أخبار

منها الهزة الأرضية في مصر: خطر المعلومات المضللة في زمن الكوارث الطبيعية

فريق تحرير مسبارفريق تحرير مسبار
date
14 مايو 2025
آخر تعديل
date
11:37 ص
15 مايو 2025
منها الهزة الأرضية في مصر: خطر المعلومات المضللة في زمن الكوارث الطبيعية
انتشار معلومات مضللة وقت الكوارث الطبيعية يزيد من خطورتها | مسبار

في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء 14 مايو/أيار الجاري، شهدت مصر هزة أرضية شعر بها سكان القاهرة وعدة محافظات أخرى. وفقًا للمعهد القومي للبحوث الفلكية، وذلك بالتزامن مع وقوع زلزال في تمام الساعة 1:51 صباحًا بتوقيت القاهرة، بلغت قوته 6.4 درجة على مقياس ريختر، شرقي جزيرة كريت بالبحر المتوسط، على عمق 76 كيلومترًا، وعلى بعد حوالي 418 كيلومترًا شمالي مدينة مرسى مطروح.

وأفاد طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الهزة الأرضية استغرقت أقل من 20 ثانية، وشعر بها عدد كبير من المواطنين في القاهرة الكبرى وبعض المحافظات. وأشار إلى أن منطقة شرق جزيرة كريت تُعتبر منطقة نشطة زلزاليًا، مما يجعلها معرضة لزلازل بشكل دائم.

كما أكد شريف هادي، رئيس قسم الزلازل بمعهد البحوث الفلكية، أن الزلزال وقع في نطاق يُعرف بـ"قوس الإنديز"، وهو جزء من حزام الزلازل النشط جنوب جزيرة كريت، على بُعد يقارب 400 كيلومتر من السواحل المصرية، مما يجعل تأثيره على الأراضي المصرية محدودًا. وأوضح أن الزلزال يُعد فوق المتوسط من حيث الشدة، إلا أن بُعد مركزه وعمقه جعلاه في نطاق آمن، دون أن تُسجل أي أضرار مادية أو تأثيرات على البنية التحتية.

ادعاءات مضللة طاولت زلزال مصر الأخير

بالتزامن مع الهزة الأرضية الأخيرة في مصر، انتشر مقطع فيديو في حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ادعى ناشروه أنه يظهر لحظة الهزة الأرضية التي تلت الزلزال فجر اليوم

تحقق "مسبار" من الادعاء المتداول، واتضح أنه مضلل، إذ إن المقطع قديم ولا يظهر لحظة الهزة الأرضية التي تلت الزلزال الذي ضرب مصر مؤخرًا. ويعود الفيديو إلى زلزال ضرب ألاسكا الأميركية بقوة 7.0 درجة على مقياس ريختر. 

فيديو يوثق لحظة وقوع زلزال في ألاسكا الأميركية
فيديو يوثق لحظة وقوع زلزال في ألاسكا الأميركية عام 2018

وفي السياق ذاته، انتشر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، زعم ناشروه أنه لكاميرا توثق لحظة وقوع زلزال في مصر فجر اليوم

الفيديو ليس لكاميرا توثق لحظة وقوع الزلزال الأخير في مصر
الفيديو ليس لكاميرا توثق لحظة وقوع زلزال في مصر

بالتحقق من الادعاء وجد مسبار أن المقطع قديم ويعود لعام 2022، ويوثق ومضات ضوئية كثيفة تملأ السماء خلال الليل، بالتزامن مع زلزال بقوة 6.9 درجة، ضرب محافظة مينيوان بمقاطعة تشينغهاي شمال غربي الصين.

ادعاءات مضللة انتشرت بالتزامن مع أنباء عن زلزال في مصر
ادعاءات مضللة انتشرت بالتزامن مع أنباء عن زلزال في مصر

معلومات مضللة حول كوارث طبيعية في مصر

تداولت مواقع إخبارية وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في يوليو/تموز العام الفائت، تحذيرات من احتمال حدوث موجات تسونامي في سواحل البحر الأبيض المتوسط، بالتزامن مع تقارير عن انحسار مياه بعض الشواطئ، وإغلاق بعضها الآخر، إضافة إلى نشاط زلزالي جد قرب جزيرة كريت اليونانية، حينها.

بالتحقق من الادعاءات، تبيّن أنها مضللة، إذ لا يوجد رابط بين انحسار مياه شطآن بعض المدن الساحلية المصرية، والتغيرات الجيولوجية في جزيرة كريت اليونانية.

وأكّد مرصد حلوان التابع للمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، في بيان نشر على الحساب الرسمي للمعهد على موقع التواصل الاجتماعي إكس، يوم 23 يوليو 2024، أنّ "انحسار مياه البحر راجع لظاهرة المد والجزر وأنها تحدث بشكل دوري ولا صحة للإشاعات المتداولة"، كما طلبت ألا ينساق الجميع "وراء الأوهام والإشاعات المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي".  

كما نشر المرصد إجابة عن سؤال غلق الشطآن، ونفى علاقة الغلق بالزلزال أو تسونامي محتمل، وقال من ناحيته إنّ "الغلق له أسباب أخرى مثل الحالة الجوية وارتفاع الأمواج"، كما نصح بمتابعة هيئة الأرصاد الجوية والاطلاع على نشراتها. 

انتشار معلومات مضللة وقت الكوارث الطبيعية يزيد من خطورتها

في السياق ذاته، نشر "مسبار" تقريرًا عن مدى خطورة الأخبار المضللة خاصة خلال الكوارث الطبيعية، متخذًا زلزال تركيا وسوريا مثالًا، إذ برزت أزمة موازية لا تقل خطورة عن الكارثة الطبيعية ذاتها في أعقاب الزلزال العنيف الذي ضرب تركيا وسوريا في فبراير/شباط 2023، وهي أزمة انتشار الأخبار الزائفة والمعلومات المضللة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

وأشار المقال إلى أن بعض الأخبار الكاذبة، مثل ادعاء انهيار سد هاتاي، أدت إلى بث الذعر وتعطيل عمليات الإغاثة، ما استدعى تدخل السلطات التركية بإطلاق تطبيق ذكي للإبلاغ عن الشائعات. كما تطرّق المقال إلى ادعاءات كاذبة حول إمكانية التنبؤ بالزلازل، وترويج نظريات علمية زائفة تزعم ارتباط الزلزال بمشروع "هارب" الأميركي، رغم التأكيدات العلمية القاطعة التي تنفي أي صلة بين المشروع والزلازل. هذه المعلومات المضللة، لا تكتفي بخلق الفوضى النفسية، بل تُضعف كذلك من كفاءة الاستجابة الإنسانية، وتُربك الجهود اللوجستية في مواقع الكارثة.

تزداد حالة الذعر بين السكان كلما انتشرت معلومات وادعاءات مضللة وقت الكوارث الطبيعية
تزداد حالة الذعر بين السكان كلما انتشرت معلومات وادعاءات مضللة وقت الكوارث الطبيعية

هذا التضليل الإعلامي، لا يمس فقط الحقيقة، بل يشكّل تهديدًا مباشرًا على أمن المجتمعات في أوقات الأزمات. لذلك يؤكد مسبار أن نشر المعلومات دون تحقق يُعد سلوكًا بالغ الخطورة، يتطلب وعيًا مجتمعيًا ويقظة إعلامية لضمان سلامة الأفراد وحسن إدارة الكوارث.

مخاطر أكيدة لنشر المعلومات المضللة خلال الكوارث الطبيعية

وفي تقرير آخر نشره مسبار يوم الثالث من يناير/ 2024، ركز على مخاطر المعلومات المضللة التي تنتشر خلال الكوارث الطبيعية، ويأخذ زلزال اليابان في يناير 2024 مثالًا حديثًا لهذه الظاهرة. إذ يوضح المقال أن تداول صور وفيديوهات قديمة أو خارجة عن سياقها، مثل مقاطع الزلازل السابقة أو كوارث من دول أخرى، يؤدي إلى تضليل الرأي العام وزيادة القلق بين الناس. كما يحذّر من الحسابات الزائفة التي تنتحل صفات أشخاص أو جهات رسمية وتنشر أخبارًا مختلقة. حيث تضر هذه التصرفات بجهود الإغاثة وتعيق الجهات المختصة عن أداء دورها بكفاءة في أوقات الأزمات.

تحذر الحكومات من انتشار المعلومات المضللة مع الاعتماد على المصادر الموثوقة إخباريًا

ويبرز المقال أيضًا كيف يمكن لهذه المعلومات المضللة أن تُفاقم الحالة النفسية للمتضررين من الكارثة، إذ يشعرون بالإرباك وعدم الثقة في الأخبار الرسمية. كذلك، يؤكد على أهمية الوعي الإعلامي لدى الجمهور، ودور كل فرد في التأكد من المعلومات قبل نشرها. وضرورة الاعتماد على المصادر الموثوقة فقط، مثل وكالات الأنباء الرسمية والمؤسسات الحكومية. ويدعو التقرير إلى الحذر من الانسياق خلف العناوين المثيرة أو الصور المفبركة، إذ يمكن أن تكون لها آثار خطيرة على الأمن المجتمعي والتعامل مع الكارثة.

اقرأ/ي أيضًا

هل تسبب مشروع "هارب" الأميركي في فيضانات إسبانيا وكوارث مناخية حول العالم؟

هل سبب التغير المناخي والكوارث الطبيعية هو اقتراب كوكب من الأرض؟

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar