موسيقى

ذي إنترسبت: بث اليوروفيجن عام 2024 حجب أصوات جماهير هتفت مساندة لفلسطين

فريق تحرير مسبارفريق تحرير مسبار
date
19 مايو 2025
آخر تعديل
date
11:02 ص
20 مايو 2025
ذي إنترسبت: بث اليوروفيجن عام 2024 حجب أصوات جماهير هتفت مساندة لفلسطين
البث أخفى استياء الجمهور خلال أداء المغنية الإسرائيلية | مسبار

أجرى موقع ذي إنترسبت تحليلًا صوتيًّا للأداء المباشر، خلال الدور نصف النهائي من مسابقة يوروفيجن لعام 2024، ووجد أنّ هناك تلاعبًا في البثـ عبر حجب أصوات مساندة لفلسطين خلال عرض المغنية الإسرائيلية.

في مايو/أيار عام 2024، وخلال تجارب الأداء (البروفة) التي جرت بحضور جمهور حي ضمن الدور نصف النهائي من مسابقة يوروفيجن، أطلق الحاضرون صيحات استهجانٍ عالية ضد المغنية إيدن غولان، ممثلة إسرائيل التي أثارت مشاركتها جدلًا واسعًا بسبب الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة.

لكن، عندما أدّت غولان مباشرة على الهواء في التاسع من مايو 2024، لم يسمع المشاهدون في منازلهم أيّ صيحات استهجان. 

تحليل لذا إنترسبت يكشف حجب أصوات جماهير مساندة لفلسطين خلال بث يوروفيجن عام 2024

بحسب موقع ذي إنترسبت، شاع الظن، حينها، بأن اتحاد البث الأوروبي (EBU)، الجهة المنتجة لليوروفيجن، حجب صفارات الاستهجان من البثّ الحي.

في المقابل، أكد الاتحاد أنه لم يحجب أي ردود فعل من الجمهور. وقال في تصريح للنسخة البريطانية من موقع هاف بوست: "كما هو الحال في جميع الإنتاجات التلفزيونية الكبرى التي يحضرها جمهور، يعمل تلفزيون SVT — هيئة البث الوطنية في السويد، البلد المستضيف لمسابقة يوروفيجن 2024 —على ضبط الصوت في البث لمعادلة المستويات للمشاهدين في المنازل. يهدف ذلك حصرًا إلى تحقيق مزيج صوتي متوازن قدر الإمكان للجمهور، ولا يقوم  بحجب أصوات جمهور الساحة".

لكن تحليلًا أجراه موقع ذي إنترسبت لتغذية الصوت الأصلية التي بُثّت على الهواء، أظهر أن صيحات استهجان صدرت بالفعل أثناء أداء غولان في التاسع من مايو، بل إن أحد الحاضرين صاح بصوتٍ عالٍ "فلسطين حرّة!" خلال التسجيل. وبينما بقيت هتافات التشجيع واضحة في مزيج البث، لم يكن صفير الاستهجان ولا الشعار المؤيد لفلسطين مسموعًا في النسخة التي تلقّاها الجمهور في المنازل.

وشارك الموقع مقطعًا من كلا المسارين الصوتيين، مع تفعيل الترجمة التوضيحية لرصد تفاعلات الجمهور.

أثارت مشاركة غولان في يوروفيجن جدلًا واسعًا مع ارتفاع حصيلة قتلى حرب إسرائيل على غزة. ورغم حملة استبعاد إسرائيل، تأهلت غولان إلى النهائي بأغنية البوب "إعصار" وحلّت في المركز الخامس. غير أنّ الصوت المعزول للجمهور في النهائي كان مليئًا بالأعطال بحيث تعذّر التحقق مما إذا كان قد جرى كتم أي صافرات استهجان في المزيج النهائي، بحسب ذي إنترسبت.

ومُنعت أغنيتها، التي حملت في الأصل عنوان "مطر أكتوبر"، من المشاركة قبل أن تُعدِّل عنوانها وكلماتها لانتهاكها قواعد المسابقة المتعلقة بالحياد السياسي، بسبب إشارتها إلى هجوم حماس في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 على إسرائيل.

في مقابلة أُجريت بعد مسابقة يوروفيجن العام الفائت، عُرض على غولان مقطع فيديو على الإنترنت يُسمَع فيه الصفير خلال تجربة أداء لها أمام جمهور حيّ.

قالت غولان ردّاً على ذلك: "حسنًا، حدث هذا في كلٍّ عرض تقريبًا. في أيّام كانت أكثر تطرفًا".

وأضافت أنّها كانت تتوقّع ردّ فعل سلبي، وكانت تأمل أن تمنع سمّاعات الأذن الخاصّة بالعروض الحيّة ضجيج الجمهور من الوصول إليها.

وتابعت: "لكنّني كنتُ مخطئة جدًا، لأنّني بعد أول تجربة أداء أمام الجمهور أتذكّر أنّني لم أكن أسمع صوتي، بل كنتُ أسمع فقط صافرات الاستهجان والصراخ والضجيج".

تحليل صوتي لبث عام 2024

تمكّن موقع ذي إنترسبت، من كشف حجب أصوات الاستياء من إسرائيل في يوروفيجن العام الفائت، عبر فحص مسارات الصوت المختلفة التي أرسلها منظّمو المسابقة إلى جهات البثّ حول العالم.

عندما يتولّى مُستضيف المسابقة — في حالة العام الفائت كان البلد المستضيف السويد وهيئة البثّ SVT — إنتاج يوروفيجن، يقوم بجمع عدة مسارات صوتية: مسار للمؤدّين، وآخر للجمهور، وثالث لأصوات المذيعين. ثم يُنجَز مزيج حيّ لهذه المسارات الثلاثة في مزيج ستيريو واحد.

يُرسَل مزيج الستيريو ذاك إلى قمر اصطناعي بتنسيق متعدد القنوات، درج يوروفيجن على تجربته منذ عام 2004. كما يُرسَل مسار الفيديو على قناة منفصلة. ويتيح هذا النظام لهيئات البثّ حول العالم الوصول بسهولة إلى هذه المسارات وبث البرنامج على قنواتها.

إلى جانب المزيج الستيريو النهائي ومسارات الفيديو، يبثّ الاتحاد أيضًا المسارات الصوتية الخام على قنوات منفصلة. يتيح ذلك للمحطات المحلية إعداد خلطاتها الصوتية الخاصة، وإن كانت معظمها تستخدم عمليًا المزيج الستيريو الجاهز.

وكما يستطيع أي شخص تسجيل بثّ تلفزيوني هوائي إذا توفّر لديه هوائي وجهاز تسجيل، يمكن أيضًا تسجيل إشارات الأقمار الاصطناعية لمن يمتلك المعدات اللازمة. ورغم أنّ كثيرًا من مسارات الأقمار الحديثة مُشفَّرة، يبدو أنّ يوروفيجن اختار تنسيقًا متوافقًا أكثر مع الأجهزة القديمة، موضحًا في مؤتمر صحافي أنّ "التقنيات تختلف حداثةً عندما نرسل الإشارة إلى لجان التحكيم وأعضائنا المختلفين".

تمكّن "ذي إنترسبت" من مراجعة المسارات الصوتية الخام لأداء غولان ومقارنة ضوضاء الجمهور المعزولة بالمزيج الستيريو النهائي.

تمت مقارنة المسارات الصوتية بالاعتماد على ترميز التوقيت، الذي يتيح لمحطات البث مزامنة الصوت مع الصورة. في مسار صوت الجمهور، ترتفع الهتافات بين الحين والآخر، إلى جانب الصفير وغيرها من أصوات الاستحسان. وتتطابق هذه الارتفاعات والأصوات الأخرى بين مسار الجمهور ومزيج الستيريو.

لكنّ نبرات الاستياء الجماهيري تظهر في مسار الجمهور وحده وتختفي تمامًا من مزيج الستيريو. فمع بداية أداء إسرائيل، يُسمع على مسار الجمهور دويّ متفرّق من صافرات الاستهجان، بينما لا يُسمع أيّ صوت جماهيري في الطابع الزمني المطابق داخل المزيج المُذاع. وبالمثل، في مستهلّ الأداء، يُسمع بوضوح أحد الحاضرين وهو يصرخ: «فلسطين حرّة!»، غير أنّ هذه الصرخة لا تظهر في المزيج الستيريو للبث.

مسابقة غير سياسيّة؟

يُعدّ يوروفيجن أبرز مسابقة موسيقيّة دوليّة في العالم؛ إذ يلتقي فنّانون يمثّلون هيئات البثّ في بلدانهم—في الأصل من أوروبا ثمّ توسّعت لاحقاً—لتقديم عروض يشاهدها عشرات الملايين. العام الفائت تابع نحو 160 مليون شخص فعاليات المسابقة عبر التلفزيون.

تأسس اتحاد البث الأوروبي، ومقره جنيف، عام 1950، ويعد أكبر تحالف إعلامي للخدمات العامة في العالم. ويضم 112 منظمة عضوًا في 56 دولة.

قُبيل الحدث، دارت حملات وعرائض متقابلة مؤيدة أو منددة بمشاركة إسرائيل: أكثر من 1000 فنان سويدي وقّعوا رسالة تطالب باستبعاد إسرائيل، فيما وقّع أكثر من 400 مشهور في هوليوود رسالة تدعمها. وفي النهاية، قال الاتحاد  إنه أجرى مراجعة وقرّر السماح بمشاركة إسرائيل.

قال نويل كوران، المدير العام لاتحاد البثّ الأوروبي آنذاك، لصحيفة ذا غارديان: "مسابقة يوروفيجن حدث موسيقي غير سياسي ومنافسة بين هيئات بثّ عامة أعضاء في اتحاد البث الأوروبي، وليست مسابقة بين حكومات".

رئيس اتحاد البث الأوروبي يؤكد مشاركة إسرائيل عام 2024 رغم الإدانات

سبق أن استبعدت المسابقة دولًا لأسباب تبدو مرتبطة بالسياسة. ففي 2022، منعت روسيا من المشاركة، موضحة أنّ "الأزمة غير المسبوقة في أوكرانيا" تجعل قبول مشاركة روسية "يسيء إلى سمعة المسابقة".

ونشر اتحاد البث الأوروبي  العام الفائت، قائمة أسئلة شائعة بعنوان "الأسئلة المتكررة: إسرائيل في مسابقة يوروفيجن 2024"، ذكرت فيها أنّ روسيا مُعلّقة بسبب "انتهاكات متكرّرة لالتزامات العضوية ومخالفة قيم الإعلام العام"، من دون توضيح تلك المخالفات.

جدل متواصل حول مشاركة إسرائيلية في مسابقة يوروفيجن عام 2025

ممثلة إسرائيل هذا العام، يوڤال رافائيل، قالت إنها كانت تتوقّع التعرّض لصافرات استهجان وتدرّبت على الأداء مع تشغيل أصوات مُشتِّتة في الخلفية. تضاربت الأنباء حول أدائها؛ إذ ذكر تقرير أنّ العرض مضى "من دون عوائق تُذكر"، بينما أشار آخر إلى أنّ لقطات متداولة على وسائل التواصل تُظهر صيحات استهجان لم تكن مسموعة في البثّ.

اقرأ/ي أيضًا

اتهامات ليوروفيجن بازدواجية المعايير عقب السماح بمشاركة إسرائيل رغم حربها على غزة

الفيديو من السويد وليس لملك الدنمارك وهو يلوّح بالعلم الفلسطيني

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar