الفنون والثقافة

المعلومات الزائفة عن وفاة المشاهير: انتشار سريع وآثار نفسية واجتماعية

سولنار محمدسولنار محمد
date
21 سبتمبر 2025
آخر تعديل
date
4:12 ص
23 سبتمبر 2025
المعلومات الزائفة عن وفاة المشاهير: انتشار سريع وآثار نفسية واجتماعية
شائعات وفاة المشاهير تنتشر سريعًا وتزعج عائلاتهم | مسبار

تتكرر على وسائل التواصل الاجتماعي موجات من الأخبار أو المعلومات الزائفة، التي تدعي وفاة مشاهير أو شخصيات عامة، فتتحول خلال دقائق إلى أخبار متداولة على نطاق واسع. ورغم أن هذه الأخبار غالبًا ما تُنفى سريعًا، إلا أن انتشارها يربك المحيطين بالشخصيات المعنية، ويثير التباسًا لدى الجمهور، حتى تتضح الحقيقة.

في هذا التقرير، يستعرض "مسبار" أبرز الأخبار الزائفة الأخيرة التي طاولت مشاهير وشخصيات عامة، إضافة إلى انعكاساتها على ذويهم والجمهور.

من أبيدال إلى آشا بهوسل: أخبار زائفة عن الوفاة تدفع العائلات للتوضيح

انتشرت إشاعة تفيد بوفاة المدافع الأيسر السابق لمنتخب فرنسا ونادي برشلونة الإسباني، إريك أبيدال (46 عامًا)، نتيجة مضاعفات عملية زرع كبد. إلا أن أبيدال نفى هذه الادعاءات عبر حسابه في انستغرام، مؤكدًا أنه بصحة جيدة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأخبار تؤثر على أسرته وأطفاله. كما عبرت زوجته الجزائرية، حياة كبير، عن استيائها من هذه المعلومات المضللة وما تسببه من قلق لعائلتها.

لم تطل الأخبار الزائفة أبيدال وحده، ففي مطلع سبتمبر الجاري انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي شائعة تفيد بوفاة المدرب في دوري بطولة كرة القدم الأميركية، ويد فيليبس (78 عامًا)، ووصف فيليبس ما جرى بـ”الخدعة القاسية والمقززة”، مشيرًا إلى أن الشائعة أزعجت أسرته وأدت إلى ألم عميق، ما دفعه إلى إصدار بيان رسمي ينفي فيه الخبر. 

ويد فيليبس ينفي أخبارًا زائفة عن وفاته

كذلك واجهت مغنية البلاي باك الهندية المرموقة آشا بهوسل (92 عامًا) أخبارًا زائفة عن وفاتها، ما أثار قلقًا بين جمهورها ومحبيها. ووجه نجلها، أناند بهوسل، نفيًا صريحًا لتلك الادعاءات، مؤكدًا أن الخبر "باطل تمامًا"، محذرًا من الانجرار وراء معلومات مضللة.

وكانت الشائعة بدأت عندما نشر أحد مستخدمي فيسبوك صورة للمغنية مرفقة بزهرة وتعليق زائف جاء فيه “توفيت المغنية الشهيرة آشا بهوسل – انتهى عصر موسيقى (1 يوليو 2025)". بعد فترة قصيرة تم تداول المنشور على نطاق واسع، غير أن أناند بهوسل طمأن الجمهور بأن والدته بخير، مشددًا على أن تكرار مثل هذه الأخبار له تأثير على الأسرة والجمهور معًا.

أناند بهوسل ينفي شائعات وفاة والدته المغنية الهندية الشهيرة آشا بهوسل

معلومات زائفة عن الوفاة تلاحق المشاهير العرب

لا يقتصر انتشار المعلومات الزائفة على المشاهير العالميين، بل يتكرر أيضًا في العالم العربي، ولا سيما في مصر. فقد نفت الممثلة المصرية منى شلبي، عبر صفحتها الرسمية في فيسبوك منتصف يوليو الفائت، خبر وفاة والدتها الفنانة زيزي مصطفى، وحثت الجمهور على تحرّي الدقة وعدم إثارة قلق العائلة والجمهور.

منة شلبي تنفي شائعة وفاة والدتها زيزي مصطفى وتدعو إلى تحرّي الدقة

كذلك يُعد الفنان المصري عادل إمام من أكثر الشخصيات التي تتعرض لمعلومات زائفة عن وفاته، سواء خلال فترات نشاطه الفني أو أثناء تصوير أعماله، وازدادت الادعاءات مع غيابه عن الساحة الفنية، مؤخرًا.

وفي بيان رسمي صدر عن أسرته نهاية شهر مارس الفائت، أكد أن جميع الأخبار المتداولة بشأن مرضه أو وفاته عارية تمامًا من الصحة، معربة عن استيائها من تكرار ربط اسمه بمعلومات كاذبة، ووصفت هذا السلوك بأنه غير مسؤول وغير مقبول. وأشارت الأسرة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لمثل هذه المعلومات الزائفة، فقد تكررت عدة مرات خلال السنوات الفائتة، وكان آخرها منتصف العام الفائت حيث تم نفيها بشكل قاطع.

أسرة عادل إمام توضح حقيقة ما يُتداول عن حالته الصحية

من جهتها، وصفت الناقدة الفنية ماجدة خير الله المعلومات الزائفة عن وفاة الفنانين بأنها سلوك غير إنساني وغير مهني، مشيرةً إلى أنها غالبًا ما تطاول الفنانين كبار السن وتنسب إليهم أخبارًا كاذبة، قبل أن تتحقق وسائل الإعلام من صحتها، ما يؤدي إلى انتشارها سريعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت خير الله أن المعلومات الزائفة تشكل معاناة حقيقية للفنانين وأسرهم، مستشهدة بالراحل أحمد زكي، إذ كانت الصحف تتنافس على نشر عناوين مثيرة حول وفاته حتى أثناء تلقيه العلاج بالمستشفى، ما ترك أثرًا سلبيًا على أسرته وحياته الشخصية.

المعلومات الزائفة الرقمية وأثرها النفسي على عائلات المشاهير

لم تعد المعلومات الزائفة عن وفاة المشاهير مجرد أخبار كاذبة عابرة، بل تحولت في بعض الحالات إلى جزء من الفكاهة الشعبية الرقمية، إذ يستخدمها البعض للترفيه أو السخرية. هذا التحوّل يضع عائلات المشاهير في موقف صعب، إذ تُجبر على مواجهة الادعاءات بشكل مستمر وتوضيح الحقيقة، ما يخلق شعورًا بفقدان السيطرة على سرد حياتهم الخاصة، وفق ما ورد في دراسة تحليلية للمؤلف تريفور جي بلانك في كتابه "الضحكة الأخيرة: الفكاهة الشعبية، وثقافة المشاهير، والكوارث الإعلامية".

وتشير الدراسة إلى أن هذه المعلومات الزائفة قد تزيد من الضغوط النفسية على العائلات وتكرار معاناتها، حيث تواجه مأزقًا مزدوجًا: إدارة مشاعرها ضمن الإطار الأسري والتعامل في الوقت نفسه مع الحزن علنًا وسط جمهور وإعلام قد يكون ساخرًا أحيانًا، ما يضاعف أثر هذه الادعاءات على حياتهم اليومية.

أسباب انتشار المعلومات الزائفة عن النجوم والمشاهير وسبُل الحد منها

يرى الناقد الفني المصري طارق الشناوي أن انتشار المعلومات الزائفة عن وفاة الفنانين يعود أساسًا إلى طبيعة مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يبحثون عن الأخبار المثيرة والتفاعل الكبير، ما يؤدي إلى تداول هذه الادعاءات بسرعة وتعزيز الظاهرة بشكل متكرر.

ويؤكد الشناوي أن هذه الظاهرة لا تنبع بالضرورة من كراهية أو حقد تجاه الفنانين، بل هي نتاج سعي وراء الترند من دون وجود جهة محددة تقف خلفها. 

وتختلف ردود فعل الفنانين تجاه هذه المعلومات الزائفة، فبينما يتعامل بعضهم معها بروح الدعابة، يتأثر آخرون نفسيًا عند سماع أخبار غير صحيحة عن وفاتهم، وهو ما ظهر بوضوح لدى عدد من النجوم في مصر، حسب قوله.

كذلك يرى الناقد السينمائي محمد قناوي أن المعلومات الزائفة عن وفاة الفنانين من أكثر الادعاءات انتشارًا وتأثيرًا، إذ تتسبب في أذى كبير للفنان وأسرته وجمهوره، ويعود انتشارها في كثير من الحالات إلى غياب الفنان عن الأضواء أو مرضه. 

ويشير قناوي إلى أن مصدر هذه المعلومات غالبًا ما يكون مواقع إلكترونية تسعى لتحقيق أكبر عدد من الزيارات لجذب الإعلانات، فهي المستفيد الأول من الأخبار الكاذبة، حسب ما ذكره في تصريحات صحفية. 

ويطالب قناوي بضرورة تدخل مؤسسات الدولة، مثل الهيئة الوطنية للإعلام والهيئة الوطنية للصحافة، لوضع ضوابط ولوائح جديدة تحد من انتشار هذه المعلومات وتنظم عمل المواقع الإلكترونية عبر قوانين واضحة لمحاسبة من ينشر الأكاذيب.

ويرى الناقد السينمائي نادر عدلي أن سبب الظاهرة يكمن في غياب الرقابة والتنظيم على منصات التواصل الاجتماعي، موضحًا أن الصحف عادةً ما تتحقق من الأخبار قبل نشرها، بينما تتولى المواقع الإلكترونية نشرها، ما يستدعي تدخل الدولة لوضع لوائح وقوانين صارمة.

وتعدّ الناقدة الفنية ماجدة خير الله أن الحد من هذه الظاهرة صعب للغاية، وترى أن الحل يكمن في التكذيب المباشر من عائلة الفنان أو النقابات الفنية، طالما أن سلوك المجتمع لم يتغير، مضيفة "نحن شعب لا يمكنه قول لا أعرف، بل يفضل إعطاء المعلومة ولو خاطئة".

اقرأ/ي أيضًا

ادعاءات مضللة تطاول فنانين مصريين بتهم تجارة الأعضاء

تستخدم صورًا وأسماء مشاهير: ما مخاطر الإعلانات المفبركة باستخدام الذكاء الاصطناعي؟

المصادر

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar