أبرز المعلومات المضللة والزائفة التي طاولت التصعيد العسكري بين الهند وباكستان
عقب وقوع هجوم مسلح في منطقة باهالجام بإقليم جامو وكشمير يوم 22 إبريل/نيسان 2025، الخاضع للإدارة الهندية، مسفرًا عن مقتل 26 سائحًا. أعلنت الحكومة الهندية تنفيذ عملية "السِّندور"، في السادس من مايو/أيار الجاري، في شكل غارات جوية استمرت 23 دقيقة، استهدفت تسعة مواقع في باكستان وباكستان-كشمير، باستخدام طائرات رافال وصواريخ بعيدة المدى. وأعلنت الهند أن الضربات استهدفت مواقع تابعة لجماعات مسلحة وصفتها بالإرهابية، منها "جيش محمد" و"لشكر طيبة".
وأعلنت باكستان، حينها، أن الضربات الهندية أسفرت عن مقتل 26 مدنيًا وإصابة 46 آخرين، وردّت بهجمات جوية وصاروخية على أهداف داخل كشمير الهندية، أسفرت، بحسب نيودلهي، عن مقتل 8 مدنيين و47 جريحًا. وأكدت باكستان إسقاطها خمس طائرات هندية، وهو ما نفته الأخيرة.
أُلغيت أكثر من 50 رحلة جوية دولية أو أُعيد توجيهها، وتجنبت عدة شركات طيران المجال الجوي الباكستاني. وصدرت دعوات دولية من الأمم المتحدة وعدة دول كبرى للتهدئة وضبط النفس. ولا تزال الاشتباكات مستمرة على خط السيطرة، مع رفع مستوى التأهب العسكري من الجانبين.
وبالتزامن مع التصعيد العسكري، انتشرت العديد من الادعاءات المضللة والزائفة التي طاولت العلاقات بين الهند وباكستان، والتحركات العسكرية التي تبعت عملية بكشمير، نعرضها لكم في هذا المقال.
فيديو قديم وليس لانفجارات في مستودع ذخيرة في الهند عقب هجوم باكستاني
فيديو تداولته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم 28 إبريل الفائت، زعم مروجوه أنه يوثق انفجارات لمستودع ذخيرة عسكري الواقع في وادي ليبيا في الهند، وذلك بعد استهدافه من قبل القوات الباكستانية خلال التصعيد العسكري الأخير بين الهند وباكستان.
بالتحقق من الادعاء، وجد "مسبار" أنه مضلل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم ولا يوثق لحظة استهداف مستودع ذخيرة عسكري في وادي ليبا الهندي، خلال التصعيد العسكري الأخير بين الهند وباكستان، عقب مقتل سائحين هنود في إقليم كشمير.
يعود مقطع الفيديو المتداول إلى شهر مارس/آذار من عام 2022، وقد نشرته وكالات الأنباء، آنذاك، بوصفه يوثّق حريقًا اندلع نتيجة انفجار في مدينة سيالكوت الواقعة شمالي باكستان. وأفادت تقارير بأن صوت الانفجار سُمع بالقرب من مخزن للذخيرة في منطقة معسكر سيالكوت، وهي إحدى القواعد العسكرية الباكستانية في إقليم البنجاب، الكائن في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد.
الفيديو ليس لتعزيزات للجيش الهندي ردًا على هجوم كشمير الإرهابي
مقطع فيديو نشرته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم 26 إبريل الفائت، زعم ناشروه أنه يوثق تعزيز الجيش الهندي انتشاره على الحدود مع باكستان، بعد زيادة التوترات الدائرة بين البلدين.
بالتحقق من الادعاء، وجد مسبار أنه مضلل، إذ إن المقطع قديم، ولا يظهر تحرك أرتال عسكرية لتنتشر على الحدود الهندية الباكستانية عقب التوترات الأخيرة بيت البلدين.
يعود أقدم نشر لمقطع الفيديو المتداول إلى نوفمبر/تشرين الثاني 2024، إذ تداولته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، وقالت إنه يُظهر أرتالًا عسكرية تابعة للجيش التركي تتجه إلى مناطق حدودية، بالتزامن مع تنفيذ هجمات ضد حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردي في ذلك الوقت.
الفيديو قديم وليس لطائرات باكستانية متجهة نحو الهند
نشرت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، في نهاية إبريل الفائت، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يظهر مقاتلات باكستانية متجهة نحو الهند، وذلك بعد الهجوم المسلح في كشمير.
لكن تحققًا لمسبار أظهر أن الادعاء مضلل، إذ إن مقطع الفيديو قديم، ولا يوثق انطلاق مقاتلات عسكرية باكستانية باتجاه الهند، حديثًا.
وقد نُشر مقطع الفيديو على حساب في منصة تيك توك في 30 مارس/آذار الفائت، أي قبل وقوع الهجوم المسلح الأخير في كشمير، وأرفق صاحب الحساب الفيديو بعنوان "الظلام"، في إشارة إلى الطيران الليلي للمقاتلة.
وبمراجعة محتوى الحساب، تبيّن أنه متخصص في نشر فيديوهات لمختلف أنواع الطائرات المقاتلة ويستهدف محبّي الطيران والتكنولوجيا العسكرية.
ادعاء أن الهند طلبت من جميع الباكستانيين مغادرة أراضيها مضلل
في أعقاب الهجوم في باهالجام بكشمير وتصاعد التوتر بين الهند وباكستان، تداول مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي، ادعاءً مفاده أن الهند أمرت جميع المواطنين الباكستانيين بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة. وقد روجت وسائل إعلام متعددة لهذا الادعاء، من بينها صحيفة "ديلي ميل" التي ذكرت أن الهند أمهلت "جميع المواطنين الباكستانيين 72 ساعة لمغادرة البلاد".
وبالتحقق تبين أن الهند لم تطلب من جميع الباكستانيين مغادرة البلاد، بل خصّت بهذا القرار المواطنين الباكستانيين الحاصلين على إعفاء تأشيرة "رابطة جنوب آسيا للتعاون الإقليمي" (السارك)، المعروفة اختصارًا بـ SVES.
وبحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الشؤون الخارجية الهندية بتاريخ 23 إبريل 2025، فقد تقرر أن على جميع الباكستانيين المشمولين بهذا الإعفاء مغادرة الهند خلال مهلة لا تتجاوز 48 ساعة. كما نصّ البيان على إلغاء جميع تأشيرات SVES الممنوحة سابقًا للمواطنين الباكستانيين، ومنعهم من دخول الأراضي الهندية بموجب هذا النوع من التأشيرات مستقبلًا.
وأكد وزير الخارجية الهندي، فيكرام ميسري، القرار في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء، وقد نقلته وسائل إعلام هندية محلية، مشددًا على أن هذا الإجراء جاء في أعقاب الهجوم الذي وقع في باهالجام.
فيديو لمناورة عسكرية صينية وليس خلال الأزمة الأخيرة بين الهند وباكستان
مقطع فيديو نشرته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، يظهر مناورات عسكرية برية، زعم ناشروه أنه يوثق تدريبات لقوى عسكرية صينية على سفوح جبال الهيمالايا، وذلك تحسبًا لأي مغامرة عسكرية هندية تهدد الاستقرار الإقليمي.
بالتحقق من الادعاء وجد"مسبار" أنه مضلل، إذ إن مقطع الفيديو يعود للعام 2024، ما يثبت أنه ليس لتحركات عسكرية صينية استجابة للتوتر بين الهند وباكستان، الذي أعقب الهجوم على سياح في كشمير.
ويعود الفيديو المتداول إلى 29 مارس 2024، ويعرض مشاهد من مناورة عسكرية أجراها فوج الأسلحة المشتركة التابع للمنطقة العسكرية في شينغيانغ، الواقعة في هضبة كاراكورام على ارتفاعات عالية.
فيديو قديم لسقوط طائرة في الهند وليس تزامنًا مع الأزمة الحالية بين الهند وباكستان
مقطع فيديو تداولته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، زعمت أنه للحظة تحطم طائرة مقاتلة هندية أثناء تدريب على الإقلاع من أحد الطرق السريعة، مضيفين أنها ثاني طائرة مقـاتلة تتحطم خلال ثلاثة أيام من التدريب.
تحقق مسبار من الادعاء، واتضح أنه مضلل، إذ إن الفيديو قديم، وليس خلال الأحداث الجارية بين الهند وباكستان.
ووجد أنّ الفيديو منشور منذ يناير/كانون الثاني عام 2013. كما نُشر عام 2018 على صفحة متخصصة بالحوادث الجوية على موقع فيسبوك، مع الادعاء بأنه يُظهر لحظة تحطم طائرة مقاتلة من طراز Mig-27 أثناء إقلاعها من قاعدة هاشيمارا الجوية.
الفيديو لغارات إسرائيلية على غزة وليس من القصف الهندي على باكستان
وعقب الهجمات التي قام بها الجيش الهندي على أهداف في باكستان بتاريخ السادس من مايو الجاري، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، مقطع فيديو ادعى ناشروه أنه يظهر صور من القصف الذي شنته الهند على باكستان، مؤخرًا.
بالتحقق من الادعاء، تبين أنّه يعود إلى عام 2023، وليس من الهجوم الذي شنّته الهند على الجزء الخاضع لسيطرة باكستان من إقليم كشمير.
نشرت وسائل إعلام فلسطينية وعربية مقطع الفيديو المتداول في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ويُظهر توثيقًا لغارات جوية إسرائيلية استهدفت بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، وذلك خلال الأسبوع الأول من الحرب التي شنتها إسرائيل على القطاع.
الفيديو ليس لاحتفال عمال باكستانيين في السعودية بعد أنباء إسقاط مسيّرات هندية
كما نشرت حسابات مقطع فيديو على أنه يُظهر عمالًا باكستانيين في السعودية وهم يحتفلون بعد سماع أنباء عن إسقاط طائرات حربية هندية خلال التصعيد الأخير. لكن الفيديو قديم نشره حساب باكستاني على تيك توك يحمل اسم "mr_anwarkhan2" في 10 إبريل الفائت، وأرفقه بتعليق يتضمن عبارة"pak v Saudi".
اقرأ/ي أيضًا
عقب تفجيرات كشمير.. هل طلبت الهند من الباكستانيين مغادرة أراضيها؟
العائلة الهندية الثرية أنانت أمباني لم تعلن اعتناقها للإسلام