل الاجتماعي.

الرسوم الجمركية تؤجج السوق الرمادية

بدأت الموجة الحالية مع تصعيد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحرب التجارية مع الصين، إذ فرضت واشنطن رسومًا جمركية تصل إلى 145% على الواردات الصينية، فيما ردت بكين بفرض رسوم بنسبة 125% على السلع الأميركية. وعلى خلفية هذا التصعيد، بدأ صانعو محتوى صينيون، يدّعي بعضهم أنهم عمّال مصانع، بنشر مقاطع فيديو على تيك توك يقولون فيها إنهم هم من يصنعون المنتجات التي تبيعها شركات مثل Louis Vuitton وHermès وLululemon بأسعار باهظة في الغرب.

حقيبة بيركين بـ1400 دولار فقط؟

في أحد المقاطع المنتشرة على تيك توك، يظهر شخص داخل مصنع يدّعي أن بإمكانه تصنيع حقيبة بيركين- التي تُباع في الأسواق الغربية، بسعر يصل إلى 34 ألف دولار -مقابل 1400 دولار فقط. ويوضح في مقطع الفيديو أن الفارق في السعر يعود بنسبة "90%" إلى الشعار التجاري فقط.

لكن هذه الادعاءات تتناقض كليًا مع المعلومات الرسمية الصادرة عن شركة Hermès الفرنسية، التي أوضحت أن تصنيع منتجاتها يتم حصريًا داخل فرنسا تقريبًا، عبر 60 موقع إنتاج وتدريب موزعة على 11 منطقة. كما تؤكد أن 74% من إنتاجها يتم داخل فرنسا، و55% من عمليات التصنيع تتم داخل ورشها الداخلية.

تقول Hermès إنها توظف أكثر من 25 ألف موظف، 60% منهم في فرنسا، ولم تُشر إطلاقًا إلى وجود أي مصانع أو خطوط إنتاج لها في الصين.

شركة Hermès الفرنسية

لويس فويتون: الإنتاج في أوروبا والولايات المتحدة فقط

مقطع آخر من داخل مصنع صيني يُظهر رجلًا يحمل منتجًا يحمل شعار Louis Vuitton، ويوحي بأن العلامة تصنّع منتجاتها في الصين.

غير أن شركة لويس فويتون توضح بصورة قاطعة أن منتجاتها الجلدية تُصنع حصريًا في مصانع معتمدة موزعة بين فرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، والولايات المتحدة. بينما تُصنع مجموعات الأحذية والملابس في فرنسا وإيطاليا، والساعات والمجوهرات في سويسرا وفرنسا.

وتؤكد الشركة أن كل مراحل التصنيع تخضع لإشراف دقيق لضمان الجودة والحرفية، ولا تُنتج أي من منتجاتها داخل الصين.

شركة لويس فويتون

سراويل "لولوليمون" بسعر 6 دولارات فقط؟

في مقطع ثالث، تظهر امرأة داخل مصنع تعرض سراويل يوغا تدّعي أنها من خط شركة إنتاج Lululemon، وتقول إن السراويل تُباع بسعر يتراوح بين 5 و6 دولارات فقط، مقارنة بسعرها الأصلي البالغ 100 دولار. وتؤكد قائلة "المادة والحرفية متطابقتان".

لكن لولوليمون، المتخصصة في الملابس الرياضية، نفت هذه الادعاءات بشكل صريح. إذ قال متحدث باسم الشركة "نحو 3% فقط من منتجاتنا تُصنع في الصين. كما أننا لا نتعامل مع المصانع التي ظهرت في هذه المقاطع". وأضاف أن لولوليمون تنشر قائمة شفافة بمورديها، وتفرض عليهم معايير صارمة تتعلق بالجودة وحقوق العمال.

هل هي منتجات أصلية؟ خبراء يوضحون

رغم جاذبية السردية التي تقدمها هذه المقاطع الترويجية، فإن خبراء الصناعة يرون أنها مضللة إلى حد كبير. الكاتب المختص في الموضة ديريك غاي قال في تصريح لإذاعة NPR "السعر خاطئ، والمكونات خاطئة، ونوع الجلد لم يكن كما زُعم. لم يكن الرجل قادرًا على شرح تفاصيل أساسية مثل الخياطة اليدوية أو جودة المواد، وهي أمور جوهرية في المنتجات الفاخرة".

وأضاف غاي أن "العديد من الشركات الكبرى تبرم عقودًا صارمة مع مورّديها، تتضمن اتفاقيات عدم إفصاح تمنعهم من استخدام المواد أو التصاميم نفسها، أو بيع منتجات مشابهة في السوق المفتوحة"، وأن "المصانع المعتمدة تُراجع بانتظام لضمان الجودة والامتثال، وأي تسريب أو بيع جانبي يُعد انتهاكًا قانونيًا".

ترامب يلمّح إلى تخفيف التصعيد الجمركي

وسط هذه الفوضى المعلوماتية على تيك توك، جاءت تصريحات جديدة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتضيف بعدًا سياسيًا مباشرًا إلى المشهد.

مساء الخميس 17 إبريل، ألمح ترامب إلى وجود نهاية محتملة لتصاعد الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين. وقال إن مسؤولين "يُعتقد أنهم يمثلون الزعيم الصيني شي جين بينغ" تواصلوا لبدء محادثات. وأضاف ترامب "في مرحلة ما، لا أريد أن ترتفع الأسعار، لأن ذلك سيؤدي إلى عدم إقبال الناس على الشراء. لذلك، قد لا أرغب في رفعها، أو حتى عدم الوصول إلى هذا المستوى.. قد أرغب في خفضها، لأنكم، كما تعلمون، تريدون أن يشتري الناس".

كما أكد أنه لا ينوي تغيير علاقته مع الرئيس شي، واصفًا العلاقة بأنها "جيدة جدًا"، وقال "أعتقد أنها ستستمر. لقد تواصلوا معي عدة مرات". 

تيك توك جزء من المفاوضات التجارية بين الصين والولايات المتحدة

وربط ترامب مصير صفقة بيع أصول تيك توك في الولايات المتحدة بالمفاوضات التجارية مع الصين، وقال "لدينا اتفاق بشأن تيك توك، لكنه سيكون خاضعًا للصين، لذلك سنؤجل الاتفاق حتى تنجح هذه المسألة". وأضاف أنه يعتقد أن تيك توك "صفقة جيدة للصين"، وأنهم "يرغبون في رؤية صفقة تتم، خصوصًا مع بعض أفضل الشركات في العالم".

اقرأ/ي أيضًا

هل تضلل خوارزمية تيك توك المستخدمين بترشيح مشاهد قديمة في سياق حديث؟

تقرير: نتائج بحث تيك توك مليئة بالأخبار المضللة

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar