سياسة

الاحتلال الإسرائيلي يتراجع عن ادعاءات مضللة بعد الاستفادة من تأثيرها إعلاميًا

فريق تحرير مسبارفريق تحرير مسبار
date
3 مايو 2025
آخر تعديل
date
10:25 ص
4 مايو 2025
الاحتلال الإسرائيلي يتراجع عن ادعاءات مضللة بعد الاستفادة من تأثيرها إعلاميًا
غالانت يعترف بفبركة الاحتلال خبر اكتشاف نفق في ممر فيلاديلفيا | مسبار

أفاد تقرير لهيئة البث الإسرائيلية العامة (كان)، يوم 22 إبريل/نيسان الجاري، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي فبرك اكتشاف نفق في ممر فيلادلفيا على الحدود بين غزة ومصر. وأقر وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، بأن الجيش نشر صورة مضللة بهدف إفشال صفقة تبادل أسرى، كانت قيد التفاوض في ذلك الوقت.

الجيش الإسرائيلي لفّق اكتشاف نفق في غزة لإفشال اتفاق لوقف إطلاق النار

نشرت هيئة البث الإسرائيلية العامة، تحقيقًا كشف أنّ الجيش الإسرائيلي فبرك اكتشاف نفق "عملاق" في ممر فيلادلفيا، قرب الحدود بين غزة ومصر.

إذ أفادت هيئة البث الإسرائيلية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي عرضت زيفًا، قناة سطحية مغطاة بالتراب على أنها نفق ضخم، في الرابع من أغسطس/آب عام 2024. ونشر الجيش الإسرائيلي الصورة عبر موقع التواصل الاجتماعي إكس، مدعيًا أنها تُظهر نفقًا بعمق ثلاثة أمتار في ممر فيلادلفيا.

وجاء في المنشور "في نشاط عملياتي أخير، قضت قوات الاحتلال الإسرائيلي على عشرات مسارات الأنفاق في منطقة ممر فيلادلفيا، وتواصل تحديد المزيد منها، تم الكشف عن نفق بارتفاع ثلاثة أمتار في المنطقة بداية الأسبوع الفائت".

وأوضح التقرير أن هذا التضليل كان يهدف إلى تضخيم الأهمية الاستراتيجية لممر فيلادلفيا، وتأخير صفقة محتملة لتبادل الأسرى مع حركة حماس.

وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، صحة ما ورد في التقرير، معترفًا بأن الصورة التي نشرها الجيش كانت مضللة.

من جهته، أكد يوآف غالانت أن الهيكل لم يكن سوى قناة بعمق نحو متر واحد فقط. واعترف بأن الجيش قدّمه زورًا على أنه نفق عميق بهدف عرقلة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال غالانت "لم يكن نفقًا، بل محاولة لمنع التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار"، مضيفًا أنه "تم الترويج له أمام الجمهور على أنه نفق عميق لمنع إبرام صفقة مع حماس".

وعندما نشرت الصورة، أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن الجيش الإسرائيلي سيواصل انتشاره في ممر فيلادلفيا، رغم اعتراضات الأوساط الأمنية والعسكرية الإسرائيلية.

وقال نتنياهو خلال اجتماع مع عائلات المجندات الإسرائيليات "لن نتراجع عن مطلبنا بشأن ممر فيلادلفيا، ولا يهمني موقف الأجهزة الأمنية".

مسؤولون مصريون يدحضون مزاعم وجود أنفاق نشطة على حدود غزة

في السياق ذاته، فنّد فريق "مسبار" في أغسطس/آب 2024، مزاعم جيش الاحتلال الإسرائيلي بشأن وجود أنفاق نشطة على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.

فنقلًا عن مصدر رفيع المستوى، أفادت قناة "القاهرة الإخبارية" التابعة للدولة المصرية أن مزاعم إسرائيل بشأن الأنفاق كانت محاولة لصرف الأنظار عن إخفاقاتها العسكرية في غزة وتبرير استمرار عدوانها.

وقال المصدر "لم تقدم إسرائيل أدلة على وجود أنفاق نشطة على طول حدود غزة، وتستغل وجود أنفاق مغلقة داخل غزة لنشر مزاعم كاذبة لأغراض سياسية".

واتهم المسؤول المصري إسرائيل باستخدام مزاعم لا أساس لها عن الأنفاق كذريعة لتصعيد العنف، وتوسيع الاستيطان، وارتكاب أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين.

وفي مايو/أيار 2024، كانت السلطات المصرية قد نفت كذلك الادعاءات ذاتها بشأن وجود أنفاق نشطة على الحدود مع غزة، حيث أكد مصدر رفيع بشكل قاطع عدم وجود أي أنفاق تشغيلية على الجانب المصري من الحدود مع القطاع.

خلاف بين نتنياهو وغالانت بشأن الوجود العسكري في ممر فيلادلفيا

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرارًا، أن إسرائيل ستُبقي على وجود عسكري دائم في ممر فيلادلفيا، رغم أن هذا الإجراء يُعد خرقًا لاتفاقيات كامب ديفيد مع مصر.

ومع ذلك، عارض وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، يوآف غالانت، موقف نتنياهو علنًا. وفي تصريحات مسربة للصحافة الإسرائيلية، وصف غالانت هذه السياسة بأنها "عار أخلاقي".

وفي السادس من نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أقال نتنياهو غالانت من منصبه وعيّن إسرائيل كاتس وزيرًا جديدًا للدفاع.

جدير بالذكر أن كلًّا من بنيامين نتنياهو ويوآف غالانت مطلوبان لدى المحكمة الجنائية الدولية، بتهم تتعلق بارتكاب جرائم حرب.

الاحتلال الإسرائيلي يواصل نشر البروباغندا الإعلامية منذ بداية الحرب على غزة

منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في الثامن من أكتوبر/تشرين الأول عام 2023، تنشر حسابات، شخصيات، وسائل إعلام، ومنظمات ضغط إسرائيلية، العديد من القصص المختلقة والمفبركة، سعيًا لتحسين صورة الاحتلال أمام العالم، وتوجيه الاتهامات إلى حركة المقاومة الفلسطينية بدلًا من جيش الاحتلال الإسرائيلي. 

بدوره عمل "مسبار" على تفنيد تلك المزاعم وتغطيتها من اليوم الأول للحرب، وحتى الآن. على سبيل المثال، نشر فريق مسبار يوم 14 أكتوبر عام 2023 تقريرًا، ينقل فيه اعتذار مراسلة شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية عن تغطيتها لخبر قطع حماس رؤوس أطفال إسرائيليين يوم السابع من أكتوبر، وهو الادعاء الذي نشره مكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتداوله رئيس الولايات المتحدة الأميركية السابق، جو بايدن، وانتشر في جميع أنحاء العالم. 

سي إن إن تنقل خبرًا مفبركًا عن قطع حكاس رؤوس أطفال يوم السابع من أكتوبر

وقالت المراسلة الأميركية إنها تعتذر عن نقلها الخبر، إذ اتضح أنّ لا صحة للادعاءات التي قالت المذيعة في القناة الإسرائيلية i24، أنها و بعد حديثها مع جنود إسرائيليين، قالوا لها إنهم شهدوا أطفالًا مقطوعي الرأس. 

فيديو مفبرك لممثلة على أنها ممرضة في مستشفى الشفاء في قطاع غزة

في السياق ذاته، وفي الفترة التي تلت السابع من أكتوبر عام 2023، تداولت حسابات إسرائيلية على نطاق واسع مقطع فيديو زعم أنه لممرضة فلسطينية داخل مستشفى الشفاء. وظهرت الممرضة في الفيديو وهي في حالة من الهلع، تتحدث باللغتين العربية والإنجليزية، وتدعي أن عناصر من حركة حماس اقتحموا المستشفى واستولوا على الوقود والأدوية، ما تسبب في تعطيل علاج المرضى. كما وجهت الممرضة من خلال الفيديو نداءً للمدنيين بمغادرة مستشفى الشفاء.

لكن عقب انتشار مقطع الفيديو، تبيّن أن الممرضة التي ظهرت فيه لا تتحدث بلهجة عربية. وبسبب الشكوك التي أُثيرت حول صحة المقطع، تواصل الصحافي يونس الطيراوي مع عدد من الأطباء في مستشفى الشفاء. وفي منشور له على موقع التواصل الاجتماعي إكس، صرّح الطيراوي قائلًا "تحدثت قبل قليل مع عدد من الأطباء والممرضات في مستشفى الشفاء، وأكدوا جميعًا في بيان موحد: لا نعرف هذه المرأة، لم تعمل هنا من قبل، ولم نرها مطلقًا في المستشفى".

من جهة أخرى، ذكرت الممرضة في مقطع الفيديو أنها تحاول معالجة كسور لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات، لكنها لم تتمكن من ذلك بسبب نقص في كمية مسكن المورفين. وبدوره، نقل الصحافي يونس الطيراوي عن ممرضة تعمل في وحدة العناية المركزة وجراحة العظام في مستشفى الشفاء قولها: "أنا أعمل هنا منذ سنوات، ولم أعرف هذه الممرضة".

وفي السياق نفسه، أُدرجت ملاحظة على صفحة "ملاحظات المجتمع"، وهو برنامج تابع لمنصة إكس يُتيح لبعض المستخدمين إرسال تصحيحات تتعلق بالتغريدات التي قد تكون مضللة أو تفتقر إلى معلومات مؤثرة، تُشير إلى أن الفيديو قد يكون مفبركًا، لأن لهجة الممرضة لا تشبه لهجة سكان مدينة غزة. كما أشار عدد من المعلقين إلى أن لهجتها أقرب إلى العبرية، مستدلين على ذلك بطريقة نطقها لأحرف "التاء"، و"الحاء"، و"العين".

ضابط إسرائيلي يزعم كذبًا أنّ حماس قتلت أطفالًا وعلقتهم على حبال الغسيل

تداولت حسابات إسرائيلية في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2023، على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من مقابلة صحفية مع ضابط في الجيش الإسرائيلي، زعم فيها أنه شاهد "مشاهد مروعة" في السابع من أكتوبر، عقب الهجوم الذي شنّته كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، على مستوطنات إسرائيلية، مشيرًا إلى أنه رأى "صفًّا من الأطفال الإسرائيليين القتلى معلّقين على حبل غسيل".

تحقق "مسبار" من القصة وتبيّن أن المراسل الإسرائيلي يشاي كوهين، هو من أجرى اللقاء مع ضابط الجيش الإسرائيلي، وكان أول من نشره قبل أن يحذفه لاحقًا.

قال يشاي كوهين في منشور على حسابه الرسمي في موقع إكس "نشرت مقتطفًا من مقابلة أجريتها مع ضابط في الجيش الإسرائيلي. وفي قسم التعليقات، ظهرت مزاعم بأن روايته لم تكن دقيقة. وكما أوضحت، فقد عُرض عليّ إجراء المقابلة عبر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، وكان ممثل عنه حاضرًا أيضًا في الصورة"، مضيفًا "حذفتها بسبب الخوف، ولو كان بسيطًا، من أن تكون رواية الضابط غير دقيقة، ما قد يؤدي إلى الإضرار بالمعلومات".

إعلامي إسرائيلي يروج لرواية مفبركة عن قتل حماس أطفال

وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي الأسبق يعترف باستخدام بروتوكول هانيبال

في فبراير/شباط من العام الجاري، كشف وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي الأسبق، يوآف غالانت، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي قد تكون تلقت أوامر بتنفيذ  "بروتوكول هانيبال" في بعض المناطق، والذي ينص على إطلاق النار وقتل الأسرى الإسرائيليين، بمن فيهم "المدنيون"، إلى جانب خاطفيهم الفلسطينيين، وذلك في السابع من أكتوبر عام 2023. وهو ما يتناقض مع الرواية الإسرائيلية التي انتشرت عقب هجوم السابع من أكتوبر، والتي تقول بأن حركة حماس تتحمل مسئولية مقتل 1200 شخص في أحداث السابع من أكتوبر وحدها.

فبحسب صحيفة ذا غارديان البريطانية وتقارير صحافية وأممية أخرى، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي بروتوكول "هانيبال" في السابع من أكتوبر، ردًا على عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة المقاومة حماس بدعم من فصائل فلسطينية مسلحة أخرى. ويُجيز هذا التوجيه استخدام القوة المسلحة لمنع اختطاف الجنود، حتى وإن أسفر ذلك عن مقتل الرهائن والمستوطنين الإسرائيليين.

إسرائيل استخدمت بروتوكول هانيبال في السابع من أكتوبر لمنع حماس اختطاف رهائن

منظمات ضغط إسرائيلية تتمركز في أميركا توجه كبرى وسائل الإعلام العالمية

نشر فريق مسبار في نوفمبر من عام 2023، تقريرًا مطولًا عن كيفية توجيه 51 منظمة ضغط إسرائيلية لسياسات التحرير الإعلامية في الولايات المتحدة، خاصة وقت تغطيتهم الحرب على غزة. إذ يؤكد التقرير بأن الولايات المتحدة تحتضن 51 منظمة ضغط مؤيدة لإسرائيل، تتفاوت في أحجامها ما بين منظمات ضخمة يتجاوز عدد أعضائها 100 ألف، مثل لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (آيباك)، وأخرى صغيرة لا يتعدى عدد أعضائها العشرات. ومن بين هذه المنظمات، توجد "لجنة الدقة في إعداد التقارير عن الشرق الأوسط في أميركا"، المعروفة اختصارًا بـ "كاميرا"، والتي تعمل على الضغط على وسائل الإعلام الأميركية والتحكم في خطوطها التحريرية عند تغطية قضايا الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

تقول منظمة "كاميرا"، إنها تكرّس جهودها لـ "تعزيز التغطية الدقيقة والمتوازنة لإسرائيل والشرق الأوسط". وقد تأسست في عام 1982 "للرد على تغطية صحيفة واشنطن بوست للتوغل الإسرائيلي في لبنان"، التي انتقدت وحشيته في ذلك الوقت ولم تبرره، وللرد على ما تعتبره "تحيزًا عامًا ضد إسرائيل" في وسائل الإعلام.

منظمات ضغط إسرائيلية تمارس ضغوطًا على وسائل إعلامية كبرى

اقرأ/ي أيضًا

رغم محاولات التضليل الإسرائيلية عبرها: محررو ويكيبيديا يصنفون العدوان على غزة ضمن قائمة الإبادة الجماعية

دمار واسع.. صور الأقمار الصناعية تدحض المزاعم الإسرائيلية والأميركية بمحدودية اجتياح رفح

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar