التصعيد العسكري الإسرائيلي الإيراني وأبرز الادعاءات المضللة
شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر يوم الجمعة 13 يونيو/حزيران الجاري، هجومًا جويًا مباغتًا على إيران، في عملية سمّاها "الأسد الصاعد". بدأت الغارات الجوية عند الساعة 1:15 فجرًا، واستهدفت عشرات المواقع الحيوية داخل الأراضي الإيرانية، أبرزها منشآت تخصيب اليورانيوم في نطنز وأصفهان، إضافة إلى قواعد صاروخية ومراكز قيادة تابعة للحرس الثوري الإيراني. وقد أفادت وكالات إخبارية عالمية بأن أكثر من 50 طائرة شاركت في الموجة الأولى من القصف.

مع تصاعد وتيرة القصف خلال الساعات الأولى، أعلنت السلطات الإيرانية وقوع انفجارات ضخمة في طهران وشيراز وكرمانشاه، ما أدى إلى مقتل أكثر من 100 شخص في اليوم الأول، بينهم ضباط كبار في الحرس الثوري. كما تعرّضت البنية التحتية للطاقة ومواقع سكنية لأضرار جسيمة، وسط حالة من الذعر في الشارع الإيراني.
في الساعات اللاحقة، أطلقت إيران رشقات من الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة باتجاه العمق الإسرائيلي، مستهدفة مواقع عسكرية في تل أبيب والنقب والقدس، وقد أفادت الأنباء بأن معظم هذه الهجمات تم اعتراضها بواسطة منظومة القبة الحديدية ومساعدة أميركية مباشرة عبر منظومات دفاعية متقدمة.
خلال الأيام التالية، استمر القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة داخل إيران، إذ أعلنت تل أبيب أنها استهدفت أكثر من 40 موقعًا عسكريًا ومنشآت تطوير صواريخ في طهران وأصفهان وغرب البلاد. وتوالت الضربات الإيرانية ضمن عملية "الوعد الصادق 3" ردًا على العدوان الإسرائيلي، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، في وقت أكدت فيه مصادر طبية تابعة للأمم المتحدة أن عدد القتلى في إيران تجاوز 500 شخص حتى صباح الأربعاء 18 يونيو، فضلًا عن إصابة أكثر من 1500 آخرين.
دوليًا، دعت موسكو واشنطن إلى عدم التدخل العسكري المباشر، محذرة من توسّع رقعة الحرب في المنطقة، بينما أعربت الصين والاتحاد الأوروبي عن قلقهما البالغ، ودعت الأمم المتحدة إلى وقف فوري لإطلاق النار. في الوقت نفسه، بدأت عدة دول بإجلاء رعاياها من إيران وإسرائيل تحسبًا لأي تصعيد أوسع، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى مفاوضات عاجلة لاحتواء الصراع المتصاعد.
وفي خضم التصعيد العسكري بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران، انتشر العديد من الادعاءات المضللة والزائفة على مواقع التواصل الاجتماعي، التي عمل فريق مسبار على تفنيدها.
الفيديو قديم وليس من هجوم إسرائيل على إيران
مقطع فيديو تداولته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم 13 يونيو، زعمت أنه يوثق جانبًا من الضربات الإسرائيلية الأولى على العاصمة الإيرانية طهران.
بالتحقق من الادعاء المتداول، وجد "مسبار" أنه مضلل، إذ إن الفيديو قديم يعود لعام 2024 وليس من الضربات الإسرائيلية التي استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، فجر اليوم الجمعة الموافق 13 يونيو الجاري. ويوثّق الفيديو لحظة سقوط صواريخ إيرانية على أهداف داخل إسرائيل في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2024، خلال هجوم نفذته القوة الجو فضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني. وجاء هذا الهجوم ضمن عملية أُطلق عليها اسم "الوعد الصادق 2"، واستهدفت مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية.
وجاء الهجوم الإيراني ردًّا على عملية اغتيال ثلاثية استهدفت إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس، وحسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله اللبناني، وعباس نيلفروشان، نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، في تصعيد اعتبرته طهران تجاوزًا للخطوط الحمراء وتعديًا مباشرًا على قيادات محور المقاومة.
فيديو مفبرك يظهر نقل صاروخ عابر للقارات عبر شوارع إيران
مقطع فيديو تداولته صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، يوم 13 يونيو الجاري، زعم مروجوه أنه يظهر مقطعًا نشرته وكالة تسنيم الإيرانية، تحت وصف "من أجل السيادة ومن أجل الكرامة فهذا صاروخ عابر للقارات يستطيع الوصول إلى الولايات المتحدة".
بالتحقق من الادّعاء، وجد فريق مسبار أنّه زائف، إذ إنّ مقطع الفيديو مفبرك، وليس لنقل صاروخ عابر للقارات عبر شوارع إيران، في خضم التصعيد العسكري بين إيران والاحتلال الإسرائيلي.
ظهر الفيديو المتداول لأول مرة في 24 أكتوبر/تشرين الأول 2024، على حساب بموقع انستغرام للتواصل الاجتماعي يُدعى "محمد محرمي"، وهو يعرف نفسه باللغة الفارسية بأنه "مصمم جرافيك ومبدع رقمي متخصص في إنتاج مقاطع ترفيهية باستخدام المؤثرات البصرية".
فعند مراجعة حساب "محمد محرمي"، يتبيّن أن جميع المقاطع التي ينشرها بشكل منتظم تعتمد على المؤثرات البصرية، وتظهر مشاهد خيالية مثل تحطم مروحية، أو هبوط طائرة مستقبلية على مدرج، إضافة إلى شاحنات تنقل أحواض حليب عملاقة، ما يؤكد الطابع الترفيهي والفني لمحتواه.
مشاهد قديمة وليست للرد الصاروخي الإيراني على هجمات إسرائيل
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطعا فيديو تداولتهما حسابات وصفحات، حديثًا، ادعى ناشروهما أنهما يظهران الرد الصاروخي الإيراني على إسرائيل، وأن المقطع الأول يُظهر لحظة انطلاق الصواريخ الإيرانية لبدء الهجوم.
لكن بالتحقق من الادّعاء وجد فريق مسبار أنه مضلل، إذ إن مقطعي الفيديو قديمان وليسا من الهجوم الإيراني الجاري على الاحتلال الإسرائيلي. ويعود مقطع الفيديو الأول إلى أكتوبر 2024، ويُظهر مشاهد وثّقتها وكالة الأنباء الإيرانية للحظة إطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، ضمن عملية "الوعد الصادق 2" التي نفذها الحرس الثوري الإيراني آنذاك.
ويعود مقطع الفيديو الثاني أيضًا إلى تاريخ الأول من أكتوبر 2024، من مشاهد لسقوط صواريخ على إسرائيل في الهجوم نفسه حينها.
الصورة ليست لقائدة طائرة إسرائيلية أسرتها قوات الحرس الثوري في إيران
صورة روجت لها حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، زعم ناشروها أنها تُظهر قائدة طائرة إسرائيلية تدعى سارة أحرونوت أُسقطت طائرتها وأُسرت في إيران، مع بداية الهجمات الإسرائيلية على إيران.
بالتحقق من الادعاء وجد "مسبار" أنه مضلل، إذ تعود لقائدة طيّارة تابعة للبحرية التشيلية، ولا تظهر قائدة طائرة إسرائيلية أسرتها قوات إيرانية بعد إسقاط طائرتها من قبل الدفاعات الجوية الإيرانية خلال التصعيد العسكري الجاري بين الطريفين. وتعود الصورة إلى ديسمبر/كانون الأول 2021، وتُظهر الملازم دانييلا فيغيروا شولز، أول امرأة تشيلية طيّارة في سلاح البحرية، أثناء قيادتها طائرة تدريب من طراز "بيلاتوس PC-7".
فيديو مولّد بالذكاء الاصطناعي ولا يوثق نزوح إيرانيين إلى العراق
فيديو تداولته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، زعمت فيه أنه لحالة نزوح كبيرة لإيرانيين تجاه العراق بعد الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على البلاد.
تحقق مسبار وجد أنه ادعاء زائف، إذ إن الفيديو مولد بالذكاء الاصطناعي ولا يوثق حالة نزوح كبيرة داخل إيران تجاه العراق بعد العدوان الإسرائيلي الأخير على البلاد. ونُشر الفيديو عبر حساب على موقع تيك توك يُدعى "nedoyatrisoch" في 29 مايو/أيار الماضي، أي قبل انطلاق العدوان الإسرائيلي الأخير على إيران. وادعى الحساب أن المقطع يُظهر تجمعًا في منطقة روب بارتان دولبا بنيبال، إلا أن الفيديو مصنّف كمحتوى تم إنشاؤه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
فيديو من البرازيل وليس للقبض على أحد عناصر الموساد في إيران
انتشر مقطع فيديو شاركته صفحات وحسابات على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإكس، حديثًا، زعمت أنه يوثق لحظة إلقاء القبض على أحد عملاء الموساد الإسرائيلي في إيران بحوزته ذخائر وأسلحة.
بالتحقق من الادعاء وجد "مسبار" أنه زائف، إذ إن مقطع الفيديو مضلل، وليس للقبض على أحد عملاء الموساد الإسرائيلي في إيران كانت بحوزته ذخائر وأسلحة مؤخرًا. بل يعود مقطع الفيديو إلى يوليو/تموز 2019، ويُظهر لحظة إلقاء القبض من قبل الشرطة الفيدرالية البرازيلية على شاب كان يحمل ذخيرة مخفية على جسده، وذلك على أحد الطرق السريعة في منطقة كاتاندوفاس بولاية بارانا، جنوب البرازيل.
وأفادت وسائل إعلام محلية ناطقة بالبرتغالية في ذلك الوقت، نقلًا عن الشرطة الفيدرالية، أن الشابين كانا يستقلان حافلة متجهة من مدينة فوز دو إيغواسو، الواقعة غرب البلاد، إلى ريو دي جانيرو. وقد ضُبط بحوزة أحدهما، وهو رجل يبلغ من العمر 38 عامًا، ثلاثة مسدسات ومخزنان يحتويان على 37 رصاصة من عيار 9 ملم. وأفاد للشرطة بأنه تسلّم الأسلحة والذخيرة في باراغواي وكان يعتزم نقلها إلى ساو باولو في جنوب شرق البرازيل. كما تم العثور على ما يقارب 2500 رصاصة من العيار نفسه مثبّتة على جسد الشاب الثاني، البالغ من العمر 17 عامًا.
تصريح ترامب الخاص بتوصيته لنتنياهو بعدم ضرب إيران ليس بعد الهجوم الإسرائيلي
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، حديثًا، زعمت أنه لتصريح للرئيس الأميركي دونالد ترامب، عقب الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي الجاري على إيران. إذ يقول ترامب في التصريح إنه "أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الوقت ليس مناسبًا لقصف إيران، "لأننا قريبون من التوصل إلى حل".
بالتحقق من الادعاء، وجدفريق مسبار أنه مضلل، إذ إنّ تصريح الرئيس الأميركي دونالد ترامب يعود إلى مايو/أيار الفائت، ولم يصرح به حديثًا، أي عقب العدوان العسكري الإسرائيلي الجاري على إيران.
ونُشر الفيديو الأصلي في 28 مايو/أيار الماضي، ويظهر فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي يتحدث فيه عن التطورات العسكرية الأخيرة بين إسرائيل وإيران. وخلال حديثه، أكد ترامب أنه نصح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعدم اتخاذ أي إجراء عسكري تجاه إيران في الوقت الراهن، مشددًا على أن الظروف الحالية لا تسمح بمزيد من التصعيد.
إذ أشار ترامب إلى أن الولايات المتحدة باتت على مقربة من إبرام اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي، مرجّحًا أن يتم التوصل إليه خلال أسبوعين. ولفت إلى أن طهران تُظهر استعدادًا حقيقيًا للتفاوض، فيما اعتبره مؤشرًا على تقدم ملموس في المسار الدبلوماسي بين الجانبين.
اقرأ/ي أيضًا
الفيديو من مارس الفائت وليس لتحرك الأسطول الصيني والروسي باتجاه إيران حديثًا
الفيديو مولد بالذكاء الاصطناعي وليس لانفجار في مبنى بتل أبيب بعد هجوم إيراني