صحة

الأطباء في مواجهة الشائعات: كيف يؤثر التضليل الطبي على رعاية المرضى؟

فريق تحرير مسبارفريق تحرير مسبار
date
23 أغسطس 2025
آخر تعديل
date
8:00 ص
24 أغسطس 2025
الأطباء في مواجهة الشائعات: كيف يؤثر التضليل الطبي على رعاية المرضى؟
التضليل الطبي أثر على قدرة الأطباء في تقديم رعاية صحية عالية الجودة | مسبار

نشرت مؤسسة الأطباء (Physicians Foundation)، وهي منظمة بحثية غير ربحية، دراسة جديدة كشفت فيها عن مدى انتشار المعلومات الطبية المضللة، ليس فقط عبر الإنترنت، بل حتى داخل عيادات الأطباء وغرف الفحص، حيث يجري الحوار المباشر بين المرضى والأطباء.

ووفقًا لنتائج الاستطلاع، قال 61% من الأطباء إنهم واجهوا مرضى متأثرين بالمعلومات المضللة أو المغلوطة بشكل متكرر أو بدرجة كبيرة خلال العام الفائت. فيما أكد 86% من المشاركين أن هذه الظاهرة ازدادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الخمس الأخيرة، التي شملت معظم فترة جائحة كورونا، إذ اعتبر نصفهم تقريبًا أن الزيادة كانت "كبيرة جدًا".

التضليل الطبي أثّر على الأطباء في تقديم رعاية صحية عالية الجودة

الدراسة، التي شملت نحو 1000 طبيب من مختلف التخصصات والمراحل المهنية وفي بيئات حضرية وريفية، سلطت الضوء على حجم معاناة الأطباء مع المعلومات الزائفة وكيف باتت تغير من طبيعة عملهم، في ظل بيئة معلوماتية تتيح انتشار الشائعات الطبية بسهولة، بل وأحيانًا بدعم من شخصيات رسمية.

أوضح الدكتور غاري برايس، رئيس المؤسسة، أن الهدف من الاستطلاع هو فهم مدى تأثير المعلومات المضللة على الأطباء، مشيرًا إلى أن الأمر "محبط ومثبط للعزيمة"، لأنه يضرب جوهر مهنة الطب ورغبة الأطباء في مساعدة الناس. وأضاف "حين لا يملك الطبيب أي سيطرة معقولة على نتائج علاج المريض بسبب هذه المعتقدات، فإن ذلك يفتح الباب أمام الإرهاق النفسي والمهني".

وأشار 57% من الأطباء إلى أن التضليل الطبي أثر بدرجة متوسطة أو كبيرة على قدرتهم في تقديم رعاية صحية عالية الجودة.

وتطرقت الدراسة إلى مثال واقعي خلال جائحة كورونا، إذ رفض أحد المرضى إجراء عملية جراحية لأنه رفض الخضوع لفحص "كوفيد-19" بدعوى أن الفايروس غير خطير، ما اضطر الجراح لإلغاء العملية.

وتنتشر المعلومات الصحية الكاذبة بشكل واسع عبر الإنترنت وتمتد لموضوعات متعددة، من اللقاحات إلى المكملات الغذائية. ورغم أن الاستطلاع لم يركز على نوع محدد من الشائعات، فإنه أظهر أن الأطباء بمختلف تخصصاتهم يواجهونها بشكل يومي.

ويأتي نشر الاستطلاع في وقت يشهد فيه التضليل الصحي تزايدًا، سواء على وسائل التواصل الاجتماعي أو حتى داخل مؤسسات حكومية، إذ يواصل وزير الصحة الأميركي روبرت كينيدي الابن، إثارة الجدل بتصريحات مشككة في اللقاحات وأبحاث الأمراض المعدية.

تحديات الأطباء ورضاهم المهني

وفي السياق نفسه، حذرت الدكتورة سيما ياسمين، أستاذة الطب في جامعة ستانفورد، من أن الأطباء يجدون أنفسهم في موقف صعب، قائلة "من غير الواقعي أن نتوقع من الطبيب أن يصحح معتقدات راسخة ومعقدة خلال استشارة طبية لا تتجاوز 10 دقائق". وأضافت أن العاملين في الرعاية الصحية يواجهون يوميًا هذه الادعاءات، ما يثقل كاهلهم بمهمة مزدوجة لتقديم العلاج وتصحيح المفاهيم الخاطئة.

وأشارت ياسمين إلى أن بعض الأطباء أنفسهم قد يقع فريسة لهذه الادعاءات، مؤكدة "علينا أن نكون واعين لمدى هشاشتنا نحن أيضًا".

وأظهرت استطلاعات سابقة نتائج مشابهة، ففي 2023 وجدت مؤسسة دي بومونت أن 72% من الأطباء اعتبروا أن المعلومات المضللة صعّبت علاج مرضى كورونا وأثرت سلبًا على النتائج الصحية. كما كشف استطلاع لمؤسسة Kaiser Family Foundation، هي منظمة أميركية غير ربحية تُعنى بالسياسات الصحية والبحوث الصحية العامة، في إبريل/نيسان الفائت، أن 63% من الأميركيين البالغين سمعوا أو قرؤوا الادعاء الخاطئ بأن لقاح الحصبة يسبب التوحد.

وفي ختام الاستطلاع، دعا الدكتور برايس الأطباء إلى لعب دور أكثر فاعلية على مواقع التواصل الاجتماعي للتصدي للمعلومات الطبية المضللة، قائلًا "علينا أن نتعلم كيف نتواصل بشكل أفضل عبر هذه المنصات، وبنفس الجدية التي نوليها للجراحة أو تطوير دواء جديد".

الضغوط المتزايدة التي يواجهها الأطباء

كما كشفت دراسة سابقة أعدتها شركة The Doctors Company، أكبر شركة تأمين مملوكة للأطباء في الولايات المتحدة، عن حجم الضغوط المتزايدة التي يواجهها الأطباء، مؤكدة أن التضليل الطبي عبر مواقع التواصل الاجتماعي يمثل التحدي الأكبر لدى غالبية الأطباء بنسبة وصلت إلى 64%.

وشمل الاستطلاع، الذي جرى بين ديسمبر/كانون الأول 2024 ويناير/كانون الثاني 2025، 368 طبيبًا من 47 ولاية أميركية ومن مختلف التخصصات والأجيال. وأظهرت نتائجه أن المهنة تمر بأزمة ثقة حادة، إذ أبدى الأطباء معدلًا منخفضًا للغاية في مؤشر الرضا المهني، فيما قال فقط 12% منهم إنهم يوصون الآخرين بدخول مجال الطب، في مؤشر يعكس حجم الإحباط الذي يشعر به العاملون في القطاع.

وأشار الأطباء أيضًا إلى تحديات أخرى بارزة، أبرزها ارتفاع تكاليف الرعاية الصحية (62%)، وغلاء أسعار الأدوية (55%)، وتراجع ثقة المرضى في الأطباء والنظام الصحي (52%)، إضافة إلى التأثير السياسي المتزايد على القرارات الطبية (42%).

اقرأ/ي أيضًا

دراسة تحذر من مخاطر استبدال العلاج الطبي البشري بروبوتات الدردشة

اللقاحات مثالًا: هل يمكن للألعاب أن تساعد في مكافحة التضليل المعلوماتي عبر الإنترنت؟

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar