موسيقى

بعد تسليم نفسه.. هل برّأ القضاء اللبناني فضل شاكر من كل التهم الموجهة إليه؟

نسرين الإبراهيمنسرين الإبراهيم
date
12 أكتوبر 2025
آخر تعديل
date
4:57 ص
13 أكتوبر 2025
بعد تسليم نفسه.. هل برّأ القضاء اللبناني فضل شاكر من كل التهم الموجهة إليه؟
التجأ شاكر إلى مخيم عين الحلوة منذ أحداث عبرا عام 2013 | مسبار

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي ادعاءات عدة، بعد أن أكدت تقارير وبيانات رسمية أن الفنان اللبناني فضل شاكر سلّم نفسه خلال الأسبوع الفائت، إلى مخابرات الجيش اللبناني.

يستعرض "مسبار" في هذا المقال تفاصيل تسليم فضل شاكر نفسه، وأبرز الادعاءات التي رافقت الحدث، إلى جانب السيناريوهات القانونية المحتملة بعد محاكمته، والتسلسل الزمني لمسار ملفه القضائي، بدءًا من دعمه للثورة السورية وإعلانه عن تشكيل فصيل عسكري مناصر لها، مرورًا باتهامه بالمشاركة في أحداث عبرا ضد الجيش اللبناني، وصولًا إلى عودته الفنية بعد إعلانه الاعتزال.

فضل شاكر يسلّم نفسه للقضاء اللبناني

أوضح الجيش اللبناني عبر موقعه الإلكتروني يوم الخامس من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أنه وبعد سلسلة من الاتصالات مع الجهات المعنية، قام فضل عبد الرحمن شمندر (فضل شاكر) بتسليم نفسه مساء اليوم السابق، لدورية من مديرية المخابرات عند مدخل مخيم عين الحلوة في صيدا.

وأفادت تقارير إعلامية أن شاكر أعرب عن رغبته في تسليم نفسه للجيش، ما دفع الأخير لاتخاذ كافة الترتيبات اللازمة لإتمام عملية التسليم عند مدخل المخيم.

كما أشارت التقارير إلى أن مسؤولين في وزارة الدفاع نسّقوا، عبر وسطاء، عملية استلام شاكر من المخيم، حيث تولّى موكب خاص نقله من حاجز الحسبة عند مدخل عين الحلوة إلى منطقة اليرزة.

وأوضحت وكيلة شاكر، المحامية أماتا مبارك، أن موكلها اتخذ قرار تسليم نفسه منذ فترة لكنه فضّل انتظار الوقت المناسب لضمان معالجة قضيته في مناخ قضائي نزيه، مضيفةً أن "المؤشرات الحالية توحي بوجود إرادة قضائية أكثر توازنًا، ما يعزز فرص حصوله على محاكمة عادلة تستند إلى الوقائع بعيدًا عن التجاذبات السياسية والإعلامية".

ادعاءات رافقت تسليم فضل شاكر نفسه للجيش اللبناني

تداولت صفحات وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا مفاده أن القضاء اللبناني برأ فضل شاكر من كافة التهم المنسوبة إليه، على خلفية مشاركته في أعمال قتالية ضد الجيش اللبناني عقب أحداث عبرا عام 2013.

رغم أن الجيش اللبناني أعلن بدء التحقيق مع شاكر تحت إشراف القضاء، إلا أنّ أيّ تقارير رسمية أو موثوقة لم تؤكد انتهاء التحقيقات أو تبرئته من التهم المنسوبة إليه.

كما تداول مستخدمون على مواقع التواصل، مقطع فيديو يظهر فيه المغني محمد شاكر، نجل الفنان فضل، يعلن فيه عن تبرئة والده من التهم المنسوبة إليه.

بالتحقق من الادعاء تبين أن الفيديو مجتزأ من المقطع الأصلي الذي نشره محمد شاكر على حسابه في تيك توك بتاريخ 16 إبريل/نيسان الفائت، عندما أوضح أن خبر تبرئة والده صحيح لكنه يعود لعام 2018.

وكان محمد شاكر قد نشر عبر حسابه الخاص في منصة إكس يوم 14 يوليو/تموز 2018، وثيقة قال إنها صادرة عن المحكمة، تظهر براءة والده بقرار قضائي لبناني من تهمة تشكيل عصابة مسلحة، والقيام بأي أعمال إرهابية، وسلب أموال الناس.

ووفق الوثيقة، فإنه بموجب المادة 383 من قانون العقوبات، تم منع المحاكمة عن فضل شاكر بالنسبة للجرائم المنسوبة إليه والمنصوص عنها في المواد 317 و582 و584 من قانون العقوبات لعدم كفاية الأدلة، وكذلك تم منع المحاكمة عنه بالنسبة للجناية المنصوص عنها في المادة 335 لعدم توفر عناصرها.

ونقلت حينها، وسائل إعلام عن مصادر قضائية قولها، إن هذه المعلومات صحيحة، لكن الحكم يتعلق بدعوى قضائية شخصية، وليس مرتبطًا بمحاكمته أمام القضاء العسكري بتهم تتعلق بمشاركته في أحداث عبرا.

كما تداول مستخدمون على موقع فيسبوك ادعاء يفيد بأن السلطات السورية منحت شاكر، الجنسية السورية، عقب منحه عضوية النقابة بمرتبة الشرف.

غير أن ثلاثة مصادر من النقابة نفت لمسبار صحة الأنباء حول منحه الجنسية، موضحة أن فضل شاكر حصل فقط على عضوية شرفية في النقابة، فيما أرسل أحد المصادر نسخة من الإعلان الخاص بمنحه هذه العضوية.

وفي إبريل الفائت، أعلنت نقابة الفنانين السوريين منحها شاكر عضوية النقابة "تقديرًا لمسيرته الفنية وموقفه الإنساني النبيل الحر من قضية الشعب السوري". كما منحت النقابة، العضوية للفنانة أصالة نصري والموسيقار مالك جندي والمغني أحمد القسيم.

خيارات الحكم المحتملة لقضية فضل شاكر

أوضح محامي الاستئناف رالف حاتم طنوس، أن المحكمة العسكرية الدائمة في بيروت، هي الجهة الوحيدة المخوّلة بالتحقيق مع الفنان فضل شاكر.

وبيّن طنوس في حديث مع منصة إي تي بالعربي، أن أربع ملفات كانت موجهة لشاكر منذ اندلاع أحداث عبرا عام 2013، إذ تمت تبرئته في أحدها، فيما صدرت أحكام ضده في الملفات الثلاثة الأخرى، وكانت العقوبة القصوى تصل إلى 15 سنة سجنًا، بتهم تشمل التحريض على قتل عناصر الجيش، والإرهاب، وتمويل المجموعات المسلحة.

وأشار محامي الاستئناف إلى أن الأحكام الصادرة غيابيًا بحق شاكر تسقط بعدما سلّم نفسه، ليعاد التحقيق والاستجواب من نقطة البداية أمام المحكمة العسكرية.

وبالنسبة للسيناريوهات المحتملة لقضية شاكر، أضاف طنوس أن الاحتمال الأول يتمثل في خضوعه لجلسات تحقيق ومرافعة قد تؤدي إلى حكم بالسجن أو استبداله بغرامة مالية، وهو احتمال غير مرجح.

أما الاحتمال الثاني، فقد تقرر المحكمة خلاله استدعاء أحمد الأسير وجميع المسؤولين عن أحداث عبرا للاستماع إلى شهادتهم، وخلال هذه الفترة يحق لشاكر طلب إخلاء سبيل بكفالة، ورفع منع السفر، ومتابعة جلسات التحقيق من خارج لبنان.

وفيما يتعلق بالحكم المتوقع بحق شاكر حال ثبوت التهم، أوضح طنوس أن الحكم السابق عليه كان بالسجن 15 سنة، مشيرًا إلى أن الحكم قد يبقى كما هو، أو قد يدلي شاكر بأقوال جديدة خلال التحقيقات تؤدي إلى زيادة مدة العقوبة، أو تقليلها، وقد يصل الأمر إلى تبرئته تمامًا.

فضل شاكر: من عبرا إلى عين الحلوة فالاعتزال ثم العودة الفنية

في لقاءات عدة، عبّر فضل شاكر عن دعمه للثورة السورية ضد نظام بشار الأسد عام 2011، قبل أن يعلن اعتزاله الغناء في عام 2012. وفي عام 2013، ظهر في مقطع فيديو مصور مؤكدًا تبنيه لما أعلنه الشيخ أحمد الأسير بشأن تشكيل "كتائب مقاومة حرة"، ردًّا على ما وصفه بمجازر قوات بشار الأسد وحزب الله اللبناني.

وفي 23 يونيو/ حزيران 2013، اندلعت اشتباكات بين أنصار الشيخ الأسير والجيش اللبناني في منطقة عبرا قرب صيدا، حيث اتهم الجيش جماعة الأسير بإطلاق النار على أحد الحواجز العسكرية، ما أدى لمقتل ضابطين وعنصر وإصابة آخرين.

كان شاكر يُعد من المقربين من الأسير، وظهرت له تصريحات مسجّلة قال فيها إنهم قتلوا عسكريين اثنين وأصابوا آخرين، وهو ما استُخدم لاحقًا كدليل ضده، رغم نفيه لاحقًا مشاركته الفعلية في القتال.

بعد انتهاء الاشتباكات، لجأ شاكر إلى مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين قرب صيدا جنوبي لبنان، حيث بقي مختفيًا طوال تلك الفترة وصدرت بحقه مذكرات توقيف غيابية، في حين اعتُقل أحمد الأسير عام 2015.

ويعدّ مخيم عين الحلوة، وفقًا لتقارير إعلامية، ملاذًا آمنًا للمطلوبين، إذ منذ توقيع "اتفاق القاهرة" عام 1969، الذي منح الفلسطينيين نوعًا من الإدارة الذاتية داخل المخيمات، نشأ فراغ قانوني أتاح انتشار السلاح. وعلى الرغم من إلغاء الاتفاق لاحقًا، استمر العرف القائم حيث يسيطر الجيش على مداخل المخيم بينما تدير الفصائل الأمن داخله.

في يوليو/تموز الفائت، أوضح شاكر في بيان نقله مكتبه الإعلامي أن لجوءه إلى المخيم كان هربًا من تهديدات بالقتل، وأن المذكرات والأحكام القضائية الصادرة لاحقًا لم تكن قائمة على أساس قانوني أو مبرر واضح، لافتًا في الوقت نفسه إلى تعرضه للابتزاز المالي لقاء حصوله على البراءة.

على الصعيد الفني، عاد شاكر تدريجيًا إلى الغناء خلال الأعوام الأخيرة، وبعد سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الفائت، قدم أغنية بعنوان "الشام فتح".

كما أصدر مجموعة من الأغاني الأخرى بشكل متتابع، وقد حققت هذه الأعمال أرقام مشاهدات قياسية ومن أبرزها، "أحلى رسمة"، و"صحاك الشوق"، و"غلبني"، إضافة إلى "روح البحر".

وكان شاكر الذي ولد في صيدا يوم الأول من إبريل 1966، والحاصل على الجنسية الفلسطينية، قد أصدر أول ألبوم غنائي له عام 1998 بعنوان "والله زمان"، كما قدم لاحقًا العديد من الألبومات والأغاني، منها "بياع القلوب"، "حبك خيال"، "سيدي روحي"، إضافة إلى "الله أعلم"، "خدني معك" و "مع السلامة".

اقرأ/ي أيضًا

الفيديو قديم وليس لاعتداء قوات حكومية سورية على الجيش اللبناني قرب الحدود

المعلومات الزائفة عن وفاة المشاهير: انتشار سريع وآثار نفسية واجتماعية

المصادر

كلمات مفتاحية

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar