ادعاءات مضللة حول التصعيد الأميركي الفنزويلي الأخير
خلال الأسابيع الفائتة، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة الأميركية وفنزويلا تصعيدًا ملحوظًا اتخذ طابعًا عسكريًا وسياسيًا في آن واحد. فمنذ أغسطس/آب 2025، أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطوات متشددة تجاه كاراكاس، شملت رفع قيمة المكافأة المالية المخصصة للقبض على الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو إلى 50 مليون دولار، بالتوازي مع إرسال سفن حربية وطائرات مقاتلة إلى البحر الكاريبي تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات.
وفي الثاني من سبتمبر/أيلول الجاري، أكد ترامب أنّ ضربة أميركية استهدفت قارِبًا فنزويليًا أسفرت عن مقتل 11 شخصًا، اتهمهم بالانتماء إلى عصابات الجريمة المنظمة، من دون تقديم أدلة علنية تثبت هذه الاتهامات. تلت ذلك ضربات أخرى خلال الشهر ذاته، في ظل غياب توثيق مستقل يؤكد صحة المزاعم الأميركية.
في المقابل، ردّت الحكومة الفنزويلية ببيانات وتصريحات اتهمت واشنطن بخرق السيادة الوطنية وارتكاب أعمال عدوانية قد ترقى إلى مستوى إعلان حرب. الرئيس مادورو وجّه في السادس من سبتمبر الجاري، رسالة إلى مبعوث أميركي نافيًا مسؤولية بلاده عن تهريب المخدرات، وأعلن عن مناورات عسكرية في البحر الكاريبي ابتداءً من 17 سبتمبر.
من جانبه، أطلق ترامب يوم 20 سبتمبر، تصريحات هدّد فيها كاراكاس بثمن لا يُحتسب إذا لم تستجب لمطالب أميركية بشأن إعادة أشخاص قال إنهم "سجناء" و"نزلاء مؤسسات نفسية" رُحّلوا إلى الولايات المتحدة. هذا التوتر المتسارع أثار ردود فعل إقليمية ودولية محذّرة من خطورة انزلاق الوضع إلى مواجهة مفتوحة بين البلدين.
وخلال الفترة الفائتة، انتشرت ادعاءات مضللة وزائفة حول التصعيد العسكري بين البلدين، فندها "مسبار"، وننشر أهمها في هذا المقال.

الفيديو ليس لقطع بحرية حشدتها الولايات المتحدة الأميركية في البحر الكاريبي
فيديو نشرته حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في 20 سبتمبر الجاري، يدعي بأنه يُظهر سفنًا حربية أميركية نشرتها الولايات المتحدة في البحر الكاريبي تمهيدًا لغزو فنزويلا.
بالتحقق من الادعاء وجد مسبار أنّه مضلل، إذ إن المقطع قديم وليس لتحركات عسكرية أميركية قرب سواحل فنزويلا، حديثًا.
ونشر مقطع الفيديو بتاريخ 28 إبريل/نيسان 2017، عبر الحساب الرسمي للبحرية الأميركية على منصة يوتيوب، وهو يُظهر تدريبات بحرية مشتركة بين الولايات المتحدة واليابان في بحر الفلبين.
وشملت المناورات، آنذاك، حاملة الطائرات الأميركية كارل فينسون إلى جانب مدمرات أميركية ويابانية وعدد من القطع الحربية الأخرى، وتركّزت على رفع مستوى التنسيق العملياتي وتعزيز القدرات الدفاعية المشتركة.
وفي بيانها أوضحت البحرية الأميركية أن هذه المناورات تُجرى بشكل دوري أثناء عبور المجموعات البحرية في غرب المحيط الهادئ، وذلك بهدف تطوير الكفاءة العملياتية والتأكد من جاهزية القوات لحماية المنطقة عند الضرورة.
الفيديو ليس لطائرة مسيّرة مصرية في مهمة تدريبية عام 2015
وتداولت حسابات مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يُظهر طائرة أميركية بدون طيار من طراز RQ-4 Global Hawk وهي تتجه جنوبًا فوق البحر الكاريبي، بغرض تنفيذ مهام مراقبة واستطلاع عسكري وجمع معلومات استخباراتية.

ونشر مقطع الفيديو في منتصف ديسمبر/كانون الأول 2015، ويُظهر طائرة أميركية من مسيّرة أثناء قيامها بمهمة تدريبية على ارتفاع عالٍ. وتُعد هذه الطائرة من أضخم الطائرات العسكرية المسيّرة، وتتميز بقدرتها على التحليق لمسافات طويلة وبلوغ ارتفاعات شاهقة تصل إلى نحو 18 كيلومترًا.
مشاهد مضللة لاستعداد فنزويلا وأميركا لمواجهة عسكرية
نشرت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في السابع من سبتمبر الجاري، مقطع فيديو زُعم أنه من فنزويلا، ويُظهر زوارق هجومية جديدة مصنوعة في إيران ومزودة بصواريخ كروز مضادة للسفن من طراز "CM-90"، قادرة على استهداف سفن حربية أكبر، وُصفت بأنها استعدادات لسيناريو مواجهةٍ محتملة مع الولايات المتحدة.
بالتحقق من الادعاء وجد مسبار أنّه مضلّل، إذ إنّ مقطع الفيديو قديم وليس لنشر فنزويلا زوارق هجومية جديدة استعداد للحرب، ولا لاستعداد الولايات المتحدة لشنّ هجوم محتمل ضدها.
وتداولت وسائل إعلام مقطع الفيديو، في 31 ديسمبر/كانون الأول 2023، يُظهر قيام البحرية الفنزويلية بنقل زوارق "ذو الفقار" التي تسلّمتها من إيران، من قاعدة بويرتو كابيلو شرق البلاد إلى سواحل المحيط الأطلسي.

أشارت تقارير إعلامية في ذلك الوقت إلى أن هذه التحركات جاءت في ظل تصاعد التوتر بين فنزويلا وغيانا حول إقليم غيانا-إيسيكيبو، وذلك بالتزامن مع وصول سفينة الدورية البريطانية "ترينت" إلى السواحل الغيانية في إطار تعزيز الحضور العسكري ودعم مطالبة غيانا بالإقليم المتنازع عليه.
وذكرت التقارير أن فنزويلا ردّت على هذه المستجدات بإجراء مناورات عسكرية في المنطقة، استعرضت خلالها جاهزية قواتها وقدراتها، وشملت المناورات استخدام زوارق الصواريخ "ذو الفقار".
الفيديو ليس لهبوط طائرة مقاتلة على حاملة طائرات إيطالية خلال مناورات بحرية حديثًا
وتداولت حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا، مقطع فيديو زعمت أنه يُظهر طائرات أميركية من طراز F-35 وهي تهبط في بورتوريكو، على بُعد نحو 550 ميلًا من السواحل الفنزويلية، في إطار استعدادات مزعومة لهجوم أميركي وشيك ضد فنزويلا.

ونشر المقطع أول مرة عبر حسابات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي في 16 إبريل الفائت، وادّعت المنشورات أنه يُظهر هبوط مقاتلة من طراز F-35B على متن حاملة الطائرات الإيطالية C550 Cavour، وذلك ضمن مناورات بحرية حملت اسم "Mare Aperto 25".
ورصد فريق مسبار رفع علم البحرية الإيطالية على متن حاملة الطائرات "Cavour C550"، إحدى أبرز القطع في الأسطول الإيطالي. يبلغ طول الحاملة نحو 244 مترًا، وتعمل بمحركات توربينية غازية تمكّنها من بلوغ سرعة تتجاوز 28 عقدة. كما تستوعب مقاتلات F-35B وAV-8B Harrier II، إضافة إلى مروحيات مثل AW101 وNH-90، وتتمتع بقدرة على نقل الدبابات ووحدات من قوات المشاة البحرية.

الفيديو ليس لتحشيدات فنزيويلية عسكرية استعدادًا للحرب مع أميركا
مقطع فيديو متداول، حديثًا، ادعى ناشروه أنه التُقط مؤخرًا لحشد الجيش الفنزويلي قواته العسكرية ومدمّراته، وذلك استعدادًا للحرب مع أميركا، لمواجهة التهديدات التي تتعرض لها من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب.
بالتحقق من الادعاء وجد مسبار أنه مضلل، إذ إن مقطع الفيديو قديم وهو لتدريبات أجراها الجيش الفنزويلي في سبتمبر 2024، وليس عقب التوترات مع الولايات المتحدة، مؤخرًا.
وبالبحث، تبيّن أن المقطع يعود لجزء من لقطات نشرها حساب البحرية الفنزويلية على موقع إنستغرام في 28 سبتمبر 2024، وأوضح أنها تعود لتدريبات نفذتها وحداتها البحرية ضمن أسطول المئوية الثانية في ذلك الوقت، ولا صلة له بالتوترات الراهنة مع الولايات المتحدة.

اقرأ/ي أيضًا
الفيديو من احتجاجات في فنزويلا وليس لحالة هلع في كاليفورنيا بعد تجدد الحرائق
الفيديو لغيوم غير مألوفة تشكّلت قبالة سواحل فلوريدا الأميركية وليس في فنزويلا






















