هل هددت إسبانيا بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل؟
تداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي حديثًا، خبرًا مفاده أن إسبانيا هددت بالانسحاب من المشاركة في مونديال كأس العالم 2026 المقبل، في حال تأهلت إسرائيل وشاركت في البطولة.
ويشير الخبر إلى أن هذا يأتي انطلاقًا من رؤية إسبانيا بضرورة تطبيق عقوبات على إسرائيل مشابهة لتلك التي فرضت على روسيا سابقًا، وطردها من جميع المسابقات القارية خلال أزمتها مع أوكرانيا.
متحدث باسم الحزب الحاكم يلمح إلى إمكانية منع مشاركة إسبانيا في كأس العالم
جاء الخبر المتداول بعد نشر صحيفة ليكيب الفرنسية، تقريرًا يوم الأربعاء، يفيد بأن المتحدث باسم الحزب الاشتراكي الحاكم في إسبانيا، في مجلس النواب، باتشي لوبيز، ألمح إلى أن منتخب إسبانيا قد يقاطع كأس العالم 2026 المقبل، المقرر في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، في حال تأهل منتخب إسرائيل. وأشار قائلًا "سنُقيم الأمر في الوقت المناسب"، فاتحًا الباب أمام مقاطعة محتملة للحدث العالمي.
كما أكد المتحدث باسم الحزب الاشتراكي خلال جلسة يوم الثلاثاء، أن إسبانيا لن تشارك في مهرجان يوروفيجن القادم طالما استمرّت مشاركة إسرائيل.
وكانت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية (RTVE)، أكدت أن إسبانيا لن تُشارك في مسابقة يوروفيجن 2026 إذا ما تنافست إسرائيل في النهاية. ويشير موقف السلطة التنفيذية وحزب العمال الاشتراكي الإسباني إلى تشديد الضغوط الدبلوماسية والثقافية على حكومة بنيامين نتنياهو، ردًا على الهجوم العسكري على قطاع غزة، الذي أكد العديد من المتحدثين الاشتراكيين بأنه "إبادة جماعية".
مطالبات بفرض عقوبات مماثلة لروسيا
تصريحات باتشي لوبيز، جاءت في مؤتمر صحفي عُقد في مجلس النواب الإسباني، ذكر خلالها بأنه يجب على المجتمع الدولي الذي سبق أن فرض عقوبة مماثلة على روسيا بعد غزو أوكرانيا عام 2022، مع استبعاد واسع النطاق للفرق والرياضيين الروس من جميع المسابقات الدولية، أن يقوم بالخطوات نفسها مع إسرائيل.
وأكد المتحدث باسم الحزب الاشتراكي أن الهدف هو توجيه رسالة قوية، وأن يدرك المجتمع الإسرائيلي أن العالم ليس غير مبالٍ بالعنف في غزة. وأضاف "ما نريده هو أنه إذا لم تتمكن الفرق الإسرائيلية من المشاركة في الأحداث الرياضية أو إذا لم تتمكن من المشاركة في مسابقة يوروفيجن؛ فسيبدأ البعض في فتح أعينهم. لأن أعيننا منفتحة بالتأكيد ولن تتسامح مع ما يرونه".
كذلك أعربت وزيرة الرياضة، بيلار أليغريا، عن رأي مماثل، وأكدت على أن "الرياضة ليست، ولا يمكن أن تكون، جزيرة مستقلة عما يحدث في العالم، خاصة عندما يُخبرنا هذا العالم أن حقوق الإنسان تُداس".
وأصرت أليجريا على أن موقف إسبانيا سيكون متسقًا مع الموقف المُتخذ بالفعل مع روسيا، وقالت: "إذا كان استخدام حق النقض مبررًا آنذاك، فلا يمكن للمجتمع الدولي الآن أن يغض الطرف".
ووصف إنريكي سانتياغو، المتحدث باسم اليسار المتحد وعضو حزب سومار في البرلمان الإسباني، دفاع اللجنة الأولمبية الدولية عن وجود إسرائيل في المسابقات الرياضية الدولية بأنه "مخزٍ". وانتقد "ازدواجية معايير" اللجنة لاستبعادها روسيا بعد غزوها لأوكرانيا، ورفضها اتخاذ القرار نفسه بشأن إسرائيل.
هل يمكن للحكومة الإسبانية حظر مشاركة المنتخب الوطني في كأس العالم؟
وفي تقرير لها عن تصريحات المتحدث باسم الحزب الاشتراكي، قالت صحيفة ماركا الإسبانية الرياضية، إنه وفقًا للقوانين الإسبانية، تتمتع الحكومة بصلاحية منع أي منتخب وطني من المشاركة في البطولات الدولية، حتى في كرة القدم، رغم أن الاتحادات الرياضية تعتبر هيئات خاصة.
ويستند ذلك إلى بروتوكول قانوني منشور في الجريدة الرسمية عام 1982، حيث يلتزم كل اتحاد بتقديم بيانات البطولة والمشاركين والميزانية والتاريخ إلى المجلس الأعلى للرياضة (CSD) للحصول على تصريح مسبق، بعد استشارة وزارة الخارجية، قبل 15 يومًا من انطلاق الحدث.
وينص القانون رقم 13/1980 الخاص بالثقافة البدنية والرياضة على أن المجلس الأعلى للرياضة يمتلك سلطة الاطلاع على خطط الاتحادات الإسبانية والموافقة على تنظيم الفعاليات الرياضية أو الإشراف عليها، دون المساس بصلاحيات الاتحادات واللجنة الأولمبية.
ويشكل القانون إطارًا لتحديد شروط وإجراءات مشاركة إسبانيا في الرياضة الدولية وتمثيلها في الاتحادات والمنظمات الرياضية. ورغم ذلك، يُعرف عالم كرة القدم، ولا سيما الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بعدم تقبله لأي تدخل حكومي مباشر في شؤون الرياضة، ما يجعل أي خطوة محتملة لحظر مشاركة المنتخب الإسباني في كأس العالم أمرًا حساسًا، وفقًا لتقرير ماركا.
وأشار التقرير إلى أنه يظل الطريق أمام الحكومة الإسبانية طويلًا، بداية من تأهل إسبانيا نفسه، وصولًا إلى النقاش حول مشاركة إسرائيل، لكن القانون يمنحها الحق في الموافقة أو رفض مشاركة أي منتخب في أي بطولة عالمية.
موقف إسبانيا وإسرائيل من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026
في الوقت الحالي، يتصدر المنتخب الإسباني مجموعته في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، برصيد 6 نقاط من مباراتين، بعد فوزه على بلغاريا وتركيا. أما المنتخب الإسرائيلي فيحتل المركز الثالث في مجموعته برصيد 9 نقاط من 5 مباريات، بفارق أهداف عن إيطاليا، بعد فوزه على إستونيا ومولدوفا، وخسارته أمام النرويج وإيطاليا.
وتستمر المنافسات في هذه المجموعات حتى نوفمبر/تشرين الأول 2025، حيث يتأهل صاحب المركز الأول مباشرة إلى النهائيات، بينما يخوض صاحب المركز الثاني ملحقًا لتحديد المتأهل.
متظاهرون مؤيدون لفلسطين يقاطعون سباق "فويلتا" في مدريد
وقاطع متظاهرون مؤيدون لفلسطين في إسبانيا، المرحلة الأخيرة من سباق "فويلتا" للدراجات الهوائية في مدريد مؤخرًا، احتجاجًا على مشاركة فريق إسرائيلي في السباق. وأدى الاحتجاج إلى توقف مؤقت للسباق.
وخرج آلاف المتظاهرين إلى شوارع مدريد يوم الأحد، خلال المرحلة الأخيرة لطواف إسبانيا للدراجات الهوائية، في ذروة احتجاجاتهم التي بدأت قبل ثلاثة أسابيع اعتراضًا على مشاركة فريق إسرائيلي.
وظهر المتظاهرون حاملين أعلام فلسطين وردّدوا شعارات مؤيدة لغزة، واقتحموا الحواجز في شارع غرّان فيا الشهير وسط العاصمة، ودخلوا مسار السباق. وقد حاولت الشرطة المنتشرة بأعداد كبيرة صدهم، مستخدمة الغاز المسيل للدموع.
وأثار إعلان المنظمين إلغاء المرحلة الأخيرة من السباق قبل خط النهاية بـ56 كيلومترًا هتافات الفرح بين المتظاهرين، الذين رددوا "فلسطين فازت بلا فويلتا (طواف إسبانيا)". كما رفعوا أعلام فلسطين وهتفوا بشعارات مثل "قاطعوا إسرائيل"، و"هذه ليست حربًا بل إبادة"، في إشارة إلى الحرب الدائرة في غزة، و"أوقفوا قتل الأطفال الأبرياء".
رئيس الوزراء الإسباني يطالب باستبعاد إسرائيل من المشاركة في البطولات الرياضية الدولية
وتأتي هذه التطورات السياسية في إسبانيا بعد تصريحات رئيس وزراء البلاد، بيدرو سانشيز، الذي طالب باستبعاد إسرائيل من المشاركة في البطولات الرياضية الدولية، بسبب استمرار ارتكاب المجازر في قطاع غزة، وطالب بأن تُعامل إسرائيل نفس معاملة روسيا، التي أقصيت من جميع البطولات الرياضية العالمية، وخصوصًا بطولتي يورو وكأس العالم، على خلفية الحرب المُستمرة على أوكرانيا.
وأشار رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، خلال جلسة في البرلمان يوم الاثنين 15 سبتمبر، إلى التعليق غير المسبوق للمرحلة الأخيرة من طواف إسبانيا للدراجات الهوائية، الذي حدث بسبب تحرك نشطاء مؤيدين للفلسطينيين احتجاجًا على ما وصفوه بـ"الإبادة" التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
وأكد سانشيز، الذي يتحدث باستمرار عن القضية الفلسطينية في الفترة الأخيرة، أن "روسيا وإسرائيل لا يجب أن تشاركا في أي منافسة دولية حتى تتوقف هذه الهمجية".
وقبل اندلاع الاحتجاجات في مدريد، وصف سانشيز إسبانيا بأنها "مثال وفخر أمام المجتمع الدولي" لما أبدته من موقف في الدفاع عن حقوق الإنسان وإدانة "الهمجية" في غزة.
من جهته، اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي، غيديون ساعار، سانشيز بتحفيز الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين بعد إعلان تعليق السباق.
وفي سياق متصل، اقترح وزير الثقافة الإسباني، إرنست أورطاسون، أن تمتنع إسبانيا عن المشاركة في النسخة القادمة من مسابقة يوروفيجن إذا لم تُمنع إسرائيل من المشاركة.
وكان من المقرر أن تُقام المسابقة في مايو 2026 في فيينا، وعادةً يجب على الدول الإعلان قبل أكتوبر/تشرين الثاني عن مشاركتها، لكن هذا العام تم تمديد الموعد استثنائيًا حتى ديسمبر/كانون الأول.
وقد تُعرض مشاركة إسرائيل في يوروفيجن للتصويت خلال الجمعية المقبلة للاتحاد الأوروبي، في مقرها بجنيف يومي 4 و5 ديسمبر.
اقرأ/ي أيضًا
بخلاف مزاعم إسرائيل.. تقرير أممي يؤكد ارتكابها إبادة جماعية في غزة























