أخبار

حسابات تدعي استخدام فلسطينيين الذكاء الاصطناعي للترويج بانتهاك إسرائيل وقف إطلاق النار

لانا عثمانلانا عثمان
date
2 نوفمبر 2025
آخر تعديل
date
2:43 م
3 نوفمبر 2025
حسابات تدعي استخدام فلسطينيين الذكاء الاصطناعي للترويج بانتهاك إسرائيل وقف إطلاق النار
ارتكبت إسرائيل أكثر من 190 خرقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الأخير| مسبار

رغم مرور ثلاثة أسابيع على سريان اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يوم العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الفائت، عقب مرور عامين من الإبادة الإسرائيلية على القطاع، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب انتهاكات جسيمة، إذ نفّذ جيش الاحتلال أكثر من مئة خرق لقرار وقف إطلاق النار بالقصف المدفعي والغارات الجوية وعمليات إطلاق النار، ما أودى بحياة العشرات من الفلسطينيين، بينهم نساء وأطفال، بمعدل يزيد على عشرة ضحايا يوميًا.

وعلى الرغم من التوثيقات والمشاهد، إضافة إلى الإحصائيات الرسمية، شنّت عدد من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤخرًا، حملة منظمة، عبر استخدام الذكاء الاصطناعي، تتهم الفلسطينيين بتزييف أخبار الغارات الإسرائيلية على القطاع وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار.

حملة تدعي أن الفلسطينيين يستخدمون الذكاء الاصطناعي للزعم بأن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار

تداول مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو مدته نحو سبع ثوانٍ، مولّد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتظهر في زاويته السفلية اليمنى العلامة المائية لنموذج "Veo" التابع لشركة غوغل، المتخصص في توليد مشاهد واقعية عالية الدقة.

ويُظهر الفيديو مراسلة ميدانية تقول إن "هناك شهداء وعددًا كبيرًا من الإصابات جراء قصف عنيف شنّه الاحتلال على مناطق في قطاع غزة".

ويُظهر المقطع خلف المراسلة مبنىً مدمرًا، وحرائق تندلع في المكان، فيما تحاول طواقم الدفاع المدني إخمادها، وتوجد في الموقع عدة سيارات إسعاف.

وعلّق ناشرو الفيديو بأن الفلسطينيين ينشرون مقاطع مصممة بتقنيات الذكاء الاصطناعي "زاعمين أن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار وقصفت مناطق في غزة"، واصفين ذلك بأنه "كذب للتسلية فقط".

حسابات تتهم الفلسطينيين باستخدام الذكاء الاصطناعي للادعاء بانتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النارحسابات تتهم الفلسطينيين باستخدام الذكاء الاصطناعي للادعاء بانتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار

ومن بين الحسابات التي شاركت في الحملة حساب جو تروزمان، كبير محللي الأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات الأميركية (FDD)، الذي قال إن "بعض مقاطع الفيديو المولّدة بالذكاء الاصطناعي من غزة مقنعة للغاية"، وأضاف أن "هذا التقرير الكاذب يزعم أن الاحتلال قصف مواقع في غزة، ما أسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا خلال وقف إطلاق النار"، مختتمًا تعليقه بالقول: "بالطبع، الفيديو كاذب. ولكن، لماذا اختلاق مثل هذه الأمور؟".

حسابات تتهم الفلسطينيين باستخدام الذكاء الاصطناعي للادعاء بانتهاك إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار

بعد التحقق من المقطع، تبيّن أن حسابًا على منصة تيك توك يحمل اسم "signs.esharat | إشارات" كان أول من نشره بتاريخ 19 أكتوبر الفائت، مصحوبًا بالوصف الآتي: "عاجل | شهداء وإصابات كبيرة جراء قصف الاحتلال لمناطق متعددة في قطاع غزة. بُعيد إعلان ما يُفترض أن يكون تهدئة، فجّر الاحتلال صمته بقذائف مدفعية وطائرات، مستهدفًا الحياة المدنية. المدنيون يدفعون الثمن... والمجتمع الدولي يشاهد بصمت". كما صُنّف الفيديو على أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي

صُنّف الفيديو على أنه من إنتاج الذكاء الاصطناعي.

@signs.esharat 🚨 #عاجل | شهداء وإصابات كبيرة جراء قصف الاحتلال لمناطق متعددة في قطاع غزة. بُعيد إعلان ما يُفترض أن يكون تهدئة، فجّر الاحتلال صمته بقذائف مدفعية وطائرات، مستهدفاً الحياة المدنية. المدنيون يدفعون الثمن... والمجتمع الدولي يشاهد بصمت. 📌 غزة، قصف، إصابات شهداء، تهدئة مُخترقة، الاحتلال #غزة #شهداء #CeasefireViolation #GazaUnderFire ♬ الصوت الأصلي - عاجل الاخبار

وبمراجعة محتوى الحساب، يتضح أنه ينشر باستمرار مقاطع مولّدة بالذكاء الاصطناعي تُظهر مراسلين ميدانيين ينقلون أخبارًا عن الأحداث في القطاع، مثل القصف والاستهدافات، إلى جانب مشاهد داعمة لفلسطين.

ينشر الحساب باستمرار مقاطع مولّدة بالذكاء الاصطناعي

كما يعرف الحساب عن نفسه في صندوق الوصف بـ"نصنع لكم الخبر من قلب الواقع والخيال، نتركه بين أيديكم لكي نصنع الواقع".

يعرف الحساب عن نفسه في صندوق الوصف بـ"نصنع لكم الخبر من قلب الواقع والخيال، نتركه بين أيديكم لكي نصنع الواقع"

على الرغم من ذلك، تجاهلت الحسابات التي شاركت في الحملة حقيقة أن مصدر المقطع شفاف في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ولم يحاول إخفاء العلامة المائية للنموذج المستخدم في توليد مقاطعه، إلا أنها تناقلته بادعاء أن الفلسطينيين ينشرون مشاهد مزيفة تهدف إلى الزعم بأن إسرائيل انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار.

وبالرجوع إلى يوم 19 أكتوبر الفائت، تاريخ نشر الفيديو، للتأكد من وقوع استهدافات وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، تبين أن إسرائيل خرقت الاتفاق بالفعل، إذ شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي غارات كثيفة على قطاع غزة ونفّذ هجمات متفرقة في عدة مناطق بالقطاع، في أكبر خرق لاتفاق وقف الحرب منذ إعلانه.

وأفادت مصادر طبية بمقتل أكثر من 40 فلسطينيًا وإصابة عشرات آخرين في أنحاء القطاع جراء الغارات العنيفة، التي شملت استهداف خيام نازحين ومدرسة تؤوي نازحين، إضافة إلى مبانٍ يعمل فيها صحافيون.

كما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في 20 أكتوبر الفائت، عن وصول 57 ضحية إلى مستشفيات قطاع غزة (منهم 45 نتيجة استهداف مباشر من الاحتلال و12 نتيجة انتشال)، إلى جانب 158 إصابة خلال الـ24 ساعة الفائتة.

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، في 20 أكتوبر الفائت، عن وصول 57 ضحية إلى مستشفيات قطاع غزة

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن سلاح الجو شنّ نحو 120 غارة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، آنذاك.

أكثر من 190 خرقًا إسرائيليًّا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ

كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عن استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، ما أودى بحياة 94 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 344 آخرين.

وفي بيان صدر يوم 28 أكتوبر الفائت، قال المكتب إن الاحتلال ارتكب 125 خرقًا للاتفاق، أسفرت عن مقتل 94 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 344 آخرين. وأضاف أن قوات الاحتلال نفّذت 52 عملية إطلاق نار استهدفت مدنيين بشكل مباشر، و9 عمليات توغل داخل الأحياء السكنية متجاوزة ما يُعرف بـ"الخط الأصفر"، إلى جانب 55 عملية قصف واستهداف، و11 عملية نسف لمبانٍ مدنية، إضافة عن اعتقال 21 مواطنًا في مناطق مختلفة من قطاع غزة.

وأدان المكتب الإعلامي "الخروقات العدوانية المتكررة"، محمّلًا إسرائيل المسؤولية الكاملة عن تداعياتها الإنسانية والأمنية، ومؤكدًا أن استمرارها يمثل "تهديدًا مباشرًا بنسف روح الاتفاق وانتهاكًا لالتزامات الاحتلال أمام المجتمع الدولي والدول الضامنة". كما دعا الولايات المتحدة والدول الوسيطة إلى التدخل الفوري وممارسة ضغط حقيقي على إسرائيل لوقف انتهاكاتها واحترام بنود الاتفاق.

أكثر من 190 خرقًا إسرائيليًّا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ

وفي تصريحات لاحقة لوكالة الأناضول، قال مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي، إسماعيل الثوابتة، اليوم الأحد الثاني من نوفمبر الجاري، إن عدد الخروقات ارتفع إلى 194 خرقًا منذ بدء سريان وقف إطلاق النار. 

وأوضح أن هذه الخروقات شملت تجاوز الجيش الإسرائيلي للخط الأصفر، ومنع دخول الأدوية والمستلزمات الطبية وخيام النزوح والمنازل المتنقلة، إضافة إلى استمرار عمليات القصف وإطلاق النار والتوغل.

وأضاف الثوابتة أن المكتب يرفع تقارير يومية للوسطاء حول هذه الخروقات، لافتًا إلى أن إسرائيل لم تلتزم بالبنود الإنسانية للاتفاق، إذ لم تسمح بدخول شاحنات المساعدات بشكل كامل، ولم تفتح معبر رفح لإجلاء المرضى للعلاج في الخارج، كما منعت إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.

وأشار إلى أن البروتوكول نصّ على دخول "مئات الآليات الثقيلة" لانتشال جثامين الفلسطينيين من تحت الأنقاض، "وهو ما لم يحدث حتى الآن، باستثناء سماح محدود بدخول معدات مخصصة للبحث عن جثامين القتلى الإسرائيليين في المناطق التي انسحب منها الجيش".

أكثر من 190 خرقًا إسرائيليًّا لاتفاق وقف إطلاق النار منذ دخوله حيز التنفيذ

في السياق ذاته، كشف مصدر خاص لـ"شبكة قدس" الإخبارية، مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عن استمرار المنظومة اليومية للانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة، التي تشمل القتل والتوغلات والحصار الإنساني وعرقلة جهود إعادة الإعمار.

ووفقًا للمصدر، بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار 250 شخصًا، بينهم 97 طفلًا، و39 سيدة، و10 من كبار السن، موضحًا أن 231 من الضحايا قُتلوا داخل الخط الأصفر، فيما قضى 23 آخرون بمحاذاته، في خرق واضح لبنود الاتفاق.

وأشار المصدر إلى أن عدد المصابين ارتفع إلى 579 إصابة، من بينهم نساء وأطفال وكبار في السن، نتيجة استمرار عمليات القصف والاستهداف في مناطق مختلفة من القطاع.

أما على صعيد الاعتقالات، فأكد أن قوات الاحتلال اعتقلت 29 فلسطينيًا منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، معظمهم من البحر والمناطق القريبة من الخط الأصفر، في انتهاك مباشر لبنود الاتفاق التي تنص على حرية الحركة وعدم التعرّض للمدنيين، موضحًا أنه أُفرج عن خمسة منهم فقط في وقت لاحق.

بلغ عدد الضحايا الفلسطينيين منذ بدء سريان اتفاق وقف إطلاق النار 250 شخصًا

المرصد الأورومتوسطي: إسرائيل تواصل الإبادة الجماعية عبر "القتل المتقطع" رغم اتفاق وقف إطلاق النار

قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، في تقريره الصادر، بتاريخ 31 أكتوبر الفائت، إن إسرائيل تواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة، ولكن بوتيرة أقل ضجيجًا، ومنهجية جديدة تقوم على خرق اتفاق وقف إطلاق النار بشكل يومي عبر قصف محدود يتطور كل بضعة أيام إلى هجمات واسعة تستهدف المدنيين في مراكز النزوح والمنازل والخيام.

وأوضح المرصد أن الجيش الإسرائيلي قتل 219 فلسطينيًا، بينهم 85 طفلًا، منذ بدء سريان وقف إطلاق النار، بمعدل يزيد على عشرة قتلى يوميًا، إضافة إلى إصابة نحو 600 آخرين.

وبيّن التقرير أن الجيش الإسرائيلي نفّذ موجتين كبيرتين من العدوان خلال هذه الفترة: الأولى في 19 أكتوبر الفائت وأسفرت عن مقتل 47 فلسطينيًا، والثانية في 28 و29 أكتوبر وأسفرت عن مقتل 110 فلسطينيين، بينهم 46 طفلًا و20 امرأة.

 إسرائيل تواصل الإبادة الجماعية عبر "القتل المتقطع" رغم اتفاق وقف إطلاق النار

وأكد المرصد أن تلك الهجمات لا تُعد حوادث منفصلة، بل تمثل نمطًا ممنهجًا يعكس سياسة إسرائيلية واضحة تهدف إلى تقويض اتفاق وقف إطلاق النار عبر ما وصفه بسياسة "القتل المتقطع"، التي تُبقي العدوان في حالة استمرارية وتتيح مواصلة الجرائم ضد المدنيين تحت غطاء من الصمت الدولي والتواطؤ السياسي.

وأشار المرصد إلى أن استهداف الخيام والمدارس التي تؤوي نازحين، وقتل الأطفال والنساء والصحفيين، يشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949، ويؤكد وجود نية لإيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا وبثّ الرعب في نفوس المدنيين.

وطالب المرصد الأورومتوسطي المجتمع الدولي باتخاذ خطوات عملية عاجلة لفرض حماية فورية للمدنيين، ووقف جميع أشكال القصف والحصار، وضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع، إلى جانب إطلاق آلية دولية للمساءلة عن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية وجريمة الإبادة الجماعية المرتكبة في غزة.

اقرأ/ي أيضًا

تقرير جديد للأمم المتحدة: تورط أكثر من 60 دولة في الإبادة الإسرائيلية لغزة

كيف روّجت ملاحظات المجتمع وغروك في إكس لرواية الاحتلال المضللة ضد الطبيب حسام أبو صفية؟

المصادر

كلمات مفتاحية

اقرأ/ي أيضًا

الأكثر قراءة

مؤشر مسبار
سلّم قياس مستوى الصدقيّة للمواقع وترتيبها
مواقع تم ضبطها مؤخرًا
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
publisher
عرض المواقع
bannar