ادعاءات التحول الجنسي تلاحق زوجة ماكرون: كيف بدأت القصة؟

تواجه بريجيت ماكرون زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون حملات تشهير حول هويتها، مفادها أنها ولدت رجلًا باسم أخيها "جان ميشيل ترونيو" قبل أن تحول جنسها.

ولقيت هذه الادعاءات تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، مما دفع زوجة الرئيس الفرنسي للتوجه إلى القضاء لمحاسبة المسؤولين عن نشر هذه المعلومات.

ماكرون وبريجيت يرفعان دعوى بتهمة التنمر 

بدأت محكمة الجنايات في باريس، الاثنين الفائت، محاكمة عشرة متهمين بالتحرش الإلكتروني على زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بعد تنزيلهم منشورات مفادها أنها ولدت رجلًا.

وتأتي هذه المحاكمة التي تُعقد في فرنسا استنادًا إلى دعوى رفعتها بريجيت ماكرون في أغسطس/آب 2024، إلى جانب دعوى في الولايات المتحدة، بعد سنوات من الجدل والشائعات التي اتسع انتشارها على شبكات التواصل الاجتماعي.

وذكرت وسائل إعلام فرنسية أن المتهمين المشتبه فيهم تتراوح أعمارهم بين 41 و60 عامًا، وقد أدلوا بالعديد من التصريحات المسيئة تجاه بريجيت ماكرون بشأن "جنسها" و"حياتها الجنسية".

وبحسب تقارير فرنسية، فإن حملة التشهير ضد زوجة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون انطلقت في عام 2017 بالتزامن مع الحملة الانتخابية الرئاسية، وازدادت حدتها عام 2021 مع منشورات لصحفية فرنسية تدعى "ناتاشا ري" زعمت في مقطع فيديو أنّها تكشف نتائج تحقيق استمر ثلاث سنوات مفاده أنّ "بريجيت ماكرون رجل".

وأشارت الصحفية الى أن بريجيت ماكرون ليست الأم البيولوجية لأطفالها الثلاثة بل هي في الحقيقة شقيقها "جان ميشيل ترونيو" الذي غيّر جنسه خلال يومين فقط.

وفي تصريح لوكالة الأنباء الروسية، أفاد فرانسوا دانجليهانت، محامي الصحفية ناتاشا ري، أن ماكرون يروج لـ"المثلية الجنسية والمتحولين جنسياً".

وأضاف المحامي أنّه بعد تصريح الصحفية بأن "زوجة  الرئيس  الفرنسي رجل، أصبحت مستهدفة من قبل القضاء وتعتزم طلب اللجوء إلى روسيا".

وبدورها أعلنت الصحفية الفرنسية "ناتاشا ري" لوكالة الأنباء الروسية أنها متوقفة عن العمل منذ 2022 على خلفية الحادثة.

وكان ماكرون وزوجته قد رفعا، بداية، دعوى ضد نتاشا وسيدة أخرى تدعى أماندين روا (واسمها الحقيقي دلفين جغوس) بتهمة التشهير. وبعد إدانتهما في الدرجة الأولى، تم تبرئتهما في الاستئناف، إذ رأت المحكمة أن اعتبار شخصٍ ما متحوّلًا جنسيًا لا يُعدّ تشهيرًا.

الزوجان ماكرون يعتزمان التقدم بوثائق علمية

تتبنى المؤثرة اليمينية "كاندس أوينز" نظرية أنّ بريجيت متحولة جنسيًّا. وقالت في مارس/آذار 2024 "أنا مستعدة لوضع سمعتي المهنية بأكملها على المحك لأقول إن بريجيت ماكرون رجل في الواقع".

وأكدت أنّها جمعت أدلة حول حقيقة "بريجيت ماكرون"، ووعدت بنشرها في 30 يناير/كانون الثاني الفائت.

وتوجهت عبر منشور لها عبر منصة إكس إلى الرئيس الفرنسي تضمن 21 سؤالًا لإجراء "مقابلة عادلة ومتوازنة" قبل نشر المعلومات التي تملكها. ومن بينها أسئلة حول ماضي “بريجيت ماكرون” وطالبت مشاركة صور طفولتها وهي في المدرسة.

وأشارت” أوينز” إلى أنه بالبحث حول شخصية بريجيت، لم تعثر على أي دليل حول حياتها المدرسية أو الجامعية.

ويذكر أن المؤثرة الأميركية، قد أطلقت سلسلة من المقاطع المنتشرة  على يوتيوب بعنوان "Becoming Brigitte" أي "أن تصبح بريجيت" ادّعت من خلالها أنها رجل، ولقيت هذه المقاطع تفاعلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

وبحسب صحيفة لوموند، يعتزم إيمانويل وبريجيت ماكرون تقديم عناصر علمية وصور لإثبات أنها ليست متحولة جنسيًّا وذلك في دعوى التشهير التي رفعاها في الولايات المتحدة ضد المؤثرة الأميركية، وفق ما أكده أحد محامي الزوجين يوم الجمعة 19 سبتمبر/أيلول الفائت.

نظرية مؤامرة تستهدف النساء البارزات؟

نشرت مواقع إخبارية ووسائل إعلام فرنسية، بأنّ الادعاءات التي تستهدف زوجة ماكرون، تأتي ضمن نظريات المؤامرة التي تستهدف النساء البارزات.

وبحسب المنظمة الأمريكية GLAAD (تأسست في الأصل للاحتجاج على التغطية الإعلامية المسيئة للمثليين )ُ فإنه تم توظيف "التحري عن المتحولين جنسيًا" (Transvestigation)، كأداة لاستهداف نساء بارزات عبر تشكيك مجاني بهويتهن الجنسية.

وذكرت المنظمة بعض النساء البارزات اللاتي تعرضن الى اتهامات جنسية على غرار ميشال أوباما زوجة الرئيس السابق باراك أوباما، والملاكمة الجزائرية إيمان خليف.

كما أفادت المنظمة أن "مثل هذه الهجمات اللاإنسانية على أجساد الناس وهوياتهم هي شكل من أشكال التنمر والمضايقة، خاصة عندما يتم الترويج له من خلال حسابات تتبنى خطاب الكراهية ويتابعها عدد كبير عبر الإنترنت، وهو ما يؤدي إلى أضرار جسيمة، وانتشار للعنف وبيئة خصبة للكراهية والعنف خارج الإنترنت.

اقرأ/ي أيضًا

اتهام بتعاطي الكوكايين: ادعاءات مضللة عن مشهد القادة الأوربيين في القطار 

هل يسمح المغرب للفرنسيين بدخول أراضيه ببطاقات هوية منتهية الصلاحية؟