سياسة

حسابات إسرائيلية تشكّك في معاناة الأسرى الفلسطينيين المحررين

فريق تحرير مسبارفريق تحرير مسبار
date
17 أكتوبر 2025
آخر تعديل
date
4:53 ص
19 أكتوبر 2025
حسابات إسرائيلية تشكّك في معاناة الأسرى الفلسطينيين المحررين
روايات إسرائيلية مضللة تشكك بمعاناة الأسرى الفلسطينيين | مسبار

بينما كانت مشاهد استقبال الأسرى الفلسطينيين المُفرج عنهم من سجون الاحتلال الإسرائيلي تُبث عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل، سارع مروّجو الرواية الإسرائيلية إلى التشكيك في مصداقيتها، متهمين الأسرى بـ"التمثيل" وتزييف معاناتهم، ضمن ما يُعرف بـ"حملة باليوود".

وهي حملة تروج من خلالها حسابات إسرائيلية وأخرى داعمة لإسرائيل لفكرة أن كل صورة أو فيديو يوثق معاناة الفلسطينيين "مفبرك"، في مسعى للتشويش على شهادات حية ومؤثرة تكشف حجم الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها الأسرى الفلسطينيون، خصوصًا منذ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

في المقال التالي، يفند "مسبار" المزاعم الإسرائيلية المشككة، مستندًا إلى مصادر ميدانية وشهادات موثوقة للتحقق من الوقائع وتقديم صورة دقيقة ومتكاملة. ويأتي ذلك ضمن سلسلة تحقيقات تهدف إلى كشف أنماط التضليل الإعلامي الذي رافق العدوان على غزة، وإبراز أثره في تشكيل الرأي العام وتشويه الرواية الفلسطينية حول الضحايا والواقع على الأرض.

فيديو الأسير هيثم سالم.. التوثيق الميداني يفند مزاعم الفبركة الإسرائيلية

في 14 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، نشرت حسابات داعمة لإسرائيل مقطع فيديو صوره الصحفي الفلسطيني شوقي مغنم، يُظهر أسيرًا فلسطينيًا ينهار بالبكاء بعد علمه بأن زوجته وأطفاله قضوا جراء قصف إسرائيلي خلال فترة اعتقاله. وادّعت تلك الحسابات أن المشهد "مفبرك" ويأتي ضمن ما يسمونه بـ"حملة باليوود"، في محاولة للتشكيك في صدقية المشاهد التي توثّق معاناة الأسرى الفلسطينيين.

منشور إسرائيلي يصف مشهد الأسير الفلسطيني هيثم سالم بأنه "تمثيل"
منشور إسرائيلي يصف مشهد الأسير الفلسطيني هيثم سالم بأنه "تمثيل"

من جانبه، أوضح الصحفي شوقي مغنم في حديثه لمسبار أن مقطع الفيديو يوثق لحظة وصول الأسير هيثم معين سالم، إذ كان متواجدًا في النقطة الطبية المخصصة لاستقبال الأسرى لحظة تصوير المشهد. وأشار مغنم إلى أنه تفاجأ بدخول الأسير على كرسي متحرك وهو في حالة انهيار وبكاء شديد، وبعد الاستفسار عن حالته، أوضح الأسير أن زوجته وأطفاله قضوا جراء قصف إسرائيلي أثناء فترة اعتقاله.
وأضاف أن أحد أقارب الأسير، ممن كانوا في موقع الاستقبال، هو من أبلغه بالنبأ، ما أدى إلى إصابته بصدمة نفسية حادة وعدم قدرته على الوقوف؛ ونُقل على الفور بكرسي متحرك. كما أكد مغنم أن الأسير هيثم موظف مدني في بلدية بيت لاهيا، لا ينتمي لأي فصيل سياسي، وكان قد اعتُقل في الأيام الأولى من الحرب.
وأشار الصحفي إلى أنه بادر فورًا إلى استدعاء الفريق المختص بالدعم النفسي بسبب الوضع الصحي والنفسي الحرج الذي كان عليه الأسير لحظة وصوله.

وبالبحث عن حالة الأسير المحرر هيثم سالم، وجد مسبار تقارير وشهادات توثق معاناته بعد أن مُسحت عائلته من السجل المدني. ونُشرت له اليوم الخميس شهادة مصورة تحدث فيها عن تفاصيل اعتقاله وما تعرّض له داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي.

قال سالم إنه اعتُقل في ذكرى زواجه بتاريخ 17 نوفمبر/تشرين الثاني أثناء مروره مع زوجته وأطفاله عبر أحد حواجز ما تُعرف بـ"الإدارة"، من دون أن تُوجه إليه أي تهمة. وأوضح أنه تعرّض منذ لحظة الاعتقال للضرب المبرح والتنكيل الجسدي والنفسي، إذ أطفأ الجنود السجائر في جسده وأجبروه على تقليد أصوات الحيوانات في مشاهد وصفها بأنها "مُهينة وقاسية".

وأضاف أنه نُقل بين سجني عوفر والنقب حيث عاش ظروفًا قاسية من سوء المعاملة والإهمال الطبي المتعمد، أما عن يوم الإفراج عنه، فقال إنه نُقل إلى مستشفى ناصر الطبي وهناك التقى أحد أقاربه الذي ساعده على الاتصال بعائلته، لكن لم يُجب أحد على اتصالاته. وبعد لحظات التقى ابن عمه وسأله عن عائلته، لكنه لم يرد، قبل أن يفاجئه أحد الأشخاص بالخبر الصادم "زوجتك وأطفالك قضوا في القصف الإسرائيلي".

وأشار الأسير المحرر إلى أنه أصيب بانهيار نفسي فور سماع الخبر، مضيفًا أنه طوال فترة اعتقاله كان يدعو يوميًا من أجل سلامة عائلته وألا يصيبهم مكروه.

الأسير المحرر هيثم سالم

فيديو نقل أسير مريض إلى مستشفى ناصر ضمن حملة التشكيك الإسرائيلية

كما نشرت حسابات إسرائيلية وداعمة لإسرائيل على موقع إكس مقطع فيديو صوره الصحفي الفلسطيني ربيع أبو نقيرة، يوثق لحظة وصول أسير محرر من سجون الاحتلال الإسرائيلي ونقله إلى مجمع ناصر الطبي في خانيونس جنوبي قطاع غزة، نتيجة تدهور حالته الصحية، إذ بدا عليه الإعياء الشديد وعدم القدرة على الحركة.
وزعمت الحسابات أن المشهد "تمثيلي" ويأتي ضمن "حملة باليوود".

منشور إسرائيلي يتهم الفلسطينيين بـ"التمثيل" في مشاهد الإفراج عن الأسرى
منشور إسرائيلي يتهم الفلسطينيين بـ"التمثيل" في مشاهد الإفراج عن الأسرى

وفي السياق، تواصل مسبار مع المصور الصحفي ربيع أبو نقيرة، الذي أوضح في حديثه أنه وثّق مشهد الأسير فور مشاهدته ملقى على أرضية الحافلة عند وصولها إلى مستشفى ناصر الطبي. وأضاف أن طواقم من الصليب الأحمر سارعت إلى حمل الأسير ونقله إلى داخل المستشفى لإجراء الفحوص الطبية. وأشار أبو نقيرة إلى أنه حاول مرافقتهم إلى الداخل لتوثيق الحالة، إلا أنه مُنع من الدخول، ما حال دون تمكنه من معرفة هوية الأسير أو تفاصيل وضعه الصحي.

أسير فلسطيني سقط أرضًا بسبب وضعه الصحي

محمود أبو الفول.. تشكيك في إصابته يقابله توثيق المعاناة داخل الأسر

في 16 أكتوبر الجاري، شككت حسابات إسرائيلية في إصابة الأسير المحرر محمود أبو الفول، مدّعية أنه يفتعل الإصابة ويُزيّف حالته الصحية لأغراض دعائية.

واستخدمت الحسابات الإسرائيلية صورتين للأسير المحرر محمود أبو الفول، إحداهما مأخوذة من مقطع الفيديو الذي وثقه الصحفي الفلسطيني أسامة الكحلوت، والأخرى مفبركة من اللقطة نفسها، لتُظهر وكأن الإصابة في عينيه غير موجودة. وبالتحقق من الصور المنشورة، تبين أن الصورة اليمنى معدلة رقميًا لإخفاء آثار إصابة الأسير، إذ تُظهر اللقطة الأصلية من الفيديو علامات واضحة للإصابة في عينيه.

منشور يزعم فبركة صور أسير فلسطيني ضمن حملة "باليوود"
منشور يزعم فبركة صور أسير فلسطيني ضمن حملة "باليوود"

وللتحقق من المزاعم الإسرائيلية بشأن حالة الأسير الفلسطيني محمود أبو الفول، وجد مسبار مقطع الفيديو الذي استندت إليه الحسابات في مزاعمها وروى فيه الأسير المحرر تفاصيل معاناته داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أنه اعتُقل من مستشفى كمال عدوان في 27 ديسمبر/كانون الأول الفائت. وقال إنه خلال التحقيق والتعذيب الذي تعرض له فقد بصره، موضحًا "في التعذيب فقدت بصري من الضرب على رأسي من الخلف ومن الأمام... ثمانية شهور لم أرَ أي شيء".

وأضاف أنه خرج من السجن وكان يتمنى لو استطاع رؤية عائلته ولو بعين واحدة، مشيرًا إلى أنه بعد معاناة الأسر وجد نفسه يواجه معاناة أخرى في النزوح بسبب الحرب الإسرائيلية وتبعاتها. وناشد العالم مساعدته في تلقي العلاج خارج البلاد لإنقاذ ما تبقّى من بصره قبل أن يفقده نهائيًا، مؤكدًا أن حالته الصحية تدهورت بشدة نتيجة ما تعرض له.

كما تواصل مسبار مع الصحفي الفلسطيني أسامة الكحلوت، صاحب الفيديو الأصلي الذي وثق لحظة الإفراج عن الأسير، وأوضح أن محمود أبو الفول (28 عامًا) تعرض لانتهاكات جسيمة خلال فترة اعتقاله، وأشار إلى أن ساقه كانت قد بُترت في قصف إسرائيلي عام 2015، وأنه أمضى ثمانية أشهر في السجن تحت التعذيب، وأُفرج عنه دون تلقي أي علاج لعينيه، وهو الآن يناشد الجهات المعنية تمكينه من السفر للعلاج بالخارج على أمل استعادة بصره.

الأسير المحرر محمود أبو الفول

تفنيد مزاعم "باليوود": ناهض الأقرع ضحية إهمال طبي ممنهج في سجون الاحتلال

زعمت حسابات إسرائيلية أن الأسير المحرر ناهض الأقرع يفتعل إصابته، ووصفت ظهوره في مقطع فيديو صوره الناشط الفلسطيني إسماعيل الزعنون لحظة الإفراج عنه بأنه جزء من "حملة باليوود" لتضخيم معاناة الأسرى الفلسطينيين، كما ادعت حسابات أخرى أن الأقرع فقد ساقيه بعد محاولته "قتل اليهود".

مزاعم إسرائيلية بشأن حالة الأسير المحرر ناهض الأقرع
مزاعم إسرائيلية بشأن حالة الأسير المحرر ناهض الأقرع

بالتحقق من المزاعم الإسرائيلية التي ربطت حالة الأسير الفلسطيني ناهض الأقرع بما يُعرف بـ"حملة باليوود" في إشارة إلى أنها "تمثيل"، إلى جانب الادعاءات بأنه فقد ساقيه نتيجة محاولته "قتل يهود"، وجد مسبار أن المزاعم مضللة.

فبحسب ما وثقته تقارير حقوقية وإعلامية، اعتقل الاحتلال الإسرائيلي الأقرع عام 2007، وكان قد أُصيب قبل اعتقاله بأعيرة نارية أدت إلى بتر إحدى ساقيه، فيما بُترت الساق الثانية داخل الأسر عام 2013 بعد تدهور حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، حيث جرى نقله حينها إلى مستشفى "آساف هاروفيه" الإسرائيلي لإجراء عملية البتر.

وتشير بيانات نادي الأسير الفلسطيني وهيئة شؤون الأسرى إلى أن الأقرع يُعد من بين أخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال، إذ يعاني من شلل نصفي ومضاعفات مزمنة ناجمة عن سنوات طويلة من الإهمال الطبي والتعذيب المتواصل. كما تؤكد التقارير الحقوقية أنه حُرم من وداع والديه بعد وفاتهما أثناء وجوده في الأسر.

من جانبه، أوضح الناشط الفلسطيني إسماعيل الزعنون، صاحب الفيديو الأصلي، أن المقطع يُظهر لحظة استقبال الأسير المحرر ناهض جدوع الأقرع، الذي فقد ساقيه وخرج من السجن بعد 20 عامًا من الاعتقال، مشيرًا إلى أنه تحدث عن سنوات طويلة من المعاناة داخل الأسر في ظل ظروف قاسية وغير إنسانية.

الأسرى المحررون يروون تفاصيل عن التعذيب الممنهج في سجون الاحتلال

وثقت وسائل إعلام ونشطاء وصحفيون شهادات عدد من الأسرى الفلسطينيين المحررين ضمن صفقة تبادل الأسرى الأخيرة، حول ظروف اعتقال قاسية ولا إنسانية داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي. تحدث الأسرى عن أشكال متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، والتجويع، والإهمال الطبي المتعمد، والحرمان من أبسط الحقوق.

وفي المشاهد الموثقة للحظة الإفراج عن الأسرى في غزة والضفة الغربية، بدا واضحًا أن الأهالي كانوا يجدون صعوبة في التعرف إلى أبنائهم نتيجة تغير ملامحهم وانخفاض أوزانهم بشكل كبير، وروى عدد من الأسرى تفاصيل مروعة عن التعذيب والإهمال الطبي المتعمد، إذ فقد بعضهم عشرات الكيلوغرامات من أوزانهم، وتعرض آخرون لكسور وأمراض، فيما قضى بعضهم نتيجة الظروف القاسية داخل السجون.

في مقطع فيديو نشره الناشط عمرو طبش، تحدث الأسير المحرر جبريل الصفدي عن تعرّضه لتعذيب شديد خلال فترة اعتقاله، مشيرًا إلى أن التعذيب أدى في النهاية إلى بتر ساقه.
وفي تقرير لقناة الجزيرة، أشار الأسير جمال دغاه من رام الله إلى أنه فقد 30 كيلوغرامًا من وزنه خلال عام ونصف من الاعتقال، فيما روى أسير آخر صدمته بعد الإفراج حين علم بأن والده وشقيقه قضيا خلال الحرب، مؤكدًا أن شقيقه المعتقل يعاني من أمراض مزمنة وكسور نتيجة الضرب، وانخفض وزنه إلى نحو 45 كغم.

أما الأسير فيصل فوصف رحلة الإفراج نفسها بأنها "مهينة"، موضحًا أن الأسرى تعرّضوا للضرب الوحشي فور إخراجهم من الزنازين، إلى درجة جعلت بعضهم يتمنى العودة إلى السجن.
 كما تحدث عدد من الأسرى عن الاكتظاظ الشديد داخل الزنازين، حيث كانت الغرفة المخصصة لستة أشخاص تضم أكثر من 15 أسيرًا، ما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية. وأكدوا أن الإهمال الطبي كان ممنهجًا، وأن بعض الأطباء شاركوا في ضرب الأسرى بدلًا من علاجهم.

وروى الأسير المحرر سليمان التتر، في حديثه لقناة الغد، تفاصيل ما تعرض له من تعذيب خلال فترة اعتقاله، مشيرًا إلى أنه نُقل إلى سجن سدي تيمان وهو لا يرتدي سوى ملابسه الداخلية. وأكد أن كل سجن أو مركز تحقيق نُقل إليه كان يُمارَس فيه نوع مختلف من أساليب التعذيب، تتسم جميعها بالقسوة الشديدة.

تفاصيل عن التعذيب الممنهج في سجون الاحتلال

شهادات مروعة عن اغتصاب وتعذيب أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال

في سياق التعذيب الممنهج الذي يتعرض له الأسرى الفلسطينيون داخل سجون الاحتلال، كشف تقرير بثه التلفزيون العربي مساء الثلاثاء الفائت عن شهادات موثقة ومروعة لأسرى فلسطينيين تعرضوا لاعتداءات جنسية وتعذيب نفسي وجسدي.

ووثق مراسل التلفزيون العربي، عميد شحادة، شهادات من دائرة الأرشيف في نادي الأسير، أكدت أن سلطات الاحتلال تستخدم الاغتصاب كأداة للترهيب والإذلال، بما في ذلك عبر العصي والحيوانات، وخاصة الكلاب البوليسية. كما تضمن التقرير مقابلات مع أسرى محررين رووا تفاصيل الاغتصاب الذي تعرضوا له على يد سجانيهم الإسرائيليين، ومع طبيب نفسي يشرف على علاج عدد من الأسرى الذين تعرضوا لتلك الجرائم داخل السجون.

وأشارت مديرة وحدة التوثيق في نادي الأسير إلى أن الحالات الموثقة لا تعكس العدد الحقيقي للضحايا، نظرًا إلى خوف الكثيرين من الإدلاء بشهاداتهم، ونقل التقرير عن الطبيب النفسي قوله إن بعض الأسرى يعانون من آثار نفسية وجسدية طويلة الأمد، ويستمر الخوف لديهم حتى بعد الإفراج عنهم.

وخلص الباحثان أشرف أبو عرام واعتراف الريماوي في التقرير إلى أن جسد الأسير الفلسطيني تحول إلى ساحة لاستعراض القوة الاستعمارية، حيث يُستخدم التعذيب كوسيلة لإخضاع الإنسان الفلسطيني وكسر إرادته.

اغتصاب الأسرى في سجون الاحتلال

الدعاية الإسرائيلية تنفي التعذيب الموثق في سجون الاحتلال

في الخامس من أكتوبر الجاري، كشف مسبار كيف تستخدم إسرائيل أدواتها الإعلامية لنفي الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين، في وقت تتزايد فيه الشهادات والتقارير الحقوقية التي توثق تعذيبًا منهجيًا وسوء معاملة داخل سجون الاحتلال خاصة خلال العدوان على غزة.

أشار التقرير إلى حملة دعائية إسرائيلية منظمة، تشمل بيانات رسمية وتقارير إعلامية مدفوعة، إضافة إلى نشاط حسابات إلكترونية تهدف إلى نفي التعذيب داخل السجون والتقليل من حجم معاناة الأسرى. ومن بين الأمثلة على ذلك، بيان الجيش الإسرائيلي في مايو/أيار 2024 الذي نفى جميع الاتهامات المتعلقة بسوء المعاملة في "سدي تيمان".

في المقابل، استند مسبار إلى شهادات أسرى محررين ووثائق حقوقية كشفت عن ممارسات تعذيب ممنهجة بحق المعتقلين الفلسطينيين، من بينها ما ورد في تقرير منظمة العفو الدولية في يوليو/تموز 2024 الذي وثق شهادات 27 أسيرًا سابقًا من غزة، بينهم أطفال وأطباء، تعرّضوا للضرب والتجويع والحرق والعزل والحرمان من المحامين. كما نقلت تحقيقات صحفية من مثل بي بي سي وهآرتس والقناة 12 الإسرائيلية تفاصيل صادمة من داخل سجن "سدي تيمان"، مثل إجراء عمليات طبية دون تخدير، واعتداءات جنسية، وتحريض كلاب على الأسرى، في ممارسات وُصفت بأنها منهجية وتتم بعلم قادة الجيش.

ورصد التقرير أيضًا حملات تشكيك قادتها حسابات إسرائيلية اتهمت الأسرى المحررين بـ"التمثيل" ضمن ما يسمى "حملة باليوود"، رغم التوثيق المصوّر لحالاتهم. واعتمد مسبار على شهادات عدد من الأسرى المحررين، من بينهم معزز عبيات، الذي تحدّث عن تعرضه لتعذيب وحشي وفقدان شديد للوزن داخل سجن عوفر، مشيرًا إلى إشراف وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير على الاعتداء عليه، كما أكد والده أن ابنه خرج من السجن وهو يعاني من فقدان في الذاكرة وإصابات جسدية بالغة.

إلى جانب ذلك، سلّط التقرير الضوء على السياسات العقابية التي قادها بن غفير داخل السجون، مثل تعليق صور دمار غزة لتعذيب الأسرى نفسيًا، وتقليص الطعام والماء، ومنع الاستحمام، وحرمان الأسرى من الزيارات، إضافة إلى دعواته المتكررة لإعدام الأسرى الفلسطينيين وتشريعات تُقيّد حقوقهم الأساسية.

الدعاية الأسرائيلية لنفي تعذيب الأسرى

اقرأ/ي أيضًا

شهادات وتقارير تكشف تجويع إسرائيل للأسرى الفلسطينيين وتدحض المزاعم بتلبية احتياجاتهم الغذائية

دعاية إسرائيلية تروّج الأكاذيب للتعتيم على معاناة الأسير نادر حسين

المصادر

كلمات مفتاحية

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar