اتهام بتعاطي الكوكايين: ادعاءات مضللة عن مشهد القادة الأوربيين في القطار

وصل المستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، ورئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، معًا، إلى محطة القطار في كييف يوم السبت الموافق لـ11 مايو/أيار الجاري، للقاء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

إذ دعا القادة الأربعة في جبهة موحّدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قبول وقف غير مشروط لإطلاق النار لمدة 30 يومًا، محذرين من إمكانية زيادة الضغط على موسكو إذا رفض ذلك. وشددوا على تنسيقهم لدعم أوكرانيا وفتح الباب أمام مفاوضات السلام مع دخول الحرب عامها الرابع.

وأكد القادة الأوروبيون الأربعة، أنهم أطلعوا الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت سابق من اليوم نفسه، وتلقّوا دعمه لمقترح وقف إطلاق النار الذي من المقرر أن يبدأ يوم الإثنين. وبالاشتراك مع ترامب، يدفع القادة نحو هدنة لتسهيل الحوار الدبلوماسي.

ادعاء "قطار الكوكايين"

في الأثناء، تداولت حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مزاعم تشير إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس استخدما الكوكايين على متن القطار الذي نقلهم، مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى كييف خلال عطلة نهاية الأسبوع.

وادعت حسابات أن ماكرون حاول إخفاء كيس كوكايين مجعد بينما كان ميرتس يحمل ملعقة بيضاء، يُزعم أنها استُخدمت للمادة المخدّرة، وذلك تزامنًا مع دخول الصحفيين إلى قاعة المؤتمرات في القطار.

وانتشر مقطع فيديو يروّج لنظرية "قطار الكوكايين" بسرعة، محققًا ملايين المشاهدات.

ونشر حساب معروف بترويجه للمعلومات المضللة، تحت اسم SilentlySirs، المقطع مع تعليق جاء فيه "في طريق العودة من كييف، دخل الصحفيون فجأة إلى مقصورة القادة. مستشار ألمانيا ميرتس أخفى ملعقة مستخدمة للكوكايين، بينما خبّأ الرئيس الفرنسي ماكرون كيسًا منها".

وعلّق مستخدم آخر "ماكرون وستارمر وميرتس التُقطوا في فيديو خلال عودتهم من كييف. كيس من مسحوق أبيض على الطاولة. ماكرون يخبّئه سريعًا، ميرتس يخفي الملعقة. لا تفسير قُدّم".

الفيديو يظهر إزالة القادة الأوروبيين لبعض النفايات قبل التصوير

كما روّجت حسابات مؤثرة لهذه المزاعم، مدعية أن المنديل وعود تحريك للقهوة الظاهرين في مقطع الفيديو هما في الحقيقة كيس كوكايين وملعقة مخصّصة لتعاطي المخدرات.

إلا أن اللقطات الأصلية عالية الدقة، التي نُشرتها وكالة الأنباء الفرنسية (أ ف ب) على يوتيوب، تُظهر بوضوح القادة وهم يزيلون النفايات، بما في ذلك منديلًا مجعدًا وعود تحريك بلاستيكيًا، قبل الوقوف لالتقاط صورة مع الصحافة.

وقد شوهد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني فريدريش ميرتس وهما يرتّبان الطاولة مع دخول الصحفيين إلى المقصورة، ولم يكونا يُخفيان مخدرات.

الرئاسة الفرنسية تنفي مزاعم استهلاك الكوكايين

الرئاسة الفرنسية رفضت بشكل الادعاءات المتداولة، حول استهلاك الرئيس إيمانويل ماكرون للكوكايين، برفقة المستشار الألماني فريدريش ميرتس على متن القطار المتوجه إلى كييف.

وكتب قصر الإليزيه عبر موقع التواصل إكس "هذا الخبر الكاذب تروّجه جهات معادية لفرنسا في الداخل والخارج. علينا أن نظلّ يقظين ضد محاولات التلاعب".

وأرفقت الرئاسة صورًا مع المنشور، مؤكدة "عندما تصبح الوحدة الأوروبية أمرًا غير مريح للبعض، يصل التضليل إلى حد تحويل منديل بسيط إلى مخدرات".

وأعادت حسابات دعائية تدوير ادعاءات لا أساس لها تربط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بالكوكايين، وزعمت مؤخرًا أنه تعاطى المادة مع قادة أوروبيين آخرين.

وعلى الرغم من تكرار هذه المزاعم، لم يقدّم أصحابها أي دليل موثوق. وقد دحضت مواقع تحقق مثل "مسبار" وعدد من الوسائل الدولية هذه الادعاءات مرارًا.

ففي إبريل/نيسان 2022، كشفت قناة فرانس 24 عن مقطع فيديو تم تعديله رقميًا لتصوير زيلينسكي على أنه مدمن على الكوكايين، خلال مكالمة مرئية مع إيلون ماسك.

وفي الفترة ذاتها، فنّدت وكالة "أسوشيتد برس" مقطعًا مفبركًا آخر يُظهر زيلينسكي وكأنه يعترف بتعاطي المخدرات.

وفي أغسطس/آب 2022، تحقق فريق مسبار من صحة صورة متداولة على نطاق واسع، زُعم أنها تُظهر زيلينسكي وهو يستنشق الكوكايين، وأكد أنها صورة معدّلة.

زيلينسكي لم يظهر ببنطال ممزّق في لقائه الأخير مع القادة الأوروبيين

كما تداولت مواقع إلكترونية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، صورة، ادّعت أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يظهر فيها ببنطال ممزق، خلال لقائه رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر في كييف، في العاشر مايو/أيار الجاري.

بالتحقق من الادعاء وجد مسبار أنه مضلل، إذ إن بنطال زيلينسكي ظهر مجعّدًا وليس ممزّقًا، خلال لقائه قادة "تحالف الراغبين" في كييف، يوم السبت الفائت.

وتوصّل مسبار إلى الاستنتاج بمراجعة صورة التُقطت لزيلينسكي من زواية مختلفة وبإضاءة مختلفة، خلال الحدث ذاته. كما لم يظهر سَحّابٌ مكان ما بدا أنه فتحة في بنطال زيلينسكي.

اقرأ/ي أيضًا