تقارير تكشف زيف ادعاء الاحتلال استهداف المستشفى الأوروبي بسبب وجود أنفاق تابعة لحماس
أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار الجاري، استهدافها مقرات صحية ومراكز إيواء يقيم فيها آلاف المرضى والنازحين الفلسطينيين، بينها مستشفى الشفاء والمستشفى الأوروبي في خانيونس، بادعاء مفاده أن عناصر من حركة حماس، من ضمنهم محمد السنوار، شقيق قائد حركة حماس سابقًا، يحيى السنوار، كانوا -حسب مواقع إخبارية عبرية- داخل مجمع للقيادة والسيطرة، قد أقيم ضمن بنية تحتية أسفل المستشفى الأوروبي. وذلك دون الكشف عن أي أدلة تؤكد صحة تلك الادعاءات.
أما عقب نشر قوات الاحتلال الإسرائيلي للصور ومقاطع الفيديو التي ادعت أنها لأنفاق تحت المستشفى الأوروبي، كشف فريق مسبار بالبحث في خرائط غوغل، أن المنطقة المحددة باللون الأحمر في الصور المنشورة، كانت لمدرسة مجاورة للمستشفى، وليست للمستشفى الأوروبي، وعليه لم تقدم قوات الاحتلال الأدلة المفترض تقديمها، لإثبات ادعاءاتها.
وفي أعقاب الأنباء عن مقتل عشرات الضحايا الفلسطينيين إثر الغارات الجوية، التي شنها جيش الاحتلال على المنطقة آنذاك، كشفت تقارير إعلامية أخرى، زيف الادعاءات الإسرائيلية، التي تزعم وجود أنفاق عسكرية ومنطقة قيادة وسيطرة تابعة لحركة حماس تحت المستشفى الأوروبي في خانيونس.
تقرير استقصائي لسكاي نيوز يدحض ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي
نشرت سكاي نيوز، يوم 15 مايو الجاري، تقريرًا استقصائيًا ينفي ادعاء جيش الاحتلال باستهدافه أنفاقًا ومنطقة قيادة وسيطرة تحت المستشفى الأوروبي، إذ يقول التقرير إن لقطات كاميرات المراقبة تُظهر لحظة الهجوم على المستشفى الأوروبي بالقرب من خانيونس يوم الثلاثاء الفائت. وتُظهر لقطات أخرى، التُقطت من خارج أسوار المستشفى، أعمدة من الدخان تتصاعد من المجمع.
إلا أن سكاي نيوز أكدت أن اللقطات لا تُظهر في الواقع المستشفى الأوروبي، بل المدرسة المجاورة له، وهي مدرسة جنين الثانوية للبنين. ويؤكد التقرير أن خلال الفيديو، ميزت أيضًا سلسلة من الأشكال الداكنة ووُصفت بأنها "موقع بنية تحتية إرهابية تحت الأرض كُشف عنه بعد الضربة". ومع ذلك، لا تظهر أضرار واضحة في الفيديو، كما قال شاهد عيان لـ"سكاي نيوز" إذ لم يكن هناك أي ضرر في ساحة المدرسة.

ويفيد التقرير بأن خبيرًا أفاد بأن الأشكال الداكنة تبدو كعلامات ناتجة عن المياه، وليس عن بنية تحتية تحت الأرض مثل الأنفاق. إذ قال كوري شير، الخبير في استخدام صور الأقمار الصناعية لتقييم الأضرار العسكرية والبيئية في جامعة ولاية أوريغون أن "هذا يبدو بوضوح خندق تصريف مائي مع أنماط تدفق متفرعة للمياه تتجه إلى داخله". مضيفًا أن "أنماط التصريف نفسها مرئية وترى بسهولة في صور سابقة، وتبدو هذه الخنادق كأنها مخصصة لتصريف المياه".

هآرتس الإسرائيلية تفند رواية الاحتلال عن المستشفى الأوروبي
من جهتها، نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية تقريرًا آخر يوم 15 مايو الجاري، جاء فيه أنّ الجيش الإسرائيلي كشف يوم الاثنين الفائت عن عثوره على نفق تابع لحماس، في محيط المستشفى الأوروبي في خانيونس، وذلك في أعقاب محاولة اغتيال استهدفت القيادي البارز في حركة حماس، محمد السنوار. غير أن اللقطات الجوية التي نشرها الجيش تُظهر أن النفق يقع تحت مدرسة قريبة، وليس تحت المستشفى نفسه.
يفيد التقرير أنه وبالرغم من نشر عشرات مقاطع الفيديو المرتبطة بالضربة، إلا أن أيًا منها لا يُظهر أضرارًا لحقت بالمدرسة التي يُزعم أن النفق تحتها، بل اقتصرت الأضرار على أراضي المستشفى. ولم توضح قوات الجيش الإسرائيلي ما إذا كانت المدرسة قد استُهدفت، أم أن الضربة التي استهدفت المستشفى هي التي كشفت عن وجود النفق تحت المدرسة المجاورة.
وأظهرت لقطات حللتها الصحيفة وجود ما لا يقل عن ست حفر ناجمة عن ذخائر أطلقتها القوات الجوية الإسرائيلية داخل وحول أراضي المستشفى، بما في ذلك عند مدخل قسم الطوارئ وعلى طريق الوصول إلى المنشأة.
وأفاد التقرير بأن مصدر أمني إسرائيلي، أكد من ناحيته أنه تم تداول لقطات غير صحيحة للنفق، إلا أن الجيش الإسرائيلي ما يزال يعتبر المدرسة جزءًا من مجمّع المستشفى نظراً لقربها الجغرافي.
وردّت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول إن النفق يمتد تحت كل من المستشفى والمنطقة المجاورة التي ظهرت في الفيديو. إلا أن الجيش لم يُقدم أي دليل يدعم هذا الادعاء حتى الآن.
وقد نُشر الفيديو يوم الثلاثاء، بعد ساعات فقط من الضربة، تحت عنوان "المستشفى الأوروبي". إذ يُظهر الفيديو مبنىً تم تمييزه بعلامات توصف بأنها بنية تحتية تحت الأرض كُشفت بعد الهجوم. وفي البيان المصاحب للفيديو، زعم الجيش الإسرائيلي أن قواته "وجهاز الأمن العام (الشاباك) دمّرا بنية تحتية إرهابية تحت الأرض تابعة لحماس تقع تحت المستشفى الأوروبي في خانيونس، جنوب قطاع غزة".
لكن بعد مراجعة فريق هآرتس للخرائط واللقطات الجوية، كشفوا أن المبنى الظاهر في الفيديو ليس للمستشفى، بل مدرسة جنين المجاورة للمستشفى. وتعرض صفحة المدرسة على فيسبوك العديد من الصور لساحتها، وهي نفس المنطقة التي قال الجيش الإسرائيلي إن النفق تم حفره فيها.

ويضيف التقرير، أن لقطات كاميرا المراقبة من مدخل المستشفى، التي نُشرت يوم الأربعاء 14 مايو أظهرت إحدى الضربات، ويبدو أن أشخاص عدة أصيبوا في الانفجار.

هذا وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، خروج مستشفى غزة الأوروبي عن الخدمة، جراء الاستهدافات الإسرائيلية التي طاولته. وأكدت الوزارة استحالة تقديم المستشفى للرعاية الطبية جراء الخطر المحدق بالطواقم الطبية والجرحى والمرضى، ونتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت ببنيته التحتية.
اقرأ/ي أيضًا
إسرائيل تنشر مشاهد مضللة بعد قصفها المستشفى الأوروبي في غزة
قبل اغتيالها له.. إسرائيل شنّت حملة تحريضية مضللة ضد الصحفي حسن إصليح