بعد هجومها على أسطول الصمود.. إسرائيل تزعم أن الهجوم كان "آمنًا وإنسانيًا"
مع بدء اعتراض 42 سفينة من أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على قطاع غزة، من قبل قوات البحرية الإسرائيلية في المياه الدولية، روجت وزارة الخارجية الإسرائيلية بيانات وصورًا ومقاطع فيديو ادعت فيها أن عملية الاعتراض نُفذت بطريقة "آمنة وغير عنيفة"، وأن السفن أوقِفت دون استخدام القوة. كما أشارت في مقطع مصوَّر إلى أن الناشطة السويدية غريتا تونبرغ ومرافقيها "بأمان وبصحة جيدة".
تابع "مسبار" عملية اعتراض سفن الأسطول واعتقال النشطاء على متنها، ورصد أن ممارسات قوات الاحتلال أثناء العملية تناقض تمامًا الرواية التي روجتها وزارة الخارجية الإسرائيلية. إذ شهدت عملية الاعتراض محاولات لإغراق بعض السفن، واستخدامًا مفرطًا للقوة، إلى جانب ممارسات تضمنت الإهانة واتهامات بالإرهاب ضد النشطاء. إلى جانب رصد شهادات عدة تحدثت عن تعرض نشطاء على متن الأسطول لاعتداءات عنيفة.
الهجوم الإسرائيلي على سفن أسطول الصمود
على عكس المزاعم الإسرائيلية بأن عملية اعتراض سفن الأسطول تمت بشكل "آمن وغير عنيف"، اتهم أسطول الصمود العالمي قوات البحرية الإسرائيلية بشن هجوم عنيف ومحاولة إغراق عدد من سفنه. وأوضح أن قوات الاحتلال استهدفت سفينتي "يولارا" و"ميتيك" وعددًا آخر من السفن بخراطيم المياه، معتبرًا أن هذه الهجمات ضد سفن إنسانية غير مسلحة تشكل جريمة حرب.
وفي السياق، أظهرت مقاطع فيديو التُقطت بواسطة كاميرات المراقبة المثبّتة على السفن لحظات استهدافها بخراطيم المياه، بعضها أثناء وجود النشطاء على متنها، وحتى قبل بدء عملية إجلائهم.
إهانة للنشطاء ووصفهم بـ"الإرهابيين"
وخلافًا للمزاعم الإسرائيلية بشأن "المعاملة الإنسانية" وأن عملية نقل النشطاء إلى أحد الموانئ تمت بطريقة آمنة، أظهر مقطع فيديو نشرته وسائل إعلام إسرائيلية وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير وهو يهاجم النشطاء في مكان احتجازهم، واصفًا إياهم بأنهم "إرهابيون" و"داعمون للقتلة"، وزاعمًا أنهم جاؤوا إلى غزة لدعم الإرهاب وليس لأغراض إنسانية.
وعند نقلهم إلى سجن "كتسيعوت" في صحراء النقب، توعد بن غفير النشطاء بمعاملتهم المعاملة نفسها التي يتلقاها "الإرهابيون"، في إشارة إلى الأسرى الفلسطينيين.

شهادات لنشطاء من الأسطول مفرج عنهم
أكدت شهادات عدد من نشطاء أسطول الصمود الذين أُفرج عنهم، أن قوات الاحتلال ارتكبت ممارسات مسيئة ولا إنسانية أثناء اعتراضهم في البحر وخلال احتجازهم والتحقيق معهم. وأفاد نشطاء من جنسيات مختلفة بأنهم تعرضوا للإهانة والشتم، وأشاروا إلى أن بعض النشطاء الآخرين تعرضوا للضرب، وأن القوات الإسرائيلية أجبرتهم على الاستلقاء على الأرض تحت أشعة الشمس، ومنعت عنهم الماء والدواء رغم معاناة بعضهم من أمراض مزمنة.
كما ذكر آخرون في شهاداتهم أن قوات الاحتلال تعمدت معاملتهم كإرهابيين، وقدمت لهم طعامًا ملوثًا مليئًا بالحشرات، وأشاروا إلى أنه عقب زيارة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وتحريضه ضدهم، قامت الشرطة بتقييدهم بأربطة بلاستيكية قاسية وعصب أعينهم.
تقارير عن تعنيف النشطاء العرب
كشفت شهادات عدد من النشطاء عن سوء معاملة إضافية للنشطاء العرب مقارنة بغيرهم من الجنسيات الأخرى، إذ أفاد أسطول الصمود المغاربي بتعرّض الناشط التونسي وائل نوار، الموقوف في سجن كتسيعوت، إلى اعتداءات في مناطق مختلفة من جسده.
كما أعلنت النقابة الوطنية للصحفيين التونسيين عن تعرض ممثلها المشارك ضمن أسطول الصمود لكسر الحصار على غزة، المصوّر الصحفي ياسين القايدي، لاعتداء وصفته بـ"الهمجي والوحشي" داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ما أدّى إلى إصابات جسدية بليغة نتيجة التعذيب والمعاملة غير الإنسانية التي سلطت عليه، وطالبت النقابة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الصحفيين المعتقلين في سجون الاحتلال، وعن كافة المختطفين من الأسطول الذين تم اعتقالهم أثناء أدائهم واجبهم الإنساني والإعلامي.
تعرض غريتا ثونبرغ لمعاملة قاسية
وعلى عكس مزاعم وزارة خارجية الاحتلال التي خصت الناشطة السويدية غريتا ثونبرغ بالذكر وأشارت في بيانها إلى أنها "بأمان وبصحة جيدة"، أفاد تقرير لصحيفة ذا غارديان بتعرض ثونبرغ لسوء معاملة قاس أثناء احتجازها في سجون الاحتلال.
وذكر التقرير أن قوات الاحتلال التقطت صورًا لثونبرغ وهي تُجبر على رفع أعلام، كما أشار إلى أنها أبلغت سفارة بلادها بإصابتها بالجفاف بسبب نقص الماء والطعام، إضافة إلى معاناتها من طفح جلدي ناتج عن احتجازها في زنزانة موبوءة يُشتبه باحتوائها على بقّ الفراش.
كما تضمن التقرير شهادة للناشط التركي إرسين تشيليك، أحد المشاركين في أسطول الصمود، الذي قال إنه شاهد قوات الاحتلال تجرّ ثونبرغ من شعرها وتعتدي عليها بالضرب، قبل أن تُجبرها على تقبيل العلم الإسرائيلي، واصفًا الاعتداء بأنه كان بمثابة تحذير موجّه لبقية النشطاء.
في السياق نفسه، قالت ناشطة إسبانية شاركت في الأسطول إن قوات الاحتلال تعاملت معهم كـ"إرهابيين"، موضحة أن الجنود فصلوها هي والناشطة السويدية غريتا ثونبرغ عن باقي المشاركين، ثم وضعوا علمًا بجانب غريتا وآخر بجانبها، قبل أن يُحاط بهما نحو 20 شرطيًا قاموا بشتمهما وإهانتهما والتقاط صور سيلفي معهما.
وفي أول تصريح لثونبرغ عقب إطلاق سراحها، قالت الناشطة السويدية إنها يمكن أن تتحدث طويلًا عن سوء المعاملة والانتهاكات اللا إنسانية التي تعرض لها نشطاء الأسطول من قوات الاحتلال، لكنها فضلت التركيز في هذه المرحلة على معاناة الفلسطينيين في غزة، واستمرار الإبادة، والانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، والحصار غير القانوني الذي يمنع إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في القطاع.

اقرأ/ي أيضًا
























