هل ذكرت الأمم المتحدة أن حماس تستولي على 87% من المساعدات كما ادعت المتحدثة باسم تساف 9؟
ادّعت الناشطة الفرنسية الإسرائيلية والمتحدثة باسم منظمة "تساف 9" المتطرفة، راشيل تويتو، في حسابها على منصة إكس، أن الأمم المتحدة أفادت بأن حماس استولت على 87 في المئة من المساعدات الإنسانية في قطاع غزة. وقد أرفقت الادعاء بصورة لمقاتل من حماس في غزة، مع تعليق باللغة الفرنسية: "87% من المساعدات الإنسانية تستولي عليها حماس. المصدر: الأمم المتحدة".

تحقق "مسبار" من الصورة المتداولة ووجد أن الادعاء مزيف، إذ لم تذكر أي مصادر موثوقة أن الأمم المتحدة أصدرت بيانًا رسميًا يُفيد بأن حماس استولت على 87 في المئة من المساعدات الإنسانية. كما لم يرد الرقم المحدد (87%) في أي بيان رسمي للأمم المتحدة.
علاوة على ذلك، ورغم أن عدة جهات تابعة للأمم المتحدة قد أبلغت عن حوادث نهب وسرقة للمساعدات الإنسانية المقدّمة إلى قطاع غزة المحاصر، إلا أن هذه الحوادث لم تُنسب لحماس.
مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة: إسرائيل لا تسمح بدخول إمدادات كافية إلى غزة
قال المتحدث باسم مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان، ثمين الخيطان، في مؤتمر صحافي في جنيف يوم الثلاثاء: "خلال الأسابيع القليلة الفائتة، سمحت السلطات الإسرائيلية بدخول المساعدات بكميات أقل بكثير مما هو مطلوب لتجنب المجاعة الواسعة الانتشار".

وأضاف أن خطر المجاعة في غزة هو "نتيجة مباشرة لسياسة الحكومة الإسرائيلية المتمثلة في عرقلة المساعدات الإنسانية".
وقد أدانت الأمم المتحدة وعدة منظمات إنسانية بشدة مؤسسة غزة الإنسانية (GHF)، وهي منظمة خاصة تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة، وأصبحت الموزع الرئيسي للمساعدات، متجاوزةً وكالات الأمم المتحدة، لفشلها في إيصال ما يكفي من المساعدات ولانعدام الأمن في نقاط توزيعها ومحيطها.
ومع ذلك، فإنه بالنسبة لأكثر من مليوني نسمة من سكان غزة، لا تمتلك مؤسسة غزة الإنسانية سوى أربع نقاط توزيع فقط، والتي تصفها الأمم المتحدة بأنها "مصيدة الموت".
إسرائيل ترفض طلبات منظمات الإغاثة بوقف النهب
سلّطت مذكرة داخلية للأمم المتحدة، حصلت عليها صحيفة ذا واشنطن بوست، الضوء على فوضى المجاعة في غزة، التي تفاقمت بسبب عصابات النهب. وأشارت المذكرة إلى أن هذه العصابات "قد تستفيد من دعم أو حماية سلبية، إن لم تكن فعّالة، من إسرائيل".
ووفقًا لمذكرة الأمم المتحدة، فقد أنشأ أحد قادة العصابات "مجمّعًا عسكريًا" في منطقة "مقيّدة وتخضع لسيطرة ودوريات الجيش الإسرائيلي".
وقد دعت منظمات الإغاثة بشكل متكرر إسرائيل إلى اتخاذ تدابير أقوى لحماية قوافل المساعدات، بما في ذلك توفير طرق أكثر أمانًا، وفتح المزيد من المعابر، والسماح لشرطة غزة المدنية بحراسة الشاحنات. إلا أن معظم هذه المطالب قد رُفضت، واستمر النهب في الحدوث على مرأى من الجنود الإسرائيليين من دون تدخل.

إسرائيل تقول إن منتقديها "يرددون دعاية حماس"
اتهمت إسرائيل حماس مرارًا بنهب المساعدات التي تقدّمها الأمم المتحدة، التي تقوم بتسليم الجزء الأكبر من المساعدات منذ بداية الحرب.
وقد استخدمت السلطات الإسرائيلية هذا الاتهام لتبرير الحصار الكامل الذي فرضته على غزة وإنشاء مؤسسة غزة الإنسانية (GHF) لاحقًا.
كما نفت إسرائيل الاتهامات بأنها تمنع وصول المساعدات إلى غزة، واتهمت حماس بسرقة الطعام. وقال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع إسرائيل كاتس، في بيان صدر، في يونيو/حزيران الفائت: "حماس تسيطر على المساعدات الإنسانية التي تدخل شمال قطاع غزة وتسرقها من المدنيين الغزيين".
لكن بحسب مسؤولين عسكريين إسرائيليين كبار نقلت عنهم صحيفة ذا نيويورك تايمز، في 26 يوليو الفائت، فإن إسرائيل "لم تعثر قط على دليل" على أن المجموعة "سرقت المساعدات بشكل منهجي" من الأمم المتحدة.

إسرائيل تُلقي باللوم على حماس للتهرب من مسؤوليتها عن التجويع
وفقًا لصحيفة ذا نيويورك تايمز، اتهمت إسرائيل حماس بسرقة المساعدات من الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى لما يقرب من عامين، مستخدمة هذا الادعاء لتبرير تقييد دخول الغذاء إلى غزة.
ومع ذلك، قال مسؤولان عسكريان إسرائيليان كبيران واثنان آخران من المطلعين، إن الجيش لم يجد أبدًا دليلًا على أن حماس سرقت المساعدات بشكل ممنهج من الأمم المتحدة، والتي لا تزال المصدر الرئيسي للمساعدات الطارئة لغزة.
كما أفادت وكالة رويترز أن تحليلًا داخليًا للحكومة الأميركية لم يجد أي دليل على أن حماس سرقت الإمدادات الإنسانية الممولة من الولايات المتحدة بشكل ممنهج.
وقد أُجريت المراجعة بواسطة مكتب تابع لوكالة الولايات المتحدة للتنمية الدولية، واكتملت في أواخر يونيو الفائت، حيث فحصت 156 حادثة مذكورة للسرقة أو فقدان الإمدادات الممولة من الولايات المتحدة، بين أكتوبر /تشرين الأول 2023 ومايو/أيار 2025. وأشارت النتائج إلى أنه "لا توجد تقارير تزعم أن حماس" استفادت من المساعدات الممولة من الولايات المتحدة.

اقرأ/ي أيضًا
ادعاءات مضللة روّج لها نتنياهو في مؤتمره الصحافي عن غزة
كيف توظف إسرائيل بيانات المساعدات لتلميع صورتها وإخفاء حقيقة التجويع في غزة؟



















