سياسة

باستخدام صورة نائب بريطاني.. كيف ربطت إسرائيل أسطول الصمود العالمي بحركة حماس؟

date
7 أكتوبر 2025
آخر تعديل
date
1:26 م
7 أكتوبر 2025
ترجمة:
بيان حمدان
باستخدام صورة نائب بريطاني.. كيف ربطت إسرائيل أسطول الصمود العالمي بحركة حماس؟
إسرائيل تُسيء استخدام صورة جورج غالوي لربط الأسطول بحماس | مسبار

صعّدت وزارة الخارجية الإسرائيلية حملتها ضد أسطول "الصمود العالمي"، بالترويج لادعاءات كاذبة عن صلته بحركة حماس، إذ نشرت الوزارة صورة مضللة للنائب البريطاني السابق جورج غالوي، زاعمة أن الصورة تُظهر عضوًا في حركة حماس مرتبطًا بالأسطول.

يتتبع هذا المقال انتشار الادعاء من جانب الحسابات الإسرائيلية التابعة للحكومة الإسرائيلية، ويفنده ويستعرض رد جورج غالوي على الحملة المضللة التي استهدفته.

إسرائيل تُسيء استخدام صورة جورج غالوي لربط الأسطول بحماس

وسط الأنباء الأخيرة حول اعتراض البحرية الإسرائيلية لجميع السفن في أسطول "الصمود العالمي" المتجه إلى قطاع غزة، أطلقت حسابات تابعة للحكومة حملة دعائية تهدف إلى ربط الأسطول بحركة حماس.

في 30 سبتمبر/أيلول الفائت، وقبل اعتراض السفن، نشرت وزارة الخارجية الإسرائيلية على منصة إكس منشورًا تدعي فيه أنها حصلت على وثائق من غزة تثبت صلة الأسطول بحركة حماس. زعمت الوزارة أن الأوراق تُظهر "تورطًا مباشرًا" للحركة في مهمة الأسطول التي تتحدى الحصار الإسرائيلي، وأكدت أن الوثائق تكشف عن علاقات بين قادة الأسطول والذراع الخارجية لحركة حماس، وهو "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" (PCPA)، حسب زعمها، كما ادعت أن وثيقة أخرى تضم قائمة بعناصر في المؤتمر، من بينهم قادة كبار في حماس.

وفي السياق، نشرت الوزارة صورة زعمت أنها تُظهر زاهر البِيراوي وهو رئيس اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، وادعت بأنه رئيس المؤتمر في المملكة المتحدة ومنظّم للأسطول منذ مدة طويلة.

الخارجية الإسرائيليةالخراجية الإسرائيلية

 أعادت وسائل إعلام إسرائيلية ترويج مزاعم وزارة الخارجية، إذ نشرت الصورة مدعيةً أنها تُظهر زاهر البيراوي إلى جانب زعيم حركة حماس الراحل إسماعيل هنية والسياسي البريطاني جورج غالوي، من دون تحديد موقع الأشخاص الظاهرين أو ترتيبهم حسب هويتهم.

أجرى "مسبار" بحثًا عكسيًا عن الصورة التي تداولتها وزارة الخارجية الإسرائيلية ووسائل الإعلام الإسرائيلية، ووجد أنها مضللة، إذ تُظهر النائب البريطاني السابق جورج غالوي خلال زيارته إلى غزة في 7 يناير/كانون الثاني 2010، وكان معه زاهر بيراوي على الجانب الآخر، حينها.

ووفقًا لأرشيفات وكالة Getty Images في ذلك اليوم، فإن الصور تظهر غالوي وهو يحضر تجمعًا لتكريم نشطاء السلام الدوليين إلى جانب زعيم حماس إسماعيل هنية، الذي اغتالته إسرائيل في يوليو/تموز 2024.

غالوي وهنية غالوي وهنية

وكانت وكالة أسوشييتد برس قد نشرت مقطع فيديو في عام 2009 من زيارة غالوي إلى قطاع غزة. 

أسوشيتد برس

جورج غالوي يرد على الدعاية الإسرائيلية

من جهته، ردّ جورج غالوي على نشر الحسابات الإسرائيلية صورته على أنها صورة لقائد في حركة حماس، إذ أدان النائب البريطاني السابق ما وصفه بأنه "افتراء سخيف ولكنه مميت"، يستهدف غريتا تونبرغ -وهي ناشطة سويدية كانت على متن سفن أسطول الصمود وظهرت في الصور التي نشرتها إسرائيل لغالوي مؤخرًا- وتستهدف كل الناشطين في الأسطول المتجه إلى غزة. وقال غالوي إن إسرائيل أخطأت في التعرف عليه، مدعيةً أنه زاهر البيراوي، وأنها اتهمته زورًا بتديبر الأسطول.

وكتب غالوي على حسابه في منصة إكس "إن الصور التي نشرتها إسرائيل على مستوى العالم هي في الواقع صوري أنا". وأكد غالوي أنه ليست له أي صلة بحركة حماس أو بالأسطول، مشيرًا إلى أنه لم يتحدث مع البيراوي منذ أكثر من عقد. وفي نهاية منشوره، دعا غالوي إلى "فلسطين حرة من نهر الأردن إلى البحر الأبيض المتوسط".

منشور غالوي

حملة التحريض الإسرائيلية ضد أسطول "الصمود العالمي"

أطلقت إسرائيل حملة إعلامية منسقة لتشويه سمعة الأسطول والمشاركين فيه، إذ وصفت المهمة بأنها تهديد أمني وليس جهدًا إنسانيًا.

ادعى الحساب الرسمي للحكومة الإسرائيلية على منصة إكس أن الأسطول "مدعوم علنًا من حماس"، ووصفه بأنه "مبادرة جهادية تخدم أجندة التنظيم الإرهابي".

كرر الحساب الرسمي لـ"إسرائيل في إيطاليا" نفس الخطاب، مؤكدًا أن المهمة "ليست إنسانية بطبيعتها بل مشروع جهادي". كما استهدفت وزارة الخارجية أفرادًا مرتبطين بالأسطول.

من جهتها ضاعفت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الروايات، ووسعت نطاق حملة التشويه والتحريض ضد الناشطين إلى ما يتجاوز وسائل التواصل الاجتماعي.

أسطول الصمود

إسرائيل تعترض جميع سفن أسطول "الصمود العالمي"

استولت البحرية الإسرائيلية على السفينة "مارينيت" (Marinette)، وهي آخر سفينة من أسطول "الصمود العالمي"، أحد أكبر بعثات المساعدات التي حاولت كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة.

تكوّن الأسطول من ما لا يقل عن 44 قاربًا مدنيًا يحمل نحو 500 ناشط. واعتُرض للمرة الأولى مرة في وقت متأخر من مساء الأربعاء مطلع أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عندما صعّدت القوات البحرية الإسرائيلية إلى عدة سفن واحتجزت المتطوعين ونقلتهم إلى إسرائيل.

صباح الجمعة، أظهرت لقطات مباشرة قوات الاحتلال الإسرائيلي وهي تقتحم السفينة "مارينيت" التي ترفع العلم البولندي، وعلى متنها طاقم مكون من ستة أشخاص، مستولية على آخر قارب نشط في الأسطول.

وفي السياق نفسه، وصف وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ناشطي الأسطول بأنهم "إرهابيون" دون تقديم دليل، فيما كان الوزير اليميني المتطرف بن غفير قد طالب سابقًا بسجن المشاركين في منشآت أمنية مشددة بدلًا من ترحيلهم.

اقرأ/ي أيضًا

مقابلة قديمة لياسمين أكار وليست عقب ترحيلها إثر المشاركة بأسطول الصمود العالمي

فيديو صيد السمك في غزة ليس أثناء اعتراض أسطول الصمود

المصادر

كلمات مفتاحية

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar