سياسة

تفاعل السوريين مع البيان المنسوب إلى رامي مخلوف وحقيقة الصفحة التي نشرته

فاطمة عمرانيفاطمة عمراني
date
3 مايو 2025
آخر تعديل
date
1:57 م
4 مايو 2025
تفاعل السوريين مع البيان المنسوب إلى رامي مخلوف وحقيقة الصفحة التي نشرته
الصفحة التي نشرت البيان أُنشئت باسم ماهر الأسد | مسبار

في 27 إبريل/نيسان 2025، نشرت صفحة على موقع التواصل الاجتماعي، تحمل اسم ،رامي مخلوف، بيانًا منسوبًا إلى رجل الأعمال السوري، وابن خال رئيس النظام المخلوع بشار الأسد. وأُعلن في البيان تشكيل "قوات نخبة" قوامها 150 ألف مقاتل، مدعومة بمليون عنصر احتياط، لحماية ما سماه "الإقليم الساحلي" السوري، تحت رعاية روسية.

بيان رامي مخلوف

سجل تعديلات اسم صفحة "رامي مخلوف"

الصفحة التي نُشر عليها البيان لم تكن أقل إثارة للجدل من البيان نفسه. فوفق سجل التعديلات الظاهر على منصة فيسبوك، أُنشئت الصفحة عام 2012، باسم "ماهر الأسد". قبل أن تتحول في عام 2016 إلى "رامي مخلوف الأسد"، ثم تُعدّل لاحقًا إلى "رامي مخلوف".

تُعرف هذه الصفحة منذ أعوام بنشر مقاطع مصورة لمخلوف، غالبًا ما تحمل طابعًا تعبويًا دينيًا، وتُستخدم كمنصة غير رسمية لإعادة تقديم صورته عقب خلافه مع ابن عمّته، الرئيس المخلوع بشار الأسد، أواخر عام 2019.

بيان منسوب لرجل الأعمال السوري رامي مخلوف

لم تمضِ ساعات على نشر البيان حتى ظهر بيان مزعوم آخر، منسوب لرامي مخلوف نفسه، ينفي كل ما ورد في البيان الأول، ويصف الصفحة التي نشرته بأنها مخترقة. لكن تبين أن البيان الثاني مصدره صفحة ساخرة لا صلة لها بمخلوف، سبق أن نشرت مضامين هزلية في سياقات مشابهة. 

بيان ثانٍ منسوب لرامي مخلوف

عينة من تفاعل السوريين مع البيان المنسوب لرامي مخلوف

في ظل هذا الالتباس، ومع تصاعد النقاشات على منصات التواصل الاجتماعي، أجرى "مسبار" رصدًا نوعيًا لتفاعلات الجمهور الرقمي مع البيان الأول، شمل 30 منشورًا عامًا على منصّتي فيسبوك وإكس. إلى جانب تحليل 60 تعليقًا مختارًا من التعليقات الأعلى تفاعلًا والأكثر صلة بمضمون البيان. استند الرصد إلى منهجية نوعية اعتمدت على كلمات مفتاحية مرتبطة بالحدث، مثل: "رامي مخلوف"، "الإقليم الساحلي"، "150 ألف مقاتل"، و"النمر"، مع تصفية المنشورات بحسب حداثتها وارتباطها المباشر بالسياق.

يقدّم قراءة معمقة لا تقتصر على تتبّع ردود الفعل، بل تحاول رصد التوترات الكامنة التي أعاد تنشيطها. كما يسعى إلى استشفاف المزاج العام السوري تجاه هذا النوع من الخطابات.

صدمة إعلامية

جاء البيان كـ"صدمة إعلامية" غير مسبوقة. عبّر كثيرون عن ذهولهم واستغرابهم من لغة البيان ومضامينه، معتبرين أنه ضرب من الخيال السياسي، خاصة مع ذكر أرقام ضخمة مثل 150 ألف مقاتل ومليون احتياط. أحد المغردين وصف المشهد بقوله "رامي مخلوف مختل عقليًا، منحرف عقائديًا وطبيًا فاقد الأهلية".

تغريدة تستنكر بيان رامي مخلوف

فيما اعتبر حساب على منصة فيسبوك أنه ليس غريبًا عن رجل عمل على إسقاط العملة السورية على مدى سنوات، عبر تحويلاته المالية غير الشرعية وعمليات الصرافة في السوق السوداء، بهدف تجنيد أكبر عدد من المقاتلين بأقل كلفة ممكنة، أن يكون شيطانًا إلى درجة التحضير لمجزرة جديدة في الساحل السوري ومناطق العلويين، التي يعتقد واهمًا أنه الأقدر والأحق بحكمها.

منشور يتحدث عن "طبول المجزرة القادمة"

لكن الغضب كان أكثر حضورًا من الصدمة، خصوصًا حين استُحضر تاريخ مخلوف الطويل في الفساد والنهب. وصفه أحد المغردين بـ"مصاص دماء السوريين"، وقال آخر "بيان مخزي من رجل نهب البلاد نصف قرن، والآن يدّعي حمايتها".

منشور يقول إن "مخلوف نسي أنه كان اليد التي تعصر السوريين لآخر ليرة"

أما السخرية، فكانت أداة شائعة لنزع الهيبة عن البيان، إذ علّق أحدهم أن "الـ150 ألف مقاتل هم بالحقيقة متابعو فيسبوك من العراق"، في تلميح ساخر لتضخيم الأرقام. وأطلق آخرون نكاتًا حول تحوّل رامي من تاجر كبتاغون إلى شيخ روحاني و"مهندس مرحلة ما بعد الأسد".

تغريدات ساخرة تعليقًا على بيان مخلوف

في المقابل، ظهرت أصوات محدودة متعاطفة رأت في البيان نوعًا من محاولة الإنقاذ، واعتبرته "رسالة للصلح وفق شروط فيدرالية" لا إعلان حرب.

أصوات محدودة تعاطفت مع البيان

كما لفت آخرون إلى أن البيان لم يحمل لهجة عدائية، بل عرض فكرة تشكيل قوات لتحمي الساحل وحمص وحماة، والتنسيق مع السلطة الجديدة في دمشق ضمن إطار علاقة ودية. وكتب حساب على منصة فيسبوك أن الأرقام مبالغة، وحسب رأيه "المليون" هم قوات من دول جوار سوريا، لكنه أشار إلى أن "قوة من عشرات الآلاف من السوريين تكفي لحماية الساحل".

مستخدمون يرون أن البيان يسعى لعلاقة ودية مع السلطة الجديدة في دمشق

التشكيك في أنّ البيان يعود لرامي مخلوف

انهالت تعليقات تُكذب صحة البيان، وتشير إلى احتمال وجود "مسرحية مفبركة" لتوتير الأجواء. تكررت عبارات مثل: "البيان مزور"، "الصفحة متهكّرة"، "منشورات لإثارة الفتن".

التشكيك في صدقية المعلومات

إلا أن مراقبين دافعوا عن صدقية الصفحة، مشيرين إلى أن أسلوب الكتابة متسق مع منشورات سابقة لمخلوف.

أسلوب الكتابة متسق مع منشورات سابقة لمخلوف

وبغض النظر عن صحة البيان، فإن حالة عدم الثقة بالمصادر الرقمية نفسها.

مستخدمون يتحدثون عن مؤامرة لتقسيم سوريا

فسّر كثير من السوريين البيان في سياق مؤامرة دولية تهدف إلى تقسيم البلاد. اتُهمت روسيا بدعم مخلوف سرًا، واعتُبر البيان جزءًا من "سيناريو تقاسم النفوذ".

مستخدمون يتحدثون عن مؤامرة لتقسيم سوريا

وذهب البعض لاعتبار التوقيت مدروسًا بدقة ليواكب توترات قسد-دمشق، والأحداث المتصاعدة في السويداء ودرعا.

عن بيان مخلوف

كما أشار آخرون إلى وجود "صفقة دولية" لا يُستبعد فيها دور إسرائيل وتركيا وروسيا والولايات المتحدة، معتبرين أن الفوضى المقصودة تأتي في إطار مخطط تقسيم سابق معد بعناية.

رأي بوجود مؤامرة لتقسيم سوريا

رفض لعودة رامي مخلوف إلى المشهد السوري

قوبل ظهور رامي مخلوف بكمّ هائل من الرفض الشعبي والنبذ. استُحضر تاريخه كشريك أساسي في الفساد، وشُكّك في دوافعه الدينية والمناطقية. وقال أحد المغردين:"رامي مجرم وليس على إجرامه غبار".

رفض لعودة رامي مخلوف إلى المشهد السوري

كما استُعيد سجل سهيل الحسن، وشُكّك في سيرته العسكرية والأخلاقية، وربطه بالفساد والجرائم ونشر الخوف والذعر بين السوريين.

سهيل الحسن

وحديث البيان عن "قوات الساحل" وتعداد عسكري ضخم، أثار مخاوف حقيقية من مشاريع انفصالية. رحب بعض المعلقين علنًا بالفيدرالية، بل ودعوا إلى إقامة "إقليم علوي" تحت حماية دولية.

في المقابل، كانت ردود الفعل الغالبة رافضة تمامًا لهذه الأطروحات، لا سيما من أبناء الساحل أنفسهم. قال أحدهم "أنا علوي من جبلة، وأرفض أن يمثلني مخلوف أو يتحدث باسمي". وكتب آخر "الوحدة الوطنية ليست خيارًا، بل ضرورة للحياة".

في الختام، يؤكد تحليل التفاعلات الرقمية أن بيان رامي مخلوف لم يكن حدثًا معزولًا، بل أعاد فتح كافة تحديات المرحلة السورية: الطائفية، الفساد، الانقسام، وفقدان العدالة. 

اقرأ/ي أيضًا

الجاني يوثق الجريمة: مشاهد لانتهاكات الساحل السوري لا مؤشر على أنها مضللة

أبرز الادعاءات المضللة والزائفة حول أحداث الساحل السوري

المصادر

كلمات مفتاحية

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar