أخبار

عامان من الإبادة على غزة: كيف واصلت إسرائيل سياسة إنكار تجويع المدنيين؟

فريق تحرير مسبارفريق تحرير مسبار
date
4 أكتوبر 2025
آخر تعديل
date
11:10 ص
5 أكتوبر 2025
عامان من الإبادة على غزة: كيف واصلت إسرائيل سياسة إنكار تجويع المدنيين؟
سرديات مضللة متواصلة عن الغذاء في غزة لتبرئة الاحتلال من التجويع | مسبار

خلال عامين كاملين من حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي بدأت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، استغل الاحتلال الإسرائيلي بكل الطرق، سواء عبر الجهات الرسمية أو حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى الاستعانة بمؤثرين وتصريحات لمسؤولين والتشكيك بحالات التجويع وضحاياها من الأطفال، لإنكار انتهاج إسرائيل سياسة التجويع بحق أهالي القطاع. 

وعلى مدار العامين، عمل مسبار على تفنيد مختلف أشكال التضليل والبروباغندا الإسرائيلية المرتبطة بالتجويع والحصار المفروض على غزة وإنكار الاحتلال له، وقدم مسبار تفنيدًا شاملًا، مدعومًا بالأدلة والمصادر الحصرية، لدحض المزاعم الإسرائيلية، نستعرض في المقال التالي أبرزها.

سرديات مضللة متواصلة عن الغذاء في غزة لتبرئة الاحتلال من التجويع

منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، رصد مسبار سلسلة من المزاعم التي تسعى إلى تبرئة إسرائيل من مسؤولية شح المواد الغذائية وعرقلة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، وانتهاج سياسة التجويع.

كما استند مسبار في تفنيده للمزاعم إلى أدلة وتقارير أخرى، من بينها تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، الذي أكد أن التجويع الذي تفرضه إسرائيل أودى بحياة أطفال في غزة، معتبرًا ذلك جريمة حرب.

وفي يوليو 2024، نشر مسبار تقريرًا قدم فيه أدلة تثبت أن إسرائيل تشن حملة تجويع ممنهجة ضد غزة، كما فند مجموعة من الادعاءات المضللة حول المساعدات الإنسانية التي نقلها رئيس الوزراء الإسرائيلي في خطابه أمام الكونغرس الأميركي.

وفي أغسطس 2024، أوضح مسبار أن إسرائيل تسعى باستمرار إلى الترويج لسردية مفادها أن المواد الغذائية متاحة بوفرة، وأن المساعدات الإنسانية تدخل إلى غزة دون عوائق، وكان المحرك الرئيس لهذه السردية الاستناد إلى صور ومقاطع فيديو تُظهر بضائع في الأسواق وبعض المنتجات الغذائية، في محاولة لخلق انطباع مضلل بأن الحياة تسير بشكل طبيعي، وأن الشكاوى والأنباء حول نقص المواد الأساسية مجرد مبالغات أو معلومات غير صحيحة.

ومن خلال التركيز على مشاهد مجتزأة ومعزولة عن سياقها، يغذي الاحتلال الإسرائيلي سردية تخدم مصالحه وتبرر سياساته أمام الرأي العام، وتخفف من الانتقادات الحقوقية ضده خاصة لدى الجمهور الغربي. كما أن التضخيم الإعلامي لجزء صغير من الأحداث وتقديمه كصورة شاملة يمثل أداة فعّالة لتضليل الجمهور، وكثيرًا ما تعتمد الصفحات الرسمية الإسرائيلية على الترويج لمشاهد توحي بأن الأوضاع الإنسانية في غزة جيدة، عبر استغلال لقطات محددة تُظهر وفرة محدودة لمواد غذائية في مناطق جغرافية ضيقة، متجاهلة الواقع اليومي الذي يعيشه أغلب السكان، ومعاناة الغالبية والمناطق الأكثر حاجة وتضررًا.

سرديات مضللة متواصلة عن الغذاء في غزة

كما رصد مسبار في أغسطس/آب الفائت، حملة واسعة قادتها الحسابات الرسمية الإسرائيلية على موقع إكس بين 21 و25 أغسطس، بدأت من حساب وزارة الخارجية الإسرائيلية باللغة الإنجليزية وحساب إسرائيل بالعربية، مرورًا بحسابات سفارات إسرائيل في عدة دول، واعتمدت الحملة على مقطع فيديو واحد مكون من مشاهد مجمعة من مطاعم مختلفة في قطاع غزة، جُمعت بشكل انتقائي من حسابات المطاعم على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم أُعيد نشره وترجمته إلى عدة لغات.

وقدمت الحسابات الإسرائيلية مقطع الفيديو باعتباره دليلًا على "ازدهار المشهد الغذائي في غزة"، عبر الإشارة إلى مطاعم مفتوحة وأطباق متنوعة والتأكيد على أن "هناك طعامًا في غزة".

بالأسلوب نفسه، رصد مسبار حملة رسمية أخرى لترويج مقطع فيديو آخر في 24 و25 أغسطس، شاركت فيها حسابات رسمية إسرائيلية بدءًا من حساب وزارة الخارجية وحساب إسرائيل الرسمي على موقع إكس، مرورًا بحسابات عدة سفارات، ونُشر المقطع بلغات متعددة وعلى نطاق واسع.

وتضمن مقطع الفيديو الجديد مشاهد مجمعة من أسواق غزة، تُظهر خضروات وفواكه ومواد معلبة وحلويات، وروّجت له الحسابات بعبارة "من الخضروات الطازجة إلى الحلويات والمواد المعلبة، أسواق مدينة غزة تعرض كل شيء. شاهدوا اللقطات الحقيقية بأنفسكم – نعم، هناك طعام في غزة".

لكن المشاهد التي روجت لها الحسابات الرسمية الإسرائيلية لا تعكس الواقع، إذ تتجاهل السياق العام لوجودها، في ظل الارتفاع غير المسبوق للأسعار، وانقطاع الإمدادات، وصعوبة وصول الغالبية العظمى من السكان إلى الغذاء، مع استمرار القصف والدمار والمجازر اليومية.

وبالتحقق من المشاهد التي استغلتها الحملة الإسرائيلية للترويج لوفرة الغذاء في غزة وإنكار التجويع، وجد مسبار أن المقاطع مأخوذة من حسابات بعض المطاعم على مواقع التواصل الاجتماعي، التي ما تزال تعمل بشكل محدود خلال الحرب الإسرائيلية، واختارت الحملة هذه المقاطع بشكل انتقائي ومضلل، في حين أن من نشرها في الأساس هم فلسطينيون عاملون في هذه المطاعم.

ولا تمثل المشاهد دليلًا على وفرة الغذاء في غزة، إذ تجاهلت الحملة السياق الأوسع للحرب، والأدلة الميدانية والإعلامية والدولية التي تؤكد وجود مجاعة، واعتماد الاحتلال سياسة التجويع خلال عدوانه على القطاع.

كما أن غالبية هذه المقاطع مجتزأة أو منزوعة السياق، وحينها، أوضح الصحفي الفلسطيني إسماعيل الغول، لمسبار أن الأسعار في أسواق غزة ليست في متناول معظم الأهالي، إذ ارتفعت بشكل كبير مقارنة بما قبل الحرب، وفاقمت الحرب المستمرة من أثرها على المواطنين والاقتصاد المحلي، وقدم تفاصيل الأسعار لمسبار.

تضليل إسرائيلي باستغلال مشاهد تُظهر وفرة الغذاء

مزاعم إسرائيلية متكررة طوال الحرب للتشكيك في ضحايا التجويع في غزة

من أبرز مظاهر التضليل الإسرائيلي التي عمل مسبار على تفنيدها نشر مزاعم تشكك في ضحايا التجويع، وخاصة الأطفال منهم، إذ أودى التجويع والحصار الإسرائيلي بحياتهم. وتكررت المزاعم خصوصًا في الأشهر الأخيرة مع ارتفاع عدد ضحايا التجويع إثر منع الاحتلال دخول المساعدات للقطاع، وبعد تصعيد إسرائيل حصارها الكامل على غزة، حيث بدأت تظهر آثار التجويع على أهالي القطاع.

وتحاول إسرائيل التقليل من شأن استخدامها للجوع سلاحًا ضد المدنيين، وما يزال الاحتلال الإسرائيلي يواصل سياسة التجويع وفرض الحصار القسري على سكان القطاع، وفي محاولة للتقليل من فداحة الانتهاكات، تروج الحسابات الإسرائيلية حملات دعائية استهدفت عددًا من الأطفال. يوضح مسبار أبرز هذه المزاعم الإسرائيلية التي استهدفتهم طوال الحرب ويفندها.

إسرائيل تشكك في صور طفلة من غزة تعاني سوء التغذية

شككت حسابات إسرائيلية على مواقع التواصل الاجتماعي، في مايو/أيار الفائت، في حالة طفلة تعاني من سوء التغذية، متهمة سكان غزة بنشر معلومات مضللة، ولتجاهل الأدلة على سياسة التجويع الممنهجة التي ترتكبها إسرائيل في غزة، تداول مؤيدون لإسرائيل صورتين للطفلة نفسها، مدعين أن إحداهما التُقطت في المغرب عام 2019، والأخرى لطفلة عراقية عام 2017.

وفي السياق، تتبع مسبار مصدر الصور، وتبين أنها تعود للمصور الفلسطيني أسامة الكحلوت، الذي نشرها على حسابه في انستغرام، موضحًا أنها تُظهر طفلة بجسد هزيل بسبب المجاعة والحصار الإسرائيلي المستمر، كما نشر مقطع فيديو لوالدة الطفلة تحدثت فيه عن حالتها الحرجة واحتياجاتها الملحة.

وأوضح مسبار أن أداة غوغل لينس التي استندت إليها الحسابات الإسرائيلية، غالبًا ما تقدم نتائج غير دقيقة بسبب مشكلات في فهرسة الصور، إذ قد تُظهر نتائج مضللة عند النقر على الروابط المقترحة.

وبالتحقق من الادعاءات، وجد مسبار أن صفحة على فيسبوك تحمل اسم "Marokkanisches Leben الحياة المغربية"، شاركت صورة دانا نفسها مع تعليق يشير إلى غزة، لا المغرب.

 كما أن موقع المنار الإسباني، الذي استندت إليه بعض الحسابات للزعم أن الصورة من العراق، لم ينشر صورة الطفلة، بل تضمن المقال الأصلي صورة لرئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي مع علي السيستاني عام 2017، ما يؤكد أن المزاعم الإسرائيلية مضللة.

إسرائيل تشكك في صورة طفلة فلسطينية تعاني من التجويع

تشكيك إسرائيلي رسمي في معاناة الطفل أسامة الرقب

في يوليو الفائت، نشر الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، صورتين للطفل الفلسطيني أسامة الرقب، متهمًا حركة حماس بـ"استخدام الأطفال كدروع إعلامية". وادعى أدرعي أن صورة أسامة نُشرت بشكل "مضلل" لتحميل إسرائيل مسؤولية معاناته، زاعمًا أنه يعاني من مرض وراثي خطير لا علاقة له بالحرب أو بنقص الغذاء.

بالتزامن، نشر كل من الحساب الرسمي لإسرائيل ووزارة الخارجية الإسرائيلية وحسابات إسرائيلية أخرى بشكل واسع الاتهامات نفسها، مشيرين إلى أن "وسائل الإعلام تتجاهل الحقائق عمدًا عندما يتعلق الأمر بإسرائيل".

وبالتحقق من المزاعم، حصل مسبار على مصادر حصرية تدحض الادعاءات الإسرائيلية بالكامل، ونشرها في تحقيق موسع، شملت نسخة من نتائج فحص العرق الذي أُجري للطفل أسامة الرقب في مستشفى جامعة فيرونا في إيطاليا بتاريخ 17 يونيو/حزيران الفائت، بعد نقله من قطاع غزة لتلقي العلاج.

وأظهرت النتائج أن نسبة الكلور في العرق بلغت 13 mmol/L فقط، وهي ضمن المعدلات الطبيعية للأطفال، ما يستبعد بشكل قاطع احتمالية إصابته بمرض التليف الكيسي، وفقًا للمعايير الطبية الدولية المعتمدة.

كما حصل مسبار على شهادات طبية من الطبيب المشرف على حالة الطفل أسامة الرقب أكدت أن الطفل كان يتمتع بصحة جيدة وبنية جسدية طبيعية قبل أن يعاني من الهزال، نتيجة نقص حاد في البروتينات بسبب الحصار وإغلاق المعابر.

ونشر مسبار صورًا للطفل حصل عليها قبل تدهور حالته، تُظهره بوزن طبيعي، مؤكدًا أن مظهره السابق لا يتوافق مع الأعراض الجسدية المزمنة لمرض التليف الكيسي.

فحص طبي من إيطاليا يفنّد مزاعم إصابة الطفل أسامة الرقب بالتليف الكيسي

الطفل كريم معمر ضحية التجويع وحملات التضليل الإسرائيلية

في أغسطس الفائت، أثار غلاف صحيفة ديلي ميرور البريطانية، الذي حمل صورة الطفل كريم معمر (3 أعوام) بعنوان "أوقفوا تجويع أطفال غزة"، تفاعلًا عالميًا واسعًا بعدما تزامن مع إعلان الأمم المتحدة تفشي المجاعة رسميًا في القطاع، وتحولت الصورة التي أظهرت معاناة كريم إلى رمز لواقع التجويع في غزة، لكن سرعان ما واجهت حملة ممنهجة من الحسابات الإسرائيلية الرسمية وغير الرسمية، استهدفت التشكيك بصدقيتها وزعمت أن حالته مرتبطة حصريًا بمرض وراثي نادر، في محاولة لتقويض الرسالة الإنسانية التي أبرزها الغلاف.

ونشر مسبار تحقيقًا كشف فيه أن المزاعم الإسرائيلية استندت إلى وثائق طبية قديمة ومقتطفات مجتزأة من تقرير لوكالة الأناضول، متجاهلة الحصار وفقدان العلاج وسوء التغذية كأسباب رئيسة لتدهور وضع الطفل.

وأظهرت تقارير طبية حصرية حديثة، إلى جانب شهادة والده، أن المرض الوراثي جعل كريم أكثر هشاشة، لكن الحصار الإسرائيلي وغياب الغذاء والدواء حولا حالته إلى مأساة إنسانية، وأوضح التحقيق كيف تُستخدم صور الأطفال في حملات تضليل إسرائيلية ممنهجة، بما في ذلك آليات على منصات رقمية مثل "ملاحظات المجتمع" في إكس، لتغطية سياسات التجويع وتبريرها أمام الرأي العام العالمي.

تضليل إسرائيلي بشأن حالة الطفل كريم معمر

الحصار أودى بحياة مرح أبو زهري رغم المزاعم الإسرائيلية

في سياق مشابه خلال أغسطس الفائت، أثارت قضية الشابة الفلسطينية مرح أبو زهري (20 عامًا)، جدلًا واسعًا بعد أن أودت بحياتها أزمة سوء التغذية التي تفرضها إسرائيل، عقب نقلها إلى مستشفى إيطالي في حالة حرجة. 

حاولت إسرائيل إنكار علاقتها بالتجويع وزعمت أن مرضها مرتبط حصريًا باللوكيميا، ونشرت حسابات رسمية بينها حساب "المنسق" ودبلوماسيون إسرائيليون تقارير طبية قديمة لتبرير الرواية.

لكن تحقيق مسبار كشف أن الفحوصات التي أجريت في إيطاليا أثبتت أن اختبارات اللوكيميا جاءت سلبية، وأن مرح وصلت في حالة تدهور عضوي حاد ناجم عن نقص البروتين وسوء التغذية، وأكد أطباء ومسؤولون إيطاليون، بينهم رئيس المجلس الإقليمي في توسكانا، أن مرح قُتلت بالجوع الذي فُرض كسلاح حرب، فيما أوضحت مستشارتان إقليميتان أن جسدها المنهك لم يصمد أمام آثار الحصار والتجويع رغم محاولات إنقاذها.

التشكيك الإسرائيلي في مأساة الرضيعة زينب أبو حليب 

وثق مسبار في تحقيق موسع كيف تحولت مأساة الرضيعة زينب أبو حليب، التي أودت بحياتها مضاعفات سوء التغذية في غزة بتاريخ 26 يوليو الفائت، إلى مادة للتشكيك والإنكار من جانب حسابات إسرائيلية، أبرزها حساب "غزة وود". واعتمدت الحسابات على اجتزاء مقابلات وتصريحات لوالدتها، مدعية أن الطفلة عانت "حالة صحية معقدة"، أو خضعت لعملية جراحية لا علاقة لها بالتجويع، في محاولة لتقويض ما وثقته تقارير دولية وإعلامية مثل شبكة سي إن إن التي نشرت قصتها باعتبارها إحدى ضحايا سياسة التجويع في القطاع، وجرى الترويج للمزاعم على نطاق واسع.

في المقابل، حصل مسبار على سجلات طبية كاملة وشهادات رسمية من الأطباء المشرفين على حالة زينب، أكدت أن سوء التغذية الحاد الناتج عن غياب الحليب المناسب بسبب الحصار هو السبب المباشر لتدهور حالتها ووفاتها. 

وأوضحت التقارير أن محاولات علاجها بالبدائل المتوافرة لم تلائم وضعها الصحي، ما أدى إلى مضاعفات مثل النزلة المعوية وتجرثم الدم، كما شدد رئيس قسم الأطفال في مجمع ناصر الطبي على أنه كان يمكن إنقاذ حياتها لو توافَر الغذاء المناسب. وفند مسبار بالأدلة، إلى جانب رواية والدتها والصور الميدانية، محاولات التشكيك وأثبت أن مأساة زينب تجسد واقع التجويع الذي يهدد حياة آلاف الأطفال في غزة.

الرضيعة زينب أبو حليب

صور قديمة وحملات منظمة لإنكار التجويع في غزة

من ضمن استراتيجيات التضليل التي اعتمدها الاحتلال الإسرائيلي في إنكار التجويع خلال حرب الإبادة على غزة، هي استخدام مشاهد لفلسطينيين يظهرون بصحة جيدة. 

فعلى سبيل المثال، أطلقت حسابات رسمية وغير رسمية حملات منظمة على مواقع التواصل في مطلع أغسطس، استخدمت فيها صورًا قديمة أو مجتزأة لفلسطينيين بدوا بصحة جيدة، ومقارنتها بمشاهد الأسرى الإسرائيليين الذين ظهرت عليهم بوضوح علامات الجوع والإعياء.

وكشف مسبار أن التضليل ليس عابرًا، بل جزء من استراتيجية سياسية إسرائيلية تهدف إلى تقويض الروايات الإنسانية وتبرئة نفسها من تهمة استخدام التجويع كسلاح حرب. 

كما وثق مسبار كيف اعتمدت الحسابات الإسرائيلية على إعادة تدوير صور قديمة من مقابلات سابقة، لتقديمها كأدلة مضللة، متجاهلة شهادات الأطباء الفلسطينيين وتقارير الأمم المتحدة والبيانات الدولية التي تحذر من أن مليون طفل في غزة مهددون بالجوع، وكيف حول الاحتلال الإنكار إلى أداة دعائية ممنهجة تناقض الوقائع الميدانية الموثقة وتغطي على السياسات التي أودت بحياة مئات المدنيين في القطاع.

حملات منظمة لإنكار التجويع في غزة

حسابات إسرائيلية تعيد تدوير مقاطع قديمة لإنكار التجويع 

وفي سياق مشابه، أوضح مسبار في مواد سابقة كيف تواصل الحسابات الإسرائيلية استخدام مقاطع قديمة لإنكار التجويع. فعلى سبيل المثال، كشف تحقيق عن نماذج نشرها حساب "غزة وود" الإسرائيلي، الذي اعتمد على مقاطع مجتزأة لتقويض رواية التجويع في غزة عبر استهداف شخصيات محلية ومشاهد دعائية قديمة، ففي يوليو، نشر الحساب مقطعًا ساخرًا يظهر صانعة المحتوى نانا أبو هاشم (16 عامًا)، ودمج فيه مشاهد قديمة من فيديوهات لها في الطبخ مع لقطة تُقلب فيها قدرًا فارغًا، متهكمًا على معاناة الغزيين بالقول "لا طعام. لا ماء. ولا خجل أيضًا".

وبمراجعة مسبار لمحتوى حسابها على انستغرام تبين أن المقاطع قديمة، وأنها لم تنشر أي محتوى طبخ منذ 27 يونيو، في وقت أصبحت فيه حتى أبسط الأطباق التي عرضتها سابقًا مثل الفلافل باهظة الثمن وغير متاحة لمعظم سكان غزة. كما روج الحساب مقطعًا آخر لمتجر صغير في دير البلح بعنوان "سوق محمود"، عارضًا رفوفًا تحوي مواد غذائية بسيطة مثل الشوكولاتة ورقائق البطاطا، ليزعم أن غزة لا تعاني من أزمة غذاء، لكن مسبار كشف أن الفيديو قديم، نُشر أصلًا في مارس/آذار قبل إعادة إسرائيل تشديد الحصار ومنع دخول البضائع، وأن المتجر نفسه أعلن لاحقًا إغلاقه مؤقتًا بسبب نقص السلع وارتفاع الأسعار.

اقرأ/ي أيضًا

حملة إسرائيلية مضللة لنفي التجويع في غزة عبر التشكيك بالمشاهد والتنصل من المسؤولية

باليوود غزة: بروباغندا إسرائيلية تتهم الفلسطينيين بفبركة مشاهد تجويعهم

المصادر

كلمات مفتاحية

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar